الكتب الرقمية تطيح بالورقية وتستقطب قرائها

 

شبكة النبأ: بات مشاع في بعض دول العالم تداول الكتاب الرقمي بشكل كبير وسريع، مما قد يضع نهاية لعالم الكتاب الورقي ويطوي صفحته التاريخية الى الأبد، هذا ما يراه بعض القراء في أوربا وأمريكا واليابان، فيما يعارض الكثيرون من الدول الأخرى فكرة الاستغناء عن الكتاب الورقي على الرغم من تقبلهم الكتاب الأخر.

فيما تسعى الجهات المصدرة للكتاب الحديث الترويج منتجها عبر إقامة المعارض والملتقيات، والمساهمة في إنشاء بعض المكاتب الرقمية للدعاية والإعلان.

تنافس حاد

فقد أعلنت شركة أمازون وهي أكبر موقع إليكتروني لبيع الكتب بأسعار التجزئة في العالم أن مبيعاتها من الكتب الإليكترونية تجاوزت مبيعات الكتب ذات الغلاف الصلب خلال الربع الثاني من العام الحالي.

وقالت الشركة في بيان صحفي إنه خلال الفترة من نيسان/أبريل حتى حزيران/يونيو الماضي، زادت مبيعاتها من الكتب الرقمية الخاصة بجهاز القارئ الإلكتروني "كندل" بنسبة 43% مقابل مبيعاتها من الكتب من الطبعات الفاخرة ذات الغلاف الصلب، وذلك بعد مرور ثلاث سنوات تقريبا على طرح الكتب الإلكترونية في السوق الأمريكية.

وفي حزيران/يونيو فقط تجاوزت مبيعات الكتب الإلكترونية نظيرتها من الكتب ذات الغلاف الصلب بنسبة 80% ، ولم تقدم الشركة بيانات حول إجمالي مبيعاتها لأي من الطبعتين.

وقال جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون ورئيسها التنفيذي إن مبيعات الكتب الإلكترونية زادت بفضل تراجع سعر أجهزة القارئ الإلكتروني "كندل".

ونقل البيان الصحفي عن بيوزس قوله إن "معدل نمو مبيعات جهاز كندل زاد ثلاثة أضعاف منذ أن خفضنا السعر من 259 إلى 189 دولار"، دون أن يشير إلى عدد الأجهزة التي بيعت.

ويمكن أيضا قراءة كتب "كندل" على أجهزة منافسة مثل جهازي "اي فون" و"أي باد" من تصنيع شركة "ابل " أو أجهزة الكمبيوتر المحمول.

وأوضحت الشركة أن من بين 630 ألف كتاب طرح للبيع على موقع أمازون، هناك أكثر من 510 ألف تقل أسعارها عن عشرة دولارات. ولم يتوفر معلومات حول أسعار الكتب ذات الغلاف الصلب لأمازون.

ولم يتطرق بيان الشركة إلى الكتب الإلكترونية التي يتم تحميلها مجانا من موقعها الإلكتروني ويبلغ عددها نحو 8ر1 مليون كتاب.

ووفقا للرابطة الأمريكية للناشرين فإن الأرقام التي أعلنتها أمازون لم تشمل مبيعات الكتب ذات الغلاف الورقي والتي تمثل إيراداتها أكثر من ثلثي السوق.

ومن المقرر أن تعلن أمازون عن أرباحها للربع الثاني عقب إغلاق البورصة يوم الخميس المقبل.

هوس الكتروني

وعلى الرغم من ان معظم العالم يتحدث عن الكتاب الإلكتروني، ولكن النقلة التي حققها هذا الكتاب بدعم من جهاز أي باد القارئ للكتب والذي طرح في الأسواق الألمانية قبل أسابيع قليلة أصابت عالم الكتاب المطبوع بالذهول.

ولكن يورجين هورباخ أمين صندوق بورصة الكتب الخاصة باتحاد المكاتب الألمانية يرى غير ذلك حيث قال أمس الأول في فرانكفورت: ''لا أعتقد أن الكتاب الإلكتروني سيتطور بشكل حيوي سريع''.

لا تزال مبيعات الكتاب الإلكتروني في ألمانيا ضئيلة نسبيا حيث تقل عن 1 في المائة في حين أنها قاربت نسبة 5 في المائة في الولايات المتحدة حسب بعض التقديرات ما جعل هورباخ يقول مضيفا: ''نحن نلهث وراء التطور''.

قال هورباخ ذلك ولم يكن حزينا جراء هذا ''التخلف عن ركب الحضارة'' وذلك أن القراءة الرقمية تنطوي على مخاطر للكتاب المطبوع كأن يتم تنزيل الكتب عبر الإنترنت ما يعني حرمان دور النشر من ثمن هذه الكتب.

