الأجهزة الالكترونية وتداعيات الصحة البشرية

عقل الإنسان يرتبك وفيروس الكمبيوتر ينتقل جسديا

شبكة النبأ: عندما ظهر فيروس أنفلونزا الطيور، ومن بعده فيروس أنفلونزا الخنازير، زادت تحذيرات العاملين في المجال الطبي من احتمال تحور هذه الفيروسات وانتقالها من الحيوانات إلى البشر، وتسببها بكوارث على البشرية، كما حدث مع الأنفلونزا الإسبانية التي فتكت بملايين البشر.

ويوصي مختصون أمريكيون بالامتناع عن استخدام الكمبيوتر المحمول فترات طويلة وخصوصا قبل النوم.

ومن جانب آخر أظهرت الدراسات العلمية الطبية والتكنولوجية الآثار الخطيرة التي تكمن وراء استعمل الهاتف النقال بشكل مباشر وكثيف...

فيروس كمبيوتر ينتقل للبشر!

وفي حالة هي الأولى من نوعها في التاريخ، أصبح الأستاذ بجامعة ردينغ، مارك غايسون، أول إنسان يتعرض للإصابة بفيروس الكمبيوتر.. "فيروس كمبيوتر"، وليس فيروس "أنفلونزا الطيور"، أو "أنفلونزا الخنازير" أو أي فيروس آخر.

إذ بعد أن قام بإفساد شريحة إلكترونية صغيرة بواسطة أحد البرمجيات الخبيثة، قام العالم البريطاني بزرع الشريحة في يده، وتمكن من تمرير الفيروس إلى النظام الكمبيوتري الخارجي.

وتستخدم الشريحة الإلكترونية تقنية RFID لإرسال واستقبال المعلومات، الأمر الذي سمح لغايسون بعبور الأبواب الأمنية وتشغيل هاتفه النقال، وهي أمور مازالت تبدو غريبة ومستقبلية حتى الآن، رغم أن التكنولوجيا نفسها تستخدم منذ سنوات في عدد من التطبيقات.

الفكرة كلها تمت بقصد، لكنها تطرح مشكلة لقضايا سنبدأ بمواجهتها مستقبلاً، وذلك عندما يصبح زرع الشرائح الإلكترونية في الجسم البشري أمراً عادياً وأكثر انتشاراً مما هو موجود حالياً، حيث الأمر يقتصر بعض الحالات.

وعندما نتحدث عن وضع شريحة إلكترونية داخل جسم الإنسان، فإن مفهوم "شاشة الموت الزرقاء" يتخذ معنى جديداً للغاية، وكذلك العواقب المحتملة لعمليات السرقة والاحتيال بواسطة البرامج الخبيثة المستخدمة في على اختراق الكمبيوترات والبرامج الأمنية.

ويعترف غايسون بأنه تسبب بإصابته بالفيروس بصورة متعمدة "لإثبات مبدأ"، لكنه يحذر من الآثار المترتبة على زرع الإلكترونيات في الجسم، وخصوصاً في مجال الأجهزة الطبية.

ويشير غايسون إلى أن مخاطر سعي قراصنة الكمبيوتر وراء مثل هذه الأمور يزيد، منوهاً إلى أنه قد يصبح أشد قسوة وشراسة مع تطور التكنولوجيا الطبية وزراعة الإلكترونيات في الأجسام.

الكومبيوتر قبل النوم يسبب الأرق

ويوصي مختصون أمريكيون بالامتناع عن استخدام الكمبيوتر المحمول "لاب توب" أو جهاز "آي باد" قبل ساعتين من التوجه للفراش للاستمتاع بنوعية جيدة من النوم.

واكتشف خبراء في النوم في الولايات المتحدة أن الأجهزة الإلكترونية التي تبعث أضواء ساطعة تربك العقل البشري، بخداعه بأن الوقت لا يزال نهاراً، الأمر الذي يحرم مستخدميها من النوم واحتمالات الإصابة بالأرق. بحسب سي أن أن.

ولفتوا إلى أن أجهزة الكمبيوتر تربك الساعة البيولوجية بجسم الإنسان، حيث صمم الدماغ البشري للاستيقاظ مع طلوع الشمس، إلا أن الأضواء الساطعة التي تبثها تلك الإلكترونيات في الظلام تحفز المخ لوقف إفراز هرمون "ميلاتونين" الذي يجعلنا نشعر بالنعاس.

ويذكر أن العين البشرية حساسة بشكل خاص تجاه الضوء الأزرق، خصوصاً في  الليل. ويوصي الخبراء بالكتاب كخير وسيلة لإراحة الدماغ وضمان التمتع بليلة هانئة.

وقال فيليس زي، بروفيسور علم الأعصاب بجامعة "نورثويسترن" لـCNN: "من المحتمل عند استخدام الكمبيوتر المحمول و’آي باد‘ قبل النوم، فأن الضوء المنبعث كاف لتحفيز المخ وجعله أكثر يقظة مما يؤخر قدرتك على النوم."

