عليٌ وقبسُ المعنى

فريد النمر

"يحدثني وحده معناك عن شبابيك في سدة الحب تقرأ نافلة العشق الإلهي بقمريات العرش وتحمل الزغاريد مصابيح ولاء.. يا سيد الأوصياء"

 

أَحْيَاكَ في مُقَلِ الحَقِيقةِ رَاهِبَا= وَأرَاكَ في قِمَمِ الفضِيلةِ صَاحِبا

يَا سِرّ مَنْشَأَةِ الوُجُودِ وَرِتْقِهَا =لَكَ فِي عِتَاقِ الضَوءِ ضَوءً سَارَبَا

مَا أَنْتَ مَا ذَاكَ الضّيَاءُ تَوَثّبَتْ= أَهْدَابُهُ حِينَ اسْتَفَاقَكَ وَاهِبَا

وَعَلىْ خيُوطِ الشَمْسِ تُوقِظُ لَحْظةً =يَصْحُو الصّبَاحُ بِهَا عِنَاقَاً لَاهِبَا

يَمّمْتَهُ النَبَعَ الثَرِيّ بَوَمْضَةٍ =كَاسَاتُهَا مِمَا مَزَجْتَ حَبَائِبَا

فَهَوَىْ مِنَ المُلْكِ الرّحِيْبِ بِقُبْلَةٍ =وَبَنَى بِرَائِعَةِ التّرَابِ مَنَاقِبَا

قَبَسَاً مِنَ المَعْنَي تَفِيْضُ بِنَا اْصْطِلَا =وَفَمُ انْطِفَاءِ اللّيلِ أَضْحَى شَاهِبَا

نَقَشَ الفُصُولَ الرّائِعَاتِ مَوَاسِمَاً =إذْ فَارَ تُنّورُ الهُيَامِ مَرَاتِبا

فَمَضَى يُحَرّرُنَا هَوَاكَ وَلَمْ يَزَلَ =يَهَبُ العُقُولَ مَعَ القُلُوبِ مَحَارِبَا

هَا نَحْنُ فِيْ نُسُكِ الوّلَاءِ تَجَذّرَتْ= نَبَضَاتُنَا فِي العَاشِقِينَ تَرَائِبَا

وَتَعَهْدَتْ بِالحُبّ كُلُ خَلِيّةٍ  =لَكَ يَا "عَلِيّ" تَشَهّدَاً وَ رَغَائِبَا

عَزَفَتْ تَلَاحِينَ الهَوَى لَكَ مُقْلَةً =جَازَتْ عَلَى تَعَبِ السّنِينِ تَجَاذُبَا

أَدْمَنْتُ فِيْكَ الصُبْحَ يُثْمِرُ وُجْهَةً= فِي دَاخِلِي بَيْنَ اللّغَاتِ رَبَائِبَا

يَا أَنْتَ نَسْتَجْدِيْ السّمَاءَ جَدَاوَلاً= نَقَشَتْ نَيَاشِيْنَ اليَقِيْنِ عَجَائِبَا

هَذَا البَيَاضُ الحُبّ يَعْجُنُ قَلْبَنَا =شَرَفَاً بِحُبّكَ يَا عَلِيُ ذَوَائِبَا

وَ لَأَنْتَ ثَبّتَ الفُؤَادَ علَى الهوَى =للطّامِحَيْنَ إلَى الصّرَاطِ تَعَاقُبَا

كَمْ رِحْتَ تَطْبَعُ بِالشّمُوخِ كَرَامَةً =فِيْنَا وَكَمْ أَعْلَيْتَ دِيْنَا ثَاقِبَا

فَسَرَى "التّشَيّعُ" فِي عُرُوقِ دِمَائِنَا =شَبَقَاً بِمَاءِ الحُبّ يُوْرِقُ نَاضِبَا

فَأَذَابَنَا فيْكَ الوَلَاءُ عُذُوبَةً =مُلْءُ الجَنَانِ تَمَاسُكَاً وَتَقَارُبَا

هَذِيْ السّمَاءُ وَنَحْنُ مِنْ أَلْوَانِهَا =مُقُلٌ تَشَعّ مَنَاسِكَا وَكَوَاكِبَا

وَبِتِلْكُمُ الوَمَضُاتُ رَمْلُ صَلَاتِنا =أَبَدَاً يَشِدّ عَلى الدّرُوبِ مَكَاسِبَا

