حركة طالبان... أحجية تستعصي الحل

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يشكك العديد من المتابعين للشأن الأفغاني في نجاح الجهود التي تبذلها القوات الدولية لإخماد التمرد الذي تقودها حركة طالبان هناك، خصوصا بعد أن اقر اغلب القادة العسكريين بفشل العمليات العسكرية السابقة والسياسة المتبعة لكبح امتداد نفوذ الجماعات المسلحة أو الحد من هجماتها الوحشية.

فقد نجحت حركة الطالبان خلال الأشهر القليلة الماضية إحباط خطط قوات التحالف والالتفاف على أهدافها، على الرغم من تكبدها خسائر ثقيلة المعيار تمثلت بمقتل عدد ليس بقليل من قادتها الميدانيين في أفغانستان وباكستان على حد سواء.

فيما استطاعت طالبان ايضا ابتداع اساليب جديدة في المراوغة والقتال وتوجيه الضربات القاسية لاعدائها بشكل ملفت خلف ارباكا شديدا وتخبط غير مسبوق.

لكن يبقى التساؤل مطروحا بقوة عن سر الكامن في ديمومة ومقدرة تلك الحركة في الصمود امام الحشد الدولي، ومن هي الجهات التي تمدها بالمال والعدة، وتحتضنها بهذا الشكل الخفي.

اربعة ملايين شخص يخضعون لحكم طالبان

فقد قالت منظمة العفو الدولية الخميس ان حوالى اربعة ملايين شخص يعيشون فعليا تحت حكم حركة طالبان في شمال غرب باكستان وتخلت عنهم الحكومة.

والارجح ان يثير التقرير الذي يقع في 130 صفحة تحت عنوان "كما لو ان الجحيم سقط فوقي: ازمة حقوق الانسان في شمال غرب باكستان"، استياء المسؤولين الباكستانيين اذ انهم يقولون انهم حققوا تقدما كبيرا العام الماضي في استعادة مناطق كانت تسيطر عليها حركة طالبان.

وقالت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها ان تقارير تتمتع بالصدقية تفيد ان 1300 مدني على الاقل قتلوا في معارك في شمال غرب باكستان في 2003.

ولم تذكر رسميا سوى القليل عن المدنيين الذين يتضررون جراء حملات مكافحة طالبان.

واكد مدير المنظمة لشؤون آسيا المحيط الهادىء سام ظريفي لفرانس برس "لدينا فرصة تاريخية للمنطقة الآن". بحسب فرانس برس.

واشار الى ان الاسرة الدولية اقامت صندوقا للمانحين، والقوات الباكستانية تسيطر على ست من المناطق القبلية السبع.

الهجمات تزداد تعقيداً وقوة

من جهتها أشارت قيادات عسكرية ميدانية في القوات الأمريكية العاملة بأفغانستان إلى وجود تبدلات كبيرة في أسلوب عمل حركة طالبان وأدائها العسكري، إذ باتت هجماتها أكثر تعقيداً وكثافة، كما ازدادت خبرتها في حرب العصابات ونصب الكمائن، ومعرفتها بالتكتيكات الأمريكية.

وقالت القيادات إن الحركة تدرك على سبيل المثال بأن قواعد الاشتباك تمنع الجنود الأمريكيين من المبادرة لإطلاق النار قبل تعرضهم للهجوم، فتستغل هذا الأمر لدفع عناصرها إلى الاقتراب قدر الإمكان من الدوريات الأمريكية واختيار اللحظة المناسبة للهجوم، إلى جانب استعمال قنوات الري على جوانب الطرق لزرع العبوات الناسفة.

كذلك رصدت القيادات التي تحدثت لمجلة تايم تطوراً واضحاً في أساليب نصب الكمائن الطالبانية، إذ تقوم مجموعات الحركة المسلحة بإطلاق النار على الدوريات الأمريكية من جهة معينة لإيقاعها أو لإيقاع التعزيزات القادمة لمساعدتها في شرك العبوات الناسفة المزروعة في جهة أخرى. بحسب السي ان ان.

ونقلت المجلة عن عنصر في وحدة تفكيك متفجرات، سبق له الخدمة في العراق، أن العبوات المستخدمة من قبل طالبان "تتزايد من حيث الحجم مع مرور الوقت،" كما أقر العنصر بأنه يجد صعوبة كبيرة في تحديد مواقع العبوات غير المنفجرة.

