مجلة بشرى في عددها91: ومضات أخلاقية بأقلام نسويه

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: تعتبر الأخلاق ركيزة الأمم في النهوض والتطور، وتعدّ الدافع الأهم لبناء المجد، فلا بناء رصين من دون الأخلاق التي لولاها لاندثرت الأمم وانسحقت الإنسانية جمعاء تحت صراع الغرائز ونزعة الشر التي لا شيء يحد منها ويكبح جماحها أكثر من الأخلاق، ولهذا لا يتحدد الجمال في الشكل الخارجي فحسب بل جمال الأخلاق هو الذي يتقدم دائما.

وفي العدد الجديد (91) الذي صدر قبل أيام من مجلة بشرى الثقافية الاجتماعية نجد حضورا طاغيا لموضوعة الأخلاق ودورها في بناء الإنسان فردا وجماعة، ناهيك عن الأبواب الثابتة للمجلة بالإضافة الى معالجات أخرى قدمتها المجلة عير عدد من التقارير والتحقيقات الناجحة لكاتبات عُرفن بقدرتهن الإعلامية الرائعة.

بدأ هذا العدد بغلاف جميل يحمل باقة ورد بالغة الجمال ترافقها جملة جذابة تقول (أنت الأجمل بأخلاقك المحمدية) لنبدأ مع مقال رئيسة التحرير الكاتبة زينب صاحب حبيب الذي حمل عنوان (ومضة أخلاقية) ومما جاء فيه (ان الأخلاق هي التي تغذي جوهر الإنسان وتعكس حقيقة روحه كما تعكس المرآة حقيقة جسمه).

ثم تطرح المجلة موضوعا مثيرا للجدل حقا يخص دور المسلسلات المدبلجة وتأثيرها على المجتمع وقد وردت المعالجة بصيغة تحقيق صحفي للكاتبة علياء حمود التي أكدت من خلال تحقيقها الى ان هذه المسلسلات تعتبر ثقافة دخيلة على مجتمعنا، ونرى إن معالجة هذا الموضوع يشكل سبقا لهذه المجلة ولكاتبتها علياء لأننا قلما نلاحظ روح التصدي لمثل هذه الأساليب المبطنة التي تحاول ان تبث بين شرائح المجتمع أنهاج وسلوكيات لا تتسق مع أعرافنا وتقاليدنا وما تعلمناه من تعاليم ديننا الحنيف، وطالما ان التصدي لمثل هذه الأساليب يتطلب جهدا مدروسا ومخططا له لاسيما من لدن الجهات الرسمية لذا فإن خطوة بشرى بهذا الاتجاه تحسب لها ولكاتبة هذا التحقيق المهم علياء حمود، والجميل إنها دعمت تحقيقها بوقائع حقيقية وساخنة بين الزوجات والأزواج وما يتمخض عن مشاهدة هذه المسلسلات من تأثيرات سيئة على العلاقات الأسرية السليمة.

وفي محطة استراحة جميلة نقرأ شيئا عن عجائب الورود وغرائبها ثم نعبر الى زاوية (من هنا وهناك) المنوعة بالأخبار والمواضيع المعبرة والراقية أيضا.

ثم نلتقي مع تحقيق مهم آخر للكاتبة انتصار السعداوي ضمن محور الاقتصاد الاجتماعي، وقد حمل عنوان (ثقافة الاستهلاك .. بين الحاجة والاستهلاك) وقد وصفنا هذا التحقيق بالمهم لأنه يعالج ظاهرة موجودة فعلا في مجتمعنا حيث التناقض بين سلوك المرأة والرجل في باب التسوق والشراء والنظرة الى أهمية الادخار والاستهلاك أيضا كما ان الكاتبة حرصت على ان يكون تحقيقها شاملا ووافيا لغرض توصل الفائدة القصوى للقارئ.

ثم نصل الى محطة استراحة جديدة وزاوية (لمسات أنثى) التي تقدم للمرأة وللقراء عموما حزمة من المواضيع ذات الظل الخفيف المفيد في آن واحد.

 وفي محور التعليم يطالعنا تحقيق مهم ثالث لعلياء الكناني حول مشاكل القطاع التربوي ومعاناة التدريس وقد حل عنوان (مشاكل مدارس البنات.. المرشدة التربوية.. راتب مقبوض ودور مغيَّب) ومما ورد فيه (إن دور المرشدة التربوية مهمش حيث كل ما تفعله إقامة الاختبارات الإرشادية للطالبات وكأننا فئران تجارب) ويخوض التحقيق بعمق في مشاكل التدريس ويدعم موضوعه بالدلائل والأسانيد المأخوذة من واقع التدريس نفسه.

