"صوتك مأذنة الصراط تغني مصباحك في سدة العرش هدى وسفينة نجاة"
لا تدعيني يراعا يرجف الورقا =فالحب في لغتي قد آثر الألقا
والحب في لغتي ألحان قافية =ما ودعت عشقها كلا ولا النسقا
وأحرفي هالة كالفجر مطلقة= تنير أجواءها بل ترسم الحدقا
وأسطري طاقة للحب مشرعة =مثل الشراع الذي للريح قد خفقا
وفكرتي لحظة كالعطر رائعة= تنفست ولها بالحب مذ علقا
هذي النفائس حبر البوح أنقشها= بوامض الضوء في الأنحاء لو برقا
تطفو بلمحتها والعشق يبحرها =مثل السفين التي لا تعرف الغرقا
فديدني في الهوى شوق تمكنني= لا أبرح الحب إن الحب ما صدقا
لا تدعيني جفافا مطفئا تعبا= فزيت محبرتي من أشعل الرمقا
وهذه نغمة بالروح تسكنني =عذراء بين فمي تستشرف الطرقا
قد صار نبت الهوى كالنبض يركضني= في كل جارحة قد أمطرت فلقا
تفتقت لغتي خفقا يترجمني =لا تطلبوا سببا للقلب لو خفقا
مذ رفرف الحب في أرجاء قافيتي =و ماس غصن الهوى والعطر قد طفقا
نسجت من فيضها الأشهى مدائننا= كبسملات لها قلب الهيام رقى
فاجمل الحب ما غنت يراعته =وأعظم الشعر ما بالحب قد نطقا
وها أنا في مدام الحب ثغر صدى= وحب آل النبي في القلب علقا
وهذه مهجتي ديوان قربتهم =مذ كونت طينتي كانت لهم ورقا
سأكتب الحب بالأنفاس في رئتي =رغم الضجيج الذي ما بينها أحترقا
فدع ترابي لجفن الريح يغسلها= فليس يفنى الذي من حبرهم خلقا
عقيدة ذرتي تبقى بطاقتها =مهما تعمدها الإجحاف أو سحقا
فالسحق ليس سوى تفجير طاقتها =مثل الشعاع الذي قد شبّ منطلقا
والحب يورقني عشقا فأيهما =قد شئت تمنحني لن أنطفي غسقا
ما دام حب النبي والآل يوقدني= أبقى بنورهما أستعذب الحدقا
فالعيش في ودهم جنات نسكنها= وغير حبهما قد ساء مرتفقا
إيهٍ نبي الهوى إنسان نبضتنا =إيه حسينا به نستنشق الفلقا
قرأتك النبض قيثارا تغني فمي= بأول الحب كنت العين والحدقا
مذ أنت علمتنا نبض الإباء سمت= أرواح رعشتنا تستمطر الحرقا
للآن تلهمنا رجع الصمود صدى =رغم الظلام الذي في لونها لصقا
طافت تحاصرنا الأفواه معصية =رأي السقيم الذي أعياه ما حنقا
فكنت وحيا بنور الله تسعدنا =إن سار في غربه للحب أو شرقا
كف الرسالة من قلب النبي ندى= غذاك من روحه بالحب مذ طفقا
وعين حيدرة ترعاك سيف وغى= وفيك كل عهود الله قد وثقا
عظما إمام الهدى هذي البتول منى= للدين في قلبها روح الهدى سمقا
بوركت من شمم للدين نغزله= بين الخلايا طريقا يورق الرمقا
جئناك يا رقصة الأشواق أغنية= صلى الهوى لهما بالحب واتلقا
جئناك يا لحظة العشاق يؤنسنا= لحن التنسّك في أنغامنا اعتلقا
نخاصر الفجر قدّاسا يرتلنا في= يومك الغرّ بهو القلب مذ طرقا
وأنت أعجوبة الدنيا تحاصرها= عيناك تغسلها عمّا بها علقا
يا خامس النبضة الأشى يباركها =عرش الجليل تسابيحا بها رتقا
مازلنا نحن كؤوس الحب يعصرنا= تبتّلُ النبض يضفي لوننا الشفقا
إذ أنت في ليلة كالطور جئت هدى= من النبوات كل الأمر قد فرقا
ما أنت إلا زبور في عقيدتنا= قد ضاع يشغلنا حقا بنا دَفِقا
لا شيء يعروه لا شكٌ ولا وهنٌ =نحو الصراط رتاج الوحي قد سبقا
يكفي الصراط له صوت وحاضرة =من الضمير وأنت القلب قد عتقا
مازال صوت الإبا يبني روائعه =مجدا على سدة الأنوار إذ غدقا
وطفك الثرّ بالأفراح ينسجنا =طورا ويعصرنا قلبا به غرقا
ما أجمل العشق يا جرحا تخللنا =وجذوة بالهدى لم تنثني ألقا
لن تنطفي شحنة الآلاء في دمنا= وأنت يا عطشا ترويهما طرقا
وأنت يا لغة الله التي اتضحت= على التآويل نهر الحق قد نطقا
على يديك تصلي جفن ضارعة =أنفاس جبريل تسقي روحك الخلقا
مازلت في صوته فرقان ألوية =من الدعاء فذاب الشوق واعتنقا
صدر الرسول له صرح يمرده =بين السماحات قلبا بالحسين رقى
يا أنت محرابه الحاني التي اتحدت =فيه الجهات وعاد الليل محترقا
إنا نلوذ به بابا يطهرنا =حب الحسين الذي في روحنا انزلقا
الحب فينا ولاء أنت تنقشه =ونحن في نقشه نستعذب الغرقا
صلى الإله على ذكراك تنفحنا =براعف العشق في أعراقنا عبقا |