الإمام المنتظر وطريق الخلاص البشري

قراءة في كتاب: لماذا الغيبة

 

 

 

 

 

الكتاب: لماذا الغيبة.

المؤلف: الفقيه المقدس آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته)

الناشر: مؤسسة الفقيه الشيرازي الثقافية

عدد الصفحات: 160 صفحة من القطع المتوسط.

عرض: مؤسسة الفقيه الشيرازي الثقافية

 

 

 

شبكة النبأ: يشكل هذا الكتاب الموسوم (لماذا الغيبة) لمؤلفه الفقيه المقدس آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته) إضافة نوعية للمؤلفات والكتب التي عالجت قضية غيبة الامام الحجة (عج) وأسبابها وعواملها، وتتمثل هذه الاضافة باسلوب التناول والعرض الذي وظفه الفقيه الشيرازي لتوصيل الافكار الهامة التي تُعنى بغيبة الامام المنتظر (عج) وبكل ما يتعلق بها وينتج عنها من سبل تكفل للبشرية طريق الخلاص من المأزق المادي الدنيوي الذي ينتهي بالانسان الى مصيره الحتمي، ويمكن أن نطلق على اسلوب الفقيه الشيرازي في كتابه الجديد هذا بالسهل الممتنع لما يتمتع به من عمق ورصانة من جانب، وقدرة على سهولة التوصيل الى عموم المتلقين من جانب آخر.

وتتصدر هذا الكتاب القيّم مقدمة مركّزة مهّدت للأفكار الواقعية والغيبية التي طرحها الفقيه الشيرازي (رحمه الله) في متن كتابه بمحتواه المتميز وإسلوبه المبسّط وقدرته على عرض وتمحيص ومداولة الافكار وتوصيلها الى المستويات كافة بغض النظر عن درجة وعيها او اطلاعها المعرفي والديني والثقافي بوجه عام.

ويُستهَل الكتاب بجزئه الاول الذي يتقدم الاجزاء الستة المعروضة في المتن، ويحمل عنوان (الاسباب الكامنة وراء غيبة الامام المنتظر عليه السلام) حيث نطلع على سلسلة من الاجابات الشافية الوافية لغيبة الامام الحجة عليه السلام يتصدى لها الفقيه الشيرازي ويناقشها بإسلوبه المعروف ببساطته وعمقه في آن واحد ويتساءل الفقيه الشيرازي قائلا، (اذا كانت ظاهرة الغيبة عامة – أي لا تخص الامام الحجة وحده كما ثبت ذلك- فالسؤال عن علة الغيبة وسببها يكون سؤالا عاما أيضا).

ويسترسل المؤلف في بحثه مؤكدا على ان ثمة اجابات عدة في هذا الصدد معتمدا على المراجع التأريخية الموثوقة التي تتعرض لهذه الموضوعة الهامة كالشيخ الطوسي رحمه الله في كتابه الموسوم بـ (الغيبة).

أما الجزء الثاني الذي حمل عنوان (أهمية نجاح الانسان في التعامل مع قضية الامام المهدي المنتظر"عج") فهو يشكل امتدادا للجزء الاول ويقدم فيه المؤلف اجابة شافية عن التساؤلات التي تتعلق بالغيبة ويؤكد الفقيه الشيرازي هنا ان غيبة الامام الحجة "عج" تمثل شكلا من اشكال التمحيص والابتلاء الالهي للعباد، وبهذا فإن الابتلاء كان موجودا في الامم المتقدمة، وهو أحد العوامل المهمة التي تحاول أن تضغط على الانسان فردا كان او جماعة لكي تعي وترجع الى جادة الصواب فيما لو أصابها الغي وبلغ بها الكبر والتعالي مبلغا تحتاج معه الى التوعية والردع، وتعتبر حالة الابتلاء هنا من وسائل الردع والسبل التي تساعد الانسان على ذلك، أما الغيبة فهي بمثابة ابتلاء للامة بغياب قائدها وتعد اختبارا لمدى ايمان الامة ومدى تمسكها بهذا الايمان بغياب القائد كما حدث مع النبي موسى عليه السلام حين غاب عن قومه اربعين ليلة.

