يمكن لك ان تأكل في مطعم نيويوركي يديره عدد من حليقي اللحى
الباكستانيين. يمكن ان تؤدي فريضة الصلاة في مكان منزو من المطعم كتب
عليه.. للصلاة. وتجد أن أطوال لحى المصلين الذين تناولوا منذ دقائق
وجبات من الطعام الباكستاني المشبع بالتوابل الحارة تجاوزت الحد في بلد
يواجه معركة شرسة مع الاسلاميين الذين يرون في امريكا (قرن الشيطان).
النساء في شوارع المدن الامريكية من المسلمات يضعن قطع القماش
المسماة (الحجاب الاسلامي) لايتعرضن لمضايقات ويمكن لهن ان يمشين في
الطرقات ويعملن في مؤسسات مختلفة مرفوعات الرأس وحتى لو كان المكان
البيت الابيض.
يمكن ايضا للرئيس الفرنسي الاعرج ساركوزي ان يعيش لاسبوع هناك ويرى
حجم الحريات الممنوحة للمسلمات بخلاف مايقدم لنظيراتهن من مسلمات
فرنسا.. وبرغم الصداقة العمياء التي يظهرها ساركوزي للادارة الامريكية
السابقة ولحيقتها الحالية لكنه يعمل على فصلها عن سلوكياته مع مواطنيه
من المسلمين...
سنأتي على نقد السياسات الامريكية في العالم.. لكن دعونا نتحدث
قليلا عن جانب مشرق للاسلام في بلاد ماوراء المحيط: المسلمون من اسيا
وافريقيا وبلدان عربية عديدة يتصرفون بطريقة هادئة وينشرون مبادئ
الاسلام في جماعات عرقية متعددة دون ملاحقة من السلطات. والمراكز
الثقافية الاسلامية تعمل بصورة جيدة..
يمكن لك في الولايات المتحدة الامريكية ان تؤدي صلاة الجمعة. ويمكن
ان تسمع لخطبة الامام باللغة الانجليزية. أمر جيد.
خلال عقد من الزمن قادم وإذا بقيت الحريات على حالها في هذا البلد
فيمكن لامريكا ان تكون دولة اسلامية تحتفظ بأقليات عرقية ودينية متعددة
وعلى طريقة الاسلام اللبرالي.
في المقابل فأن هذه الصورة تبدو مشوهة ولاتداعب مخيلة الكثير من
المسلمين حتى الذين يعيشون هناك. والسبب هو الانحياز الامريكي لاسرائيل
والسياسات سيئة الصيت مع المسلمين وعدم الجدية في ارغام اليمين
الاسرائيلي على التحلي بمرونة كافية لحلحلة الامور.. امريكا بذلك تغذي
التطرف في اسرائيل وفي البلاد الاسلامية وتقدم الذرائع المجانية لبلدان
مسلمة ولمنظمات لتتبنى مواقف متشنجة منها.
طريقة الادارة السابقة كانت بلهاء في تعاطيها مع قضايا الارهاب وفي
سعيها لحكم العالم ماأفقدها ميزة التواصل مع الآخر المسلم..
امريكا تعيش بوجهين.. كلاهما يتلقى الصفعات..
hadeejalu@yahoo. com |