وتابع: "والأهم من ذلك.. فإن ذلك قد يكون كافياً للتأثير على إيقاع الساعة البيولوجية الخاصة بك... فهذه الساعة بدماغك هي التي تحدد توقيت نومك واستيقاظك."

لا دليل لتأثير النقّال على الصحة

ومجدداً، أخفقت دراسة طال انتظارها، في إيجاد أي دليل على ارتباط ارتفاع مخاطر الإصابة بأورام الدماغ واستخدام الهواتف النقالة، غير أن البحث شدد على أن نتائجه غير قاطعة وهناك الحاجة للمزيد من البحوث.

ولفتت الدراسة، التي استغرقت زهاء العقد، ونشرت نتائجها في "الدورية الدولية لعلم الأوبئة" إلى أن "التأثيرات المحتملة للاستخدام الكثيف والطويل المدى للهواتف النقالة يتطلب المزيد من الدراسات."

ويجادل ناقدون بأن الدراسة المطولة شابتها عيوب منهجية ولم تقدم استنتاجات قاطعة ونهائية. وفي هذا السياق، قالت ديفرا ديفيز، بروفيسور الطب الوقائي بمركز جبل سيناء الطبي في نيويورك: ""أنا لا أقول للناس إن عليهم التوقف عن استخدام الهاتف. جل ما أقوله إنه لا يمكنني أن أحدد إذا ما كانت خطرة، لكني أقول لكم إنني لست متأكدة من أنها آمنة." بحسب سي ان ان .

وتناقضت نتائج الدراسات السابقة، فمنها ما خلص إلى وجود رابط بين استخدام الهاتف المحمول والسرطان، في حين فشلت أخرى في إيجاد دليل دامغ لهذا الرابط.

وقالت ديفيز إن الدراسة استثنت الأطفال والشباب، وتزايدت شعبية الهواتف المحمولة خلال فترة الدراسة، التي تمحورت حول نوعين فقط من الأورام التي تصيب الدماغ، كما أن التعريف البيني للمستخدم "العادي" لا يتسق مع استخدام أدوات الاتصالات تلك اليوم.

وأضافت: "المقارنة لم تجر بين من استخدم الهواتف النقالة ومن لم يستخدمها، بل بين أشخاص استخدموها لأقل من مرة في الأسبوع، وأكثر من مرة واحدة بالأسبوع، واعتماداً على ذاكرتهم بشأن استخدامه."

وحددت الدراسة الاستخدام العادي للهاتف المحمول بإجراء مكالمة هاتفية واحدة في الأسبوع لمدة ستة أشهر على الأقل، واستندت نتائجها على متوسط زمن المكالمة التراكمي، وهو ما بين 120 دقيقة إلى 150 دقيقة في الشهر، وهو ما يتعداه مستخدم اليوم بكثير.

وأجريت الدراسة في شكل استبيان قدم لمرضى بأورام في المخ في 16 مستشفى مختلف بـ13 دولة حول العالم لا تشمل الولايات المتحدة.

وطلب من المرضى الرد على سلسلة من الأسئلة بالاستناد إلى الذاكرة حول عادات استخدام الهاتف النقال، وعدد ساعات استخدامه، وعدد المكالمات الهاتفية التي تم إجرائها خلال شهر، وعلى جانب من الرأس كانوا يمسكون بالهاتف.

وقد تم تمويل الدراسة جزئيا من شركات الهواتف الخلوية، وقد أقر بعض الباحثين الذي علموا على تحليل البيانات بتلقيهم أموال من تلك الشركات.

مستشفيات لمعالجة إدمان الإنترنت..

وفي الآونة الأخيرة ظهر نوع جديد من الإدمان والذي يُعرف "بإدمان الإنترنت" حيث أنه صنف مثل باقي أنواع الإدمان المعروف، و الذي بلغ نسبة مدمنيه إلى %40 الذي يعانون من قصور في التركيز، واضطراب ناتج عن نشاط مفرط بشكل مرضى، هذا بالإضافة إلى اضطرابات في الدراسة والواجبات المدرسية، كما وجد أنه من الصعب على مدمني الأنترنت إطاعة الأوامر سواء في المدرسة أو في البيت.

وعلى هذا المنطلق أنشأت الصين في منطقة "بكين" العسكرية أول مستشفى مركزي في البلاد لمعالجة مدمني الإنترنت بطريقة صارمة من أجل إعادة تأهيلهم وجعلهم يتخلصون من الادمان على أجهزة الحاسب الآلي، حيث استقبلت هذه المستشفى الفريدة في علاجها أكثر من ثلاثمائة حالة من مدمني الإنترنت تتراوح أعمارهم بين 15 إلى35 عاما الذي يعجز معظمهم عن التحكم في الذات، حيث يمكثون على "النت" لمدة تزيد عن 6 ساعات يوميا.

