الشعبانية تسدل ستارها

أكثر من ستة ملايين زائر وعشرات الشهداء والجرحى

شبكة النبأ: أسدلت زيارة النصف ممن الشعبان مؤخرا في كربلاء ستارها بسقوط العديد من الشهداء والجرحى الذين سقطوا جراء العمليات الإرهابية التي استهدفت المدينة.

ففي الوقت الذي اكتظت مدينة كربلاء المقدسة بملايين الزوار من داخل وخارج العراق وهم يحيون ذكرى مولد الإمام المهدي عليه السلام، شنت بقايا الإرهاب هجمات صاروخية على المدنيين العزل وسط المدينة القديمة وأطرافها، فيما لم يثمر الانتشار الأمني الكثيف الذي شهدته المحافظة بحماية الزائرين بالشكل الأمثل.

ستة ملايين زائر

فقد قال رئيس مجلس محافظة كربلاء إن أكثر من ستة ملايين زائر أدوا زيارة النصف من شعبان، التي جرت مساء أمس الثلاثاء وانتهت فجر اليوم الأربعاء، بنجاح باستثناء وقوع خرقين أمنيين أوقعا ضحايا، مبينا أن عمليات نقل الزوار الى محافظاتهم جرت بشكل جيد.

وأضاف الموسوي إن “أكثر من ستة ملايين مواطن أدوا الزيارة، إضافة إلى نحو 60 ألف زائر عربي وأجنبي”، مبينا أن “الحكومتين المحلية والمركزية قامتا بتوفير الخدمات الأساسية الى ملايين الزائرين، وخصصت رئاسة الوزراء ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار لتأمين الاحتياجات”. بحسب اصوات العراق.

وأشار الموسوي الى ان عملية تنظيم الزيارة “كانت جيدة وحققت النجاح، فقد عاد الكثير من الزوار الى محافظاتهم ويتواجد حاليا في كربلاء بعض الزوار لتأدية الزيارة”، لافتا الى ان عمليات نقل الزوار الى المحافظات “جرت بشكل جيد بعد ان ساندت الكثير من الوزارات العملية وخاصة وزارة الدفاع التي أرسلت ست كتائب لنقل الزوار إلى مختلف المحافظات”.

56 ألف زائر عربي وأجنبي

في السياق ذاته ذكر منسق دائرة سياحة كربلاء ان عدد الزوار العرب والأجانب الذين وفدوا إلى المدينة، بلغ أكثر من 56 ألف زائر اغلبهم من إيران والبحرين.

وقال حسين نوري عبد “بلغ عدد الزوار العرب والأجانب الذين دخلوا مدينة كربلاء حتى ظهر اليوم (الثلاثاء) 56 ألفا و250 زائرا”، مضيفا “كان العدد الأكبر من بين الزوار من إيران والبحرين إضافة إلى زوار من الباكستان والهند ولبنان والسعودية والكويت وفرنسا وأمريكا ومدغشقر وأفغانستان وتونس وجنسيات أخرى”.

الإسناد الجوي

من جهته قال محافظ كربلاء إنه تم تحذير المختارين والمجالس المحلية بضرورة عدم إيواء الغرباء في مناطقهم، مشيرا إلى إن مختار الحي الذي انطلقت منه الصواريخ على الزوار مع المجلس المحلي سيتحملون كافة التعبات القانونية، فيما عزا قائد عمليات الفرات الأوسط إن إطلاق الصواريخ لتأخر الإسناد الجوي.

وأوضح المهندس آمال الدين الهر خلال مؤتمر مشترك عقد في مبنى قيادة الشرطة بحضور رئيسي المجلس وقائد عمليات الفرات الأوسط ومدير شرطة المحافظة “انتهت زيارة النصف من شعبان بنجاح وهذا ما علينا إن نعلن ويعلمه العالم لان ما قدم من خدمات يفوق كل إمكانيات دول لان المدينة استقبلت الملايين من الزوار”.

واضاف ان “ما حصل من تفجيرات وخاصة إطلاق الصواريخ كان متوقعا ولكن ما يؤلمنا هو أن يحدث إطلاق الصواريخ من داخل الأحياء السكنية” منوها في هذا الموضوع الى انه “سبق أن حذرنا المختارين وأصحاب الأملاك بعدم بيع وإيجار أي مسكن لغير أهالي كربلاء إلا بموافقة أصحاب القرار والاختصاص”.

واكد “سيتحمل المختار والمجلس المحلي في حي النصر ما حصل لان الشخص الذي انطلقت من داره الصواريخ كان غريبا عن المنطقة ولم يجلب أثاثه”ولفت”هؤلاء أما مغفلون بالقانون أو لديهم شيء آخر إلا انه يعدون شكاء قانونيين في الإجراءات التي ستتخذ بحق المجرمين”.

وشهدت كربلاء اطلاق صاروخي كاتيوشا انطلقت من حي النصر 30كم جنوب غرب كربلاء وسقطا في منطقة السعدية قرب مبنى دائرة الهجرة والمجرين، (1كم عن مرقد الإمام الحسين) وأسفرا عن مقتل وجرح عدد منم الزوار.