للهِ ذَرّكَ يَا عَليُ وَأنْتَ فِي =كُلّ امْتِدَادِ الوّقْتِ تَقْفُلُ رَاجِبَا

وَهِبَاتُكَ العِشْقُ المُلَمْلِمُ صَوْتَنَا =نَسْتَعْذِبُ الآلَاءَ مِنْكَ مَوَاهِبا

لَا تَسْأَلِ النَبْضَ الذّي فِي عِشْقِنَا= كَيْفَ اسْتَقَلّكَ للمَحَبّةِ قَارِبَا

يَتَلَمّسُ الشّذَرَاتِ إِثْرَ رِفِيْفِهَا =نَفَحَاتِ قَلْبِكَ لِلفَضِيْلَةِ رَاِكبَا

هَذِي القُلُوبُ وَفِي هَوَاكَ مَنِيْعَةٌ =هَيْهَاتُ تُمْسِي يَا "عَليُ" غَرَائِبَا

وَ"مُحَمّدٌ" شَدّ "الغَديْرَ" بِرُوحِنَا =مُذْ أَلْفِ حُبّ للعَقِيْدَةِ كَاتِبَا

وَبِفِكْرِنَا نَهْجٌ إليْهِ مَشْرّعٌ =عَنْ أَنْ يَبِيْتَ عَلَى الظّنونِ مُخَاطِبَا

عَذَلَتْ رُؤَانَا المُرْجِفُونَ وَظَنّهُمْ= حِينَ الْتَمَسْنَاكَ التَمَسْنَا غَائِبَا

فَبَنَوا عَلَى سِكَكِ الظَلاَمِ حُقُولَهُم= يَتَحَمّلونَ مِنَ التَوَهّمِ جَانِبَا

فَتَحَشْرَجُوا بالحُبّ مُلءَ صُدُورِهِمْ =وَتَمَسْرَحُوا فِي الحَالِمِينَ قَوَالِبَا

فِي حِينِ يُرْهُقُنَا البَيَاضُ تَنَاهَبُوا =مِنْ حَوْلِنَا كَالنّاصِحِيْنَ مَثَالِبَا

يَسْتَصْرِخُونَ عَلَى القُلُوبِ ضِحَالَهَا =وَيُسَاوِمُونَ عَلَى الضَمِيْرِ شَوَائِبَا

كَيْفَ اسْتَجَارَ العُشْقُ قَلْبَاً يَحْتَمِي =بالمُنْفِرَاتِ مِنَ الضَجِيجِ عَصَائِبَا

وَلَقَدْ رَأَوْا فِي الأَفْضَلَينَ مَعَايِبَاً= فَحّتْ تَتَيْحُ إلَى المُعَاقِ مَخَالِبَا

يَتَنَاهَبُونَ البَوْحَ طَوْعَ ثِيَابِهِمْ= كَلَهِيْبِ دُخّانٍ يَفَرّ مُجَانِبَا

لَا تُرْهِقُوا الأَسْمَاعَ مِنْ هَذَيَانِكُمْ =إنّ "القَطَيْفَ" تَرَاهُ لَيْلاً سَارِبَا

"فَقَطِيفْنَا" وَالعُلْمُ يَنْقُشُ رُوْحَهَا =تَهَبُ الصَبَاحَ عَقَائِدَا وَمَشَارِبَا

هَذَا التُرَابُ الحُرّ يَقْطُرُ إلْفَةً =فَتَجَنّبُوا أَنْ تُرْهِقُوهُ تَقَاطُبَا

مَاذَا يَضُرّ الحُبّ بَيْنَ دِمَائِنَا =إنْ تَخْذُلُوهُ أَوْ أَنْ يَكُونَ مُحَاسِبَا

لَكِنّهَا شَكْوَى السَنَابِلِ لَا تَرَىْ =حَقَّاً يَضِيْعُ لِمَنْ عَلَيهِ مُطَالِبَا

وَالأَرْضُ يَحْفَظُهَا كَرِيْمٌ مُثْلُنَا= مَجْدَ البّلادِ بِنَا يُرَفّهُ وَاجِبَا

وَ عَلِيّنَا مَا زَالَ يَزْرَعُ قَلْبَنَا= بِوَشَائِجٍ للدّيِنِ تَفْضَحُ كَاِذبَا

وَكَمْ ابْتُلِيْنَا بالدّخَانِ يَلُوْكُنَا =فِي الأَقْرَبَيْنَ تَنَافُرَاً وَتَقَارُبَا

