بقعة النفط تلوِّث BP وتهدد بإفلاسها وتجعلها فريسة

بريطانيا ساخطة ودول النفط تتربص لاستغلال تعثر BP

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: مع تزايد الغضب في بريطانيا حيال الهجوم الذي يشنه البيت الأبيض على شركة "بريتش بتروليوم" BP بسبب بقعة النفط المتسعة في خليج المكسيك، والتي عجزت الشركة عن معالجتها طوال الأسابيع الماضية، أثار البعض التساؤل حول هوية "بريتش بتروليوم" الحقيقية، مشككين في جدوى الغضب البريطاني.

وقال المحلل الاقتصادي جيم بولدون، إن النظر إلى طبيعية "برتيش بتروليوم" يظهر بأن هويتها تبدلت مع الوقت، ولم تعد تحمل الصبغة القومية أو الوطنية التي يمكن أن تتسبب بإثارة حفيظة لندن، رغم قسوة انتقادات الإدارة الأمريكية لها.

وذكر بولدون أن الشركة تأسست في أول الأمر للتنقيب عن النفط في إيران، ومن ثم في ليبيا، وذلك عام 1909، وحملت اسم "شركة النفط الإنجليزية الفارسية."

وفي عام 1954، حملت الشركة اسم "بريتش بتروليوم" واستمر اسمها الرسمي على هذا النحو حتى عام 1998، وكانت قد عانت في العقد السابع من القرن الماضي من ضربات قوية، جراء فقدانها أسواق عملها الأساسية في ذلك الوقت، مع تأميم الثروة النفطية في إيران وليبيا.

ورغم أن الحكومة البريطانية لديها حصص في الشركة المدرجة في سوق لندن للأوراق المالية، إلا أن شعار "BP" فلم يكن سوى جزء من محفظة الأعمال، إذ أنها تقوم أيضاً ببيع الوقود للمستهلكين في بريطانيا، وتنفذ عمليات التنفيذ في سواحل اسكتلندا وصولاً إلى القطب الشمالي. بحسب سي ان ان.

وفي عام 1978، تحولت الشركة إلى أمريكية الطابع، بعدما استحوذت على حصة الأغلبية في شركة "ستاندرد أويل أوف أوهايو" المعروفة باسم SOHIO، ومن ثم اندمجت مع شركة AMOCO التي كانت مملوكة لجون روكفلر، واشترت شركة ARCO "شركة ريتشفيلد الأطلسي." وحملت الشركة اسم BP AMOCO حتى عام 2000، حتى جرى اتخاذ القرار باختصار الاسم رسمياً إلى BP.

وأضاف بولدون: "مع كل هذه التبدلات في هوية الشركة، فإن العودة للتذكير بهويتها البريطانية هو هراء، ولا يزيد عن التذكير مثلاً بأن شركة BAE للطيران تحمل بالأساس اسم بريطانيا."

وتابع المحلل المالي بالقول إن BP نفسها كانت قد قالت بأن الأحرف التي تستخدمها في اسمها الرسمي يعني "Better People" أي "ناس أفضل" و"Better Products" أي منتجات أفضل.

بريتش بتروليوم ستلاحق شريكتها الأميركية

ومن جهة أخرى أفادت صحف بريطانية أن شركة بريتش بتروليوم (بي بي) ستجمع خمسين مليار دولار (40,4 مليار يورو) لتمويل تكاليف تنظيف بقعة النفط في خليج المكسيك، وستلاحق "على الارجح" شريكتها في استغلال الحقل شركة اناداركو الاميركية.

وتعتقد صحيفة صنداي تلغراف انها تعرف ان بي.بي ستلاحق "على الارجح" مجموعة اناداركو الاميركية النفطية، شريكتها في ملكية رخصة استغلال الحقل الذي انفجرت فيه منصة بي.بي في نيسان/ابريل والتي اتهمت الجمعة بي.بي بانها تصرفت "من دون حذر". بحسب فرانس برس.

