أصداء ذكرى الشهيد الشيرازي في الدول الإسلامية والمدن المقدسة

مهرجانات تأبين وندوات لاستذكار الدور الإصلاحي للشهيد الشيرازي

 

شبكة النبأ: في أواسط العقد الأخير من تاريخ عطائه الفكري كتب آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي (قدس سره): "وبوفاة علي بن محمد السمري وجد الشيعة أن قيادتهم انحصرت في فقهائهم، وفقهاؤهم لا يتميزون عنهم إلا بقسط من المعلومات فأصيبوا بفراغ قيادي ضاغط، فإجماعهم على الشيخ المفيد دليل على أنهم وجدوا فيه أكثر من مجرد فقيه"... لقد كشف الشهيد الشيرازي (قدس سره) عن أمر في غاية الأهمية على مستوى التنظير والتطبيق على حد سواء، فمن يريد الإصلاح والتغيير، وهداية الناس، وصناعة عالم يعمه الأمن والسلام والاستقرار والعدل والحرية والرفاه وفق ثوابت الإسلام وتعاليم أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) ينبغي له أن يكون جامعاً للعديد من الإمكانيات العلمية والمعرفية والنفسية والتاريخية والأخلاقية والحركية، وأن يكون "أكثر من فقيه"... وهذا النص الفريد بمضامينه العميقة ودلالاته الإستراتيجية المهمة يبين دوافع اهتمام الشهيد الشيرازي (قدس سره) بأكثر من مجال ومنحى ومقام، فكان (رضوان الله تعالى عليه) الأول في أكثر من إنجاز، وكان الرائد في أكثر من نجاح.

وفي يوم حفظته ذاكرة التاريخ، كان الشهيد الشيرازي يؤبن شهيداً، ومخاطباً الحاضرين، وكأن تأبين ينطلق من شعور عميق بأن ذلك التاريخ سيعيد نفسه ولو بعد حين، وكأنما كان المؤبن لغيره يؤبن نفسه قبل أن تغدر به رصاصات بغي وطغيان، وكأنه كان يحيي ذكراه قبل أن يكون ذكرى ويتوفاه الله شهيداً، فقد كان (قدس سره) مقداماً وعصامياً في حياته، وما زال كريماً ومعلماً حتى بعد استشهاده، لذا لم يكن يبحث عن حلول أزمات حاضر مأزوم فقط، بل شرع أيضاً بالتأسيس لما بعد رحيله، فمشروعه بجذور عميقة بعمق التاريخ وله أغصان تستشرف مستقبلاً بعيداً، وإن الذي قاله - بالأمس - مؤبناً ذلك الشهيد إنما أراد به كتابة كلمات مبدأ وحرية وحياة لأمته تتحدث عن إشراقات الإيمان واليقين في الإنسان الحر حينما يسمو فلا يرجو إلا رضا خالقه (عز وجل)، ولا يخاف في الله (تعالى) لومة لائم، ولا يرى الواعظ واعظاً وهو يتقاعس عن هداية أمته ونصرتها بقول كلمة حق ولو أمام سلطان جائر، ولا يرى عالم الدين عالماً وهو ينزوي بعيداً عن هموم الناس وآلامهم، ولا يبالي إلا بمجد اسمه وعلو جاهـه وحلاوة دنيـاه، في ذلك اليـوم قال (قدس سره)، وكأنه يقوله لنـا اليوم من جديد:

"علينا أن نفهم حقيقة الموت، وعلينا أن نفهم حقيقة الحياة، ثم نأتي لمحاسبة أنفسنا، هل نحن من الأحياء أم أننا من الأموات؟ أنتم جميعاً عندما اجتمعتم هنا، لماذا اجتمعتم، أي قوة جمعتكم هنا، هل أن ميتاً جمعكم هنا، أم أن إرادة حية قد جمعتكم؟ الميت المدرج في الأكفان في بطن الأرض لا يستطيع أن يحرك الأحياء، لا بد أن الذي جمعنا في هذا المكان حياً تتفاعل إرادته معنا، وتعمل معنا وفينا ولنا، تلك الإرادة الحية تقول لنا بأن فقيدنا ليس ميتاً، إنْ فقدناه في مجتمعاتنا الميتة فإنه ما زال حياً له أثره وآثاره بدليل أنه جمعنا في هذه القطعة من الأرض"...

