الجنس حق مكفول لجميع البشر. سواء كانوا انبياء أو حكاما أو أناسا
عاديين ومن العامة شريطة ان تجتمع موارد تشريع هذه الممارسة وأن لاتكون
من أسباب خدش المشاعر الإنسانية او ان تجرح كرامة الممارس إمرأة كان أم
رجلا.
في الاحاديث المنقولة عن الإمام علي بن أبي طالب يوصي بالستر حين
لقاء الرجل بإمرأته التي أحل له الشرع الإتصال بها. ولذا كان يوصي بأن
لايلتقي الرجل بإمراة تحت سقف مكشوف وأن يستترا بغطاء وستار.. طبعا هذا
كان قبل ظهور اجهزة الموبايل والبلوتوث واليوتيوب والفيس بوك.
وصية علي بن أبي طالب كانت للتنبيه من مخاطر الكشف عن الممارسات
المشروعة لعين الآخر الذي قد يكون كارها او باحثا عن مكيدة. فكيف إذا
كان هناك من يتباهى من الرجال والنساء بالنظر الى كاميرا الموبايل
لتسجيل اللحظات الحميمية بينهم في مخادع النوم دون مراعاة للآداب
وللذوق العام؟
وكيف إذا كان البعض من طلاب الجامعات تستهويه فكرة مطاردة العشاق
في اروقة الجامعة وتحت السلالم وخلف الاشجار الكثيفة ليصور عناق الاحبة
أو تبادلهم القبل اللذيذة؟
قد يكون اللقاء الذي يتناقله الناس هذه الايام بين رجل وإمرأة لقاءا
تم وفق متطلبات الشريعة. لكن المشكلة ليست في المعاشرة بل في الاحتياط
الذي إبتعد عنه من يعمل بالإحتياط الشرعي في موارد الفقه والعلوم
العقائدية والاصول ولم يستتر عن الكاميرا وعين الرقيب وصار عرضة للطعن
وغرضا للاستهجان والشتم والإنتقاص والتوبيخ.
وليس مهما أيضا إن كان التصوير مصطنعا أم لا لأن في عدم الإحتياط
كفاية للدلالة على لامبالاة الاشخاص الشرعيين بإنفعالات الناس العاديين
الذين يرون في رجل الدين إنسانا فوق العادة وإنه يأكل القليل من الطعام
وماجشب منه ومن اللباس ماخشن ويتساوى مع المحرومين.
عصفت بالكنيسة وبالبابوية اخبار الانتهاكات الجنسية لرجالات الكنائس
والأديرة. ويواجه الفاتيكان مصاعب في لملمة فضائح الاخوة الرهبان مع
قاصرين ومع نساء.
اخشى أن نكون عرضة لمثل هذا الحال في الشرق المسلم وأن تكون فضائحنا
بجلاجل. إن لم نتيقظ ونحذر.. وإذا ماإندفع كثير منا في حماسته مثلما
فعلت الصحفية اللبنانية جومانا حداد صاحبة مجلة( جسد) فربما كنا من
ضحايا ثورة جنسية قادمة.
مارس الجنس ولكن استتر أيها الإنسان لأن في الستر الغنيمة.
hadeejalu@yahoo. com |