وما يزيد الطين بلة بالنسبة للقوات الأمريكية بحسب المجلة، هو اضطرار المشاة بشكل متزايد إلى تنفيذ الدوريات الراجلة، دون غطاء جوي أو آليات مدرعة، بسبب المساحة الشاسعة الواجب تغطيتها ووعورة التضاريس، ما يعرضها أكثر للخطر.

وذكر العنصر المتخصص بتفكيك المتفجرات أن عناصر طالبان فجروا عبوة صغيرة في منطقة محاذية لقاعدة أمريكية، وقاموا بزرع عبوة كبيرة في الأرض بجانب الموقع لتفجيرها عند وصول الجنود، وأظهرت العملية - رغم فشلها - فهم حركة طالبان لطبيعة تحرك الوحدات الأمريكية.

فقد كانت العبوة مزروعة وسط الحقول وبعيداً عن الطريق العادية، ما يؤكد معرفة من وضعها لتكتيكات القوات الأمريكية بتجنب الطرق العادية خشية وجود متفجرات فيها.

وتحدث تقرير المجلة أيضاً عن الصعوبات التي تعترض القوات الأمريكية في محاولتها لبناء الثقة مع السكان الأفغان، فروت كيف توجه ضابط أمريكي نحو أحد المدنيين الأفغان بالقول إن عليهم تقديم المساعدة لقواته كي تتمكن بعد دحر طالبان من بناء المدارس وتقديم الخدمات.

وأضاف التقرير أن مراسل الصحيفة سأل الأفغاني عمّا قد يحدث لمن يتعاون مع القوات الأجنبية، فانتظر الأفغاني رحيل الضابط الأمريكي ليمرر يده أمام رقبته، في إشارة إلى الذبح.

متشددون تدربوا في ايران

من جانبه قال قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال ان متشددين أفغانا يتدربون داخل ايران ويحصلون منها على أسلحة لقتال قوات الامن لينضم بذلك الى موجة من الانتقادات المتصاعدة لدور ايران في البلاد.

وأضاف مكريستال أن قوات التحالف تعمل لمنع ايران من توفير مساعدات مادية لطالبان التي صعدت الحملة لاجبار القوات الاجنبية على الخروج من افغانستان في الصراع الذي دام تسع سنوات.

وقال في مؤتمر صحفي ردا على أسئلة عن النفوذ الايراني " التدريب الذي رأيناه يحدث داخل ايران مع مقاتلين داخل ايران... الاسلحة التي تلقيناها تأتي من ايران الى أفغانستان."

وكثيرا ما اتهمت الولايات المتحدة التي تكافح تشدد طالبان الذي بلغ أسوأ حالاته ايران بتوفير بعض الدعم للمتشددين في أفغانستان على الرغم من أن واشنطن قالت ان هذا لم يكن عاملا بنفس أهميته في العراق حيث تخوض القوات الامريكية حربا.

وفي مارس اذار قال رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة مايك مولن انه كانت هناك شحنة كبيرة من الاسلحة الايرانية لمقاتلين في اقليم قندهار بجنوب البلاد.

وتستعد القوات الامريكية لشن حملة في قندهار العاصمة الروحية لطالبان هذا الصيف في ما تعتبر نقطة تحول في الحرب لاجبار المتشددين على الجلوس الى مائدة المفاوضات لتسوية الصراع.

وتنفي ايران دعم الجماعات المتشددة المعارضة لحكومة الرئيس الافغاني حامد كرزاي وتقول ان لها مصلحة في أمن الدولة المجاورة.

ونما النفوذ الاقتصادي لطهران في افغانستان بسرعة في الاعوام الاخيرة خاصة في غرب البلاد حيث تزدهر التجارة عبر الحدود.

وقال مكريستال ان ايران كجارة لها مصالح في أفغانستان وان المساعدة والتفاعل اللذين توفرهما صحيان الى حد ما.

وأضاف "هناك دليل واضح على النشاط الايراني في بعض الحالات على توفير الاسلحة والتدريب لطالبان وهو أمر غير ملائم."