ولكن العاملين في مقر اتحاد تجار الكتب بمدينة فرانكفورت يعلمون أن القطاع ربما كان مقبلا على أهم ثورة في عالم الكتب منذ أن اخترع جوتنبرج طباعة الكتاب.

ولكن ألكسندر سكيبيس المدير التنفيذي لبورصة تجار الكتب الألمان في فرانكفورت يرى أن السرعة التي يسير بها هذا التطور وما سيؤول إليه في النهاية غير واضح.

غير أن سكيبيس لا يشكك في أن الكتب الرقمية ستتزايد خلال السنوات المقبلة وستتزايد في ألمانيا مضيفا: ''قطاع الكتب في ألمانيا مهيأ لهذا التطور''.

أنشأ اتحاد دور النشر الألمانية موقعا إلكترونيا يضم نحو 24 ألف كتاب رقمي. وتشارك في الموقع معظم دور النشر الكبيرة في ألمانيا. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

وبدأت أخيرا محادثات مع شركة آبل بشأن آفاق التعاون لنشر الكتاب الرقمي. ويرى هورباخ أنه ما دام سعر أجهزة القراءة الرقمية عدة مئات من اليوروهات ستظل هذه القراءة ''ظاهرة غير شعبية'' ولن تصبح شعبية إلا بعد تراجع أسعار هذه الكتب.

وخلافا لما هو عليه الحال في أمريكا فإن سوق الكتاب التقليدي في ألمانيا مازالت مستقرة. وعلى الرغم من تراجع مبيعات القطاع خلال الأشهر الخمسة الأولى للعام الجاري بنسبة 4.0 في المائة فإن القطاع حقق نسبة نمو اسمي ''دفتري'' بنسبة 8.0 في المائة عام 2009 حيث وصل إجمالي مبيعاته 69.9 مليارات رغم الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.

ومع ذلك كان للقطاع ردود فعل على الأزمة العالمية ما جعله يقلص من عدد الكتب المنشورة من 94278 عنوانا جديدا عام 2008 إلى 93124 عنوانا عام 2009. وكانت المفاجأة أن نسبة الأدب الروائي في هذه الكتب بلغت 8.33 في المائة مقارنة بـ 3.32 في المائة عام 2008.

وارتفعت نسبة أدب الأطفال والشاب إلى 7.15 في المائة عام 2009 مقارنة بـ 6.14 في المائة عام 2008.

كما استمر تزايد عدد الكتب المباعة عبر الإنترنت عام 2009 وبلغ إجمالي المباع عبر المنافذ الإلكترونية 2.12 في المائة من إجمالي مبيعات قطاع الكتب في ألمانيا مقارنة بـ 10.7 في المائة عام 2008.

يعني ذلك أن الألمان لا يزالون أوفياء للكتاب والكتاب التقليدي بشكل خاص ما يمنح قطاع النشر وقتا للقيام بجهود داخل أروقة السياسة في برلين للحصول على مكاسب فيما يتعلق بحقوق النشر.

ويرى ألكسندر سكيبيس المدير التنفيذي لبورصة تجار الكتب الألمان في فرانكفورت، أن هناك تحولا في توجه الحكومة الألمانية بشأن الكتب

الإلكترونية، وأن الساسة أدركوا أن الإنترنت لا يمكن أن يصبح منطقة بعيدة عن حكم القانون، وأنه من الضروري إلزام المواقع الإلكترونية بلوائح تحمي حقوق الملكية الفكرية.

ارتفاع المبيعات

من جانب آخر في مهرجان لوس أنجلوس تايمز للكتاب أكبر حدث أدبي في أمريكا الشمالية وبينما جمع هذا العام الكتاب بالقراء واكب أيضا العصر بتقديم جائزة عبارة عن الكمبيوتر اللوحي الجديد آي باد الذي أنتجته شركة أبل.

اجتذب المهرجان أكثر من 130 ألف شخص للحصول على توقيعات وحضور ندوات شارك بها أكثر من 400 مؤلف في وقت تواجه فيه عملية نشر الكتاب وطريقة قراءة الناس لها تغييرا كبيرا.ومن بين الروائيين الذين حضروا المهرجان هيرمان ووك (94 عاما) الذي كتب تمرد كاين وصاحبتا الكتب الأكثر مبيعا ماري هيجينز كلارك وميج كابوت إضافة إلى كتاب مشاهير مثل سارة سيلفرمان واليشا سيلفرستون. وتقاسم المؤلفون الشبان والكبار وجهات النظر فيما يتعلق بالسوق المتطورة.

