ولادات تحت الطلب في عمر النفاس

مليون طفل خديج يلقون حتفهم سنوياً

شبكة النبأ: تسعى منظمة الصحة العالمية الى تقليص عدد الوفيات النفاسية من الأمهات والمواليد عن طريق دراسة الأسباب المؤدية الى ذلك ووضع المعالجات المناسبة لها، ومن هذه  الأمراض تسمم الحمل والسكري وارتفاع ضغط الدم ونقص المناعة وأمراض أخرى الى ارتفاع سن الأمهات فوق الأربعين وما يصاحب هذا الارتفاع من أمراض قد تتوطن في الرحم والدم قدتؤدي الى وفاة الأمهات أو ولادة أطفال خدج أو مشوهين.

وأفادت دراسة أن عدد النساء اللواتي يمتن نتيجة المضاعفات المرتبطة بالحمل انخفض بحوالي 200,000 امرأة سنوياً عما كان يعتقد في السابق بسبب منهجية الدراسة الاستقصائية الجديدة وتحسن بيانات وفيات الأمهات التي جعلت من هذه التقديرات أكثر دقة.

وكان أحدث تقييم للوفيات النفاسية في جميع أنحاء العالم، والممول من قبل الأمم المتحدة، قد قدر أن هناك 535,900 وفاة مرتبطة بالحمل والولادة في عام 2005، مقارنة بـ 342,900 وفاة في عام 2008 حسب نتائج الدراسة الجديدة التي عاينت سجلات الولادة والتعدادات السكانية والمسوحات الوطنية وأجرت مقابلات مع الأقارب لتحديد أسباب الوفاة.

وعزا كريستوفر موراي، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة هذا الانخفاض إلى توفر بيانات قطرية جديدة وتحليلات أفضل مما قلل نسبة الأخطاء.

وقد أنشأ معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن قاعدة بيانات تضم ثلاثة أضعاف المعلومات المستخدمة في الدراسة التي تم إجراؤها في عام 2007 لتقييم معدلات وفيات الأمهات بتكليف من منظمة الصحة العالمية. بحسب رويترز.

وقد أظهرت البيانات التي جمعها فريق موراي، بتمويل من مؤسسة بيل وميليندا غيتس، انخفاضاً بنسبة 35 بالمائة في عدد الوفيات النفاسية منذ عام 1980، في حين تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد وفيات الأمهات بسبب مضاعفات الحمل قد ارتفع قليلاً عام 2005.

وفي هذا السياق، أفاد منير الإسلام، رئيس برنامج "حمل أكثر أماناً" التابع لمنظمة الصحة العالمية أنه يرحب بالنتائج، إذا كانت دقيقة. وأشار إلى أن "معظم الولادات في البلدان التي ترتفع فيها الوفيات النفاسية تجري في المنازل لذلك ليس لدينا بيانات حول هذه الولادات. أما في مناطق الصراع مثل الصومال وأفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية فإن جمع البيانات عملية معقدة للغاية".

وأضاف موراي أنه تم التغاضي عن بعض بيانات وفيات الأمهات، وأوضح أنه "حتى لو لم تحدث الولادات في المرافق الصحية، فهناك مسوحات يمكنها تقدير حالات الوفاة ولكن الناس يشكون فيها ولا يتم استخدامها على نطاق واسع لتقدير معدل وفيات الأمهات".

وأكد موراي أنه لم يتم إيلاء اهتمام كاف لفيروس نقص المناعة البشري كسبب للوفاة، حيث لاحظت الدراسة أن أكثر من 60,000 حالة وفاة للأمهات سنوياً مرتبطة بعدم توفر أدوية لفيروس نقص المناعة البشري. وعلق على ذلك بقوله: "لن تحقق خدمات التوليد في الحالات الطارئة الفرق الأكبر في خفض معدل الوفيات النفاسية وإنما العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية [التي تستخدم لعلاج المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز]".

وتحصل نصف وفيات الأمهات عموماً في ستة بلدان فقط، هي الهند ونيجيريا وباكستان وأفغانستان وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأوضح موراي أن الدراسة أظهرت بعض التحسن في مجال الحد من وفيات الأمهات ولكن هناك حاجة للقيام بالمزيد، مشيراً إلى أن "الجدل العلمي حول الإحصاءات هو دائماً موضع ترحيب... ولكن ما يكتسي نفس القدر من الأهمية هو تحليل ما يعمل [والتركيز على] كيفية تسريع خفض وفيات الأمهات".

سلاسة ولادات الليل..

