صحة أمريكا خطر قومي

السُمنة تهديدٌ للأمن والملح سبب للأمراض

 

شبكة النبأ: تبذل الجهات الصحية المسؤولة في الحكومة الامريكية جهودا ادارية وعلمية حثيثة للتقليل من الاطعمة او السلوكيات الخاطئة في تناولها من اجل تجنب عدد كبير من الأمراض المزمنة. وشكّل الملح الرقم القياسي كون الافراط في تناوله يتسبب في امراض ارتفاع ضغط الدم والجلطات والسكتات القلبية. وهو بذلك يكلف النظام الصحي الامريكي 73 مليار دولار سنويا لتغطية تكاليف الرعاية الصحية الأولية.

السمنة تهديد للأمن..

حذّر جنرالان سابقان في الجيش الأمريكي من أن معدلات السمنة المتزايدة في أوساط الشعب قد تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي.

وقال كل من الجنرال جون شاليكشيفيلي والجنرال هيو شيلتون في مقال مشترك نشر في جريدة الواشنطن بوست إن حوالي ربع الشباب الأمريكيين مصابون بالسمنة ما يحول دون انضمامهم إلى صفوف القوات المسلحة.

وضم الجنرالان صوتيهما إلى مئات المسؤولين العسكريين السابقين الذين طالبوا الكونجرس بتبني قوانين تشترط إعطاء أطفال المدارس غذاء صحيا يحوي كميات أكبر من الفواكة وكميات أقل من السكر والملح والدهون.

وكانت مؤسسة الصحة الأمريكية ومؤسسة روبرت فورد جونسون قد توصلتا في دراسة إلى أن معدلات السمنة ارتفعت في 23 ولاية من بين 50 ولاية أمريكية.

إضافة إلى ذلك ارتفعت نسبة السمنة وزيادة الوزن عند الأطفال في 30 ولاية أمريكية بنسبة 30 في المائة.

ويحذر التقرير من أن انتشار السمنة على نطاق واسع يمكن أن يؤدي إلى بعض الامراض المزمنة كما أنه مسؤول عن ارتفاع تكلفة الرعاية الصحية على مستوى البلاد. وترتبط السمنة بعدد من الأمراض مثل أمراض القلب والجلطات والبول السكري من نوع 2.

تقليل الملح يبعد الإصابة بالجلطة

وقال باحثون أمريكيون إن العمل مع قطاع الصناعات الغذائية لخفض مقدار الملح في منتجاتها بحوالي 10 بالمئة قد يمنع مئات الالاف من حالات النوبات القلبية والجلطات على مدى بضعة عقود ويوفر للحكومة الامريكية 32 مليار دولار من تكاليف الرعاية الصحية.

والافراط في تناول الملح سبب رئيسي لارتفاع ضغط الدم الذي اعلنه معهد الطب -وهو احد الاكاديميات الوطنية للعلوم- الاسبوع الماضي "مرضا مهملا" يكلف النظام الصحي الامريكي 73 مليار دولار سنويا.

وتتطلع بعض الحكومات بما في ذلك الولايات المتحدة الى ايجاد حلول للحد من تناول الملح كوسيلة لتجنب الازمات القلبية والجلطات المستقبلية التي تعمل على استنزاف أنظمة الرعاية الصحية. بحسب رويترز.

واستخدمت الدراسة التي أجراها فريق من كلية الطب بجامعة ستانفورد وبالو ألتو للرعاية الصحية وشؤون قدامى المحاربين في كاليفورنيا نموذجا على الكمبيوتر لقياس أثر اثنين من سيناريوهات مختلفة لخفض تناول الملح على مستوى السكان.

وتوصل الباحثون الى ان البرنامج الطوعي استنادا الى حملة مماثلة لخفض تناول الملح في بريطانيا هو الاكثر فاعلية.

وقدر الفريق أن جهود الحكومة وقطاع الصناعات قد تحد من استهلاك الامريكيين للملح بنسبة 9.5 بالمئة.

وقال الدكتور كريستال سميث سبانجلر الذي نشرت دراسته في دورية حوليات الطب الباطني (Annals of Internal Medicine) "في تحليلنا وجدنا هذه الانخفاضات الصغيرة في ضغط الدم يمكن أن تكون فعالة في الحد من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والاوعية الدموية."

