هدية الجيش الأمريكي

زاهر الزبيدي

خمسة عشر ألف طن من المواد السامة الخطرة تجمعت لدى القوات الأمريكية خلال السبعة سنوات المنصرمة قامت بالتخلص منها من خلال طمرها في الأراضي العراقية حيثما تواجدت قواعدها البالغة 500 قاعدة أمريكية، هذا ما أعلنه الجنرال كيندل كوكس، المسؤول عن الشؤون الهندسية والبنى التحتية في العراق حيث أوضح انه كان مشرفاً على عملية التخلص منها !

هناك جانبان مهمان في تلك القضية فالجانب الأيجابي أنهم أخبرونا عنها وهذا أمر مهم على الرغم من أنهم قد يكونو أخبرونا عن بعض تلك المواد ولم يخبرونا عن المواد الأكثر سمية وفتكاً وهي المواد المشعة أو اليورانيوم المنضب ! والجانب السلبي في القضية هو مخاطرها التي دبت أعراضها تنهش في جلود العراقيين الساكنين في المناطق القريبة من أماكن الطمر.

فإذا كانت تلك النفايات قد دفنت في التربة فستكون المياه الجوفية معرضة للتلوث وبالتالي تهدد الغطاء النباتي محدثتا خللا في السلسلة الغذائية وزوال الغطاء النباتي وظهور ظاهرة التصحر والانجراف وكذا تدهور الإنتاج والمستوى الاقتصادي ناهيك عن الأثار التي تتسبب بها المواد الكيمياوية المختلفة الناتجة عن نوعية المواد المطمورة والتي قد تضم في أنواعها (مركبات الكلوروفورم والبروموفورم والكلورو فينول والديوكسينات والأكاسيد الحمضية الكبريتية مثل أكاسيد الكربون و الغازات سامة مثل غاز الميثان كذلك فأن الكثير من المعادن الصلبة الداخلة في صناعة بعض المعدات المطمورة مثل الزئبق والرصاص والزرنيخ والكادميوم والسيلنيوم، الباريوم، الكلور، الفضة، المركبات العضوية والبنزين الإيثيلي من اخطر المواد ).

أغلب المواد أعلاه تتسبب بحالات مرضية خطيرة اهمها التشوه الجيني الذي يتسبب لاحقاً بالولادات المشوهه ناهيك عن الأمراض الجلدية قد يؤدي تعرض البشر على المدى المتوسط لمستويات عالية من الديوكسينات إلى إصابتهم بآفات جلدية ,واختلال وظيفة الكبد كما تؤدي الى حدوث اختلال في الجهاز المناعي والجهاز الصماوي وعرقلة تطور الجهاز العصبي والوظائف الإنجابية وقد تتسبب أيضاًُ في أنها قد تسبب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والمثانة وأنواع السرطانات الأخرى غير تلك التي أعتدنا عليها !

ومن جانبنا نعتقد بأن هذا الطمر لايمثل إلا هدية بسيطة من القوات الأمريكية بعد مسلسل الهدايا التي عودتنا بين الحين والحين على تقديمها لأطفال العراق وشعبه.. على أمريكا أن تكون على أعلى قدر من مستوى المسؤولية تجاه العراق على أقل تقدير وتقوم بتحمل كافة الكلف المترتبة على إزالة تلك النفايات أو معالجتها بما يكفل عدم ظهور أي أثر لها أو حتى نقلها الى خارج أرض العراق المبتلى، أن تلك النفايات أن أبقت ستضيف ذكرى أليمة وكبير أضافة للذكريات التي تركتها على أرض العراق.

وعلى الحكومة أن تبدأ بفتح كل الملفات العاقلة أو تلك التي عُلقت عمداً بما فيها مكافحة الألغام والمعالجة ارتفاع نسبة اليورانيوم المنضب الذي استخدمته في صواريخها المضادة للدروع وعلى وزارة البيئة من جانبها أن تعيد تقيس نسبة الإشعاعات بين الحين والآخر وحتى التأكد من خلو العراق منها. أنها مسؤولية وطنية على مستوى عال من الأهمية فلا شيء يضاهي بالأهمية حياة العراقيين.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 1/تموز/2010 - 18/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م