نجح النوبيون المساكين في بناء جملة من الاهرامات لحساب بعض
الفراعنة الذين كانوا ينتظرون الموت لتخليدهم الفاني.
مصر الحديثة تستخدم الاهرامات للدعاية الحضارية وللسياحة التي تجتذب
الاجانب ليروا معالم مصر المحروسة.
العراقيون هذه الايام في جدل بييزنطي عقيم حول الطريقة التي يتم
فيها التخلص من مئات آلاف القطع الكونكريتية التي تملآ شوارع العاصمة
بغداد والمدن العراقية الاخرى.
يقترح البعض ان يكون جمع هذه القطع في اماكن محددة لانشاء هرم عملاق
يفوق في حجمه اهرام الجيزة قاطبة ويوضع في اطراف بغداد على ان تلون
القطع الكونكريتية بالوان شتى وتزرع حواليها الاشجار الباسقة ويتم زرع
الارض بالنجيل الاخضر لراحة المواطنين الكرام. وهذا بعد تحقيق اعلى
نسبة من الامن معقولة.
البعض يعبر عن يأسه من استقرار الامن. لكن الفكرة ليست مرتبطة
بالمرحلة الراهنة انما هي محاولة لرسم معالم مستقبل كونكريتي للوطن
يحميه من عواد الزمن ومحاولات الاخرين إيذائه بأي طريقة كانت.
ايضا هناك مشكلة تخص العشاق الذين قد يستغلون الهرم العملاق لممارسة
الحب بالطريقة التي يرغبون.. وكيف تقنن المسالة؟ ايضا مشكلة من الذي
يتولى بناء الهرم ؟هل هم العراقيون ؟طبعا الاعتراض وارد لان اي عراقي
توكل له المهمة سيكون لصا بالحتم ويسرق الاموال. اما العمال فاغلبهم (مسختون).
ويرى مواطن مصري اسمه محروس يعمل حلاقا في بغداد: ان يتم جلب العمالة
المصرية لتساهم في بناء الهرم وليكون هناك حضور فرعوني تاريخي مؤكد.
في كل الاحوال الامن لم يستقر بعد والتخصيصات المالية ستكون مشكلة
حقيقية وربما اعترض المصريون لان الاهرام ماركة نوبية مصرية وغير مسموح
للعراقيين ان يلطشوا الفكرة وتراث الاخوة المصريين..
لكن الفكرة متوفرة والمتحمسون لها في العراق متحفزون لعملها
بالطريقة الممكنة. ويبقى الصبر هو المعيار الذي يمكن من خلاله تحديد
الملامح المستقبلية لشكل المشروع.
عاش العراق بلا خفرع ولاخوفو ولايحزنون. والافضل ان نعرض القطع
الكونكريتية على اصدقائنا الامريكيين ليصدروها للبلد المرشح للاحتلال
بعد العراق..
hadeejalu@yahoo. com |