يَتَحَدّثُونَ بِكُلِ لَيْلٍ غَاضِبٍ =وُضْحَ النَهَارِ يَفُحُّ سَمَّاً غَاضِبَا

نَعَتُوا النّخِيْلَ عَلى التّرَابِ بَغِيّةً= أَوَ هَلْ تُرَى نَخْلاً يَخُوْنُ أَطَايِبَا

وَمُعَاقِبٌ سَعَفَ النّخِيْلِ لِظِلّهَا =إذْ لَمْ يَجِدْ فِيْ بَرْدِ ظِلٍّ لَاهِبَا

مَاذَا نُسَمّي الأرْضَ فِي قَامُوْسِنَا= أنْ لِمْ تَكُنْ للعَاشِقِينَ مَحَارِبَا

مَا للسّيَاسَةِ مَا لَهَا أَفْوَاهُهَا =سُوْدَاً تَنَالُ مِنَ الفَضِيْلَةِ صَاحِبَا

فَعَلَى المَرَافِيْ ضُفّةٌ مُحْتَاطَةٌ =بالمَكْرُمَاتِ وَقَدْ حَرَسْنَ الحَاجِبَا

وَسَمَاؤُنَا مَعْنَىً يَفِيْضُ هِدَايَةً= غَنّتْ تُفَهّمُ بالوَلَايةِ نَاصِبَا

وَلَأَنّهَا أبَدَاً تَعِيْشُ سَمَاحَةً =أضْحَى بِمُخْلَبِهِ عَلَيْهَا نَاشِبَا

لَا تُنْهِكُوا الحُبّ الوَحِيْدِ بِغِيْظِكُمْ =بِنَفَائِسِ العَيْشِ الجَمِيْلِ مَضَارِبَا

إنّا وِاِنْ سُلِبَتْ غُصُونُ حُقُوْلِنَا =سَنَظَلُّ فِي الحُبّ الوَلَاءِ مَكَاسَبَا

وَلْيَعْلَمُوا لَا لَنْ نُغَيّرَ جِلْدَنَا =بالخَائِفِيْنَ عَلى الضَيَاعِ مَنَاصِبَا

إنّ الحَيَاةَ وَقَدْ تَعَمّدَ رَبُّهَا =إلاْ تَكَونَ تَبَاعُدَاً وَتَقَارُبَا

فَلِمَا تُدَاسُ مَعَ الحُقُوقِ عَقَائِدٌ= بَهَشِيْمِ أفْكَارٍ تَجُرُّ خَرَائِبَا

أَوَ لَمْ يَئِنْ أَنْ تَقْرَؤُوا نَبَضَاتِنَا =وَتُحَطّمُوا عَصَبَ الظّنُوْنِ مَآرِبَا

فِي حِينِ يَرْهِقُنَا التَعَنّتُ جَانِبَا =مَا بَالَكُمْ تُحْيُونَ صَوْتَا نَاعِبَا

والحُبّ تَمْنَحُهُ القُلُوبُ بِطَبْعِهَا =لَا مَا يَعُودُ عَلى سِوَاهَا حَاطِبَا

يَا لَيْتَهُ الوَطَنُ الجَمَيْلُ مُوَطِّنَاً= أرْوَاحَنَا أنْ لَا تُجَازَ تَنَاهُبَا

فَمَشَارِبً نَسَجَ الوَلَاءُ غُصُونِهَا =تَرْضَى نَمَيْرَاً أوْ تُعَالِجُ رَائِبَا

حَتّى وَاِنْ جَدّ الجَفَافُ بِوَجْهِهَا =وَأَنَابَ فِي قَلْبِ الغَيُورِ مُعَاتِبَا

سَيَعِيْشُ نَبْضُ الحُبّ رَهْنَ وِلَائِهِ= فَوِلَاؤُنَا للهِ يَبْقَىْ ضَارِبَا

هَذِي نَيَاشِيْنُ الكِتَابِ بَأَحْمَدٍ =أبَدَاً تَشِدُّ العَارِفِيْنَ تَجَارُبَا

و َعَليُ ذَاكَ الصّوْتُ يَبْقَى مَانحاً =صَوْتَ العَدَالَةِ أَحْرُفَا وَمَكَاسِبَا

جَاءَتْ تُثَقّفُنُا البَيَاضَ سِمَاتُهُ =فَنَمَى بِهَا قَلَمُ المَحَبّةِ وَاثِبَا

وَسَيَبْقَى بِالإِسْلْامِ حُبّ مُحَمّدٍ = يَلِدُ الوَلَاءَ لآلِهِ وَمُصَاحِبَا

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 27/حزيران/2010 - 14/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م