ومن شأن حملة الحد من تناول الملح ان تمنع 513885 اصابة بجلطة قاتلة و480358 نوبة قلبية على مدى حياة الامريكيين البالغين الذين تتراوح اعمارهم من 40 الي 85 عاما. وسيوفر ذلك 32.1 مليار دولار تنفق على الرعاية الصحية خلال حياة هذه المجموعة بما في ذلك 14 مليار دولار تنفق على العلاج في المستشفيات للمصابين بالجلطات والنوبات القلبية.

من جانبه يقول الدكتور توماس فريدن مدير المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها في تعليق نشر في الدورية ان ما يصل الى 75 بالمئة من الامريكيين يستهلكون أكثر من الحد الاقصى المقترح من الملح يوميا وهو 2.3 جرام.

وأضاف انه ليس من الممكن الحد من استهلاك البلاد للملح دون التعاون مع صناعة الاغذية لان ثلاثة أرباع الامريكيين يتناولون الملح في الاغذية المصنعة ووجبات المطاعم.

وشدد فريدن قائلا "اذا كان التعاون غير طوعي قد يكون من الضروري وضع ضوابط جديدة على محتوى الصوديوم في الاغذية المصنعة ووجبات المطاعم."

النكاف بين يهود أميركا..

من جانب آخر قال مسؤولون صحيون إن نحو ألفي مراهق معظمهم من الطائفة اليهودية المتشددة في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي الأمريكيتين أصيبوا بمرض النكاف منذ الصيف الماضي.

وقال مركز الرقابة على الأمراض والوقاية منها، مؤخرا، في تقريره الأسبوعي حول المرض والوفيات إن المركز تلقى 1521 حالة إصابة بالنكاف حتى يناير/كانون ثاني الماضي، لكن مصادر أخرى قالت أن العدد الآن أصبح 1996 حالة. بحسب سي ان ان.

وأبلغ مسؤولون صحيون في نيويورك عن 909 حالات جديدة، معظمها لمراهقين ذكور، وفقا لما قالته الدكتورة جين زوكر مساعدة مفوض دائرة الصحة والصحة النفسية في مدينة نيويورك.

الى ذلك تتبع مسؤولو مركز لراقبة على الأمراض انتشار العدوى بالنكاف إلى مخيم صيفي لليهود المتشددين في مقاطعة سوليفان، بنيويورك، الصيف الماضي، حينما شارك في المخيم صبي في الـ11 من عمره كان أصيب بالمرض عندما كان في بريطانيا التي ينتشر فيها المرض.

ويعتقد مسؤولو الصحة إن الصبي نقل عدوى المرض إلى الشبان الآخرين، في المخيم الصيفي، ليقوموا هم بدورهم بنقل العدوى إلى الآخرين بعد أن غادروا المخيم عائدين إلى بيوتهم.

وتنتشر عدوى النكاف بالعطاس أو السعال، عبر الهواء، ويمكن أن يلتقط الناس العدوى عبر لمس أسطح سبق وأن لمسها شخص مصاب، بينما تحتاج أعراض المرض إلى يوم أو يومين للظهور من وقت الإصابة بالفيروس.

أمراض الأطفال المزمنة

وقال باحثون أمريكيون أن أكثر من ثلث الأطفال الأمريكيين يعانون حالة مرضية مزمنة مثل البدانة أو الربو لكن العديد من الأطفال يتجاوزون هذه المشاكل مع الوقت.

وأضافوا أن النتائج التي توصلوا لها تكشف أن الحالات الصحية المزمنة ترتفع بين الأطفال وان الحصول على الرعاية الصحية ضروري لتشخيص هذه الحالات وعلاجها.

وقالت الدكتور جيان فان كليف من مستشفى ماساتشوستس العام للأطفال في بوسطن التي شاركت في الدراسة المنشورة في دورية الجمعية الطبية الأمريكية "الكثير من الأطفال سيصابون بحالات مزمنة على مدار فترة طفولتهم". وأضافت في مقابلة عبر الهاتف "من المهم للغاية أن يحصل الأطفال بصفة مستمرة على رعاية صحية جيدة خصوصا الرعاية الأولية حيث تكتشف الكثير من هذه الحالات وتعالج".

واستخدمت فان كليف وزملاؤها بيانات مسح حكومي لثلاث مجموعات من الأطفال كل مجموعة تتألف من حوالي 1000 طفل أو أكثر وتتراوح أعمارهم بين عامين وثمانية أعوام في الفترة من 1988 إلى 2006. ووجدوا أن معدل الإصابة بحالات صحية مزمنة البدانة والربو ومشاكل في التعلم مثل نقص في الانتباه مع نشاط حركي زائد تضاعفت إلى 26.6% في 2006 مقارنة مع 12.8% في 1994.

