فرنسا والمسلمين واشتداد سِجال النِقاب والحجاب

الحكومة تمنع النِقاب والمسلمين يحذرون من التداعيات

شبكة النبأ: حذرَ المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الحكومة بألا تتوقع منه أن يفرض حظرا مزمعا على ارتداء النقاب والذي يجادل الخبراء بأنه غير دستوري وتتوقع الشرطة بأن يكون غير قابل للتنفيذ.

وقال محمد الموساوي رئيس المجلس ان المجلس يعارض ارتداء النقاب وسيحاول اقناع الاقلية الضئيلة من النساء المنتقبات بانه غير ملزم دينيا وفي غير محله في فرنسا.

لكن قال ان الزعماء المسلمين لا يمكن ان يتصرفوا كوكلاء للدولة خلال "فترة الوساطة" التي تبلغ مدتها ستة اشهر والتي سيتم خلالها اعتراض المنتقبات وابلاغهن بالقانون ولكن دون فرض غرامة عليهن.

ويحظر مشروع القانون المقرر اقراره هذا الخريف ارتداء النقاب في الاماكن العامة. وسيتعين على النساء المنتقبات بعد انتهاء فترة الوساطة دفع غرامة قيمتها 150 يورو (182.8 دولار) أو أخذ "دروس في المواطنة" في حين يتعرض اي شخص يجبرهن على ارتداء النقاب لغرامة 15 ألف يورو.

وقال الموساوي للصحفيين "سيكون من الصعب تطبيقه..المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية قال انه مستعد للعمل من أجل هذا ولكن ليس كجهة مفوضة من قبل الدولة. ان من واجب المجتمع تحمل مسؤولياته من اجل الوساطة."

وكانت وزيرة العدل ميشيل اليوت ماري قالت انها ستعتمد على الشرطة والمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية والجمعيات المدنية المحلية في اقناع المنتقبات بأن نقابهن ينتهك القيم الفرنسية.

وحذرت نقابات الشرطة من أن اعتراض المنتقبات في الشارع قد يؤدي الى مشاهد فوضوية واحتجاجات. بحسب فرانس برس.

وقال يانيك دانيو من نقابة الشرطة الفرنسية لصحيفة لو موند "سيكون هناك الكثير من الرفض..سيتحول الامر الى اهانة وغضب. سيتم احتجازهن وستتجمع عائلاتهن أمام مركز الشرطة."

هدف منع النقاب في فرنسا..

ومن جانبها دافعت وزيرة العدل الفرنسية ميشال اليو ماري عن مشروع قانون سيتم بحثه في الجمعية الوطنية الفرنسية في 11 آيار/مايو المقبل يحدد الخطوط العريضة التي تضع اطارا لمنع النقاب في عموم فرنسا معتبره ان هدفه ان "يعيش الجميع معا".

ويدور نقاش في فرنسا منذ اشهر حول منع النقاب الذي ترتديه حوالى 2000 امرأة، بحسب احصاءات الحكومة الفرنسية الرسمية. وشرحت اليو ماري في مقابلة مع وكالة فرانس برس في عمان حيث قامت بزيارة رسمية للمملكة استمرت يومين تركزت حول سبل تعزيز التعاون القضائي والتشريعي بين البلدين، الاسباب التي تقف وراء موقف بلادها من موضوع النقاب.

قائلة "ان المبدأ الاول في فرنسا هو حرية العقيدة، واحترام جميع الاديان على قدم المساواة وحرية كل فرد في ممارسة معتقداته، لذلك نحن نسمح ببناء جميع المنشات الدينية فوق الاراضي الفرنسية وهذه ليست الحال في جميع البلدان. والشيء الثاني الذي يجب ذكره هو ان القرآن لا يفرض ارتداء النقاب، وهذا مادأب على قوله وبانتظام جميع كبار رجال الدين المسلمين في فرنسا. علي اي حال راينا في الماضي ان بعض الدول الاسلامية منعت ارتداء النقاب واحيانا حتى الحجاب كما كان الحال سابقا في تركيا وتونس.