وقد صدق في قوله واستشرافه للزمن القادم، وقد وقع ما كان قد توقعه، وفي الحقيقة، كان (قدس سره) يؤبن نفسه العازمة على الثبات على طريق الحرية والرسالة، وأنه بذلك يكشف عن ظلم ظالميه لمحبيه وأتباعه حباً بهم وحرصاً عليهم ليستنقذوا أنفسهم وأمتهم من واقع الاستبداد والاستعباد، فغالباً ما يتخفى الظالمون بأقنعة النفاق والخداع، ولم تكن إلا أياماً واستشهد (رضوان الله تعالى عليه) تاركاً موسوعة كلمات مقدسات، وكتباً، ومخطوطات، ومؤسسات شامخات، وذكريات نبل وشمم وإباء.

وبمناسبة الذكرى الحادية والثلاثون لاستشهاد المفكّر الإسلامي الكبير، الفقيه المجاهد، المهاجر إلى الله تعالى، آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي قدّس سرّه، الذي اغتاله نظام البعث الكافر في عام 1980، أُقيمت العديد من مهرجانات التأبين في دول إسلامية وعربية فضلا عن المدن المقدسة في العراق وإيران..

الحوزة العلمية في سوريا تؤبّن مؤسسها في ذكرى استشهاده

ها هو اليوم الشهيد الشيرازي (قدس سره) قد جمع عشرات الآلاف من المعزين المحبين في أكثر من مدينة وبلد، وليس فقط في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وقم المشرفة، فقد جمعنا أيضاً في بلاد الشام المشرَّفة بمقام حفيدة النبوة وبنت الإمامة السيدة الحوراء زينب (عليها السلام) حيث تجمع حشد من العلماء والفضلاء وممثلي مكاتب أصحاب السماحة مراجع الدين، ووجهاء، ومؤمنين ومؤمنات ومن جنسيات شتى في حسينية الحوزة العلمية الزينبية الواقعة بالقرب من الضريح الزينبي المقدس في حفل إيماني وتأبيني مهيب احتفى بمؤسس الحوزة العلمية في الجمهورية العربية السورية في ذكرى استشهاده الحادية والثلاثين، وهو صاحب الأيادي البيضاء والمؤسسات المعطاء، العالم الرباني، والمفكر الإسلامي، والفقيد الخالد، آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه). بحسب موقع الامام الشيرازي.

افتتح الحفل التأبيني بكلمة لمقدم الحفل سماحة السيد عبد الرسول الموسوي الكاظمي أشار فيها الى محطات فكرية وجهادية للشهيد الشيرازي (قدس سره) وقال في جانب منها: "حين اغتسل جرحك المهراق بهمس الضوء البعيد، وحفر وجهك أسطورة عقلك في صخور الأرض، ومسارب التاريخ، وثقافة التنوير الجديد استسلم الخلود على يديك، وقال كلمته الأخيرة على بوابات جرحك المتدفق وفوق عشب واحاتك (...) وحين تصور الجلاد أن رأسك المصلوب على مداخل بغداد وبيروت سينهي أسطورتك في الذات والتاريخ خرجت إليه بلا رأس لتريه كيف ينتصر يحيى على غواني البلاط، وكيف تحتفل أنت بترابية الفقيه على رصاص الاغتيال".

وأضاف السيد الكاظمي في كلمته: "لم ترهبك المشانق العالية وفي ضميرك ما هو أغلى وأسمى منها، ولم تخش سياط حقدهم وهي تتلوى على ضلوعك وفي يقينك أن الترفع على الألم أسمى في يقين العارفين بالله (تعالى) من لحظة يكبو فيها جواد الكدح إليه بآهة قد يضعها الجلاد في حساباته حين يبدأ تقييم الحلات الرافضة لمنهج الاستبداد، فأنت كنت كما قلت (لا السجن يرهبني ولا الاعدام)... في تأبينك نحاول أن نحيي أنفسنا، ونستعيد سقف العافية المنهار، ويشرق من جديد على ما تبقى من محتوياتك الفكرية ومؤسساتك العلمية".