وصرح "مسؤول كبير في بي.بي" لم تكشف الصحيفة هويته، ان اناداركو "تتهرب من مسؤولياتها". وقد طلبت بريتش بتروليوم عبثا من اناداركو دفع حصتها من النفقات لاحتواء البقعة النفطية.

من جهة اخرى، افادت صاندي تايمز ان بي.بي ستبدا اعتبارا من الاسبوع المقبل بيع سندات بقيمة عشرة مليارات دولار، وستطلب من المصارف قرضا بنحو عشرين مليار دولار. وستجمع عشرين مليار دولار اخرى خلال السنتين المقبلتين بفضل بيع بعض اصولها، كما اضافت الصحيفة التي لم تكشف مصادرها.

ويهدف جمع الاموال الى تمويل نفقات تنظيف البقعة النفطية الضخمة، لا سيما صندوق العشرين مليار دولار الذي وافقت بي.بي على انشائه لهذا الغرض قبل نهاية 2013. وينبغي ان تطمئن الاسواق ايضا بعد الانهيار الكبير في سعر سهمها في البورصات.

من جهة اخرى، اكدت صحيفة اندبندنت اون صنداي ان بريتش بتروليوم ستبيع اصولها في بحر الشمال في اطار خطة تهدف الى خفض التكاليف بواقع 14 مليار دولار (11,3 مليار يورو) في غضون ستة اشهر.

وستتنازل المجموعة ايضا عن مصالحها في عشرات مشاريع الاكتشاف والانتاج التي لا تملك فيها الاكثرية، وفق الصحيفة الاسبوعية واستنادا الى "مصادر رفيعة في ذي سيتي (مركز الاعمال في لندن)".

وستدرس بي.بي امكانية بيع نسبة 1’4% من الاسهم التي تملكها في شركة روسنفت الروسية والتي اشترتها بمليار دولار سنة 2009، حسب الاندبندنت.

وكانت المجموعة قد اعلنت انها ستبيع اصولا بقيمة عشرة مليارات دولار في الاشهر الاثنين عشر المقبلة لتمويل صندوق مكافحة البقعة النفطية.

هل يمكن أن تشهر BP إفلاسها؟

هل إفلاس شركة بي بي البريطانية للنفط ممكن من ناحية المبدأ؟ نعم. أي شركة مهما عظم حجمها يمكن أن تشهر إفلاسها من ناحية المبدأ.

ما أكبر خطر يواجه الشركة في هذه الحالة؟ فقدان الثقة بشكل دائم لدى المستهلك الأميركي، فإذا لم تنجح الشركة خلال الأسابيع المقبلة في وقف التسرب النفطي في خليج المكسيك، والسيطرة على تداعيات هذه الكارثة، فإن سمعة الشركة ستتضرر بشكل لا يمكن إصلاحه، وربما أدى ذلك إلى إحجام الأميركيين عن شراء الوقود الذي يباع تحت اسم الشركة. هل سيتم تقسيم الشركة أو بيعها؟ من الممكن أن تباع ولكن شراءها من قبل إحدى أكبر شركتين منافستين لها على مستوى العالم، شركة اكسون موبيل، وشركة رويال داتش شل، يمكن أن يفشل بسبب المعارضة المحتملة من قبل الهيئات المعنية بحماية المنافسة الشريفة.

