الغذاء والصحة: ومن الأكل ما قتَلْ

العادات الغذائية السيئة واللحوم المصنَّعة خطر خفي

 

شبكة النبأ: أثبتت دراسة علمية إن تناول لحم الخنزير المقدد والنقانق والهوت دوج واللحوم المصنعة الأخرى قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والبول السكري. ولخفض مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية ومرض البول السكري يجب على الناس معرفة أي نوع من أنواع اللحوم يتناولون.

ونصح العلماء بتناول الوجبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الخبز الأسمر مع لحوم الأسماك والدواجن المطهوة طهيا جيدا. فضلا عن الإكثار من الفواكه والخضار الطازجة. لأن العادات الغذائية عامل حاسم في تحديد صحة الإنسان على المستوى المنظور والبعيد أيضاً.

مخاطر اللحوم المصنعة

وأكد باحثون مؤخرا إن تناول لحوم البقر أو الخنازير أو الضأن غير المصنعة يبدو انه لا يزيد من مخاطر النوبات القلبية ومرض البول السكري. وأشاروا إلى أن الملح والمواد الكيميائية الحافظة قد تكون السبب الحقيقي في هذه المشاكل الصحية المرتبطة بتناول اللحوم.

ولم تنظر الدراسة وهي تحليل لبحث أخر يسمى (تحليل ميتا) إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو السرطان والمرتبطة أيضا بارتفاع استهلاك اللحوم.

وقالت ريناتا ميتشا من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد التي نشرت دراستها في دورية الدورة الدموية (journal Circulation) "لخفض مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية ومرض البول السكري يجب على الناس معرفة أي نوع من أنواع اللحوم يتناولون."

وقالت ميتشا في بيان "اللحوم المصنعة مثل لحم الخنزير المقدد والسلامي والنقانق واللحوم المصنعة اللذيذة قد تكون أهم اللحوم التي يجب تجنبها."

واستنادا إلى النتائج التي توصلت إليها قالت إن الأشخاص الذين يتناولون وجبة في الأسبوع أو أقل من اللحوم المصنعة يقل لديهم الخطر.

واعترض المعهد الأمريكي للحوم على النتائج قائلا أنها دراسة واحدة فقط وإنها تقف على النقيض من الدراسات الأخرى وغيرها من المبادئ التوجيهية الغذائية الأمريكية.

وقال جيمس هودجز رئيس المعهد الأمريكي للحوم في بيان "في أفضل الأحوال هذا الافتراض يستحق المزيد من الدراسة. ومن المؤكد أنه لا يوجد سبب لتغيير النظم الغذائية."

وتوصي معظم المبادئ التوجيهية الغذائية بالتقليل من تناول اللحوم. وكانت نتائج الدراسات التي تبحث في العلاقات الفردية بين تناول اللحوم وأمراض القلب والشرايين والبول السكري مختلطة.

ولكن ميتشا قالت ان الدراسات نادرا ما تنظر لاختلافات الخطر بين اللحوم الحمراء المصنعة وغير المصنعة.

وقامت وزملاؤها بمراجعة منهجية لما يقرب من 1600 دراسة من مختلف أنحاء العالم تبحث عن أدلة على وجود صلة بين تناول اللحوم الحمراء المصنعة وغير المصنعة وخطر الإصابة بأمراض القلب والبول السكري.

وعرف الباحثون اللحوم المصنعة على إنها أي لحوم محفوظة بالتدخين أو المعالجة والتمليح أو بإضافة مواد حافظة كيميائية. وشملت اللحوم في هذا التصنيف لحم الخنزير المقدد والسلامي والنقانق والهوت دوج أو الأطعمة المصنعة اللذيذة أواللنشون. وشملت اللحوم الحمراء غير المصنعة لحوم البقر والضأن أو لحم الخنزير دون الدواجن.

واكتشف الباحثون ان كل 50 جراما في المتوسط من اللحوم المصنعة في اليوم - شريحة او شريحتين من اللحوم اللذيذة او الهوت دوج - ارتبطت بخطر إصابة أعلى بأمراض القلب بنسبة 42 بالمائة وخطر إصابة أعلى بمرض البول السكري بنسبة 19 بالمائة.

