من الحجاب والنقاب والرموز الدينية المحظورة الى كرة القدم
والعنصرية التي تستهدف المهاجرين والاقليات وأبناء الضواحي وصولا الى
جوهانسبيرغ المدينة التي تحتضن مباريات كرة القدم. فإن فرنسا تسير بخطى
ثابتة الى هوة سحيقة من الفشل والتردي وضياع الحقوق والتراجع عن
إلتزامات الثورة الفرنسية التي غيرت وجه فرنسا واوربا ومن ثم العالم
كله.
رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومنيك دو فيلبان وهو من رجالات الحكم
المدعوم من الرئيس السابق جاك شيراك اطلق صرخة مدوية بوجه سياسات
ساركوزي في تجمع حضره مؤيدون وأعلن فيه عن حزب( الجمهورية تضامن)
إستعدادا لسباق الرئاسة المقبل. كان من بين الحضور نساء محجبات وكانت
مسؤولة الاعلام شابة مغاربية طموحة إسمها سهام.
سبق ذلك مستوى متدن في الاداء الكروي للاعبي الكرة الذين تعاركوا
على العنصرية والنشئة والسكن والدين والقومية وجعلوا من مدربهم دومنيك
فرجة لوسائل الاعلام في أفريقيا.. هذا الصراع في الفريق الكروي مثل
نموذجا مصغرا للصراع الداخلي بين الفرنسيين وذاتهم الحائرة والمترددة
بين رؤية وأخرى.
يقال ان اللاعب ريبري تآمر على اللاعب جوركوف المعروف انه من ابناء
الضواحي. ويقال ان المدرب دومنيك أبعد ثلاثة لاعبين من اصول عربية هم
كريم بن زيمة وسمير نصري وحاتم بن عرفة عن التشكيلة الاساسية للفريق
المشارك في بطولة العالم برغم انهم من انجح اللعبين ويمارسون دورهم في
اندية شهيرة. واحل محلهم لاعبين موجودون على دكة الاحتياط.
حاول الرئيس ساركوزي ممارسة دور التابع للإدارة الامريكية في أكثر
من مناسبة واتخذ قرارات طعنت في قلب الثورة الفرنسية ومبادئها العالمية
وتخلى عن مميزات كانت تطبع فرنسا بطابع متفرد. المصيبة الفرنسية تتمثل
في محاولة إرضاء الولايات المتحدة التي تنهج نهجا مغايرا وهي اقرب الى
إحترام الحريات من الفرنسيين الذين ينطبق عليهم وصف القرآن الكريم
(يقولون مالايفعلون).
هل تستطيع فرنسا ان تتخلص من تفاهات ساركوزي وسياساته العرجاء وتعود
الى سابق عهدها موطنا للمدنية والحريات واحترام حقوق الانسان؟
الأمر برمته يعود للشعب الفرنسي وليس سواه. ونحن ننتظر.
hadeejalu@yahoo. com |