وصلتني رسالة من الاستاذ الدكتور احمد راسم النفيس يطلعني فيها على
مقالة للدكتور احمد الطيب بعنوان (الخلاف المذهبي والصراع الموهوم(2
ـ2) والمنشورة من على موقع الاهرام.
بداية المقال كانت بداية منطقية عندما تحدث عن الخلاف السني الشيعي
معتبرا ان هنالك خلاف بين المذاهب السنية فلماذا لم يكن فيما بينها
تقارب ولماذا المذاهب اربعة وليست خمسة؟ ثم ذكر ايام زمان ايام شلتوت
والبشري وشرف الدين ولكنه لم يذكر ولو بعض المتعلقات بالعلاقة بين
هؤلاء العلماء الافذاذ ولكنه عرج على موضوع اشبه بالخرافة والاستحالة
عندما ذكر ان هنالك من يوزع كتيبات مجانية بالقرب من الازهر تدعو السنة
الى ترك مذهبهم وان المذهب الشيعي هو الصحيح والذي يجب ان يقود الاسلام
وغيره شرك وضلالة ، ويكفيه ان اغلب المعقبين على مقاله استغربوا من
وجود هكذا حالة في مصر ونحن بدورنا نعقب على هذا المقال والموضوع.
التقريب بين المذاهب اصلا مفهوم يعد خاطئا وفق ما يعتقده المشايخ
اليوم فلا نحن نتنازل عن تاريخنا ولا انتم كذلك في حين الحادثة والحق
واحد ولكن عندما تحاولون ترقيع الرواية الضعيفة والصاقها بالصحيحة وها
هي رواية رضاع الكبير المهزلة والتي يصر على صحتها مشايخكم بالرغم من
انها مخالفة للكتاب والسنة والمنطق والعقل ، في حين الشيعة ترفض اي
رواية لا تتفق مع الكتاب والسنة والعقل حتى لو كانت في كتاب الكليني ،
ومن هذا المنطلق يصبح التقريب صعب ولكن يمكن في حالة واحدة فقط الا وهو
السكوت عند الالتقاء في نقطة افتراق اي عدم التحدث عن النقاط الخلافية
وهذا امر اعتقد فيه نوعما صعوبة ولكنه ممكن.
اما مسالة ان الشيعة يوزعون كتيبات مجانا في مصر فهذا امر لا يصدقه
العاقل لان هذا الاسلوب هو بعينه ما تقوم به الوهابية بل توزع كتب
ومجلدات مجانا والامر الاخر في مصر لا يمكن لهكذا امر ان يحدث واجهزة
نظام مبارك في غفلة ، فاذا كتب شخص ما عبارة شيعية على عملة ورقية
مصرية تحدثت الاخبار عنها فكيف بالذي يوزع كتيبات مجانا؟
وهناك من علق لوحة في بيته كتب عليها (هيهات منا الذلة) فان الشرطة
المصرية طرقت بابه منتصف الليل لتتخذ اجراءاتها ، واذا جامع ستة اكتوبر
قال حي على خير العمل قامت القيامة فكيف بالذي يدعيه الطيب؟
اما الاجواء بين علماء الامس فانها كانت نقية ولا تسريبات وادغال
وهابية فيها بل كان غير مسموح بها والاجواء كانت في مصر ناصرية وانت
تعلم يا شيخ الازهر ان الفكر الوهابي كان من المحظورات في مصر حاله حال
العدو الصهيوني فكان الحوار بين شرف الدين وكاشف الغطاء الذي انفرد
بقراءة مقتل الحسين عليه السلام من اذاعة صوت العرب المصرية الاولى في
الوطن العربي في حينها كان حوارا شريفا فانه دلالة واضحة على حسن
العلاقة بين هؤلاء العلماء بل وحتى جلساتهم واتصالاتهم كانت في منتهى
الصدق والاخوة.
اليوم لا تستطيع اخي شيخ الازهر ان تحذو حذوهما لتسييرك من قبل
اجندة اقوى منك ونحن الشيعة على ثقة بمعتقداتنا ولا نحتاج الى ترويج
هكذا كتيبات لانك ومن على شاكلتك يستطيع ان يطالع ويقرأ قصص المستبصرين
فانها جميعها تجد اصحابها جاءوا بارادتهم الى المذهب الشيعي من خلال
بحثهم الموضوعي نتيجة حب اطلاعهم او صدفة قادتهم ولكن ارغام الغير
باعتناق المذهب الفلاني فان هذا دليل فساد هذا المذهب. |