كأس العالم في أحضان افريقيا المخملية

 

شبكة النبأ: تعيش هنا أفيال ضخمة وحيوانات وطيور "من كل شكل ونوع". وهنا أيضا تجد أكبر طائر في العالم وهو النعام، بالإضافة إلى الحيتان والبطريق. نحن نتكلم عن جنوب إفريقيا وهي دولة كبيرة تقع في جنوب قارة إفريقيا السمراء.

يأتي السائحون من كل دول العالم إلى جنوب إفريقيا لمشاهدة الحيوانات المختلفة التي توجد بها وأيضا الاستمتاع بالطبيعة الجميلة الخلابة.

توجد في جنوب إفريقيا العديد من المناطق الطبيعية الجذابة، التي يطلق عليها اسم "المحميات الطبيعية" وأهم هذه المحميات موجودة في شمال البلاد، واسمها محمية «كروجر ناشونال بارك».

يعيش في هذه المحمية أسود وأفيال وأبقار وتماسيح وغزلان وحيوان وحيد القرن. ولكن هناك أيضا بعض الحيوانات الخطرة مثل فرس النهر، وهو حيوان شكله طيب ولكنه يمكن أن يكون عنيفا في بعض الأحيان.

تتميز جنوب إفريقيا بشواطئ جميلة وجبال عالية وغابات كبيرة وصحراء واسعة. يعيش هنا ناس لهم ألوان بشرة مختلفة فهناك الأبيض والأسود. وجاء أجداد هؤلاء الناس من قارات مختلفة، مثل أوروبا وآسيا وإفريقيا، وأحضروا معهم عادات وتقاليد بلادهم.

يعني هذا أن جنوب إفريقيا يوجد بها تقاليد وعادات كثيرة، ففي الأكل، على سبيل المثال، نجد الوجبات الحارة التي أحضرها الهنود معهم، وكذلك السجق (النقانق) الذي أحضره الألمان الذين عاشوا هنا في الماضي.

ونظرا لأن جنوب إفريقيا تقع جنوب خط الاستواء، فإن مناخها يختلف عن منطقتنا العربية. ففي الوقت الذي يكون عندنا فصل الشتاء، يكون هناك الصيف والعكس. ولذلك فإن العطلات الصيفية لتلاميذ المدارس في جنوب إفريقيا تكون في شهر ديسمبر. ويذهب التلاميذ مع عائلاتهم في هذه العطلة إلى المصايف أو يقومون برحلات في الجبال.

وقبل أكثر من 120 سنة اكتشف السكان وجود الذهب في المكان الذي توجد به مدينة جوهانسبرج حاليا. وكانت جنوب إفريقيا هي أكبر منتج للذهب لفترة طويلة. ولكن الذهب لم يعد موجودا الآن عند سطح الأرض بل في مناجم على عمق أكثر من 4000 متر تحت الأرض، ولذلك فإن عملية استخراجه مكلفة كثيرا. ليست جنوب إفريقيا غنية بالذهب فقط، بل بعنصر آخر له قيمة أكبر، ربما تكون سمعت عنه قبل ذلك وهو "الألماس".

ذهب الكثير من الأوروبيين إلى جنوب إفريقيا بحثا عن الألماس وكانوا في بعض الأحيان يجبرون السكان الفقراء على البحث عنه مقابل أموال قليلة. تتجه أنظار العالم هذا الصيف إلى جنوب إفريقيا لأنها تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم وهي مناسبة رياضية مهمة ينتظرها الناس في أنحاء العالم، ولا تتكرر إلا كل أربع سنوات.

وكان الناس في دول كثيرة يرفضون شراء الفاكهة القادمة من جنوب إفريقيا لأنهم كانوا يرفضون بعض الأوضاع في تلك البلاد.

فقد كان أصحاب البشرة البيضاء في جنوب إفريقيا يعاملون أصحاب البشرة السمراء بطريقة سيئة لأنهم كانوا يعتقدون أنهم أفضل منهم ، وكان يطلق على هذا الوضع اسم "التفرقة العنصرية". بحسب وكالة الأنباء الالمانية.

كانت جنوب إفريقيا تفصل بين أصحاب البشرة البيضاء والسمراء في المدارس والمتنزهات، وحتى المراحيض، وفي كل شيء.

وجنوب إفريقيا كانت مقسمة لجزء كبير يسكن فيه أصحاب البشرة البيضاء، وجزء صغير لأصحاب البشرة السمراء.