وقد لا يكون توقيت الولادة خلال اليوم خيارا متاحا لعدد كبير من النساء إلا أن بحثا هولنديا يشير الى إن التوقيت قد يكون له أثر على مدى سلاسة الولادة ذاتها.

كشفت دراسة شملت أكثر من 700 ألف عملية وضع في المستشفيات الهولندية بين 2000 و2006 إن مخاطر وفاة حديثي الولادة أو دخولهم وحدات رعاية مركزة تزداد خلال عمليات الوضع أثناء الليل عنها خلال النهار.

وقال الباحثون إن نتائج الدراسة التي نشرت في دورية بيوج BJOG المتخصصة في طب الأمراض النسائية والولادة تتفق مع الاتجاهات في دراسات أخرى ليس فقط بالنسبة للولادة بل لوحدات الرعاية المركزة في المستشفيات أيضا.

وبصفة عامة كشفت الدراسة إن الرضع الذين يولدون في مستشفيات صغيرة في المساء (بين السادسة مساء ومنتصف الليل) أو من بعد منتصف الليل حتى الساعات الأولى من الصباح أكثر عرضة للوفاة ممن يولدون خلال النهار بما بين 32 في المائة و47 بالمائة.

ولم يكن هناك اختلاف كبير بين الولادات في الصباح والمساء في المراكز الطبية الأكبر التي تتعامل مع عدد أكبر من حالات الحمل الخطيرة. وفي هذه المستشفيات ارتبطت فقط الولادات أثناء الليل -مقارنة بالولادات في المساء- بزيادة خطر وفيات حديثي الولادة.

وأكد الباحثون إن التعقيدات الخطيرة في الدول المتقدمة نادرة بصرف النظر عن توقيت الولادة سواء كان ليلا أو نهارا.

وقال الباحث اريك ستيجرز من المركز الطبي لجامعة اراسموس في روتردام لرويترز هيلث "من المهم جدا إدراك أن هذه المخاطر منخفضة بوجه عام وأن مستوى الرعاية في هذا الشأن في الدول الغربية مرتفع جدا."

ومن بين نحو 656 ألف حالة ولادة في المستشفيات الصغيرة توفي بين 0.05 و0.09 من الأطفال خلال عملية الولادة أو بعدها بقليل وتزيد النسبة في المراكز الطبية الأكبر ولكنها لا تزال أقل من واحد في المائة.

وقال ستيجرز إن زيادة الخطر ربما تعكس حقيقة وجود عدد أقل من العاملين ذوي الخبرة في دورات العمل المسائية ومن بينهم أطباء النساء والتوليد والتخدير.

ويقول العلماء"في تطور النساء  عموماً تبدأ النساء في التناسل عند  سن المراهقة والعشرينات، قبل قرون مضت أعمارنا لم تتعد الأربعينيات والخميسنيات. إننا نغير أسس علم الأحياء بشأن كيفية عمل المبيض والرحم."

أمراض الحمل

وقال د. آلات فليشمان، مدير مركز "مارش أوف دايم": "النساء يولدن بجميع البويضات اللازمة، أنها تتقدم في العمر مع تقدم النساء بالعمر "كل التشوهات الجينية تزداد مع التقدم بالعمر.. البويضات مخزنة في المبايض، وهناك احتمال التغير على مر الزمن." ويزداد خطر إصابة الجنين بمتلازمة داون كلما تقدمت الأم بالعمر.

ومتلازمة داون، أو التثالث ألصبغي، وهو مرض صبغوي ينتج عن خلل في الكروموسومات حيث توجد نسخة إضافية من كروموسوم 21 أو جزء منه مما يسبب تغيرا في  الموروثات، وكون المولود المصاب به قريب الشبه بالمغول ولذلك يسمى بالطفل المنغولي.

أما عن سكري الحمل هو حالة تتطور خلال فترة الحمل، وتتمثل بوجود كمية كبيرة وغير طبيعية من السكر في دم الأم، وغالباً ما يظهر سكري الحمل في المرحلة الثالثة من الحمل، ويختفي بعد ولادة الطفل.

يتطور مرض السكري عندما يعجز الجسم عن إفراز كمية كافية من الأنسولين، وهو هرمون يفرزه البنكرياس.

وفي ذات السياق يعتبر تسمم الحمل حالة مرضية قد تكون قاتلة تصاب بها المرأة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، أعراضها  ارتفاع في ضغط الدم، وظهور بروتين في البول. وغالباً ما يضطر الأطباء إلى توليد الأم مبكراً لإنقاذ حياتها وحياة الجنين.

