عدة نقاط للانطلاق ونقطة واحدة للالتقاء وللمنطلقين غايتين احداها
الوصول الى نقطة الانطلاق لاحياء شعيرة اسلامية ما، واخر تكون نقطة
الالتقاء هي تفجير جسده العفن لمنع الاخر من تحقيق غايته.
رجال...نساء....شباب...اطفال...عجزة يجمعهم حب الحسين والايمان
بالحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف يأملون ظهوره لانقاذ البشرية مما هم
فيه من الباطل، ومجموعة اخرى تفكر كيف تمنع هؤلاء من الوصول الى كربلاء
المقدسة لا لشيء لانهم يحبون الحسين ويؤمنون بوجود ولده القائم عليهما
السلام.
ولو تأملنا سبب البغض هذا للمهدي (ع) فاننا سنصل الى نتيجة ان هؤلاء
الحاقدين يكشفون عن وجوههم الكالحة ويدينون انفسهم والاجندة التي
تمولهم وتسخرهم لهكذا اعمال بانهم ظلمة الارض الذين سيقضي عليهم الامام
ليملأ الارض عدلا واحسانا.
نقول ويقولون ان الامام المهدي سيخرج في اخر الزمان ليملأ الارض
عدلا واحسانا بعد ما ملئت ظلما وجورا، والذي يملأها ظلما وجورا هم
الطواغيت ومستبدو العصر، فلو كنت أؤمن بهذا وانت تؤمن بهذا فالذي لا
يؤمن بهذا ويحارب من يؤمن بهذا الا يعد من جنود الطواغيت الذين يعلمون
مصيرهم اذا ظهر المهدي (ع) ؟
اذن شعار المهدي القضاء على الطواغيت وشعار علني وصرح به كل الائمة
عليهم السلام، فكيف بطواغيت بني امية وبني العباس عندما اغتالوا وسجنوا
الائمة عليهم السلام خوفا على عروشهم ؟ فهل سيدعون ولدهم من غير مقاومة
وشعاره علنا القضاء عليهم ؟ بل العدة حاضرة والتأهب في أوجه وكل
الاساليب غير الشرعية مسموحة لديهم لقتل كل من يؤمن بفكرة الامام
المهدي (عج).
فالفكر الوهابي لو يؤمن بالعدالة فهذا يلزمه الحث على استعجال ظهور
الامام المهدي والدفاع عن فكرة الامام المهدي ومن يؤمن بفكرة الامام
المهدي، في حين نرى العكس انهم يحاربون الامام المهدي من خلال النيل من
الذين يؤمنون بفكرة الامام المهدي (ع)، وتجنيد فضائياتهم لبث سمومهم
وشتائهم وسبابهم الى من يؤمن بانقاذ البشرية من الطواغيت.
والخلاف الذي بيننا انه هل هو مولود ام انه سيلد ؟ وهذا الخلاف لا
يستوجب العداوة والبغض والنيل من الاخر كما نحن لا ننال منهم طالما لا
يعتقدون بولادته فان الصبح بقريب وستنجلي الغمامة عن الحقيقة التي لا
يراها فاقدي البصر والبصيرة.
واما سبب العداء لاتباع الامام المهدي (ع) طالما انه مولود فهذا
يجرنا الى ابائه واجداده والتاريخ الذي يحكي عن اعدائهم ولانه يامر
بالعدل فهذا نهج ابائه، ولانه يقضي على الظلم فهذا ايضا نهج ابائه،
وعليه كل من خالف نهج الامام علي عليه السلام مرورا باولاده واحفاده هم
ممن يوالون اعداء المهدي (ع). فالذي خالف وحارب وسلب حق علي(ع) هو نفسه
صاحب المنهج للذي قتل الحسين عليه السلام ونفسه الذي سجن الامام الكاظم
عليه السلام ونفسه الذي جعل الامامين العسكرين عليهما السلام تحت
الاقامة الجبرية ومن ثم اغتيالهما، وهم انفسهم ممن يحاربون فكرة المهدي
(ع) اليوم.
ابرياء يسيرون على الارض ينشدون الاناشيد فرحين بولادة الامام
المهدي (ع) متجهين الى كربلاء المقدسة، لم يؤذوا احد ولا استخدموا
العنف في ذلك ويعلمون ان هنالك من يتربص بهم ولكنهم يصرون على مواصلة
الدرب فالاخر الذي فكر بتفجير هؤلاء الابرياء اي ثقافة يحمل ؟ اليس هو
حفيد بني امية والعباس وابن تيمية ومحمد عبد الوهاب ؟ |