وفي الجزء الثالث الذي حمل عنوان (عوامل نجاح غيبة الامام المهدي المنتظر "عج")، يقدم الفقيه الشيرازي اجابة أخرى رابعة عن اسباب الغيبة ويؤكد على انها بمثابة التمهيد لنجاح الحركة ويأتي النجاح على نحوين، الاول نجاح بمنطق المعادلات الغيبية والثاني نجاح بمنطق المعادلات المادية، ويركز المؤلف على طبيعة الاجواء العامة التي ينبغي ان تتم تهيئتها لكي يظهر الامام الحجة عليه السلام لكونه مخلص البشرية من الظلم والقهر والحرمان التي تعانيه من قبل الطغاة العتاة البغاة الظالمين على مر العصور، ويؤكد الفقيه الشيرازي على فشل النظام العالمي وحاجة البشرية للامام المهدي كسبيل لامناص منه لخلاصها.

ويفسر الجزء الرابع من هذا الكتاب ظاهرة غيبة الامام المهدي المنتظر عليه السلام وتمثل الاجابة الخامسة عن الغيبة واسبابها كما يشير اليها الشيخ المفيد (رحمه الله) في كتاب (رسائل في الغيبة في المجلد الثالث) ويتطرق هذا الجزء لرجال مرحلة التكوين ورجال مرحلة البناء ويفسر طبيعة الحركة وهل هي غيبية أم طبيعية، ثم نصل الى مقومات تحقيق دولة العدل والحق.

ويحمل الجزء الخامس عنوان (عوامل غيبة الامام المهدي-عج-) ويبحث في مفهوم التنزيل الذي يرتبط بالمفهوم القرآني واصالة الرحمة الالهية ويقدم الفقيه الشيرازي ثلاث حقائق في مفهوم التنزيل ويؤكد على ان التاريخ يذكر لنا قضايا كثيرة في هذا المضمار، ويبقى الامل للعاملين في سبيل الله سبحانه وتعالى على التغيير.

أما الجزء السادس والأخير والذي يحمل عنوان (التربية الالهية للانسان في عهد الغيبة) فيقتطف مقاطع من دعاء كميل المعروف ويفسره استنادا الى الاسانيد والرؤى الموثوقة، ويؤكد الفقيه الشيرازي بهذا الصدد قائلا:

(ان الانسان عندما يفقد شيئا، ستعقب ذلك ثلاث حالات او آثار هي: الاثر النفسي، والاثر الفكري، والاثر العملي) وهي حالات تركتها غيبة الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في الامة الاسلامية لتنتقل الى البشرية جمعاء في بحثها الدؤوب المتواصل عن الخلاص من المأزق الذي تعيشه الآن .

وبهذا نكون قد أمضينا رحلة هادفة وجلية تعرض لنا حيثيات الغيبة باعتبارها الطريق الأوحد للخلاص البشري، وذلك بالاسلوب السهل الممتنع الذي ينتهجه الفقيه الشيرازي (رحمه الله) لكي يضع رؤاه وافكاره القيّمة بمتناول جميع المسلمين من دون استثناء.

والجدير بالذكر ان مؤسسة والجدير ان مؤسسة الفقيه الشيرازي الثقافية تهتم بدراسة ونشر الفكر الاسلامي المعاصر من خلال القرآن الكريم وسنة الرسول الاعظم (ص) واهل بيته الاطهار عليهم السلام، ومن خلال نشر أفكار ورؤى الفقيه المقدس آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (أعلى الله درجاته)، وتهدف المؤسسة الى تحرير وتحقيق واعداد المحاضرات التي ألقاها الفقيه المقدس، وأسهم في إعداد وتحقيق ونشر هذا الكتاب عدد من منتسبي مؤسسة الفقيه الشيرازي الثقافية منهم المشرف على المؤسسة سماحة الشيخ مرتضى معاش ومديرها التنفيذي السيد علي الطالقاني ومنتسبو قسم التحرير، الأستاذ علي حسين عبيد والأستاذ محمد علي جواد تقي، وقسم التصحيح اللغوي الأستاذ احمد عبد الحسين، وقسم التحقيق الأستاذ ماجد حميد ظاهر، وقسم الطباعة، ميثم رياض ومحمد اسماعيل.

عنوان المؤسسة على الانترنت:

http://mr-alshirazi.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/تموز/2010 - 14/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م