وأضافت ماري" ان المبدأ الثاني الكبير للجمهورية الفرنسية هو رفض الطائفية التي تريد المساواة بين الجميع أمام القانون، وأن يتم الاعتراف بالمواطنين بالتساوي، والقانون هو نفسه بالنسبة للجميع وهذا هو أساس الوحدة الوطنية للجمهورية ولهذا السبب نرفض ان يعيش البعض في مجتمع مغلق له قواعده الخاصة ولايعيشون مع جميع الناس. نريد ان يعيش الجميع معا. هذا الاختيار هو الذي يميزنا عن بقية الدول بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة اللتان تعترفان بالمجتمعات المحلية الطائفية.

وتابعت ماري" في بعض الأماكن يخشى الناس أن يضر النقاب بالوضع الامني، حيث يمكن استخدامه من قبل بعض الاشخاص الذين يريدون اخفاء وجوههم لارتكاب أعمال غير قانونية، وهذا يؤدي الى ردة فعل متخوفة من جانب بعض المواطنين. لذلك وبعد كثير من التردد، قررت الحكومة حظر النقاب. وهذا الحظر لايمكن ان يتم الا بموجب القانون. في البداية قلنا أنه يمكننا حظر النقاب في المرافق العامة فقط، لكن المشكلة هي في مبدأ العيش المشترك، لذلك سيتم حظر النقاب في كل الاماكن، ما عدا بالطبع داخل المنازل. لهذا السبب نحن قررنا تقديم قانون ينطبق على جميع الأماكن العامة. وستكون هناك مرحلة قبل تنفيذ القانون، لتثقيف الناس وشرح لماذا نفعل ذلك لأن ما نأمله هو ان تتخلى المرأة من تلقاء نفسها عن ارتداء النقاب".

وبينت ماري" نحن نعتقد أنه سوف يساعدهن على الاندماج في المجتمع. انهم لا يستطيعون البقاء في المنزل طوال الوقت. لديهن حياتهم اليومية، والتسوق... واذا عمل ازواجهن على منعهن من مغادرة المنزل فان ذلك سيعتبر من الناحية القانونية ما يسمى بالحجر وهو ما يعاقب عليه القانون".

مسلم فرنسي متهم بتعدد الزوجات!

ونفى مسلم فرنسي تهدده السلطات بتجريده من جواز سفره لممارسته تعدد الزوجات الاتهام قائلا ان له زوجة واحدة وعدة خليلات.

وتحولت قضية الياس حباج وهو جزار (لحام) جزائري المولد صار مواطنا فرنسيا عندما تزوج امرأة فرنسية عام 1999 الى خلاف سياسي كبير حيث تتهم احزاب المعارضة الحكومة باستغلال الموقف.

وتكشفت القضية عندما شكت زوجته من تغريمها لقيادتها السيارة وهي تضع نقابا بدعوى ان ذلك وضع خطر. بحسب فرانس برس.

واتهمت الحكومة التي اعلنت قبلها بايام خطة لحظر ارتداء النقاب في شوارع فرنسا حباج بان له أربع زوجات تحصل كل منهن على اعانة من الدولة على انها ام عزباء لاعالة ابنائه الاثني عشر. وقال ان واحدة منهن فحسب زوجته والاخريات خليلات.

واضاف للصحفيين في مدينة نانت التي يعيش فيها في غرب البلاد " اذا كان من الممكن تجريد المرء من جنسيته الفرنسية لان له خليلات فسيفقد كثير من الفرنسيين جنسيتهم."

ويمكن تجرد الشخص من جواز سفره الفرنسي اذا كان قد حصل عليه من خلال الغش كأن يكون مثلا في حالة حباج قد أخفى أنه متزوج عندما تزوج من المرأة الفرنسية أما اتخاذ الخليلات فليس من الامور غير المألوفة في فرنسا حيث أخفى الرئيس الاسبق فرانسوا ميتران لسنوات أن له أسرة ثانية.

وما يزال من غير الواضح ما اذا كان حباج وخليلاته قد خالفوا القانون لكن وزير الهجرة اريك بيسون أشار الى تشديد التشريع لمعاقبة ممارسي تعدد الزوجات.

وقال بيسون لاذاعة (ار.تي.ال) "اذا اعتبر الفرنسيون هذا تعددا للزوجات يمارس بطريقة احتيالية وينبغي عدم السماح بالاعانات... فمن الممكن ان نتصور تعديلا للقانون."