ولم يكن يسمح لأصحاب البشرة السمراء بالعمل في الوظائف التي يرغبون فيها كما كانوا يعيشون في أكواخ فقيرة، بينما كان البيض يعيشون في منازل جميلة وفخمة. لا عجب إذن أن أصحاب البشرة السمراء رفضوا هذه الأوضاع، وأيدتهم في ذلك دول أخرى. انتهت حقبة التفرقة العنصرية من جنوب إفريقيا الآن، وأصبح القانون يساوي بين السكان جميعا، سواء كانوا بيضا أم سمرا. يرجع الفضل في انهاء سياسة التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا إلى شخص مشهور، ربما تكون سمعت أو قرأت عنه وهو زعيم عظيم، اسمه نيلسون مانديلا. كافح مانديلا ضد سياسة التفرقة العنصرية في بلاده وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ولكن أفرج عنه عام 1990، بعد أن قضى 27 عاما في السجن. واصل مانديلا جهوده في مكافحة التفرقة العنصرية بعد خروجه من السجن وتولى عام 1994 منصب رئيس جنوب إفريقيا ليصبح أول رئيس للبلاد من أصحاب البشرة السمراء. ظل مانديلا رئيسا لجنوب إفريقيا حتى عام 1999.

كيب تاون

كيب تاون - يطلق على كيب تاون لقب "المدينة الأم" في جنوب أفريقيا علما بأنها ثاني أكبر المدن في جنوب أفريقيا من حيث التعداد السكاني ولكنها أعرق وأجمل مدن جنوب أفريقيا وتتميز بوجود جبال "تيبول ماونتين" في خلفيتها ورمال الشاطئ البيضاء تحت أقدام زائريها.

ونزل المستعمرون الهولنديون الأوائل بشاطئ "تيبول باي" في عام 1652 وأنشأوا مستعمرة لأنفسهم لإمداد السفن بما تحتاجه في طريقها من هولندا إلى مستعمراتها في الهند الشرقية.

وانتقلت كيب تاون من أيدي المستعمرين الهولنديين إلى سيطرة المستعمرين الإنجليز قبل أن تصبح العاصمة التشريعية لجنوب أفريقيا عام 1910 .

وما زال مقر البرلمان الجنوب أفريقي في مدينة كيب تاون التي يبلغ تعدادها السكاني 5ر3 مليون نسمة كما تمثل عاصمة السياحة ليس في جنوب أفريقيا فحسب وإنما في القارة السمراء بالكامل.

كما تمثل كيب تاون مركزا للتنوع الثقافي في جنوب أفريقيا حيث تسكنها عرقيات عديدة.

ويأتي تسلق جبل "تيبول ماونتين" البالغ ارتفاعه 1087 مترا على رأس أبرز الأنشطة للسائحين.

كما يحرص معظم الزائرين لكيب تاون على زيارة جزيرة "روبن آيلاند" المطلة على شاطئ "تيبول باي" والتي قضى الزعيم الأفريقي والمناضل الشهير نيلسون مانديلا سنوات عديدة في السجن قبل أن يتولى رئاسة جنوب أفريقيا بعد التغلب على سياسة الفصل العنصري "أبارتايد".

وبني استاد كيب تاون ، الذي يتسع لـ 68 ألف مشجع ، عند سفح جبل "تيبول ماونتين، وذلك في ضاحية "جرين بوينت" بالقرب من الشاطئ.

ويستضيف هذا الاستاد ثماني مباريات ضمن فعاليات مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وسيكون من بينها إحدى مبارايات الدور قبل النهائي للبطولة وذلك في السادس من تموز/يوليو المقبل.

جوهانسبرج

جوهانسبرج - تشتهر جوهانسبرج بأنها أكبر مدن جنوب أفريقيا ويبلغ تعدادها السكاني ثمانية ملايين نسمة وأنشئت في عام 1886 وذلك على ارتفاع يبلغ 1750 مترا فوق مستوى سطح البحر.

وتمثل جوهانسبرج مركزا لإنتاج الذهب كما أنها القلب النابض لمقاطعة جاوتينج أغنى مناطق القارة الأفريقية.

ويتضح ثراء المدينة من خلال المتاجر الكبيرة والمطاعم الفخمة والسيارات الفارهة ولذلك اختارت فرق عديدة من المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والعديد من السائحين الإقامة في جوهانسبرج.

ومقارنة بمدينة كيب تاون ، تفتقد جوهانسبرج لوفرة المناظر الطبيعية الخلابة لدرجة دفعت البعض إلى أن يقول مازحا أن هذه المدينة تستحوذ على المناجم بدلا من الجبال.

وما زالت جوهانسبرج مكانا لمن يبحثون عن صنع الثروة أو السيرة الذاتية أو الشهرة في جنوب أفريقيا كما أنها كانت تمثل مركزا للصراع ضد سياسة الفصل العنصري "الأبارتايد" التي عانت منها جنوب أفريقيا كثيرا.