وتابع الهر “في الزيارات المقبلة سنطلب من أصحاب المواكب تعهدات خدمية إضافة إلى التعهدات الأمنية و لا نسمح بان يكون بائع على أرصفة المدينة ووسط الشوارع من خارج كربلاء لان هؤلاء يعيقون الإجراءات الأمنية والخدمية.

كما عبث البعض من الزوار بالخدمات كقلع الزهور وتدمير الحدائق والأسيجة ولم تسلم حتى العلامات المرورية وهذا مخالف للشرع والأخلاق”.

من جهته، قال قائد عمليات الفرات الأوسط “ما حصل في كربلاء خلال الزيارة الشعبانية لا يعد خرقا امنيا لان المساحة واسعة وكانت هناك مرونة والعدو استغل الثغرات في المرونة فاستخدم سيارات مفخخة خارج القواطع الأمنية وأطلق وصواريخ من مسافة بعيدة وهي تعد نيران غير مباشرة مثلما تعد في الحسابات العسكرية ليست خرقا”. بحسب أصوات العراق.

وأضاف” ما حصل من إطلاق صواريخ أيضا كان بسبب تلكؤ أو تأخير في الإسناد الجوي العراقي لان الأجواء كانت رديئة فاستغلها العدة بإطلاق الصواريخ” لافتا الى ان “الساعة كانت 12 ليلا حين حلقت طائرتان عراقيتان وكان مقدرا لهما أن تحلقا لمدة ثلاث ساعات إلا إن العاصفة أظلت طرقهما فهبطت إحداهما في ملعب شرطة كربلاء فيما لم تتمكن الثانية من الهبوط فارتطمت واحترقت وقتل طاقهما المؤلف من خمسة”.

واستدرك ان ” العدو كان يريد تنفيذ العديد من الهجمات على الزوار ولولا التدابير الأمنية وحسن الانتشار ومسك الأرض لكانت أعداد الضحايا أكثر وقد استطاعت قواتنا من إحباط العمليات الأخرى بحسن الانتشار والتفتيش”.

مطلقي صواريخ

كما كشف قائد عمليات الفرات الأوسط، عن اعتقال الذين قاموا بإطلاق صواريخ كاتيوشا على الزوار في كربلاء والبالغ عددهم خمسة، معتبرا أن الحادث لم يكن خرقا أمنيا لأنه جاء بنيران غير مباشرة من قبل عناصر “إرهابية”.

وأوضح الفريق الركن عثمان الغانمي أن “الأجهزة الأمنية وفي حركة مباغتة وبعد اقل من ساعة، من إطلاق الصورايخ، تمكنت من محاصرة المكان وإلقاء القبض على المجموعة التي أطلقتها، ويبلغ عدد أفرادها خمسة”.

وبين الغانمي أن “المجموعة كانت قد زرعت عبوة صوتية أمام باب الدار انفجرت أثناء اقتراب القوة لكي تتمكن من الهرب، إلا أنه تمت محاصرة المنطقة وإلقاء القبض عليها، مع مصادرة ثماني قواعد صواريخ، اربع منها معدة للإطلاق مع تفكيك عبوتين ناسفتين كانتا مزروعتين داخل المنزل”. بحسب أصوات العراق.

وأشار إلى أن “ما سقط ليس قاذفتي هاون بل صاروخي كاتويشا تم إطلاقهما من احد الدور السكنية في منطقة حي النصر (3كم جنوب غرب كربلاء)، وقد سقطا في منطقة السعدية قرب مبنى دائرة الهجرة والمهجرين (1كم عن مرقد الإمام الحسين) واسفر الحادث عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى من الزوار”.

حصيلة التفجيرات

فيما قال المتحدث الإعلامي باسم دائرة صحة كربلاء، إن آخر حصيلة لانفجاري كربلاء بلغت 24 قتيلا و50 جريحا بينهم سبعة من عناصر الأجهزة الأمنية و14 امرأة.

وأوضح سليم كاظم أن “حصيلة الانفجارين اللذين وقعا أمس بسيارتين مفخختين جنوب كربلاء والذين استقبلهم مستشفى الحسين العام 24 قتيلا و50 جريحا”، مبينا أن “من بين القتلى ضابط من الجيش العراقي وست نساء فيما كان من بين الجرحى ستة من منتسبي الأجهزة الأمنية وثماني نساء”.

وكان انفجاران وقعا في مدينة كربلاء احدهما قرب نقطة تفتيش والثاني في منطقة الحي الصناعي جنوب كربلاء أوقعا عددا من القتلى والجرحى بين الزوار بلغت الحصيلة الأولية 19 قتيلا و47 جريحا.

وأضاف كاظم أن “نحو 16 سيارة إسعاف شاركت في نقل الجرحى وإخلاء القتلى إلى المستشفى ودائرة الطب العدلي، فيما قام نحو 50 طبيبا وكادرا صحيا وتمريضيا بأكثر من 12 عملية جراحية كبرى، بينما تم نقل 16 حالة إلى مستشفيات بغداد والنجف والحلة والمثنى والناصرية”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 1/آب/2010 - 20/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م