كأس العالم.. رياضة أم تجارة

ارقام تكشف لهاث شركات البث والإعلان والحراسات الخاصة

 

شبكة النبأ: أغرى كأس العالم لكرة القدم الشركات التي تأمل في زيادة إيراداتها بعد عامين من التباطؤ لكن محطات الإذاعة والتلفزيون ستجد صعوبة في تحقيق أرباح بينما ستركز كبرى شركات تسويق السلع الاستهلاكية على التكاليف بنفس حرصها على تحقيق نتيجة.

وجاءت شركات من الاسواق الناشئة سريعة النمو الى البطولة التي تبدأ الاسبوع المقبل كرعاة مستعدين لضخ المال وتتوقع شركات خدمة الهاتف المحمول تحقيق مكاسب كبيرة.

وقالت مجموعة سكرين دايجست للأبحاث الإعلامية ان معدلات المشاهدة المرتفعة للبطولة تشكل اغراء لا يقاوم لمحطات التلفزيون التي دفعت ملياري دولار مقابل حقوق البث بارتفاع بنسبة 50 بالمئة عما دفعته في بطولة كأس العالم السابقة في المانيا عام 2006.

وقال فنسينت ليتانج مدير ابحاث الاعلانات في سكرين دايجست "بطولة كأس العالم اصبحت الان أكثر من أي وقت مضى أكبر العروض على وجه الارض... وتباع فيها الاعلانات بأسعار مرتفعة لكن المفارقة انها لا تكون دائما مربحة بالنسبة للعديد من محطات التلفزيون."

وأضاف "العديد من العلامات التجارية انفقت مبالغ طائلة لتكون من الرعاة وقد تراهن على الاعلانات على الانترنت والتسويق عن طريق تبادل المعلومات عن المنتج على الوسائط الالكترونية بدلا من انفاق الملايين للتفوق على عروض علامات تجارية منافسة للحصول على أوقات بث متميزة."

فلم تتقدم قناة ام6 الفرنسية بعرض للحصول على حقوق بث للبطولة هذا العام في حين أعطت منافستها تي.اف1 حق عرض مباريات معينة من الباطن لمحطة كنال بلوس اذ قالت سكرين دايجست ان القناتين لم تتمكنا من استعادة تكاليف مباريات كأس العالم لعام 2006.

وقال ليتانج ان تي.اف1 قد تتوقع زيادة بما بين 20 مليون و30 مليون يورو (24.5 و36.8 مليون دولار) في مبيعات الاعلانات في حين تتوقع اي.تي.في البريطانية زيادة قدرها 30 مليون جنيه استرليني (43.8 مليون دولار). غير أن المكاسب ستعتمد على مصائر الفرق الوطنية اذ أن الشركات والمشاهدين على حد سواء يفقدون اهتمامهم اذا هزم الفريق الذي يشجعونه. بحسب فرانس برس.

ودفع الرعاة كذلك مبالغ أكبر لكأس العالم هذا العام بزيادة بنسبة 80 بالمئة الى نحو مليار دولار وفقا لبيانات أوردها نيجل كوري المدير في الاتحاد الاوروبي للرعاة.

وأعلنت كوكا كولا - التي حصلت على حق رعاية رحلة كأس البطولة في جولة حول العالم - أن حملتها في البطولة ستكون أكبر حملة لها على الاطلاق.

ألف شخص يطلبون شراء بث المباريات بهونج كونج

وذكرت تقارير إخبارية أن ألف مشجع لكرة القدم في هونج كونج يقدمون طلبات يوميا الحصول على الخدمة الخاصة لبث مباريات بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بشكل حصري بالبلاد.

وكانت شبكة "آي كابل" قد اشترت الحقوق الحصرية لبث جميع مباريات البطولة في هونج كونج ، ونجحت الشبكة التليفزيونية بالفعل في جمع مليون مشترك في بداية هذا العام بهونج كونج التي يقطنها سبعة ملايين نسمة.

ولكن عشرات الآلاف من الراغبين في الحصول على الخدمة تقدموا بطلبات لشرائها منذ ذلك الوقت وأشار ستيفن نج رئيس شبكة "آي كابل" لصحيفة "ستاندرد" إلى أن الشبكة تتلقى حاليا نحو ألف طلب آخر يوميا قبل انطلاق البطولة. بحسب فرانس برس.

وأوضح نج أنه يتوقع أن يستمر توافد العملاء الجدد بنفس الكثافة حتى انطلاق البطولة في 11 حزيران/يونيو وربما بعده أيضا. وتصل قيمة الاشتراك في خدمة كأس العالم إلى 33 دولارا أمريكيا في الشهر.