وقالت فان كليف "الأمر الجيد هو أن نحو نصف هؤلاء الأطفال ستشفى حالاتهم بمرور الوقت". ووجدوا أن 16.6% من جميع الأطفال الذين شاركوا في المسح كانت لديهم حالة مزمنة في بداية فترة الدراسة وان 20.8% كانوا لديهم حالة مزمنة في نهايتها. لكن 7.4% فقط من الأطفال كانت لديهم حالة مزمنة في بداية فترة الدراسة وفي نهايتها وان 9.3% من الأطفال الذين سجلت إصابتهم بحالة مزمنة في بداية الدراسة تعافوا من هذه الحالة في النهاية. بحسب رويترز .

وقالت فان كليف "هذه نتيجة تبعث على الأمل. أنها تتيح فرصة كبيرة للحيلولة دون الإصابة بهذه الحالات واكتشاف المزيد بشان أسباب شفاء حالات مزمنة محددة وأسباب عدم شفاء حالات أخرى ولماذا تشفى الحالة المرضية المزمنة ذاتها لدى طفل بينما لا تشفى لدى طفل أخرى".

التقاط عدوى الأمراض من المستشفيات

وفي ذات السياق وجد بحث أمريكي حديث أن قرابة 50 ألف مريض يلقون حتفهم سنوياً جراء التقاط عدوى أمراض من المستشفيات عام 2006.

والدراسة وهي الأولى من نوعها التي تسلط على حجم هذه المشكلة التي تسببت ببقاء المرضى 2.3 مليون يوماً إضافياً بالمستشفيات، وبلغت تكلفتها 8.1 مليار دولار، وقامت بها منظمة "الموارد من أجل المستقبل"، ومقرها واشنطن. بحسب سي ان ان.

ووجدت الدراسة التي نشرت في "إرشيف الطب الباطني" أن اثنين من التهابات العدوى المكتسبة - وتسمى أيضا عدوى المستشفيات - وهما تعفن الدم (sepsis ويعرف أيضاً بتسمم الدم) والالتهاب الرئوي (ذات الرئة)، هما المسببان لثلث حالات عدوى المستشفيات التي يلتقطها  1.7 مليون مريضاً سنوياً.

كما أنهما المسؤولان عن قرابة نصف الوفيات السنوية التي تحدث جراء التقاط عدوى المستشفيات والتي تبلغ 99 ألف، وفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية.

وقدر الباحثون أن قرابة 290 ألف مريض التقطوا عدوى تسمم الدم خلال إقامتهم بالمستشفيات الأمريكية عام 2006، واضطروا للبقاء 11 يومياً إضافياً بالمستشفى، وبلغ متوسط تكلفة ذلك 32900 دولار.

وفي المقابل أصيب 200 ألف بذات الرئة مما اقتضى بقائهم 14 يوماً إضافية في المستشفيات بتكلفة بلغت نحو 46400 دولار.

من جهته قال رامانان لاكسمينارايان، من "منظمة الموارد من أجل المستقبل" الذي قاد الدراسة: كان يمكن تجنب هذه الأوضاع من خلال تحسين مكافحة العدوى في المستشفيات"، وذلك بإتباع تدابير بسيطة مثل غسل اليدين بعناية.

من جانبه أظهر الاتحاد الدولي لمرضى السكر في بروكسل تقرير قال فيه أنه يوجد حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية نحو 24 مليون شخص يعانون من المرض أكثر من نصفهم من النساء.

كما حذرت منظمة الصحة العالمية أنه من المحتمل أن يصبح مرض السيلان غير قابل للعلاج قريبا إذا لم يجر ابتكار وسائل جديدة للعلاج ومنع انتقال العدوى بهذا المرض الجنسي.

وأوضحت المنظمة إن الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية تسبب في اكتساب العدوى مقاومة واسعة النطاق، بينما أخذت المضادات الحيوية الأقل سعرا والمستخدمة في الخط الأول للعلاج تفقد فعاليتها.

وحذرت المنظمة قائلة إنه "إذا استمر ذلك، فستكون مسألة وقت فقط لتطور العدوى مقاومتها للجيل الثالث من المضادات الحيوية".

وأفادت بأن استراليا وهونج كونج واليابان سجلت بالفعل حالات فشل لعلاج السيلان بعقار سيفالوسبورين عن طريق الفم ، والذي يستخدم حاليا في الخط الأخير لعلاج المرض.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7/حزيران/2010 - 22/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م