فهاتان الشركتان تعدان بالفعل من أكبر شركات العالم، فإذا قررت إحداهما شراء شركة بي بي، فإن عملية الشراء ستسفر عن عملاق لا نظير له على مستوى العالم. هل يمكن أن تتدخل الحكومة البريطانية كما فعلت في خضم الأزمة المالية العالمية؟ هذا أمر غير محتمل. فرغم أن الحكومة البريطانية أكدت أنها بصدد إعداد خطط طوارئ للتعامل مع أزمة بي بي لأنها ترى أن مشكلة الشركة تهدد مصالح بريطانيا بشكل مباشر، لأن جزءا كبيرا من البنية التحتية في قطاع النفط في بريطانيا يعتمد على الشركة، مثل البنية التحتية للطاقة في بريطانيا والتي تتضمن شبكة من خطوط الأنابيب تربط بريطانيا بأكثر من %50 من حقول النفط والغاز في بحر الشمال، ورغم أن شركة بي بي توفر أكثر من عشرة آلاف وظيفة في بريطانيا وحدها، فإن الحكومة لا تعتبر الشركة «ذات صلة بالنظام في بريطانيا»، وأنها ليست مثل بنك كبير يتوقف عليه مصير كثير من الشركات بسبب التمويلات التي تحصل عليها منه.

هل يمكن أن تكون نهاية بي بي بمثابة اندلاع لأزمة عالمية في قطاع الطاقة على غرار الأزمة المالية العالمية؟ لا. هناك اتفاق بين الخبراء على عدم تشابه الحالتين، والسبب في ذلك يرجع بشكل رئيسي إلى أن المشكلة خاصة بشركة واحدة فقط في القطاع، وليس بعدة شركات. ففي حالة إفلاس شركة بي بي ستتولى شركة أخرى منافسة أعمالها النفطية، ولكن ربما كان إفلاسها إيذانا بانتهاء عصر النفط رخيص الثمن أسرع مما كان يخشاه المراقبون حتى الآن. ما تداعيات أزمة بي بي بالنسبة إلى بريطانيا؟ أولا ضياع أموال هائلة من عائدات الضرائب، حيث دفعت بي بي العام الماضي ضرائب بلغت ما يقدر بنحو 7.25 مليارات يورو أي ما يعادل ميزانية وزارة المساعدات التنموية في بريطانيا. يضاف إلى ذلك الخسائر الهائلة في صندوق المعاشات البريطاني.

تكلفة تنظيف التسرب تجاوزت 3 مليارات دولار

وأعلنت  "بريتيش بتروليوم"، إنفاق ما يزيد على 3 مليارات دولار لتنظيف خليج المكسيك من التلوث النفطي الذي تسبب به انفجار منصة نفطية منذ أكثر من شهرين، وتسوية قرابة نصف مطالب التعويضات.

وذكرت الشركة على موقعها الإلكتروني إن إجمالي التكلفة المترتبة عن انفجار منصة "ديبووتر هورايزون" في 20 إبريل/نيسان، بلغ نحو 3.12 مليار دولار، ويشمل الرقم تكاليف الاستجابة لتسرب النفط، ومنح مساعدات مالية للولايات المطلة على الخليج، بالإضافة إلى دفع تعويضات والنفقات الفيدرالية.

وأشار عملاق النفط البريطاني إلى تلقيه قرابة 95 ألف طلب تعويض، جرى تسديد أكثر من 47 ألفا منها، بلغ مجموعها الإجمالي 147 مليون دولار.

ويأتي تحديث "بريتيش بتروليوم" حيال تكلفة التسرب النفطي، وهو ما أثار غضب شعبي ورسمي على الشركة البريطانية، وسط تقارير تتحدث عن سعيها لإيجاد مستثمرين إستراتيجيين في اطار محاولة تدبير التمويل ودرء محاولات للاستحواذ عليها. بحسب سي ان ان.

وذكر تقرير في صحيفة "صندي تايمز البريطانية  أن "بريتيش بتروليوم" تبحث عن شريك استراتيجي لحماية استقلالها في مواجهة أي محاولات استحواذ في وقت تكابد فيه تداعيات التسرب النفطي في خليج المكسيك.

وقالت الصحيفة إن مستشاري الشركة يحاولون إثارة اهتمام شركات النفط المنافسة وصناديق الثروة السيادية لشراء حصة بين 5 و10 في المائة في الشركة بتكلفة تصل إلى ستة مليارات جنيه إسترليني (9.1 مليار دولار). ورفعت التقارير من قيمة أسهم الشركة بأكثر من 2 في المائة.