ولم يتم الكشف عن أي خطر إصابة بأمراض القلب أو البول السكري في الأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء غير المصنعة فقط.

وفي ذات السياق نشرت دراسة في مجلة "نايتشر" مؤخرا مفادها إن اليابانيين يجدون سهولة اكبر بهضم السوشي بفضل بكتيريا معوية تتشارك جينات مشابهة لبكتيريا بحرية.

وتبين هذه الدراسة تنوع الخارطة الجينية البشرية التي تحتوي على مئة ألف مليار جرثومة موجودة في الجهاز الهضمي.

واكتشف باحثون من جامعة بيار أي ماري كوري في باريس ومن محطة روسكوف لعلوم الأحياء البحرية في بريتاني بكتيريا تدعى "زوبيليا غلاكتانيفورانس" فيها أنزيم قادر إلى قسم جزئية نشاء ال"بروفيران" التي تتواجد في طحالب "بروفيرا" الحمراء. بحسب الفرانس برس.

ولاحظوا عندها ان جينات هذا الانزيم متواجدة ايضا في بكتيريا "باكتيرويد بليبيوس" التي لم تكتشف حتى الآن الا في براز اليابانيين.

ويعتبر فريق ميريام تشيزك من محطة روسكوف ان بكتيريا بليبيوس اكتشبت بالتبادل الجيني جينات من البكتيريا التي تعيش على الطحالب الحمراء.

وبحسب مبادئ الاختيار الطبيعي للأجناس التي وضعها داروين، يتبين ان بكتيريا "بليبيوس" التي تملك جينة حاصلة عليها من البكتيريا على الطحالب تتكيف بشكل أفضل وتعيش أكثر حين تتعرض لنظام غذائي ياباني.

ويستهلك اليابانيون متوسط 14 غراما من الطحالب يوميا معظمها من ال"بورفيرا". ويتناول اليابانيون الطحالب منذ القدم كما يظهر في الوثائق التاريخية، وشكلت في القرن التاسع عشر وسيلة لدفع الضرائب.

الخبز الأبيض والمكرونه وأمراض القلب

من جانب آخر كشفت دراسة علمية جديدة عن أن تناول الوجبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الخبز الأبيض وعجين المكرونة المعروف باسم "الباستا" يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب أكثر من الضعف، كونها تحتوي على نسبة عالية من مستويات السكر.

ولفتت الدراسة التي نشرتها صحيفة الديلي تلغراف البريطانية في عددها الصادر مؤخرا، إلى أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر بحسب مؤشر السكر في الدم، تشمل الرز والباستا وحبوب إفطار الصباح مثل المصنوع من الذرة وغيرها. بحسب واس.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الكثير من الفاكهة تحتوي على نسبة منخفضة من السكر، إلاّ أن بعضها يمكن تصنيفه في خانة المأكولات الغنية بهذه المادة مثل اليقطين والجزر الأبيض والبطيخ.

وأوضحت الدراسة التي أعدها باحثون في إيطاليا، و شملت أكثر من 47 ألف شخص، أن الرجال ليسوا معرضين للخطر في مثل هذه الحالة كالنساء، كونهم يتأثرون بالأمراض القلبية بطرق تختلف عنهن. وبيّنت أن المرأة التي تتناول أطعمة غنية بالسكر معرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 2.24 أكثر من غيرها.

من جانب آخر  يقول خبراء إن الحفاظ على صحة العين يحتاج منا إتباع إرشادات كتلك التي نتبعها للحفاظ على صحة القلب. بحسب سي ان ان.

ويعرف جميعنا دور الجزر في الحفاظ على صحة العين وتحسين النظر ودرء مخاطر الأمراض عنها، إلا أن الخبراء أشاروا إلى إتباع ذات الحمية الغذائية للحفاظ على صحة القلب للمحافظة على العين من الأمراض.

وأوصى المختصون ببعض الأطعمة الصحية ذات المردود المفيد للعين، وهي:

يتوفر مركبا "كاروتينويدز لوتين" carotenoids lutein و"زياكسانثين" في الخضروات ذات الأوراق الخضراء كالسبانخ والشمندر والملفوف، وهي مواد لها خصائص معززة لحاسة البصر، وتقلل من مخاطر الإصابة بالضمور البقعي لشبكية العين المترافق مع التقدم في العمر (AMD).