وقال ووك:صناعة رواية القصص أبدية. الشكل تغير ولكن التعطش للقصص لم ينته. وأضاف أنه خاض تجربة الكتب الإلكترونية ولم يشعر براحة تجاهها.وعرض منظمو المهرجان جهاز آي باد الذي أنتجته شركة أبل كجائزة كبرى وهو أحدث إصدار في سوق الكتاب الإلكتروني سريعة النمو والتي يقودها جهاز كيندل الإلكتروني قارئ الكتب إلكترونياً والذي يمكن تخزين مجموعة من الكتب عليه ويدعمه موقع أمازون دوت كوم على الإنترنت.

وبينما مثلت مبيعات الكتب الإلكترونية 133 مليون دولار فقط من إجمالي سوق الكتب الأمريكية البالغة 24 مليار دولار ارتفعت مبيعات الكتب الإلكترونية بنسبة 177 في المائة في العام الماضي فيما تراجعت مبيعات الكتب بشكل عام بنسبة 8. 1 في المائة عن عام 2008 .

وقالت أنا ماجزانيان نائبة رئيس التسويق في التايمز :هذا الحدث يعد احتفالا بالثقافة ونرغب في البقاء في الطليعة. بحسب رويترز.

وحيث إن آي باد موضوع جديد وأداة عظيمة فنحن نرغب في تقديم جهاز لشخص ما.وتقاسم مؤلفون آخرون شبان وجدد الرأي فيما يتعلق برواية القصص والكتب المباعة إلكترونيا التي من المتوقع أن تصل يوما إلى ما بين 25 و50 في المائة من الكتب المباعة.

ويستخدم بعض الكتاب مواقع على الإنترنت للتعاون في تأليف بعض الكتب في حين تظهر روايات يوميا عن كتاب ينشرون أجزاء من رواياتهم على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الإنترنت. وشهدت أيضا عملية نشر الكتب بمساعدة التكنولوجيا الرقمية تطورا في السنوات الأخيرة.

ماسحة ضوئية

وتقليب صفحات كتاب ربما لا تبدو الطريقة الامثل لمسحه ضوئيا ولكن مجموعة بحث يابانية من جامعة طوكيو ابتكرت برنامجا جديدا يتيح مسح مئات الصفحات ضوئيا خلال دقائق.

والمسح الضوئي للورق عملية مملة في العادة اذ يجب ادخال كل صفحة في ماسحة ضوئية مسطحة ولكن الفريق الذي يقوده البروفيسور ماساتوشي ايشيكاوا يستخدم كاميرا عالية السرعة تلتقط 500 صورة في الثانية لمسح الصفحات ضوئيا اثناء تقليبها.

والماسحات الضوئية العادية يمكن ان تمسح المعلومات التي تظهر بالفعل امامها على الصفحة فقط. والماسحة الضوئية الجديدة التي يجري تطويرها قادرة على التعامل مع حقيقة ان الصفحات التي تتقلب تتشوه بطبيعة الحال بشكل ما. بحسب رويترز.

وقال ايشيكاوا وهو يشرح النظام المستخدم في اعادة بناء الصفحة الاصلية "تأخذ (الكاميرا) لقطة للصفحة ثم تقوم بحساب الشكل وتستخدم هذه الحسابات لتصوير عملية المسح الضوئي."

واضاف "واذ أنها تستطيع التصوير مع فهم الشكل الضمني فمن السهل جدا حينئذ أخذ الصفحات التي تمسح ضوئيا وحفظها كنسخة مسطحة عادية."

والنظام الحالي قادر على المسح الضوئي لكتاب متوسط عدد صفحاته من 200 الى 250 خلال اكثر قليلا من 60 ثانية باستخدام جهاز كمبيوتر تقليدي.

وفي حين يتطلب الامر الان وقتا اضافيا للتعامل مع الصور التي تم مسحها ضوئيا فان الباحثين يأملون ان يجعلوا التكنولوجيا في نهاية الامر اسرع وأصغر حجما.

وقال ايشيكاوا لرويترز "حين يتاح في المستقبل اجراء هذه العملية كلها بواسطة شريحة واحدة ثم وضعها في جهاز اي-باد او اي-بود يستطيع المرء ان يقوم بالمسح الضوئي باستخدام هذه الشريحة.

وعند تلك النقطة يصبح من الممكن المسح الضوئي لشيئ سريعا لحفظه من اجل القراءة لاحقا."

وربما لا يمكن القيام بالمسح الضوئي للكتب بواسطة هاتف اي-فون قبل فترة أطول ولكن ايشيكاوا يقول ان نظام المسح واسع النطاق المعتمد على الكمبيوتر يمكن أن يتاح خلال عامين او ثلاثة أعوام.

ورغم قدرة التكنولوجيا على نقل الكتب الورقية الى العصر الرقمي فلم يتضح بعد كيف سيكون رد فعل الناشرين ازاء قيام اشخاص بالمسح الضوئي لكتب هؤلاء الناشرين اثناء مجرد تقليب اوراقها فقط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29/تموز/2010 - 17/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م