المواليد الخدج

من جهة أخرى تقول دراسة بريطانية جديدة إن أكثر من نصف الأطفال الخدج الذين يولودون بعد 25 أسبوعاً من الحمل أو أقل، عرضة للإصابة بمشاكل في الرئة، وأنهم قد يصابون  بمرض الربو عند بلوغ سن 11 عاماً.

ونظر البحث الذي أعده "معهد صحة الطفل" بكوليج يونفيسرتي البريطانية، في بيانات جميع الأطفال الذي ولدوا بعد 25 أسبوعاً من الحمل، عام 1995، في المملكة المتحدة وأيرلندا.

وتابع الباحثون تطور هؤلاء الأطفال وحتى بلوغهم سن الحادية عشرة، وجرت مقارنتهم بأنداد لهم اختيروا عشوائياً. وأظهرت الدراسة أن العديد من هؤلاء الأطفال يعانون من انسداد مجرى الهواء.

وفسرت جانيت ستوكس، بروفيسور علم وظائف الجهاز التنفسي بالمعهد قائلة: "هذه النتائج تشير إلى أنه بالرغم من التحسن في خدمات رعاية التوليد والمواليد التي أدت إلى زيادة فرص بقاء الأطفال المبتسرين للغاية على قيد الحياة، غير أن مشكلة انسداد مجرى الهواء تظل نتيجة مشتركة على المدى الطويل."

وأضافت ستوكس التي قادت البحث:" لأسباب مختلفة، معدلات الولادة المبكرة تتزايد في البلدان المتقدمة ، و"دراسة الباحث الرئيسي مخزون جانيت، أستاذ علم وظائف الأعضاء من الجهاز التنفسي في معهد كلية جامعة لندن لصحة الطفل ، وقال في بيان صحفي من جمعية أمراض الصدر الأميركية.

وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من التدخلات الطبية المتطورة، إلا أنه عادة ما تصاحب الولادة المبكرة مشاكل خطيرة في التنفس، حيث نظرت الدراسة في مترتبات تلك المضاعفات على المدى البعيد عند نمو الأطفال. بحسب سي ان ان.

في أول تقرير دولي شامل عن الولادات المبكرة، كشفت منظمة "مارش أوف دايمس" March of Dimes، أن أكثر من مليون طفل خديج يلقون حتفهم قبيل بلوغهم شهرهم الأول، سنوياً، معظمهم في أفريقيا..

وقالت المنظمة في تقرير لها نشر في أكتوبر/تشرين الأول، إن 12.9 مليون طفل خديج - من يولدون قبل اكتمال أسابيع الحمل البالغة 37 أسبوعاً، يولودون سنوياً، أي ما يعادل نحو 10 في المائة من معدل الولادات السنوية حول العالم.

وتحدث 85 في المائة من حالات الولادة المبكرة في الدول النامية في قارتي أفريقيا وآسيا." وتقترن الظاهرة بالحمل بعد  تجاوز النساء سن الـ35 عاماً واستخدام وسائل زيادة الخصوبة  التي عادة ما تؤدي للحمل بتوأم أو أكثر.

ويواجه الأطفال الخدج مستقبلاً مليئاً بالمخاطر الصحية، منها احتمالات الإصابة بالشلل الدماغي، والعمى، وفقدان السمع، وصعوبة التعلم بالإضافة إلى أمراض أخرى مزمنة، وفق المنظمة المعنية بأبحاث الحمل وصحة الطفل.

وكانت دراسات علمية سابقة قد أظهرت عواقب بعيدة الأمد للولادة المبكرة منها أن الأطفال الخدج أكثر عرضة للوفاة في سن الطفولة، ورجحت أخرى إمكانية إصابتهم بالعقم عند البلوغ.

وفي ذات السياق قالت دراسة بريطانية نشرت مؤخرا إن الأطفال الذين يولدون قبل أسبوع أو أسبوعين من الأسبوع الأربعين للحمل يكونون أكثر عرضة لإظهار صعوبات في التعلم مثل التوحد أو صعوبة في القراءة.بحسب رويترز.

وتظهر النتائج أنه حتى الأطفال الذين ولدوا بعد 39 أسبوعا من الحمل -وهي المرحلة التي تختارها كثير من النساء لإجراء ولادة قيصرية- عرضة لخطر متزايد لإظهار إعاقة في التعلم مقارنة مع الأطفال الذين ولدوا بعد ذلك بأسبوع أي عند 40 أسبوعا.