استهل الحفل التأبيني بآيات من الذكر الحكيم رتلها فضيلة الشيخ عباس النوري، ثم كانت أولى الكلمات لسماحة آية الله الشيخ جعفر الهادي (أستاذ في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة) والذي عاصر الشهيد الشيرازي (قدس سره) في كربلاء وبيروت. وقال سماحته في جانب من كلمته: "قد تفقد الأمة برجل رجالاً متعددين لتعدد مواهبه، وتنوع أبعاد شخصيته، وهكذا عرفت شهيدنا السيد حسن الشيرازي في الفسحة الزمنية التي عاصرته فيها وعايشته وتعاملت معه، من هنا فإن الأمة الإسلامية لم تفقد رجلاً عادياً بافتقادها الشهيد العظيم آية الله السيد حسن الشيرازي (قدس الله روحه)، بل فقدت، في هذا العصر - عصر ندرة الرجال الموهوبين - شخصاً قل نظيره، فقد عرفت الشهيد الشيرازي من مدينة كربلاء المقدسة بعد أن عرفت والده الإمام المجاهد آية الله العظمى السيد مهدي الشيرازي وأنا في الربيع العاشر من حياتي، وقد عرفته فقيهاً لامعاً وعالماً في الدين بارزاً، ومع تكاملي في العمر تعرفت على جوانب أخرى من شخصية هذا الفقيه البارز الذي كان الى جانب ذلك حافظاً للقرآن، وشاعراً بليغاً، وحافظاً لـ كم هائل من الشعر العربي، مستظهراً لنصوص أدبية معروفة، وعارفاً بشؤون العصر من قضايا الاجتماع والاقتصاد والسياسة".

وأضاف سماحة الشيخ الهادي قائلاً: "إن الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) ابن سلالة متجذرة في العلم والفقه والفكر والسياسة والثقافة والاجتماع، جامعاً لمواهب متنوعة، وحاوياً لخصوصيات متعددة، يلبي حاجة العصر فلم يعد يكفي أن يكون رجل الدين في هذا العصر والأعصر القادمة منكفئاً على نفسه، مكتفياً ببعض العلوم، غافلاً عن بعض آخر مما يتصل بعقل المجتمع وضميره، وعاطفته وذوقه، حيث إن المجتمع أصبح مكشوفاً للثقافات الإنسانية المتطورة، والأدبيات المؤثرة و (الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أينما يجدها)".

وشارك شاعر أهل البيت (ع) الأستاذ مهدي جناح الكاظمي الذي أشار الى أنه لم يعاصر الشهيد الشيرازي (قدس سره) عن قرب لكنه استدل بآثاره عن مآثره، وقال في جانب من قصيدته:

صدى ذكــراك باق لا يزول      وشمسك لا يدانيها الأفـــــول

فأنت لنــــا بوقت الضيق أفق       رحيب والجراح به نزيــــل

وعلّمك الحسين السبط درساً       على كل الطغاة به تصــــول

وإن قل النصير لديــــك قلب       إذا أُفردْتَ عن جيش بديـــل

طلعْت لنــــا بلج الليل شمساً       لها الأحداق تجمح والعقــول

فنورت الطريق وسالكيـــــه       وفكرة مَنْ تنكّبه الوصـــــول

ألا أيهــــــــا الحسن المفدى       تعلمنــــــا جراحك إذ تقـــول

بأن الحـــــق منتصر ويبقى       شهيد الحق نوراً يستطيــــــل

وألقى الناطق الرسمي باسم طائفة الموحدين الدروز الكريمة في سوريا فضيلة العلامة كميل نصر كلمة تناول فيها مواقف صاحب الذكرى (قدس سره)، واستهل حديثه بكلام للشهيد الشيرازي حيث قال: "في هذا اللقاء الإنساني الكبير لمناسبة مقدسة لها آثار بعيدة المدى تسمو بنا بقدر ما لها من قوة دافعة، وبقدر ما نقترب منها ونعرف قدرها، وهذه المناسبة تكتسب ميزتها من نفس الحدث الذي وقع فيها، وكلام الحق عنها يبقى عالياً رغم الأنوف الحاقدة، بدليل قول رسول الرحمة (ص): (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه). وهذه اللقاءات أكدها الإمام (عليه السلام): (لقاءات أهل المعرفة عمارة القلوب ومستفاد الحكمة)" مبيناً أن "الإمام حسن الشيرازي (طيب الله ثراه) الإنارة والمنارة، ورجل المبادئ والقيم الذي لا يموت أبداً، فحق للأدب أن يبكيه فقيداً، وحق للعلم أن يندبه شهيداً، وحق للجهاد أن يفقده باسلاً مناضلاً عنيداً.