200 ألف روبية مقابل كل جندي

تقول التقارير إن الحركة تدبر الأموال من حماية بعض الشخصيات وجني الضرائب التي تفرضها على مزارعي الأفيون والمتبرعين في منطقة الخليج الذين يحولون الأموال إلى الحركة من مدينة دبي. وكذلك، تقول الصحيفة تأتي الأموال من قادة طالبان في باكستان.

وتواصل قائلة إن 213 جنديا قتلوا إلى حد الآن بمن فيهم 41 جنديا بريطانيا مما يرفع قيمة المكافآت التي منحت لعناصر طالبان إلى 350 ألف جنيه إسترليني.

ويقول زعماء طالبان إن قيمة المكافآت ارتفعت إلى الضعف منذ بداية السنة الماضية. وتواصل الصحيفة أن المتمردين يستخدمون أسلوب اضرب واهرب ضد المشاة من الجنود الغربيين، بالإضافة إلى مخبرين مأجورين والتقارير الصحفية والسكان المحليين لتأكيد مقتل جنود الناتو.

ويقول أحد قادة طالبان الذي يدير 60 مقاتلا في إقليم خوست لا يمكن أن نكذب على قادتنا لأنهم يمكن أن يتأكدوا من حصول معارك في هذه المنطقة...نحصل على المال إذا استولينا على معدات أيضا...الحصول على مسدس يجلب ألف دولار .

ويصل المال في الغالب إلى قادة طالبان المحليين عبر نظام الحوالة المعمول به في كثير من البلدان الإسلامية ثم يُوزع المال على أفراد طالبان، وأحيانا يحتفلون بالمناسبة كما تقول الصحيفة.

ويقول قائد آخر من إقليم جازني إنه مبلغ كبير بالنسبة إلينا. لا نبالي إذا قتلنا جنديا أجنبيا...إن سفك دم هذا الجندي يتيح لنا إطعام أسرنا...كلما قتلنا (جنودا أكثر)، نكون قد أضعفنا صفوفهم.

وتقول الصحيفة إن زيادة قيمة المكافأة يأتي في ظل استعداد الحكومة الأفغانية لتقديم استراتيجيتها بشأن إنهاء التمرد من قبيل صرف القادة الصغار في طالبان عن المشاركة في أعمال القتال من خلال منحهم وظائف في الميدان الزراعي وأعمال الهندسة وتعليمهم صناعة السجاد وإدماجم في القوات الأفغانية بما في ذلك الشرطة السرية.

وتمضي الصحيفة قائلة إن بعض المحللين يرون أن محاولة إدماج عناصر طالبان في المجتمع الأفغاني يغفل الأسباب الحقيقة الكامنة وراء تمرد آلاف القرى الأفغانية. ويقول أحد المحللين في هارفرد، مات والدمان، إعادة الإدماج يعالج الأعراض بدل المرض نفسه .

القردة المقاتلة

ويذكر ان حركة طالبان بدأت تجنيد "قردة" وتدريبها على استخدام الأسلحة لقتل الجنود الأمريكيين، في توجه الغرض منه إيقاع قتلى بين القوات الأمريكية وإثارة الجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوان للضغط على أمريكا للانسحاب من أفغانستان، وفق تقرير.

ونقلت صحيفة "الشعب اليومية" الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، أنه بعد 16 عاماً من خوض حروب دموية، وتسعة أعوام من الغزو الأمريكي لأفغانستان، اتجهت المليشيات الراديكالية لتدريب القردة وتسليحها ببنادق كلاشينكوف والبنادق الخفيفة لاصطياد الجنود الأمريكيين.

ويبدو أن السحر انقلب على الساحر، إذ أن فكرة "الجنود القردة" بدعة أمريكية كان أول من أبتدعها وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA إبان حرب فيتنام، على حد زعم التقرير.

وعملت الوكالة التجسسية، خلال حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، على تدريب قردة ضخمة الحجم وإرسالها، بعد تسليحها، في مهام "قتالية" في الأدغال الخطرة لمقاتلة الجنود الفيتناميين. بحسب السي ان ان.

وها هي طالبان "تسقي" الولايات المتحدة من ذات "دوائها"، كما يزعم تقرير الصحيفة الصينية،  الذي فندته عالمة حيوانات أمريكية، د. شون إيفانز، بالقول إنه "مناف للعقل."

ويذكر أن الولايات المتحدة تخوض حرباً شرسة ضد حركة طالبان منذ أواخر عام 2001.