ولن تعرض قنوات المشاهدة المجانية سوى مباريات الافتتاح وقبل النهائي والنهائي لكأس العالم في هونج كونج التي تشهد إقبالا شديدا بين أهلها على مشاهدة مباريات كرة القدم الأوروبية والعالمية وعلى المراهنة على نتائج المباريات.

معضلة هدايا كأس العالم المقلَّدة

ومن جانب آخر تكلِّف البضائع المقلدة التي تباع في شوارع جنوب افريقيا الشركات الرسمية المتعاقدة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لرعاية كأس العالم خسائر في المبيعات تقدر بالملايين.

ويقال ان قمصانا واعلاما وهدايا اخرى تجد سوقا رائجة مع اقتراب انطلاق نهائيات كأس العالم (11 يونيو حزيران).

وقالت الجمعية الدولية للتحقق من اصل المنتجات في بيان انه رغم الحملة على البضائع المقلدة القادمة اساسا من الصين ومن بلدان اسيوية اخرى "لاتزال الملابس وغيرها من البضائع المقلدة الخاصة بالمنتخبات تكلف الموردين الرسميين خسارة في العائدات تقدر بملايين الدولارات."وتأسست الجمعية لقيادة المعركة ضد التقليد وتمثل ماركات عالمية عديدة. بحسب رويترز.

وجرى تشجيع مواطني جنوب افريقيا على شراء قمصان "منتخب الاولاد (جنوب افريقيا)" لاظهار دعمهم للمنتخب الوطني خلال كأس العالم. بيد أن العديد من الاشخاص شكوا بمرارة من ارتفاع تكلفة زي المنتخب الوطني ماركة اديداس لذا لجأوا لشراء القمصان المقلدة منخفضة السعر التي يقوم ببيعها باعة يقفون غالبا عند اشارات المرور.

ويقول الباعة الجائلون واصحاب اسواق السلع الرخيصة انهم تحت رقابة دورية من الشرطة التي تصادر البضائع التي يبيعونها. لكن الشرطة لم تتمكن بعد من وقفهم وقال اثنان منهم لتلفزيون رويترز ان كأس العالم يشكل فرصة اقتصادية لهم.

وقال البائع المتجول سيفو ملامبو (32 عاما) "اشعر باحساس كأس العالم. اشعر بالسعادة لانه جاء الى بلدي في جنوب افريقيا. كنت اتمني ان يأتي كأس العام بشيء ما لي بل ولاسرتي. اشعر بالسعادة لان كأس العالم هنا في جنوب افريقيا."

واضاف بائع اخر يدعي فيليمون سجاوكي ان البضائع المقلدة تساعده في اطعام اسرته وتعليم اطفاله. وقال "انا هنا لابيع لاجني بعض المال من اجل الطعام وليتمكن اولادى من الذهاب الى المدرسة"

9 مليار دولار قيمة التأمين على كأس العالم

وأكدت شركة لويدز، أكبر شركة تأمين في العالم، أنه جرى تأمين بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا بأكثر من 6.2 مليار جنيه استرليني (9.03 مليار دولار).

وصدرت بوليصات تأمين لمصلحة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والمنتخبات الوطنية المشاركة ووسائل الإعلام وغيرها من الشركات التي لها نصيب من البطولة.

وبلغت قيمة تغطية التأمين للملاعب وتسهيلات التدريب لمباريات كأس العالم، 2.2 مليار جنيه استرليني (4.6 مليار دولار)، وفقاً للضامنين. كما جرى تأمين فرص العمل الأخرى المرتبطة بكأس العالم بثلاثة مليارات جنيه استرليني (4.3 مليار دولار).

وقال كريس ناش، الضامن لدى شركة سبورتزكوفر للتأمين على الرياضيين: المنافسات والعروض، الجوائز والرعاية وحقوق البث – من المستحيل معرفة عددها، لكن كل هذه المساهمات المالية بحاجة الى تأمين .

وقالت ناطقة باسم لويدز إن المساهمة غير المباشرة يمكن أن تصنف في خانة البيع بالتجزئة، عبر عرضها مكاسب مجانية في حال فوز فريق معين، وصولاً الى مشكلات في البث سببها تأخير في المباريات.

وأضافت: اذا تأخرت حفلة الافتتاح، سيؤثر ذلك على محطات التلفزة، لأنها باعت فترات معينة من البث للإعلانات، مشيرة كذلك الى انه في حال تأخر الختام لأي سبب كان، قد يطلب الناس استرداد ثمن بطاقاتهم.

وحدها ما لم تشملها التقديرات هذه هي قيمة بوليصات التأمين للاعبين في حال المرض أو التعرض لإصابة.