وختم فضيلة الشيخ نصر كلمته قائلاً: "سيبقى الشهيد الحي الإمام حسن الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) منارة مضيئة لمن أراد الاقتداء بصفوة الله الصالحين، وزاداً تستلهمه الأجيال الصاعدة ليسلموا من الضياع، ولإيجاد منهج رصين وقويم لتنمية الأخلاق ومدلولاتها بغية التخفيف من وطأة الجهل والتخلف".

مؤسسة الرسول الأكرم في قم تحيي ذكرى الشهيد

وأقامت مؤسسة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية مجلساً تأبينياً في مقرّها بمدينة قم المقدسة، يوم الاثنين الموافق للسابع عشر من شهر جمادى الآخرة 1431 للهجرة بعد صلاتي المغرب والعشاء.

حضر المجلس السادة الكرام أنجال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وأنجال المرجع الشيرازي الراحل أعلى الله درجاته، والسادة والفضلاء الكرام من مكتب سماحة المرجع الشيرازي، والسادة من آل القزويني والفالي، والعلماء وفضلاء وطلاب الحوزة العلمية، وضيوف من العراق والخليج، والشخصيات الاجتماعية والثقافية والإعلامية، وجمع من المؤمنين والمحبّين لآل الرسول الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين. بحسب موقع الرسول الاكرم.

بدأ المجلس بتلاوة معطّرة من آي الذكر الحكيم. بعدها ألقى الخطيب فضيلة الشيخ رسولي الأراكي دام عزّه كلمة استهلها بالآية الشريفة التالية: «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً»، وقال: لقد كان الشهيد الشيرازي قدّس سرّه الشريف مصداقاً للآية الشريفة الآنفة الذكر، حيث امتثل لطاعة الله تعالى وطاعة الرسول الأعظم وآله الطاهرين صلوات الله عليهم بنذر حياته للدفاع عن مبادئ الإسلام العظيم، وعن تعاليم وثقافة أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم، وتحمّل في هذا الطريق ذات الشوكة أنواع الأذى والتعذيب والاضطهاد والسجن والتشريد والغربة، كان آخرها القتل في سبيل الله تبارك وتعالى.

كما وقّف الشهيد الشيرازي أعلى الله درجاته نفسه لخدمة التشيّع وأتباعه، وللدفاع عن المظلومين والمحرومين والمستضعفين وبالأخصّ في عراق المقدسات، وبذل جهوداً كبيرة في سبيل نشر ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم، ويشهد على ذلك تأسيسه للحوزة العلمية الزينبية المباركة في دمشق، والمراكز الدينية في بعض الدول الأفريقية، ومؤلفاته القيّمة والفريدة التي نالت إعجاب واستحسان كبار العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء، فضلاً عن الآثار التي تركتها مؤلفاته في الوسط العلمي الحوزوي والجامعي. وقام رضوان الله تعالى عليه بأعمال ومشاريع جبّارة في سبيل هداية الناس إلى نور أهل البيت صلوات الله عليهم وبالأخصّ ما قام به قدّس سرّه في تصحيح بعض معتقدات المنتسبين إلى طائفة العلويين القاطنين في سورية.

مدينة الكاظمية المقدسة تؤبّن الشهيد الشيرازي

وشهدت مُدن العراق المقدسة على وجه الخصوص إقامة المهرجانات التأبينية بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد المفكر الإسلامي آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي وفقيه أهل البيت (عليهم السلام) آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاتهما)، حيث أقيم في مدينة كربلاء المقدسة واليوم يقام على أرض مدينة الكاظمية المقدسة، وذلك من أجل إحياء السيرة العطرة المعطاء التي خلدها التـأريخ الذي أبيضت صفحاته بروائع مواقفهم على مختلف الصعد، فكانوا مثالاً للمدافع عن حياض الدين ومبادئ أهل البيت سلام الله عليهم، واليوم شهدت مدينة الامامين الجوادين (سلام الله عليهما) إقامة المهرجان التأبيني الكبير المنعقد لإحياء هذه المناسبة والذي تقيمه مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بالتنسيق مع أهالي مدينة الكاظمية المقدسة، وذلك في حسينية الشهيد الصدر (قدس) في مدينة الكاظمية المقدسة الواقعة في شارع المراد مساء يوم السبت الموافق 29/5/2010م، بحسب موقع الرسول الاعظم.

