نفحات عطرة من عطر ذكرى استشهاد السيد السعيد حسن الشيرازي

المجد والخلود لكافة علمائنا وشهدائنا الأبرار

محمود الربيعي

قلة هم الذين تصدوا للفساد والكفر والفسوق والعصيان ودفعوا حياتهم الغالية رخيصة في سبيل إعلاء شأن الدين والإسلام والقيم الفاضلة.. ففي وقت كان الجهل يقبع في زوايا الدنيا حين إندفع قليل من العلماء والمجاهدين ليقفوا أحراراً كما وقف إمامهم الحسين عليه السلام وكان منهم ومن بينهم السيد حسن الشيرازي وذلك حين طغت موجات الكفر تهب من وراء البحار لتصل الى مدن الإسلام تركب موجات المادية بشتى أشكالها وصورها وهي تنبع من الدول المستكبرة المغرورة التي ارادت أن تنشر الكفر والفساد في أرض الرافدين الحبيب في مدن النجف وكربلاء والكاظمين وسامراء وبقية المدن العراقية.

 لكن إنتباه المفكرين والعلماء والمثقفين المتسلحين بالإسلام أنبروا بعلمهم وعملهم يغذون شعبهم بالفكر العقائدي النير ليقفوا وقفة الأعزاء الكرماء ويهبوا هبة واحدة في وجه التيارات الفاسدة ويتحملوا شتى صنوف العذاب والمعاناة ودفعوا ضريبة مواقفهم الرسالية فتعرضوا للبلاء والإبتلاء عندما أحس الدخلاء أن الصفوة لاتزال باقية وواعية وتقف ضد يريده مخطط الكفر الذي يريد إستهداف الحضارة الإسلامية ونهب ثروات الشعوب.

 لذلك وقف السيد حسن الشيرازي بكل صلابة بحركته السياسية والعقائدية ومن خلال العمل في صفوف الجماهير يؤدي رسالته النبيلة للدفاع عن الإسلام وأهله.

لقد كان السيد حسن الشيرازي في الصفوف المتقدمة شاباً يقود حملة شعبية لرص الصفوف ولأجل الحفاظ على الإسلام وحرية الشعب العراقي حيث وقف بقوة أمام المخططات الطائفية والعنصرية التي إستهدفت المجموعات الخيرة من ابناء العراق وعلى أثر ذلك زجوا به وبإخوانه في السجون والمعتقلات في حملة ظالمة قامت بها أجهزة النظام البعثي المجرم، ولكن شاء الله أن ينتقل بعد كل تلك المعاناة الى بلاد الشام ليؤسس حركة علمية في كل من سوريا ولبنان فأسس مدرسة في الشام وحوزة في لبنان، وعمل من أجل الإسلام والوحدة الإسلامية بعد أن توجه لزيارة علماء الأزهر في مصر.

 وقد ترك هذا النشاط خوفاً في نفوس الأشرار الذين أحسوا بخطورة شخصيته القيادية لما كان يتمتع به الفقيد من فكر وثقافة لامعة وأدب سياسي ثوري ونشاط محسوس في الأوساط الجماهيرية والقيادات الإجتماعية والدينية حيث كانت له مواقف سياسية وعقائدية منسجمة مع طموحات المسلمين متفاعلاً مع نظرية أهل البيت المعصومين عليهم السلام.

 وترك السيد الشهيد بعد رحيله وبعد أن طالته يد الغدر في بيروت تاريخا مجيداً يرسم لونه المؤمن ويضفي بإضاءته درب العاملين الأحرار في التصدي والوقوف أمام هجمات الحاقدين من أبناء قابيل ذلك الذي ترك آثاره في جيل ابناءه من البعث وجيل الصداميين التكفيريين أعداء الإسلام والأمة.

رحم الله الشهيد حسن الشيرازي عَلَماً وسيداً رشيداً، وشاعراً وطنياً نبيلاً، ومجاهداً وشهيداً ونسال الله سبحانه وتعالى أن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ورزقنا الله شفاعته وشفاعة آباءه في جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/حزيران/2010 - 21/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م