وتقدم الكاتبة سالمين حسين (رسالة الى الكوادر التدريسية) تحثهم فيها على أهمية دورهم في تطوير المجتمع والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم في هذا المجال الحيوي لدفع مكونات المجتمع والطلبة الى أمام.

وتتحفنا وسن البلداوي بتحقيق بارع عن رياض الأطفال حمل عنوان (رياض الأطفال بين الواقع والطموح) ومما جاء فيه (إن الطفولة المبكرة هي مرحلة الأساس في البناء الإنساني، ولَبنات هذا الأساس ينبغي أن تكون مختلفة من حيث القوة والمتانة عن باقي مراحل البناء الإنساني من هنا تأتي أهمية برامج الصحة والتغذية والتربية في المراحل العمرية المبكرة) ويتطرق التحقيق لدور معلمة رياض الأطفال كبديلة للام ودورها كقناة اتصال بين المنزل والروضة وثمة مساحة لآراء الرجال أيضا، لذا قرأنا تحقيقا ملما بالموضوع الذي عالجه بتأنٍ وجمال وإتقان.

وسيستريح القارئ في محطة جديدة اسمها محطة الجمال ثم الزاوية الممتعة الجميلة والمفيدة (أنت تسأل وبشورة تجيب).

ثم تقدم لنا الكاتبة شذى الشبيبي موضوعها المقتنَص من أروقة المحاكم والذي حمل عنوان (خداع الأزواج) وهو موضوع يتطرق لطبيعة العلاقة بين الأزواج ودرجة الإخلاص والوفاء بينهما والأسباب التي تكمن وراء حدوث التقاطعات والاختلافات بينهم وإمكانية معالجتها.

لنصل الى الملف الخاص الذي يتضمنه متن المجلة وهو يخص مسابقة ملكة جمال الأخلاق الأولى في كربلاء التي أقامتها جمعية المودة والازدهار في مبادرة فريدة من نوعها حقا، وقد تضمن الملف مراحل هذه المسابقة وأسماء المتسابقات والترشيحات التي تمخضت عن ذلك وصولا الى اختيار الملكة الأولى في جمال الأخلاق بكربلاء، ومما جاء في هذا الملف (الأخلاق الفاضلة تعني ان تعطي أكثر مما تأخذ وتقدم العطاء بأضعاف أضعافها تتوقع من المقابل) ونقرأ للسيدة عفاف كاشف الغطاء كلمة بعنوان (الأخلاق تجارة مضمونة الربح) وتضمن الملف نتائج استبيان مسابقة ملكة جمال الأخلاق وأسماء الملكات الأوائل من المدارس، وتضمن الملف كذلك كلمة (حوراء نوفل) بعد تتويجها التاج ومما جاء في هذه الكلمة (ان النفس الإنسانية تحتاج الى التأديب والتهذيب والترغيب والترهيب.. فالأخلاق الإسلامية هي مجموعة الأقوال والأفعال التي يجب ان تقوم على أصول وقواعد وفضائل وآداب مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعقيدة والشريعة الإسلامية).

ثم نصل الى مثل وحكاية للكاتبة رشا إبراهيم، ثم ثقافة فقهية، ونقرأ استطلاعا للكاتب ضياء الأسدي بعنوان ( مقام المهدي بقعة مقدسة تتشرف الملائكة بزيارتها) وفي زاوية علم نفس نقرأ من إعداد هدى محمد موضوعا بعنوان (ان كنت تعانين من ضعف الذاكرة) وتكتب لنا سالمين حسين (الأحلام بين الإعجاز والتفسير) ثم محطات استراحة جديدة وقفشات لبثينة مجيد، وتكتب لنا أنوار الأسدي (السعادة بين يديك لا تبحثي عنها بعيدا) وتعد لنا أيمان الكتبي زاويتها البيت السعيد.

ثم نصل الى محور الصحة فنقرأ نصائح هامة في هذا المجال، وفي مكتبة بشرى تقرأ لنا الكاتبة مريم علاء كتاب أسرار التفوق والنجاح لوالدة السيد مصطفى الشيرازي، ثم زاوية اختبري نفسك وهي بعنوان (الى كل فتاة .. اختبري علاقتك بوالدتك) ثم زاوية المطبخ وواحة الاستراحة لنصل أخيرا الى كلمة بثينة الخفاجي الموسومة بـ (صناعة القرار) وهي مسك ختام هذا العدد الحافل بالمواضيع المفيدة والممتعة من مجلة بشرى التي تتجدد دائما بجهود كادرها المبدع وكاتباتها المتألقات دائما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/آب/2010 - 22/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م