فهذه المواد المضادة للأكسدة المتوفرة في هذه الخضروات تقوم بدور مماثل للنظارة الشمسية بحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية وحماية الخلايا من التلف.

ووجدت أبحاث سابقة أن مركبي "لوتين" و"زياكسانثين" قد يساعدان في مكافحة الضمور البقعي للشبكية، إذ إنهما يقومان بامتصاص الضوء الأزرق المسبب لعطب الشبكية، ويمنعان

هجوم مجموعات الذرات المدمرة المعروفة بالجذور الحرة أو "free radicals"، ويقويان أغشية خلايا العين.

أبرز مصادر المواد المضادة للأكسدة

ومن بين أبرز مصادر المواد المضادة للأكسدة هو التوت، وتلعب هذه الفاكهة دوراً هاماً في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى الزهايمر.

وقد وجدت دراسات أيضاً أن تلك المواد تقلل كذلك من خطر الإصابة بالضمور البقعي لشبكية العين، والماء الأبيض (كتراكت) وغيرها من أمراض العيون.

أما عن الجزر فهو  أفضل أنواع الخضروات المعروفة بفوائدها للعين، فهو غني بفيتامن "أ" الذي يساعد في تقوية مناعة الجسم، ومنع العمى الليلي، كما أنه ضروري لصحة شبكية العين. كما أنه يقلل من مخاطر إعتام عدسة العين، والإصابة بالضمور البقعي للشبكية.

وهناك خضروات وفواكه أخرى مثل البطاطا الحلوة والمانجو والشمام والمشمش، تتوفر بها جرعات صحية كافية من فيتامين (أ) تماماً مثل الجزر.

يعتبر الحليب ومشتقاته مصدرا للطاقة ولـ15 عنصرا غذائيا أساسياً، وقد يساعد في الحد من خطر إعتام عدسة العين. وعليك اختيار الحليب قليل الدسم للحفاظ على مستو منخفض للدهون المشبعة ومنع تراكم الترسبات في الأوعية الدموية للعين.

اللحوم الحمراء مصدر مادة الزنك

ويذكر أن اللحوم الحمراء هي مصدر ممتاز لمادة الزنك التي تساعد الجسم على امتصاص المواد المضادة للأكسدة ومكافحة الأمراض. وقد وجدت الدراسات أن هناك علاقة بين تناول مكملات الزنك وصحة العين، والصحة، وخاصة الشبكية العين.

وأحماض أوميغا 3 الدهنية، كتلك المتوفرة في الأسماك الدهنية، تلعب دورا رئيسيا في صحة شبكية العين، والتقليل من خطر الإصابة بالضمور البقعي للشبكية.

وتناول وجبتين، على الأقل، أسبوعيا من الأسماك الدهنية مثل سمك السلمون المرقط والماكريل والسردين، والرنكة أو السلامون للحد من خطر إعتام عدسة العين.

واللوز مصدر آخر للمواد المضادة للأكسدة المهمة لصحة العين، وهو  غني بالزيوت الحمضية الدهنية النباتية غير المشبعة، والبروتين، والسكر، يحتوي على فيتامينات A، B1، B2، PP، B5، B6، وأملاح معدنية ومعادن.

الوجبات السريعة وأورام السرطان

ومن جهة أخرى أظهرت دراسة علمية وزعت نتائجها في لندن ان ترابطا بين تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون واحتمالات حدوث أورام سرطانية عند أبناء الحوامل اللواتي يكثرن من تناول مثل هذه الوجبات.

وأضافت الدراسة التي نقلتها شبكة سكاي البريطانية عبر الأقمار الصناعية ان السيدات الحوامل اللواتي يكثرن من تناول الوجبات السريعة المثقلة بالدهون قد يورثن مرض سرطان الثدي إلى بناتهن الإناث عندما يكبرن كما يعرضن أبناءهن الذكور لاحتمالات إصابتهم بأمراض السرطان الأخرى.

