شبكة النبأ: لم يدر بخلد أم زهراء إن
هناك شيئاً قد خبأه القدر لها، فبعد يومين من أجراء عملية جراحية
لابنتها زهراء التي كانت تشكو من التهاب اللوزتين حتى بدت المريضة
زهراء غير قادرة على شرب الماء او أية سوائل، فبدلا من دخول ما تتناوله
الى المريء ثم المعدة، كان الطعام يأخذ طريقا للخروج من الأنف.
قطع لسان المزمار
سارعت أم زهراء باصطحاب ابنتها إلى المركز نفسه الذي أجريت فيه
العملية الجراحية. وبعد إجراء الفحوصات، أخبروها بأنه قد تم قطع لسان
المزمار لصغيرتها.
وتروي ام زهراء تفاصيل حكاية ابنتها زهراء البالغة من العمر
العمر16عاما، فتقول لـ(شبكة النبأ)، "كانت تشكو باستمرار من التهاب
مزمن في اللوزتين، فراجعت مركزاً صحياً تابعاً لمنظمة الأمم المتحدة في
دمشق، الذي يبعد عن مسكننا ما يقارب 10كم، حيث انه اقرب مركز لنا، وبعد
عرضها على الطبيب المختص في ذلك المركز اخبروني بأنها في حاجة لإجراء
عملية سريعة وحالتها لا تحتمل التأجيل".
وتضيف، "بالرغم من ان وضعنا المادي ضعيف فأن قرار المنظمة يلزمنا
بدفع %20من تكاليف العملية".
وتؤكد ام زهراء، أنها وفرت المبلغ المطلوب منها بشق الأنفس لتنعم
زهراء بصحة جيدة، فتقول لـ(شبكة النبأ)، "لقد أدخلناها المستشفى لاجراء
العملية الجراحية، وما هي إلا ساعات قليلة حتى خرجت زهراء من العملية
بسلامة، إلا أن فاجعتنا كانت أكبر بعد فقدانها للسان المزمار بالرغم من
ان الطبيب المختص أخبرني بأنه أمر معتاد عليه ولا من مشكلة فيه".
وتضيف ام زهراء، "يقول الطبيب انه وجد في اقتطاع لسان المزمار شيئاً
سهلاً لانه كان يعيقه أثناء إجراء العملية!".
وتشير، "قدمت شكوى للجهات المعنية بالأمر لكني لم تلق اي رد فيما لم
يسأل حتى الان عن مشكلتها"!
وتختتم ام زهراء حديثها قائلة، "ها قد مرت اربع شهور وزهراء تعاني
من فقدان صوتها ولا تستطيع شرب الماء وباقي السوائل إلا من خلال قصبه
هوائية تمنع خروج هذه السوائل من خلال الأنف".
سيناريو لفاجعة شبيهة
المعاناة ذاتها أبو محمد يبلغ من العمر 38عاماً، وهو أب لثلاثة
أولاد، هو الآخر قد عانى ما عاناه بسبب ابنه محمد البالغ 9 أعوام،
فيقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "اخذت ابني محمد إلى المركز الصحي
التابع لمنظمة الأمم المتحدة فاخبرني الطبيب بان ولده بحاجة لاجراء
عملية لرفع اللوزتين لخطورتها عليه".
ويضيف، "استلفت أجور العملية البالغ %20 من الأجور الكلية، بمساعدة
البرنامج المخصص لحماية اللاجئين".
ووفي تكرار لحالة زهراء، يذكر ابو محمد، ما هو إلا يوم أو يومان بعد
أجراء العملية الجراحية ليكتشف أن ابنه محمد قد تم اقتطاع لسان المزمار
منه.
وينوه ابو محمد، "الكارثة الكبرى أن الطبيب هو نفسها الذي أجرى
العملية للطفلة زهراء التي تعاني من المشكلة نفسه".
ويحمل ابو محمد المسئولين على المنظمة جميع التبعات التي لحقت بولده،
فيقول، "قد قدمت شكوى للقائمين على المنظمة ضد ذلك الطبيب لكن دون جدوى".
ويضيف، "اناشد الحكومة العراقية أن تمد يد العون والمساعدة لعائلتي
ولبقية اللاجئين في سوريا، خصوصا بعد ان تبين ان حقوقنا الانسانية
والصحية مهدورة بهذا الشكل".
مضاعفات خطيرة
الى ذلك تؤكد السيدة ام ريام وهي عراقية ايضا تقيم في سوريا ان
ابنتها تعاني من ذات المحنة، مؤكدة أن جميع الأبواب قد أغلقت امامها
ولم تجد من يلتفت لشكواها حول هذه المنظمة والطبيب الذي يجري هذه
العمليات الجراحية لإطفال المغتربين في دمشق، فتقول لـ(شبكة النبأ
المعلوماتية)، "أن الطبيب مازال يعمل في المركز نفسه بالرغم من الشكاوى
العديدة التي قدمت بحقه من اهالي المرضى الذين اجرى لهم عمليات
جراحية".
وتؤكد ام ريام، "أن صغارنا لا يجدون من يعالجهم برحمة، ونحن لا نجد
من يستمع الى معاناتنا".
وتناشد ام ريام من خلال (شبكة النبأ) حسب قولها جميع المنظمات
العالمية بالتدخل وسماع أصوات المظلومين واللاجئين لما الحق بأطفالهم
من عوق طوال العمر.
وتتساءل ام ريام، "من أين سأسدد أجور علاج ابنتي، فهي ستبقى طيلة
عمرها لا تستطيع شرب الماء".
وتختتم ايم رسام حديثها بمرارة وهي تتحدث عن احوال ابنتها، " انها
لا تستطيع أن تلعب وتلهو كما يتمتع أبناء جيلها الصغار، وتشعر بأحباط
نفسي كبير كونها تواجهة باستمرار سخرية من اقرانها بسبب القصبة التي
اجبرت على حملها معها اينما ذهبت". |