وكشف علماء في اسكتلندا قاموا بتحليل تاريخ ولادة أكثر من 400 ألف من تلاميذ المدارس أنه بينما يكون الأطفال الذين يولدون عند 40 أسبوعا من الحمل لديهم مخاطر لصعوبات في التعلم بنسبة 4 بالمائة فان الذين ولدوا بين 37 و39 أسبوعا من الحمل تكون لديهم مخاطر نسبتها 5.1 بالمائة.

وقالت جيل بيل خبيرة الصحة العامة وسياسات الصحة بجامعة جلاسكو والتي أشرف على الدراسة "كانت هناك مخاطر متزايدة لحاجات تعليمية خاصة مع انخفاض فترة الحمل ولذا كلما كانت عمليات الولادة مبكرة كلما زاد الخطر... حتى ان الولادة مبكرا أسبوعا واحدا تزيد الخطر."

ومن المعروف بالفعل أن الطفل المولود في مرحلة مبكرة من الحمل -على سبيل المثال عند 24 أسبوعا من الحمل- يكون أكثر عرضة لصعوبات التعلم. لكن لم يسبق دراسة المخاطر التي يتعرض لها الأطفال الذين يولدون في نطاق بين 24 الى 40 أسبوعا.

وتقول منظمة الصحة العالمية ان المزيد والمزيد من النساء في جميع أنحاء العالم تلدن بجراحة قيصرية وان "نسبة كبيرة" من هذه العمليات الجراحية تجرى بدون أي حاجة طبية واضحة.

ويولد حوالي ثلث الأطفال بين 37 و39 أسبوعا من الحمل اما عن طريق جراحة قيصرية أو الولادة المهبلية الطبيعية.

أمهات في الأربعين

وارتفعت نسب إنجاب النساء في العقد الرابع من العمر لأكثر من 4 في المائة عام 2008، عن العام الذي سبقه، رغم تحذيرات العلماء من مخاطر الإنجاب في تلك السن، التي قد تزداد فيها احتمالات ولادة أطفال بعيوب خلقية وإصابة الأم منها تسمم الحمل، وسكري الحمل. بحسب سي ان ان.

وعلى النقيض تراجعت معدلات إنجاب النساء دون سن الأربعين بواقع 3 في المائة، خلال ذات الفترة وفق "مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض" الأمريكية.

ومن المخاطر التي عددها الخبراء التي قد تواجهها النساء في الحمل في تلك السن المتأخرة:

تزايد احتمالات الإجهاض

فالأورام غير السرطانية التي تنمو في جدار الرحم أو تلك الأورام الليفية بالإضافة إلى النمو غير الطبيعي في بطانة الرحم، عوامل قد تؤدي جميعها إلى الإجهاض.

وتشير إحصائيات بريطانية حديثة إلى أن عدد الأطفال الذين ولدوا لأمهاتٍ بريطانيات في حوالي الأربعين من العمر وصل إلى ثلاثة أضعاف تقريباً خلال العقدين الماضيين وما زال مستمراً على هذا النحو حتى الآن.

وذكرت وكالة " برس أسوشييشن" الإخبارية البريطانية أن عدد الأطفال الذين ولدوا لأمهات في الأربعين من العمر وما فوق كان حوالي 26976 طفلاً في عام 2009 ، أي أكثر بثلاث مرات عما كان عليه الأمر في عام 1989 وكان وقتها 9336 طفلاً. ونشرّ هذه المعلومات عن المواليد في انكلترا ومقاطعة وايلز مكتب الإحصائيات الوطنية.

وأظهرت تلك الإحصائيات أيضاً تراجعاً قدره 0.3% في العدد الإجمالي للمواليد الأحياء من 708711 طفل في عام 2008 إلى 706248 في عام 2009.

وتراجع عدد النساء اللواتي وضعن أطفالاً ،و تتراوح أعمارهن ما بين 20 و 24، و 25 و 29 بنسبة 1.6% و 1.4% على التوالي، مقابل 0.4% بالنسبة للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 30 و 34 سنة، في حين أن مواليد النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 35 و 39 سنة و 40 و 44 سنة واصلت الازدياد في عام 2009 بنسبة 1.2% و 2.4% على التوالي. بحسب يو بي اي.

وبحسب خبراء فإن هذا يعني أن العمر النموذجي الذي تصبح فيه المرأة البريطانية أماً للمرة الأولى قد ارتفع إلى 29.4 في عام 2009 مقارنة بما كان عليه الأمر 29.3 في عام 2008 و 28.4 في عام 1999.

وأظهرت الإحصائيات أيضاً أن نسبة المواليد الذين ولدوا لأمهات خارج بريطانيا استمر في الارتفاع من 24.1% خلال عام 2008 إلى 24.7% في عام 2009.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/تموز/2010 - 20/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م