جائزة الإنجاز..أين الإنجاز ؟؟

ريم علي الحاجي محمد

عرفت القطيف وأهلها بالإنجاز والإبداع دوما فها نحن نرى نجومهم تلمع في كل مجال من مجالات الحياة ونحن نفخر بهم حقا فما نسمع عنه ونشاهده في مجتمع القطيف نشاطات له دور كبير في النهضة بالفرد وبالتالي المجتمع وبالتالي الوطن.

فكم يحتاج الفرد في وطننا إلى عوامل حفز تدفعه للأمام من خلال البحث عن الذات والهوية وهذا ما وجدناه في قطيف الخير.

كانت لجائزة القطيف وقع خاص في نفوسنا حيث بدا الجميع في ترقب لليلة الموعودة وظهور النتائج لمعرفة الفائزين، بداية كان الإعداد للحفل رائع جدا ومنظم.

أما بعد متابعتي لمجريات الحفل من خلال البث المباشر وبدأ إعلان النتائج شعرت بمدى خيبات الأمل لدى المرشحين ومدى الإحباط الذي وصل إليه بعضهم!

واستوقفتني هناك نقاط كثيرة، منها :

1- كان عدد المرشحين للجائزة 179 مابين مرشحا ومرشحة من أبناء القطيف أما لجنة التحكيم فكلها من جنسيات متعددة هنا سألت نفسي بلد تحتوي هذا العدد من المرشحين أيعقل ان تخلوا من أشخاص مؤهلين لأن يكونوا لجنة تحكيم لهذه الجائزة الوطنية أم إيماننا الدائم بقدرة الأجنبي التي تفوق قدرة الوطني في هذه البلد.

2- الأقسام التي تم التكريم على أساسها عشوائية فعندما نكرم المتميزين في الأدب كيف لنا أن نقارن الكتاب الروائي بالشاعر بكاتب القصة القصيرة والمعروف أن معايير تقييم كل جانب مختلف عن الآخر، والحال نفسه لو تكلمنا عن الفن والثقافة. فكيف حدث هذا في هذه الجائزة ألم يكن بإمكان بلد العطاء تكريم كل تخصص بشكل منفرد ؟!

3- التباين الواضح بين أعمار المتقدمين فشروط الجائزة تقبل من 15 سنة إلى 40 سنة ومن الطبيعي أن تختلف قدرات ومهارات كل مرحلة عمرية نتيجة لتراكم الخبرات في الحياة وكان من باب أولى الفصل في الأعمار بين الناشئين والمتقدمين فكيف يقارن شاعر معروف بمبتدئ وهلم جرا.أيضا كيف تمكنوا من تحديد الإنجاز بعمر لا يتجاوز الأربعين أهذا يعني أن العطاء يتوقف عند هذا العمر؟!

وقد أثار حفيظة البعض من المرشحين والمتابعين إلى ان الفائز بجائزة الأدب لم يتجاوز السادسة عشر من عمره!!

4- عرف عن القطيف وأهلها أنهم من أوائل المطالبين بالحرية الشخصية وحرية الرأي والدين وقد استوقفني ما قاله أحد المرشحين: "في فمي ماء..ولا أستطيع أن اتكلم..وإلا فإني..سأحرم من المشاركة في السنة القادمة " وأن من شروط التقدم أن" يتعهد المرشح على عدم الاعتراض على قرارات لجنة التحكيم، ولا يسيء لها، أو للجنة المنظمة، أو الجائزة بصفة عامة. " متى كانت القطيف تكمم الأفواه وتحرم الأفراد من حرية الرأي ؟!!

5- المشتركين 179 بمعنى أن هناك 179 إنجاز لم نرى منهم ولا إنجاز واحد أيضا لم تعلن النقاط التي على أساسها تم تقييم الإنجازات، وقد اقترح أحدهم أن تكون هناك صالة لعرض الإنجازات وفعلا أجده إقتراح سليم لكي يتم معرفة المستوى المتقدم من المرشحين.

أخيرا

كان بمقدور القائمين على تلك الجائزة أن يجعلوا من دفة السير أكثر إيجابية على نفوس المجتمع ككل وليس المرشحين فقط ولكن قدر الله وما شاء فعل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/حزيران/2010 - 18/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م