شهد المهرجان التأبيني كذلك حضور شخصيات دينية وسياسية وممثلي المراجع العظام والحوزات العلمية والمؤسسات والمراكز الإسلامية من مختلف المحافظات كذلك حضوراً جماهيرياً كبيراً، كذلك حضور وفد العلاقات العامة لمكتب المرجع الشيرازي (دام ظله) وكادر مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).

أفتتح المهرجان بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الحاج ميثم التمار ليتولى بعدها الأستاذ يحى الكاظمي عرافة المهرجان وتستمر بقية فقراته.

أولى تلك الفقرات كانت كلمة للخطيب الحسيني فضيلة الشيخ عبد الرضا معاش التي تناول خلالها جوانب متنوعة من السيرة العبقة للفقيدين رضوان الله تعالى عليهما، مستعرضا جوانب من تأريخهما العلمي والجهادي في سبيل إعلاء كلمة الحق ونشر علوم ونهج أهل البيت سلام الله عليهم.

تلتها كلمة للأستاذ أنتفاض قنبر عضو الائتلاف الوطني العراقي التي عبر فيها عن أهمية الدور وعلى مختلف الصُعد اللذان إمتازا به الفقيدين معتبراً فقد شخصيتين عظيمتين خسارة كبيرة للعراق الذي هو اليوم بأمس الحاجة لهكذا عقول وشخصيات إسلامية رصينة تخدم البلد والأمة بصورة كبيرة. هذا وقد حضر المهرجان مجموعة كبيرة من الشخصيات الإسلامية والدينية والسياسية المعروفة.

الناصرية تحيي استشهاد المفكر والفقيه

وتَحت شعار (علماؤنا حضارة وشهداؤنا كرامة) أقيم في مدينة الناصرية جنوب العراق وتحديداً في قضاء الشطرة المهرجان التأبيني المنعقد لإحياء الذكرى السنوية لإستشهاد المفكر الإسلامي آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي وفقيه أهل البيت (عليهم السلام) آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاتهما)، وذلك من أجل إحياء السيرة العطرة المعطاء التي خلدها التـأريخ الذي أبيضت صفحاته بروائع مواقفهم على مختلف الصعد، فكانوا مثالاً للمدافع عن حياض الدين ومبادئ أهل البيت سلام الله عليهم، والذي تقيمه مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بالتنسيق مع أهالي قضاء الشطرة، وذلك في قاعة منتدى الشباب في قضاء الشطرة بمدينة الناصرية مساء يوم الثلاثاء 18 جمادي الآخرة 1431هـ.

شهد المهرجان التأبيني حضور شخصيات دينية وسياسية وممثلي المراجع العظام والحوزات العلمية والمؤسسات والمراكز الإسلامية من مختلف المحافظات كذلك حضوراً جماهيرياً كبيراً، وحضور مجموعة طيبة من شيوخ ووجهاء العشائر في القضاء وممثلي الأحزاب والمؤسسات والمواكب الحسينية، كذلك حضور وفد العلاقات العامة لمكتب المرجع الشيرازي (دام ظله) وكادر مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).

أفتتح المهرجان بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم تلاها المقرئ حَسن الكناني ليتولى بعدها فضيلة الشيخ كريم الشمري عرافة المهرجان وتستمر بقية فقراته.

أولى هذه الفقرات كانت كلمة لفضيلة الشيخ علي السهلاني تضمنت عرض جوانب متعددة من سيرة المفكر الشيد الشيرازي (قدس) وتأريخه الجهادي الكبير من أجل أعلاء كلمة الحق ونشر فكر أهل البيت عليهم السلام في العالم متحدياً سلطات الجور والطغيان وصولاً يوم شهادته على يد الطغاة من زبانية البعث الكافر.

كما تحدث الشيخ السهلاني عن عمق التأثر والتواصل الذي حصل مع فقيه أهل البيت عليهم الذي أحبه الناس حتى قبل أن يروه أو أن يتعرفوا عليه عن كثب بل أشتد حبهم له من خلال محاظراته وكتبه القيمة فكان رحيله خسارة كبيرة.

ليأتي بعدها دور الشعر حيث ألقى كل من الشاعر الحسيني عماد العكيلي وعدنان الزيدي وأحمد البديري قصائد أشتملت على تأبين الفقيدين.

هذا وقد غطت وقائع المهرجان مجموعة طيبة من وسائل الإعلام كالصحف والمجلات والفضائيات منها قناة العهد الفضائية وقناة الأنوار الفضائية وقناة الأهوار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7/حزيران/2010 - 22/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م