وتقع مدينة سويتو الشهيرة على بعد 25 كيلومترا في الجانب الجنوبي الغربي من جوهانسبرج. وظلت شعلة التحرير متقدة في سويتو خلال الفترة التي عانى منها قادة الصراع ضد الأبارتايد من السجن.

كما تمثل سويتو مقرا للصراع الكروي المحتدم بين فريقي أورلاندو بايرتس وكايزر تشيفز.

وتستضيف جوهانسبرج على استاد "سوكر سيتي" ، الذي تبلغ سعته 94 ألف مقعد ، المباراتين الافتتاحية والنهائية لمونديال 2010 يومي 11 حزيران/يونيو الحالي و11 تموز/يوليو المقبل على الترتيب. كما تستضيف المدينة على استاد "إليس بارك" عدد آخر من مباريات البطولة.

نيلسبروت موطن الحيوانات المفترسة

نيلسبروت - تشتهر مدينة نيلسبروت بأنها عاصمة مقاطعة مبومالانجا كما أنها البوابة إلى متنزه كروجر الوطني الذي يمثل المقصد الأساسي للسائحين بجنوب أفريقيا.

وتقع نيلسبروت على بعد 350 كيلومترا شرق جوهانسبرج ويبلغ تعدادها 200 ألف نسمة وهي الطريق إلى متنزه كروجر الذي تبلغ مساحته 19 ألف كيلومترا مربعا وهو ما يقترب من مساحة بعض الدول مثل بلجيكا بل ويفوق مساحة بعضها أيضا.

ويشهد هذا المتنزه سنويا زيارة نحو مليون سائح من أجل مشاهدة أكثر خمسة حيوانات متوحشة يسعى وراءها الصيادون في أفريقيا وهي الأسود والأفيال والفهود والجاموس الوحشي ووحيد القرن.

ومن بين الأشياء التي تجذب السائحين إلى نيلسبروت ، تبرز استراحة "بيلجريم" التي يعود إنشاؤها إلى أواخر القرن التاسع عشر والتي أصبحت متحفا.

كما تقع نيلسبروت بالقرب من منطقة بلايد ريفر كانيون الخلابة ، ثالث أكبر منطقة في العالم من حيث جداول المياه الموجودة بها.

كما تقع نيلسبروت بالقرب من دولة موزمبيق ، التي تشتهر بمدنها ذات الطابع الاستعماري وكذلك بآلاف الكيلومترات من الشواطئ الساحرة وذلك بعد 18 عاما من انتهاء الحرب الأهلية في موزمبيق.

وأنشأت نيلسبروت استادا جديدا لخدمة كأس العالم حيث يستضيف استاد "مبومبيلا" أربع من مباريات الدور الأول لمونديال 2010 ويتسع هذا الاستاد لنحو 44 ألف مقعد .

بورت إليزابيث رمز الكفاح

بورت إليزابيث - تقع مدينة بورت إليزابيث "مدينة الصداقة" في منطقة إيسترن كيب بجنوب أفريقيا وهي المنطقة التي تشتهر بتاريخها السياسي بصفتها مسقط رأس العديد من رموز الكفاح ضد سياسة الفصل العنصري "أبارتايد" ، وفي مقدمتهم نيلسون مانديلا والناشط الراحل ستيف بيكو وكذلك أوليفر تامبو.

وتتميز بورت إليزابيث بامتلاكها 40 كيلومترا من الشواطئ الرملية كما يبلغ تعدادها السكاني مليون نسمة وتشتهر بأنها عاصمة الرياضات المائية في جنوب أفريقيا.

كما أنها تمثل نقطة بداية وانطلاق مناسبة لزيارة أنحاء المقاطعة ، التي تضم كعامل جذب آخر قبائل إكسهوسا ، في منطقة أوماتا التي ولد ونشأ فيها مانديلا.

ورغم انتشار الملاعب في مناطق وشواطئ المدينة ، لا تمثل كرة القدم نقطة قوية في إيسترن كيب ولا تحظى هذه المنطقة بفريق يمثلها في دوري كرة القدم بجنوب أفريقيا.

وأنشأت بورت إليزابيث أول استاد مخصص لكرة القدم لها من أجل المشاركة في استضافة فعاليات كأس العالم علما بأن هذا الاستاد ، الذي يطلق عليه اسم استاد "نيلسون مانديلا باي" وتبلغ سعته 47 ألف مقعد ، سيستضيف مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في البطولة.

وكان هذا الاستاد المغطى بسقف أبيض رائع هو أول الاستادات الخمسة الجديدة التي اكتمل العمل فيها خلال عام 2009 .

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/حزيران/2010 - 25/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م