وأوقعت مليشيات الحركة المتشددة خسائر بشرية كبيرة بين القوات الدولية، بلغت ذروتها الشهر الماضي، الذي صنف بأنه الأكثر دموية منذ الحرب التي أوقعت أكثر من ألف قتيل بين قوات التحالف، وفق إحصائية لـCNN.

لا فرصة كبيرة للسلام

على صعيد متصل انتقد حاكم طالباني سابق أصبح مسؤولا في الحكومة الافغانية عملية السلام ووصفها بأنها " مزحة" قائلا ان كابول لن تستطيع تحقيق السلام فقط من خلال التودد الى أعضاء الحركة المتمردة الصغار دون قاداتها.

وقال الملا عبد السلام (59 عاما) في حديث في كابول " السلام لن يحل على أفغانستان من خلال طالبان الصغرى.

"هذا لن يؤتي بثماره ما لم يشارك قادة طالبان ويجدون أذنا صاغية. عملية السلام كلها التي تريد الحكومة والعالم السير فيها هي مجرد مزحة...مضيعة للوقت والمال."

ويرى عدد كبير من المراقبين ان الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للقضاء على طالبان وايجاد حكومة مستقرة في أفغانستان أصبحت بالفعل مضيعة للوقت والمال. بحسب رويترز.

ورغم مرور نحو تسع سنوات على هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة مازال اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وكبار زعماء طالبان هاربين ومازال التمرد الطالباني مستمرا وهناك شعور طاغ بالكراهية للقوات الاجنبية ولحكومة كابول التي يراها كثيرون فاسدة او غير قادرة.

وتريد الحكومات الغربية الخروج وسحب قواتها وتدرب القوات الافغانية لتحل محلها لكن ربما خوفا من الا تستطيع القوات الافغانية القيام بمهمتها عرض الرئيس الافغاني حامد كرزاي مقترحات سلام على طالبان.

وتشمل المقترحات العفو والاندماج لصغار الجنود الذي يقبلون الدستور الافغاني ورفع اسماء بعض قادة طالبان من قائمة الامم المتحدة السوداء وتوفير ملاذات امنة لهم في دول مسلمة صديقة او في دول اخرى.

لكن سلام يرى ان هذه الخطوات المتواضعة لا تجذب طالبان. والخط الفاصل هو قناعتهم بأنهم ينتصرون في المعركة.

وقال سلام ان قيادة الحركة المتمركزة في مدينة كويتا الباكستانية على الحدود هي التي في يدها الامر وهي التي تضع خطط الحرب والوحدة "والطاعة في تسلسل قيادي" في اشارة الى الاختلافات الواضحة بين المسؤولين الافغان والمسؤولين الغربيين.

وأضاف ان المعاهد الدينية في باكستان تقدم بوفرة مفجرين انتحاريين لينفذوا هجمات لا تتكلف الكثير ضد القوات الافغانية والاجنبية بينما يكلف ذلك الغرب مليارات الدولارات لتمويل الصراع.

وسلام هو من بين حفنة ضئيلة فقط من مسؤولي طالبان السابقين الذين انضموا الى حكومة كرزاي منذ الاطاحة بحكومة طالبان اواخر عام 2001 في اعقاب هجمات سبتمبر.

حكى سلام وهو جالس القرفصاء على الحصير وقد أطال لحيته وصبغها حتى تتماشى مع عمامته السوداء كيف حارب الاحتلال السوفيتي في الثمانينات ثم انضم الى طالبان مع سقوط أفغانستان في حرب أهلية وفوضى بعد رحيل السوفيت.

وصعد نجمه الى ان اصبح حاكم اقليم ارزكان الجنوبي وكان مبهورا ببعض جوانب حكم طالبان ومنزعجا من جوانب اخرى.

ثم استقال من الحكومة بعد ان احبطه تدخل المخابرات الباكستانية في شؤون افغانستان وأغضبته الطريقة التي كان يقتل بها متشددون باكستانيون مواطنين من غير البشتون في شمال أفغانستان. وبعدها وقعت هجمات سبتمبر.

وغزت القوات الامريكية البلاد وأعطت التحالف الشمالي القوة والسلاح للتعامل مع طالبان واستسلم سلام ومعه 200 من رجاله المسلحين لحكومة كرزاي التي تشكلت حديثا بدعم امريكي ليعتقل بعد ذلك ويسجن ثمانية اشهر "لوقوفه الى جانب الاعداء."