وكانت أسهم بريتيش بتروليوم قد تراجعت بشكل حاد منذ الحادثة، تجاوزت 50 في المائة، مما دعا محللون للإشارة بأن العملاق النفطي جاهز للاستحواذ عليه. ويذكر الشركة أعلنت الشهر الماضي تخصيص 20 مليار دولار لتغطية تكلفة الأضرار المترتبة عن التسرب.

أسوأ السيناريوهات..

وأفادت مذكرة داخلية لبريتيش بتروليوم، بأن عملاق النفط البريطاني قدر حجم التسرب النفطي، وفي أسوأ سيناريو محتمل، عند انفجار منصة نفطية في خليج المكسيك في إبريل/نيسان الماضي، بـ100 ألف برميل يومياً، وهو معدل يفوق بكثير ما كشفت عنه في وقت سابق.

وكان السيناتور الديمقراطي، أيدوارد ماركي، قد كشف الأحد عن المذكرة الداخلية، وهي تناقض إفادة الشركة البريطانية أمام لجنة "التجارة والطاقة" بمجلس النواب، حيث قدرت حجم التسرب، ووفق أسوا سيناريو، عند 60 ألف برميل في اليوم (2.5 مليون غالون).

ومبدئياً، قدرت الشركة حجم  التسرب، الذي يعُد أسوأ كارثة بيئية بتاريخ الولايات المتحدة، بألف برميل يومياً، وأعيد مراجعته، في وقت لاحق، إلى 5 آلاف برميل، ومن ثم آخذ في الارتفاع التدريجي، حتى بلغ 60 ألف برميل يومياً.

وحافظت الوثيقة، التي رفعتها الشركة إلى الحكومة الأمريكية في مايو/أيار، على حجم التسرب الأخيرة، إلا أنها لفتت إلى أنه في حال: "رفع مانع الانفجار ورأس البئر وعند نسخ القيود بشكل خاطئ، عندها قد يصل المعدل إلى 100 ألف برميل يومياً."

وعقب ماركي، وهو رئيس لجنة الطاقة والبيئة المتفرعة من لجنة التجارة والطاقة بمجلس النواب، على الوثيقة قائلاً إنها "تثير أسئلة مقلقة للغاية حول ما تعرفه بالفعل بي. بي. ومتى علموا بذلك.. من البداية لم تكن بي. بي صريحة مع الحكومة والشعب الأمريكي حيال الحجم الحقيقي للتسرب."

 ويصارع قطب النفط البريطاني لوقف التسرب، الذي دخل شهره الثاني، وسط غضب رسمي وشعبي في الولايات المتحدة.

ورد المتحدث باسم الشركة، روبرت واين، على المزاعم قائلاً إن الوثيقة لا تمت بصلة إلى الحالة الراهنة إذ أن شركة النفط ليس لديها نية لإزالة مانع الانفجار، منوهاً: ""هذا الادعاء لا معنى له.. بحق السماء نزيله وقد يقع على رأس البئر في عمق البحر ويسيطر على بعض التسرب."

وبدوره أكد طوبي أودون، وهو ناطق آخر باسم "بريتيش بتروليوم" بأن مانع الانفجار ستجري إزالته فقط عند إقفال البئر تماماً.

ويذكر أن مانع الانفجار blowout preventer مصمم لإغلاق بئر النفط في حالات الطوارئ، إلا أن الجهاز تعطل عن العمل منذ الانفجار الذي وقع في منصة "ديبووتر هورايزن" في 20 إبريل/نيسان. 

رئيس BP ينسحب من الإدارة اليومية..

وتحت الضغوط المتواصلة بلا انقطاع انسحب توني هايوارد رئيس بي.بي الذي يتعرض لانتقادات حادة من الإدارة اليومية لازمة التسرب النفطي وغاب عن مؤتمر واجه فيه ممثله احتجاجات غاضبة من أنصار حماية البيئة.