وتختلف قيمة التأمين من لاعب إلى آخر. لكن وفقاً لبيتر تومسون من شركة التأمين بيزلي، يمكن أن تصل قيمة التأمين عن إعاقة بسبب اللعب للاعب في سن رياضية مهمة إلى 40 مليون جنيه استرليني (58.2 مليون دولار). أما المشاهير من الرياضيين، فقيمة التأمين على صحتهم لها سعر خاص.

توظيف الحراس الشخصيين في تزايد..

لا يتوقف رنين الهاتف في مكتب كيل كوندون مع اقتراب نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010، حيث يسعى سياح ورجال اعمال يتخوفون من كثرة الجرائم في جنوب افريقيا، للحصول على خدمات حراس شخصيين.

وقال رئيس شركة دي اند كي منجمنت كونسيلتنت "وظفت 48 شخصا اضافيا لكني قد اوظف آخرين" مشيرا الى ان "رقم اعماله تضاعف ثلاث مرات" بفضل كاس العالم لكرة القدم.

ويدفع زبائنه من الفين الى اربعة آلاف رند (200 الى 400 يورو) يوميا، بحسب مستوى المخاطر لقاء مرافقتهم بشكل دائم من قبل حارس او حارسة مزودين بسلاح عيار 9 ملم.

وهؤلاء الحراس الشخصيون ومعظمهم ممن كانوا يعملون في الجيش او الشرطة، مدربون على اطلاق النار والقيادة في الحالات الطارئة وتقديم الاسعافات الاولية وعلى اعداد جداول زمنية ومسارات زبائنهم. بحسب فرانس برس.

واوضح كوندون ان "العمل كحارس شخصي لا يعني الارتماء وسط الطلقات كما تصوره افلام السينما. مهمتنا تتمثل في التخطيط لحياتكم بدلا عنكم خلال فترة الزيارة".

ويدرك الزبائن وهم اثرياء قدموا من مواقع مختلفة جدا، ان جنوب افريقيا هي احدى اخطر دول العالم وتحدث فيها 50 جريمة قتل يوميا. وقال كوندون "انهم يطلبون خدماتنا من اجل راحة البال".

غير ان الخوف لا يعني فقط الاجانب بل يغذي في جنوب افريقيا قطاعا خاصا مزدهرا للصناعة الامنية مع نمو سنوي بنسبة 13 بالمئة وذلك منذ القضاء على نظام التمييز العنصري في 1994.

ويبلغ رقم اعمال هذا القطاع 1,4 مليار يورو في حال احتساب فقط 6400 شركة حراسة مرخص لها من قبل الدولة واربعة مليارات يورو اذا اضفنا اليها شركات صنع الاسلاك المكهربة وتجهيزات فيديو المراقبة وغيرها.

وقال غاريت نوهام من معهد الدراسات الامنية "منذ 2004 تراجعت الجريمة الشاملة بنسبة 24 بالمئة لكن عمليات السطو وسرقة السيارات باستخدام السلاح تزايدت. هذه جرائم تثير الخوف". وأضاف أن "الناس ينتابهم الفزع وإذا تمكنوا من توفير حماية فأنهم يفعلون".

وبالتالي أصبحت الأحياء الراقية في المدن الكبرى أشبه بالحصون وأحيطت المنازل بأسوار عالية تعلوها أسلاك مكهربة. وأقيمت في بعض الشوارع نقاط تفتيش وتخضع كافة الشوارع لمراقبة شركات حراسة.

ويوجد في جنوب أفريقيا ما مجموعه 375 ألف رجل امن مرخص لهم مقابل 180 ألف شرطي.

وخلف الأسوار والحدائق تتناثر لاقطات الحركة المرتبطة بأنظمة إنذار والمضاءة بأضواء كاشفة ساطعة. وثبتت على النوافذ قضبان معدنية في حين وضعت على الأبواب أقفال متعددة. أما الفقراء فأنهم يحاولون التحصن بالأسلاك الشائكة وقطع القوارير وبوضع اسيجة على الشبابيك.

وقال جونيور يالي المسئول في وكالة بوا للخدمات الأمنية الذي تمكن من الفوز بعشرين عقد "حراسة شخصية" في المونديال، أن "الكل يحاول حماية نفسه: هناك من لديه سلاح ناري أو سكاكين أو عصي". لكنه أكد أن هناك حل اقل كلفة بكثير لتفادي المجرمين وقال "النصيحة الكبرى في جنوب أفريقيا هي عدم إظهار انك تملك مالا وعدم لفت الانتباه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 9/حزيران/2010 - 24/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م