ويستخدم طاقم المستشفى الطبي المؤلف من 11 طبيباً و12 ممرضاً جلسات علاج توافقية تشتمل على العقاقير والوخز بالإبر فضلاً عن رياضة بدنية، وذلك بهدف إعادة مدمن الإنترنت إلى الحياة العادية خاصة وان عقول هؤلاء المدمنين أصبحت مقترنة بمعلومات الأدمغة الإلكترونية.

والجدير بالذكر بلغت نسبة مدمني الإنترنت في الصين 200 مليون شخص، بينما بلغت النسبة في مصر 2.5 مليون شخص.

فهل إدمان شبابنا على الانترنت يعود عليهم بالنفع والفائدة من خلال استخدام المواقع العلمية والدينية التي تثري من يطلع عليها؟

أعدت الدراسة الباحثة الدكتورة منيرة القحطاني بقسم الأحياء في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض.

نصحت دراسة بحثية سعودية بضرورة نشر الثقافة الصحيحة لاستخدام الهواتف المحمولة في المجتمع كونها قد تكون وسيلة لانتقال الأمراض في البيئات المختلفة مع التقيد الصارم بمكافحة العدوى من خلال غسل اليدين وتعقيم الهواتف من وقت لآخر.

وركزت الدراسة على مقارنة طبيعة نمو الميكروبات وبالأخص مسببات الأمراض على الهواتف بطريقة جمع العينات بعد مسح الأسطح الخارجية من الهواتف النقالة لعينة الدراسة في مدينة الرياض.

وأضافت الدراسة أن بعض تلك الهواتف المحمولة نما عليها بشكل ملحوظ أكثر مسببات الأمراض المحتملة مثل بعض أنواع البكتيريا الممرضة بنسبة 20% وبعض أنواع الفطريات بنسبة 17.5 بالمائة.

اختفاء النحل وعلاقته بالموبايل..

وفي الوقت الذي يتزايد فيه الجدل مجدداً حول الأضرار المحتملة لاستخدامات الهاتف المحمول، وسط تقارير تشير إلى أنه ربما المسؤول عن الاختفاء المفاجئ للنحل بمختلف أنحاء العالم، قال عالم صيني بارز إنه لا يوجد دليل علمي يثبت صحة تلك التقارير.

وقال نائب رئيس الأكاديمية الصينية للهندسة، ووخه تشيوان: "لا يوجد أي دليل علمي يثبت أن الإشعاع الناجم عن الهواتف المحمولة، تسبب في اختفاء النحل المفاجئ منذ الخريف الماضي"، مشيراً إلى أن عدد من العوامل الأخرى، قال إنها ربما تكون السبب وراء هذه الظاهرة الغريبة.

وذكر العالم الصيني، وهو خبير في شبكات المعلومات فائقة السرعة، خلال منتدى حول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن الإشعاع الناجم عن الهواتف المحمولة لا يشكل تهديداً يمكن إثباته على النحل، باعتبار أن كمية الإشعاع المنبعثة من محطات الهواتف المحمولة ليست أقوى مقارنة بتلك الناجمة عن أفران الميكروويف.

كما أشار تشيوان إلى عوامل أخرى، مثل سرعة تحول المناطق الزراعية إلى حضرية، وتراجع النباتات، وسوء البيئة الإيكولوجية، قد تكون أسباب محتملة وراء الاختفاء المفاجئ للنحل، الذي بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية في الخريف الماضي، قبل أن تتنقل الطاهرة لاحقاً إلى أوروبا.

ووفقاُ لما نقلت وكالة "شينخو" للأنباء، فإن تصريحات العالم الصيني جاءت رداً على تقرير نشرته صحيفة "اندبندنت" مؤخراً، تناول نظرية وضعها علماء أوروبيون، مفادها أن الإشعاع الناجم عن الهواتف المحمولة يتداخل مع أنظمة الطيران لدى النحل، مما يؤدي إلى فقدان أسراب الشغالات طريق عودتها إلى خلاياها.

وبحسب الصحيفة البريطانية فإن موجات المحمول تصيب أسراب النحل بمرض يُعرف باسم CCD، أو Colony Collapse Disorder، يؤدي إلى فقدانها القدرة على اكتشاف طريق عودتها، مما يتسبب في تعرضها لموت جماعي. بحسب جريدة الوطن.

وكانت منظمات دولية معنية بالإنتاج الزراعي، قد حذرت من أن أسعار مواد الغذاء قد تشهد مزيداً من الارتفاع، ما لم يتم التحرك لحل التراجع الغامض في نحل العسل، مشيرةً إلى أن نحو ثلاثة أرباع النباتات التي تحمل زهوراً تعتمد على الطيور والنحل وغيرها من الملقحات لمساعدتها على التكاثر، فيما يدر التلقيح الناتج عن النحل ما قيمته 15 مليار دولار سنوياً من المحاصيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 20/حزيران/2010 - 7/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م