وعاد معظم رجاله للانضمام مرة اخرى الى طالبان لكن بعد خروجه من السجن نأى سلام بنفسه عن الاضواء وحتى اتصل به كرزاي وطلب منه ان يصبح رئيسا لمنطقة قلعة موسى في اقليم هلمند وهو من اكثر اقاليم أفغانستان اضطرابا وانتاجا للمخدرات.

وقال سلام "كان قصدي تعزيز أعمدة الحكومة بعد سنوات من الحرب وكان هذا سبب انضمامي الى الحكومة." وفجأة اصبحت خدماته مطلوبة واتصلت به طالبان ليصبح بدلا منذ ذلك حاكما لها في الظل.

وقال "ابلغتهم بأني لم أعد مقاتلا وان علينا ان نشن حملتنا من خلال صناديق الاقتراع بدلا من الرصاص." كان يتحدث عن اجتماع أغضب رفاقه السابقين في السلاح الذين توعدوا بالثأر.

بل ان البعض وصفه بأنه مرتد.

وخلال السنوات التي تلت تلقى تهديدات بالقتل وجرت محاولات لاغتياله بل انه تعرض للخطف ثم اطلق سراحه بعد مفاوضات قبلية مكثفة. كما استهدف العديد من أفراد عائلته.

وصرح سلام بأن الحكومة الافغانية لم تقدم له مساعدة تذكر لبدء مشروعات تنمية في المنطقة وان القوات البريطانية المتمركزة هناك عطلت جهوده ولوثت سمعته حتى فصل قبل أسابيع مضت.

وأضاف شاكيا ان الناس في قلعة موسى "قالوا انني لم ابن حتى اسطبل" وصرح بأنه عاد الان الى العاصمة طالبا اعادة الاعتبار له.

ويظهر سلام الان على شاشات التلفزيون لا كصوت لطالبان بل كخبير بطريقة تفكير قادتها.

وقال "السلام لن يعم أفغانستان الى ان تتحدثوا مع قادة طالبان وتظهرون اخلاصا."

زعماء طالبان

من جهة اخرى قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي ان العمليات العسكرية الباكستانية في المناطق القبلية أجبرت بعض كبار زعماء طالبان على الفرار خارج أفغانستان وباكستان.

وأضاف قرشي بعد محادثات ثلاثية شاركت فيها تركيا أيضا ان العلاقات بين أفغانستان وباكستان شهدت "تحولا جذريا" منذ أن عادت باكستان الى الحكم الديمقراطي بقيادة المدنيين. وتهدف المحادثات الى وضع حد لحالة عدم الثقة بين كابول واسلام أباد.

وتابع قرشي في مؤتمر صحفي مع نظيريه الافغاني والتركي في اسطنبول عقب الاجتماع ان زعماء طالبان "فروا من المنطقة بسبب العمليات العسكرية الناجحة للغاية التي نفذتها باكستان في الحزام القبلي في سوات ومالاكاند."

وتنتظر الولايات المتحدة أن تقوم باكستان بعملية عسكرية في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية التي تضم حركة حقاني وغيرها من جماعات طالبان وهي منطقة معروفة بنشاط مقاتلي القاعدة فيها.

واختتم اجتماع لشيوخ العشائر في كابول الاسبوع الماضي بدعوة حكومة الرئيس حامد كرزاي لايجاد وسيلة لاحلال السلام مع أفراد طالبان غير المرتبطين بالقاعدة أو بالجماعات الارهابية.

وقال زالماي رسول وزير خارجية أفغانستان ردا على سؤال بشأن ما اذا كانت قيادة طالبان في باكستان أم أفغانستان "أخي من باكستان وزير الخارجية أبدى دعمه التام لعملية السلام وستعمل باكستان وأفغانستان سويا من أجل تحقيق الحل السلمي لهذا الصراع."

وسئل عما اذا كانت الحكومة الافغانية قدمت لباكستان أي تأكيدات بشأن وجود الهند الدبلوماسي القوي في أفغانستان وعلاقاتها الوثيقة معها وهي أمور أثارت مخاوف لدى باكستان فقال قرشي ان هناك "وضعا مختلفا" في الوقت الراهن.