وتأتي هذه الخطوة من جانب هايوارد بعد سلسلة من زلات العلاقات العامة للرئيس التنفيذي وفشل في سرعة وقف التسرب وقبيل قرار محكمة أمريكية بشأن هل تؤيد قرارا صدر في أعقاب التسرب بوقف التنقيب عن النفط في المياه العميقة بخليج المكسيك. بحسب رويترز.

وتطعن شركات التنقيب عن النفط في القرار الذي يؤيده أنصار حماية البيئة ودوائر أخرى بعد اغلاق المزيد من مناطق الصيد يوم الثلاثاء في رد فعل على أسوأ تسرب نفطي في تاريخ الولايات المتحدة.

وقاطع المحتجون مرتين ستيف وستويل كبير موظفي بي.بي وممثل هايوارد أثناء القاء كلمة أمام مؤتمر شركات النفط الوطنية العالمي في لندن.

وهتفت شابة من منظمة السلام الاخضر بينما كان حارس أمني يقوم باخراجها "نحتاج الى انهاء عصر النفط." كما لوح المحتجون بلافتات عليها شعار بي.بي ملطخا باللون الاسود.

وفرضت ادارة الرئيس باراك أوباما الحظر الذي يستمر ستة أشهر اثر انفجار منصة حفر في خليج المكسيك في 20 ابريل نيسان مما أسفر عن مقتل 11 عاملا وأحدث ثقبا في البئر المملوكة لشركة بي.بي مما أدى الى تسرب ملايين الجالونات من النفط الخام.

وتعرضت معالجة هايوارد للازمة لانتقادات حادة وقال وستويل يوم الثلاثاء ان وحدة برئاسة بوب دودلي وهو من قدامى موظفي بي.بي في روسيا ستتولى مسؤولية التعامل مع التسرب. وقال ان هايوارد سيبقى مشرفا عاما لكن بدور مباشر أقل.

وقال ان هايوارد عاد الى لندن هذا الاسبوع "للتركيز على أنشطة أخرى" في حين سيتولى فريق دودلي "مسؤولية التعامل مع الحادث."

ووعد مارتن فيلدمان قاضي المحكمة الجزئية الامريكية بأن يصدر حكما يوم الاربعاء بشأن ما اذا كان سيرفع الحظر بشكل مؤقت لحين نظر القضية. ورفعت أكثر من عشر شركات مشاركة في أنشطة التنقيب البحرية القضية واصفة الحظر بأنه "تعسفي وغريب."

وقال كارل روزنبلوم وهو محام يمثل صناعة النفط "السلطة المطلقة للحكومة أوقفت هذه الصناعة بالكامل."

والقضية هي الاولى التي تسعى لالغاء قرار أوباما الصادر في 27 مايو أيار والذي تقول الشركات انه سيفرض خفضا في الوظائف اللازمة لتشغيل منصات النفط البحرية. وأدى الحظر الى اغلاق 33 منصة حفر في المياه العميقة.

وتقول ادارة أوباما ان القرار ضروي للحيلولة دون وقوع مزيد من الحوادث في الوقت الذي بدأت فيه لجنة رئاسية التحقيق بشأن الاسباب التي أدت الى انفجار البئر التابعة لشركة بي.بي.

وألحق التسرب ضررا بسواحل أربع ولايات أمريكية مما يعرض صناعتي السياحة وصيد الاسماك للمخاطر.

كما ألحق ضررا بصورة بي.بي التي انخفضت أسهمها 3.6 في المئة الى 337.1 بنس.

ومحا فقدان ثقة المستثمرين وتكاليف تنظيم محتملة بمليارات الدولارات نحو نصف القيمة السوقية للشركة منذ بدأ تسرب النفط في خليج المكسيك. لكن ليبيا التي كان ينظر اليها حتى عهد قريب كدولة منبوذة من جانب الحكومات الغربية قدمت بعض الدعم النادر الى بي.بي.

