تحتفظ البيئة العراقية بسجل سئ جدا في مجال حماية الحيوانات والحفاظ
عليها من الهلاك والانقراض.
كانت عمليات الصيد العشوائية تجري بوتيرة متصاعدة لانواع من الطيور
والخنازير والثعالب والذئاب. ولم يبق من الحيوانات المهمة في العراق
سوى الحمير والابل والخيول وهي في طريقها الى الإنقراض خلال سنوات إذا
ما إستمرت طريقة التعامل المتوحش من قبل السكان والصيادين والمنتفعين
من هذه الاجناس الحيوانية على هذا الشكل من العشوائية.
ولايمكن أن ندرج الابقار والاغنام والسخول في قائمة الحيوانات
المهددة لانها مرتبطة بالحاجة اليومية للحوم والحليب ولذلك تجد من
يحميها. اما الارانب فربما تكون إنقرضت بالفعل فقد كان آخر أرنب رأيته
من مدة طويلة وعلى شاشة التلفزيون وفي بلد غير العراق لا أتذكره الآن.
يتعرض الحمار الى نوع من الإهانة غير مسبوق ويستخدم للعمل في
المزارع ومعامل صناعة الطابوق ويعامل بطريقة مهينة ومذلة ويتعرض الى
الضرب المبرح وترى القيح يسيل على ظهره ويوكل امره الى اناس لا يخافون
الله ولا عباده ولم يسمعوا احاديث الرفق بالحيوان وهم أبعد عن الرأفة
إبتعاد قيس عن ليلى.
من أيام حكى لي صديق: إن جارا له يملك حمارا وكان الحمار كثير
النهيق وقد شغل الحي بكامله وازعجه لتكراره الدائم لنغمة النهيق وحار
بأمره إلى ان هداه صديق الى طريقة ووصفة تريح الحمار ثم الصديق. وكانت
الوصفة أن يعمد الى دبر الحمار ويضع فيه بعض الزيت ليسترخ ثم يخرج ريحا
من بطنه ويرتاح. وجاءت الطريقة بنتيجة إيجابية لكن عرضا جانبيا ظهر على
الحمار فقد صار المسكين لايقوى على منع بطنه من تسريب الريح وكأنها
البئر النفطي في خليج المكسيك. ولما يزل صاحبنا يبحث عن علاج.
وإذا بقي الحال على ماهو عليه فإن حمارا واحدا لن يبق في البلاد
خاصة وان البيئة العراقية اصبحت ضاغطة جدا والمياه في طريقها الى
الجفاف والحرارة لا يطيقها اي حمار في العالم سواء كان وحشيا او داجنا.
تبقى مشكلة واحدة وسؤالا ملحا: مادام العراق يفقد يوميا العشرات من
ابنائه قتلا. ورويدا يفقد نهريه العظيمين ومستقبله. فهل يهتم لمصير
الحيوانات؟ أعتقد ان من يفقد ماءه وناسه ومستقبله لا يلتفت لمستقبل
حمار.
Hadeejalu@yahoo. com |