واضاف "علاقاتنا السياسية تحسنت خلال العامين الاخيرين. هناك قدر أكبر من التعاون في تبادل المعلومات. وهناك مزيد من الفهم بين القيادتين العسكريتين في البلدين... ولذا يوجد وضع مختلف نشهده."

قيادي متنكر بزي امرأة

في سياق متصل تمكنت القوات الافغانية والدولية من قتل قيادي في طالبان تنكر في زي امراة بعدما اطلق النار على الجنود فيما كانوا يحاولون اعتقاله في جنوب كابول.

واعلنت قوات التحالف في بيان لها ان القوات الافغانية والاطلسية نجحت في تحديد مكان غلام ساخي في اقليم بولي علام بولاية لوغار، وطلبت من النساء والاطفال مغادرة المبنى الذي كان موجودا فيه.

واضاف بيان قوة الحلف الاطلسي (ايساف) "فيما كان (النساء والاطفال) يخرجون، خرج ساخي مع الجمع متنكرا في زي امراة واخرج مسدسا وقنبلة يدوية واطلق النار في اتجاه القوى الامنية". بحسب فرانس برس.

يذكر ان ساخي معروف باسماء عدة، وهو ضالع في هجمات عدة بواسطة عبوات يدوية الصنع استهدفت القوات الافغانية والدولية. وقالت ايساف انه ضالع ايضا في خطف وقتل مسؤول امني في ولاية لوغار.

من جهة اخرى، قتل مدنيان على الاقل واصيب اربعة اخرون في هجوم انتحاري امام مقر شرطة السير في تارين كوت عاصمة ولاية اروزغان، وفق ما افادت مصادر رسمية.

طالبان تعدم رجلا على الملأ

من جهتهم قال سكان ومسؤولون ان مئات شاهدوا اعدام رجل بالرصاص في معقل للمتشددين في شمال غرب باكستان يوم الثلاثاء بعد أن أدانته محكمة تابعة لطالبان بقتل أخوين.

وأحضرت طالبان الرجل معصوب العينين ويداه مقيدتان بحبل الى ساحة ملعب لكرة القدم في ميران شاه البلدة الرئيسية في منطقة وزيرستان الشمالية بالقرب من الحدود الافغانية.

وسلط الاعدام الضوء على السلطة التي لا تزال طالبان تتمتع بها في الاقليم.

وشن الجيش الباكستاني خلال العام الماضي عدة هجمات في شمال غرب البلاد المضطرب مما أدى الى مقتل مئات المتشددين والاستيلاء على عدد من معاقلهم ولكنه لم يشن بعد حملة في وزيرستان الشمالية.

وكانت محكمة تابعة لطالبان وجهت اتهاما للرجل بقتل الاخوين قبل حوالي أسبوعين. وطلبت المحكمة من عائلة القتيلين أن تأخذ ثأرها بيدها. وقال أحد السكان "الورثة أطلقوا خمس رصاصات وقتلوا المتهم في التو." وقال مسؤول في ميران شاه ان طالبان سلمت جثة الرجل لذويه. ولم تخضع قط مناطق قبائل البشتون التي تقع في شمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان لسيطرة كاملة من قبل أي حكومة وظلت معاقل للاسلاميين المتشددين على مدى عقود.

ويقول الجيش الباكستاني انه يعمل بكامل طاقته وليست لديه موارد كافية لفتح جبهة أخرى لانه لا يزال يتعين عليه تدعيم النجاح الذي أحرزه في أماكن أخرى.

طالبان تعدم طفلا بتهمة التجسس

وفي حادثة أخرى، أعدمت حركة طالبان طفلاً في السابعة من عمره بتهمة التجسس للحكومة الأفغانية.

وقال مسؤولون في جنوبي أفغانستان إن الحركة أعدمت الطفل في مقاطعة سانغين بمحافظة هلمند.

وأوضح المتحدث باسم حاكم هلمند، داود أحمدي، حادثة الإعدام هذه ليست الأولى التي تنفذها الحركة بحق أحد المواطنين بتهمة التجسس للنظام الحاكم.

وقال إن الحركة سبق أن أعدمت امرأة في السبعين من عمرها قبل ثلاث سنوات، كما أعدمت طفلاً آخر في الفترة نفسها في مقاطعة موسى قلعة، وبالتهم نفسها.

