إشتهرت الجزائر وهي دولة شبه عربية في شمال افريقيا بكثرة القتلى في
حرب الكفاح ضد الوجود الفرنسي. وقدمت مئات ألوف الضحايا. وقيل :أن
العدد بلغ المليون. ووصمت الجزائر(بلد المليون شهيد).
موريتانيا وتقع في منطقة سيئة الصيت مناخيا وجغرافيا عوضت قحطها
وكثرة رمالها المتحركة وموت الحياة فيها بإنتاج الشعراء. وقيل عنها
أنها (بلد المليون شاعر).
وكل اوطان الانسان في هذه المعمورة الخربة تفخر وتشتهر بمعلم او
منجز حضاري أو عمراني أو جغرافي أو تاريخي.
اشتهر العراق بكثرة النخيل الذي يوفر كميات من التمور كانت تصدر في
الغالب الى الخارج وتعود بالاموال الوفيرة للخزينة العراقية. وبمرور
الوقت تم تقطيع ملايين اشجار النخيل المثمرة في حملة وطنية غير مسبوقة
تشبه كثيرا الحملة الايمانية وحملة محو الامية وحملة تلقيح الاطفال ضد
وباء السعال الديكي وشلل الاطفال وحملات قتل الكلاب السائبة التي فقدت
بسببها كلبي القريب الى نفسي الامارة بالسوء.
في ثمانينيات القرن الماضي تعاونت الجيوش المتشاطئة على جانبي
الحدود بين إيران والعراق في حملة قومية اسلامية مشتركة لقطع نخيل شط
العرب والفاو والبصرة وكم نخلة على الجانب الايراني بفعل المدافع التي
تتلاقى في السماء لتساقط غضبا شيطانيا على رؤوس الأشجار المسكينة. ولم
يعد الحديث يجري عن بلاد السواد وبلد الاثنين وعشرين مليون نخلة.
وفي أعقاب الانسحاب من الكويت كان النخيل احد ضحايا الحرب والدمار
الممتد عبر الارض المحروقة في الجنوب والفرات الاوسط وعلى ضفاف الفرات.
لم نعد نستطيع التباهي بالنخيل فلا بلد العشرين ولا المليون نخلة.
وياخوفي تبقى لنا الجذوع فقط.
فقد العراق ورويدا أهم ماكان يفتخر به عبر تاريخه الطويل (نهريه
العظيمين) اللذين أكتشف انهما ليسا سوى ناقلين لمياه فائضة من تركيا
الى الخليج وربما انحسرت المياه في الاعلى وضاع النهران.
العراق بلد الابتكار والتطور والتقنية. ويظهر ان الامكانية متوفرة
لإيجاد بدائل عن الماء والشعر والالواح والنخيل والشهداء. هناك صعود
لطبقة اللصوص الذين يتشبثون بالذرائع المختلفة ليسرقوا ما قدروا عليه
من ثروات الوطن ضاربين بعرض الحذاء كل فكرة لبنائه ونهضته وعمرانه.
وهو يتجه رويدا ليتصدر قائمة البلاد المنتجة للصوص وسيقال عنه
بالحتم( بلد المليون حرامي). ياحرام.
Hadeejalu@yahoo. com |