البيت الأبيض ينتقد رئيس BP

وجدد البيت الابيض انتقاداته اللاذعة للرئيس التنفيذي لشركة بي.بي توني هايوارد بعد حضوره سباقا لليخوت قبالة الساحل الانجليزي يوم السبت في الوقت الذي تكافح فيه شركته لوقف التسرب النفطي الضخم في خليج المكسيك.

وقال رام ايمانويل كبير موظفي البيت الابيض في مقابلة مع محطة ايه.بي.سي "هذا ليس سوا جزء من سلسلة طويلة من الزلات والاخطاء."

وكانت شيلا وليامز المتحدثة باسم الشركة العملاقة قالت ان هايوارد حضر السباق على جزيرة وايت موضحة انه يقضي بعض الوقت مع ابنه بعد ان قضى اغلب وقته في الشهرين الماضيين بعيدا عن اسرته.

ووجه مسؤولي الادارة الامريكية والرئيس الامريكي باراك اوباما انتقادات لاذعة لهايوارد بسبب بعض التصريحات العلنية التي أدلى بها منذ تفجرت كارثة البقعة النفطية في ابريل نيسان.

وتساءل اوباما في مقابلة تلفزيونية الشهر الجاري عمن يستحق العقاب وقال انه لو كان هايوارد يعمل تحت إمرته فإنه كان سيقيله.

كما واجه هايوارد انتقادا كبيرا وسارع بالاعتذار لقوله أنه يريد ان تعود "حياته لطبيعتها" وذلك بعد اسابيع من الانفجار الذي وقع في الحفار البحري ديبووتر هورايزون في ابريل نيسان وأدى لمقتل 11 عاملا ونجمت عنه اسوأ كارثة تسرب نفطي في تاريخ الولايات المتحدة.

مستثمرون سعوديون يتطلعون لحصة في BP

وقالت صحيفة الاقتصادية السعودية في تقرير لم تذكر مصدره إن مستثمرين سعوديين لم تسمهم يسعون للاستحواذ على حصة بين عشرة و15 في المئة في شركة النفط البريطانية بي.بي التي تتعامل مع تسرب نفطي ضخم في الولايات المتحدة. وقالت الاقتصادية ان فريق عمل سعوديا توجه الى لندن للتفاوض بشكل مباشر مع بي.بي.

ولم تكشف الصحيفة عن مصادرها أو أسماء المستثمرين وقالت ان الوفد يضم مستثمرين في قطاع الطاقة.

وجاء التقرير في الوقت الذي يقوم فيه توني هيوارد الرئيس التنفيذي لبي.بي بزيارة للامارات حيث يلتقي بمستثمرين ومسؤولين في قطاع النفط في أبوظبي.

وقال مصدر اماراتي رفيع يوم الثلاثاء لرويترز ان بي.بي طلبت الحصول على دعم صناديق ثروة سيادية لضمان مستثمر استراتيجي بهدف حماية نفسها من أي عروض للاستحواذ بينما تواجه أزمة التسرب النفطي في خليج المكسيك.

وفقدت أسهم بي.بي أكثر من نصف قيمتها السوقية منذ بدأ التسرب في خليج المكسيك في 20 أبريل نيسان.

وقالت بي.بي انها تأمل في جمع عشرة مليارات دولار من بيع أصول هذا العام في اطار خطتها لتمويل صندوق بقيمة 20 مليار دولار أقامته الشركة تحت ضغط من السلطات الامريكية لتغطية تكاليف التنظيف.

BP تفاوِض أباتشي كورب لشراء حصص

وفي هذه الأثناء تجري "بريتش بتروليوم" مفاوضات مع شركة النفط الأمريكية "أباتشي كوربوريشن" لبيعها أسهماً بقيمة قد تصل إلى 12 مليار دولار، ومنحها حصتها في حقل "برودهوي بي" في ولاية ألاسكا، الذي يعد الأكبر في أمريكا الشمالية، وفق ما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة.