وأوضحت الدراسة التي قام بها مجموعة من العلماء الأمريكيين في جامعة جورج تاون فى مدينة واشنطن الأمريكية إن تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون من قبل الحوامل من شانه أن يحدث تغيرات في الجينات الوراثية فيما اعتبر العلماء الذين شاركوا فى الدراسة ان مثل هذا الكشف قد يشكل إنذارا للسيدات كي يتجنبن الإفراط فى المواد الدهنية.

ونقلت الدراسة عن الدكتورة سونيا دي اسياس قولها ان هذه الدراسة مهمة جدا للأمهات الحوامل لحثهن على أهمية تناول الوجبات المتوازنة للحفاظ على الوضع الصحى لاطفاهن مستقبلا مشيرة انه جرى مثل هذه التجارب على مجموعة من الفئران وتبين ان الجيل الثانى من فئران التجارب التى حقنت بكميات من دهون الوجبات السريعة قد أصيبت بسرطانات مختلفة.

وكانت دراسة بريطانية سابقة قد قالت إن البدانة سبب رئيسي للإصابة بالسرطان بين النساء بل وقلة الإخصاب عند الرجال حيث أفاد أستاذ التغذية في جامعة مانشستر البريطانية الدكتور اندرو رينهان في دراسة وزعت قبل عدة شهور أن البدانة إن استمرت عند معدلاتها الحالية في أوروبا فانها سوف تشكل هاجسا صحيا كبيرا وستكون سببا رئيسيا فى الإصابة بمرض السرطان خاصة بين النساء.

وأضاف الدكتور اندرو رينهان فى دراسة قدمها لمؤتمر دولى حول أمراض السرطان والبدانة إن البدانة أدت إلى حصول أكثر من 124 ألف حالة سرطان في أوروبا العام الماضي معتبرا إن البدانة سوف تكون الآفة الرئيسية التي تسبب أمراض السرطان عند النساء في العقد المقبل. وأعرب عن الاعتقاد ان ما نسبته 3ر3 بالمائة من المصابين بالسرطان من الرجال فى المملكة المتحدة و8ر4 بالمائة من السيدات سببه البدانة مؤكدا إن البدانة تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض السرطان المختلفة فيما دعا الحكومات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة البدانة وتشجيع الناس على عدم الإفراط في تناول المأكولات الذهنية والسكريات.

وكانت دراسة علمية نشرت قبل نحو شهرين قد قالت ان تناول فاكهة الليمون الهندى المعروف باسم كريب فروت يوميا من شانه يقلص من خطر الإصابة بمرض السكرى ويخفض معدلات البدانة فى جسم الإنسان مشيرة إلى إن مادة النارنجين الموجودة فى فاكهة الليمون الهندي والمعروف أيضا باسم ليمون الجنة تعزز من عمل الكبد وتساعده على إحراق كميات الدهون الموجودة بالجسم مباشرة بعد تناول الوجبات الغذائية، مشيرة إلى إن تناول الفاكهة المذكورة وبشكل يومي يفقد الجسم عدة أوزان في فترة وجيزة دون تغيير نمط الغذاء.

الأرز الأسمر غذاء صحي

وأظهرت دراسة جديدة أن الأرز الأسمر يساهم في تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم من خلال تداخله مع بروتين مرتبط بهاتين الحالتين. وذكر موقع هيلث داي نيوز أن العلماء أظهروا في دراسة جديدة أن الأرز الأسمر قد يكون أفضل من الأرز الأبيض فيما يتعلق بحماية الجسم من ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.

وقال الباحث ساتوري أوغوشي البروفيسور المساعد في الفيزيولوجيا في كلية تامبل الطبية في فيلادلفيا إن بحثنا يشير إلى احتمال وجود مكون في الأرز قد يكون نقطة انطلاق لإجراء أبحاث في الطب الوقائي بشأن أمراض القلب. بحسب سانا.

وأشار إلى أن التجارب أظهرت وجود مكون في الأرز الأسمر يبدو أنه يحارب بروتين يعرف باسم أنغيوتنسين 2 يتسبب بارتفاع ضغط الدم وانسداد الشرايين. ويوجد هذا المكون في طبقة تزال حين يحول الأرز الأسمر إلى أرز أبيض غير أن هذه الطبقة قد تحمى في الرز المطحون جزئياً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 13/حزيران/2010 - 28/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م