جماعة متمردة أفغانية تنفي نقل معلومات

من جانب آخر نفت جماعة متمردة أفغانية ما جاء في تقارير أفادت بأنها نقلت معلومات مخابرات عن حركة طالبان الى قوات الحكومة والقوات الاجنبية في أفغانستان.

وكان الجنرال مراد علي مراد قائد القوات الافغانية في الشمال قال لرويترز ان مقاتلي الحزب الاسلامي نقلوا للحكومة ولقوات أمريكية معلومات عن أماكن شخصيات بارزة في طالبان بالمنطقة.

وقال هارون زرغون وهو متحدث باسم الحزب الذي يقوده رئيس الوزراء الاسبق قلب الدين حكمتيار "هذا جزء من حرب الدعاية التي تشنها الحكومة والقوات الاجنبية ومن يحاولون اثارة خلافات بيننا." بحسب رويترز.

وأضاف لرويترز عبر الهاتف من مكان غير معلوم "من يفعل ذلك كافر وبالطبع ليس عضوا في الحزب."

والحزب الاسلامي واحد من ثلاث جماعات رئيسية تحارب الحكومة والقوات الاجنبية في أفغانستان خاصة في الشرق وفي جيوب بشمال البلاد.

والجماعتان الاخريان اللتان يرى فيهما حلف شمال الاطلسي تهديدا أكبر هما حركة طالبان ومعاقلها في الجنوب وشبكة حقاني التي تتركز بشكل أساسي في جنوب شرق البلاد.

وفقدت طالبان عددا من قيادييها في الشمال في عمليات شنتها قوات أفغانية وأجنبية في الشهور القليلة الماضية وصرح مسؤولون أفغان بأن هذا الامر نتيجة لنقل مقاتلين في الحزب الاسلامي معلومات عن قياديي طالبان.

وبينما يشترك الحزب الاسلامي في بعض الاهداف مع طالبان الا أنه يقود تمردا مستقلا الى حد كبير. وفي وقت سابق من هذا العام توغل مقاتلو طالبان في معاقل الحزب الاسلامي في الشمال مما أسفر عن اشتباكات بين الجانبين.

وهدأت الاشتباكات فيما بعد لكن مراد قال ان مقاتلي حكمتيار الذين تكبدوا الخسائر الاكبر في القتال يسعون الان الى الانتقام وينقلون معلومات عن منافسيهم في طالبان.

شطب اعضاء بطالبان من القائمة السوداء

من جانبها ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان الرئيس الافغاني حامد كرزاي يعتزم ان يطلب من الامم المتحدة استبعاد اسماء 50 من الاعضاء السابقين بحركة طالبان من قائمة سوداء للامم المتحدة.

ونقل التقرير عن مسؤول افغاني رفيع قوله ان طلب استبعاد نحو ربع الاسماء المدرجة في القائمة وعددها 137 يهدف الى تحقيق تقدم في محادثات المصالحة مع المتمردين.

وخمسة على الاقل من المدرجة اسماؤهم في قائمة العقوبات مسؤولون سابقون في طالبان يخدمون الان في البرلمان او يقومون بوساطات بشكل خاص بين الحكومة الافغانية والمتمردين الذين يقاتلون القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي وشركائهم الافغان.

ونقلت الصحيفة عن المسؤول الافغاني الرفيع الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه قوله ان كرزاي سيطلب رفع مابين 30 و50 اسما من القائمة "لاستبعاد كل الطالبانيين الذين ليسوا جزءا من القاعدة وليسوا ارهابيين."

والتقى ريتشارد هولبروك المبعوث الخاص للرئيس باراك اوباما لافغانستان وباكستان مع مسؤولي الامم المتحدة في نيويورك يوم الثلاثاء لحثهم على المضي قدما في عملية شطب الاسماء من القائمة السوداء وذلك حسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مصادر مطلعة على تلك المحادثات.

وقالت الصحيفة ان هولبروك يأمل في التوصل الى اتفاق بشأن شطب اسماء بعض من اعضاء طالبان الاصلاحيين قبل انعقاد مؤتمر دولي في كابول هذا الشهر يهدف الى تعزيز الاستقرار في افغانستان.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/تموز/2010 - 4/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م