ولم تذكر BP أية معلومات على موقعها حول الأنباء التي تتناقلها وسائل الإعلام عن سعيها لبيع أسهم لدول وشركات لتسديد حجم الإلتزام بصندوق احتياط تبلغ قيمته 20 مليار دولار وعدت به السلطات الأمريكية لتأمين تكلفة تنظيف الأضرار الناجمة عن البقعة النفطية التي تسببت بها غرق منصتها النفطية إثر انفجارها منذ أكثر من شهرين، والتي تلوث خليج المكسيك.

والأسبوع الماضي، أعلنت الشركة أن فاتورة تنظيف التلوث النفطي بخليج المكسيك وتسوية قرابة نصف مطالب التعويضات، فاق 3 مليارات دولار.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أن الجانبين قد يتوصلا لاتفاق في 27 يوليو/تموز الجاري، تزامناً مع كشف الشركة البريطانية عن عائداتها خلال النصف الثاني من العام، على ما أورد التقرير.

وأشارت تقارير متناقلة أن "بريتش بتروليوم" تأمل أيضا بأن تبيع قريباً حصتها البالغة 60 في المائة لشركة "بان أميريكان إينيرجي" الأمريكية. بحسب سي ان ان.

وجاء الكشف عن المفاوضات مع تطور جديد في وقف التسرب بخليج المكسيك، بعد أن ثبتت "بريتش بتروليوم" نظاماً جديداً لشفط المزيد من النفط المتسرب في خليج المكسيك.

وقالت صحيفة "صندي تايمز" البريطانية، التي كانت أول من كشف عن مفاوضات "بريتيش بتروليوم" مع "أباتشي" إن الشركة البريطانية تأمل أيضاً ببيع أسهمها الأخرى، وخصوصا أنشطتها في فنزويلا وكولومبيا التي تناهز قيمتها مليار دولار.

وتمتلك "بريتيش بتروليوم" 26 في المائة من أسهم حقل "برودهوي بي"، الذي لا يزال، وبعد 33 عاماً من الإنتاج، من أكبر حقول إنتاج النفط في أمريكا الشمالية.

وسبق أن أبرمت "بريتيش بتروليوم" صفقات كبيرة مع "أباتشي"، وهي شركة مستقلة للتنقيب وإنتاج النفط، منها بيع "حقول فورتيز" في بحر الشمال وصفقة "شالو ووتر" في خليج المكسيك، بقيمة 1.3 مليار دولار.

وكان مسؤول ليبي رفيع المستوى، قد نصح الأسبوع الماضي بلاده بالاستثمار في "بريتيش بتروليوم"، وتستغل فرصة تعثرها وانخفاض أسهمها.

وأضاف رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، شكري غانم، قائلا، إن الأسهم في شركة "بي بي" التي تضررت بشدة التسرب النفطي في خليج المكسيك، تمثل قيمة جيدة للمستثمرين.

وجاءت تصريحات غانم وسط توقعات بأن تسعى الشركة البريطانية إلى زيادة رأسمالها من خلال فتح الباب أمام عدد من دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط. يذكر أن الشركة البريطانية تنشط في ليبيا، حيث فازت بعقد لاستكشاف النفط والغاز في العام 2007.

كما تأتي إثر تصريحات لمسؤولين في دول الخليج لصحيفة "فاينانشال تايمز" بأن الشركة البريطانية أجرت اتصالات مع الجهات الاستثمارية في بلادها، وخصوصاً تلك التي تقيم معها علاقات نفطية، مثل الإمارات العربية، الكويت وقطر. ورجح محللون أن تفوق خسائر التسرب النفطي بخليج المكسيك 100 مليار دولار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 14/تموز/2010 - 1/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م