هجوم على مسجد بالأسلحة الرشاشة

وفي جانب أمني افاد مصدر في نيابة ايكس اون بروفانس ان مسجد بلدية ايستر، جنوب فرنسا، تعرض لرصاص سلاح رشاش.

وقال مساعد مدعي الجمهورية في ايكس اون بروفانس دوني فانبريميرش انه عثر على "اكثر بقليل" من ثلاثين رصاصة على جدران المبنى الذي دشن في تموز/يوليو 2009 ولم "يشهد اي مشكلة" مؤكدا "عدم تبني اي جهة" العملية. بحسب فرانس برس.

واعلن رئيس الوزراء فرانسوا فيون في بيان انه اعرب عن "صدمته الشديدة" لاعضاء مجلس الدين الاسلامي في فرنسا، الهيئة التي تمثل مسلمي فرنسا واستقبلهم الاثنين في اطار مشاورات حول مشروع قانون حظر النقاب في فرنسا تريد الحكومة المصادقة عليه.

وصرح رئيس بلدية ايستر فرانسوا برنرديني "اننا مندهشون ومصدومون من وقع هذه العملية في مدينتنا. اننا منذ عقود نعيش في انسجام واعتراف واحترام متبادل".

مرسيليا رمز الهجرة تبدأ بناء جامعها الكبير

وفي هذه الأثناء تطلق مدينة مرسيليا (جنوب شرق فرنسا) التي تعد رمز الهجرة من شمال افريقيا، اعمال بناء مسجد كبير مزود بمئذنة يبلغ ارتفاعها 25 مترا في غمرة جدل حول مكانة الاسلام في المجتمع في فرنسا.

ووضع الخميس حجر الاساس لجامع مرسيليا الكبير في شمال المدينة لكن يبقى على الجمعية الموكلة بناءه حل المشكلة الصعبة المتمثلة في تمويل الاشغال. وقال رئيس جمعية "مسجد مرسيليا" نور الدين شيخ "طال الاعداد لهذا المشروع، لكن لم يعد من شك في انطلاقه".

وتابع "انا اثق في المستقل، واطلب من المسلمين كافة، لا سيما من هم في مرسيليا، التفكير جديا في الاهمية الجوهرية التي يرتديها مسجدنا للتجمع، ومواكبة بنائه حتى النهاية والدفاع عنه".

وقال المهندس المعماري ماكسيم روبو الذي يعمل على المشروع ان وضع حجر الاساس ليس الا مرحلة جديدة قبل بدء الاعمال فعليا "في شباط/فبراير 2011" في سبيل "تسليم المبنى في كانون الثاني/يناير 2012 وفتحه امام الزوار في تشرين الاول/اكتوبر 2012".

وتمثل الجالية المسلمة اكثر من 200 الف شخص في مدينة تحوي حوالى مليون نسمة. وافاد المسؤولون عن المسجد ان الجالية المسلمة تنتظره منذ 60 عاما.

وسيبنى المسجد الكبير وقاعة الصلاة التي تبلغ مساحتها 2500 متر مربع في موقع مسلخ قديم في شمال المدينة على ارض مساحتها 8600 متر مربع استأجرتها الجمعية من المدينة مقابل 24 الف يورو سنويا.

ويأتي وضع حجر الاساس غداة اقرار الحكومة الفرنسية مشروع قرار يحظر ارتداء النقاب الاسلامي. واثار النص استياء في اوساط الجالية المسلمة في فرنسا وهي الاكبر في اوروبا حيث تضم 5 الى 6 ملايين نسمة، وباتت تخشى الحاق وصمة بها.

واتت قضية النقاب بعد نقاش كبير حول "الهوية الوطنية" اطلقته الحكومة في اواخر العام الفائت ومر مثل جدال حول الهجرة ومكانة الاسلام في فرنسا. كما طرحت في فرنسا مسألة المآذن التي منعت في سويسرا، لكن النقاش حولها ظل محدودا.

وقال شيخ "ان وضع حجر الاساس عمل رمزي لجمع الدول المسلمة في احتفال كبير وانهاء الالتزامات ومشاركة الدول المختلفة، كل هذا ينبغي ان يحصل في الاشهر المقبلة على ما اعتقد". وعلى الجمعية الحصول على 22 مليون يورو.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14/حزيران/2010 - 29/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م