على الهواء مباشرة

زاهر الزبيدي

منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية التشريعية في العراق في السابع من آذار الحالي والكتل السياسية دؤوبة كخلية النخل بل وأكثر على عقد اللقاءات والاجتماعات الاستثنائية والطبيعية وفرشت الموائد وأعدت طاولات الحوار على أحسن ما يكون وجلسوا عليها متهندمين ترى الابتسامة لا تفارق وجوههم ويضحكون ملء أصداغهم، كبيرهم وصغيرهم، وهم كلهم قادة فكل من ينتمي لكتلة أو ائتلاف فهو قائد بغض النظر عن معنى القيادة بمفهومهم.

أقول آلاف الاجتماعات عقدت وبدأ المسؤولون الإعلاميون لأولئك القائدة يصرحون بما يشنف آذاننا من التصاريح التي أن دلت على شيء فإنما تدل على أننا جميعاً بخير والوطن بخير، وأرضه لا تقرضها الأرضة من أطرافها، والمداولات ايجابية ومثمرة وسنعلن عن قريب خلال الساعات ومن ثم خلال الأيام القادمة ومن ثم خلال الأسبوع القادم أو حتى الشهر القادم أو في العام القادم عن نتائج المباحثات.

 وتستمر العملية السياسية والتي وفق تصوراتنا المتواضعة قد أُفرِغت من محتواها الوطني بشكل كامل حيث أضحت المناصب الحكومية هي الأهم من كل العناوين الوطنية التي دخلنا بها الى الانتخابات والتي بنى الشعب العراقي بأكمله تصوراته على أساسها وعلى ذلك أنتخب من أنتخب وعُزل من عزل غير مأسوف عليه.

ترى عن ماذا يتحدثون عندما يجتمعون؟ لماذا لا تبث اجتماعاتهم ولقاءاتهم على الهواء مباشرة؟ اليست بجميعها لاتبتعد عن مصلحة الوطن وهي من أجله ومن أجل شعبه الصابر المحتسب، لماذا لا تبث كي يعرف أبناء العراق ماذا يفعل من أنتخبهم بدمائه؟ أم هناك أسرار محظورة على أبناء الشعب وممنوع عليه سماعها لأنها أسرار سياسية عظيمة لايجوز للفقراء معرفتها..

ياترى ماذا يفعلون بتلك الاجتماعات وكيف يتحدثون.. أم أنهم لازالوا مختلفون على القسمة ! تلك القسم الضيزى التي يحاولون اقتسامها فالكل يريد أن يدفع بمرشحه الى موقع السلطة بغض النظر عن الذي حصل عليه مرشحه والكل يبحث عن الوزارات السيادية وبما أوتي من قوة والكل يدعوا الى حكومة الشركة الوطنية، ولماذا الشراكة الوطنية، لماذا الانتخابات وأصلاً إذا كانت الحكومة هي حكومة الشراكة الوطنية فأنتم الساسة بجميعكم من كانوا في المعارضة في الخارج ومن هم من داخل العراق تتقاسمون السلطة في العراق وفق جدول زمني محدد كمجلس الحكم المنقرض وينتهي الموضوع أو حتى لو تجرون قرعة كل أربعة سنوات، قرعة شاملة كاملة على كل المناصب وينتهي الموضوع؟

دعونا من لعبة الانتخابات تلك والديموقراطية التي بدأت تعتاش على دمائنا بدلاً من أن تسهل لنا أمورنا الحياتية كما في باقي بلدان العالم المتحضر، أنها لعبة كبيرة تلك العملية السياسية التي أدخلت أنفسكم فيها ولستم بقادرين على الخروج منها ولن تقدروا إلا إذا تجاوزتم عقدة السلطة!

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/آب/2010 - 22/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م