فيسبوك.. بين القوة الاجتماعية وتبديد الخصوصية

شبكة النبأ: انطلق موقع (فيسبوك) الاجتماعي عام 2004, من اجل إبقاء أصدقاء الجامعة على تواصل غير انه ومع زيادة شعبيته خضع لضغوط من اجل تحقيق الأرباح. ووصل عدد المشاركين به أكثر من 400 مليون بعد أن كانوا بالعشرات فقط. وأصبح معدل أصدقاء كل شخص على الموقع تقريبا 130 صديق.

واتهم موقع الفيس بك بانتهاك الخصوصية وعدم المحافظة على أسرار أعضاءه. وقاد قسم كبير منهم على نفس الموقع حملة لمقاطعة الموقع ومقاضاته بتهمة خيانة المشتركين.

ونظرا لأنه الموقع الأشهر عالميا بين مواقع التواصل الاجتماعي فإن "فيس بوك" يحتوي على بيانات تتعلق بنا أكثر من أي شركة خاصة وأكثر من معظم حكومات العالم. ولهذا، ربما يكون من المقلق وربما الخطر أن يعرض الموقع، سواء بحكم سياسته أو خطأ، معلومات عنا لا نريد نحن عرضها.

يوم جديد..

ولسوء الحظ، فإن هذا كثيرا ما يحدث في موقع فيس بوك ولمستخدميه، وقد أوجزت مجلة "بي سي وورلد" عالم الكمبيوتر، هذه المشكلة بالقول:"يوم جديد مع فيس بوك يعني المزيد من المشكلات".

وكان من المفاجئ أن كشف الموقع مؤخرا عن التعامل مع "ثغرة أمنية" كانت تتيح للمستخدمين التسلل إلى المحادثات الخاصة لأصدقائهم واستعراض طلبات الإضافة الواصلة إلى أصدقائهم من أصدقاء آخرين. بحسب الألمانية.

وكان خلل آخر قد حدث في مارس الماضي ، كان يتيح التسلل إلى البريد الإلكتروني الخاص للعديد من المستخدمين وتقييد قدرتهم على إخفاء المعلومات المتعلقة بكيفية الاتصال بهم.

وكان الموقع الشهير قد غير في ديسمبر الإجراءات المتعلقة بحماية الخصوصية ، ما أدى إلى ظهور مجموعة احتجاجية وصل عدد أعضائها الآن إلى أكثر من 2ر2 مليون عضو.

وتتضمن الإجراءات الجديدة عرض المعلومات المتعلقة بكل مشترك بصورة تلقائية ، إلا إذا قام المشترك بخطوات تمنع هذا : ويعني هذا أن اسمك وصورتك الشخصية و ملفك والمدينة التي تتواجد فيها وشبكاتك وقائمة أصدقائك وكل الصفحات التي تشترك فيها متاحة أمام الجميع كما من الممكن أن يبحث عنها أي شخص على الشبكة. وأعلن الموقع مؤخرا عن منصة "أوبن جراف" الجديدة التي اعتبرت مثيرة للجدل.

ورغم أن الشركة أكدت أن الهدف هو مرافقة مشتركي فيس بوك خلال تصفحاتهم لمختلف مواقع الشبكة، إلا أن المشكلة ربما تكون أكبر من هذا.

وتسمح المبادرة للمواقع الإلكترونية الأخرى بتبني نظام الدخول إلى فيس بوك، ما يعني أن نشاطات المستخدمين على المواقع الأخرى ستظهر لدى جميع الأصدقاء على فيس بوك.

ورغم أن المبادرة تبدو نظريا جيدة لأنها ستضفى مزيدا من الطابع الشخصي على الشبكة العنكبوتية، إلا أنها تعني أنك، دون أدنى رغبة، ستعرض أنشطتك على الشبكة على زوجتك ومديرك في العمل، أو ربما واحدا من المئات من الأشخاص الذين قد يكونون ضمن "الأصدقاء" على حسابك على فيس بوك ولكن في الواقع لا يعدون مجرد كونهم أشخاصا تعرفهم كزملاء في العمل أو حتى منافسيك.

مقاطعة فيس بوك..

وأعلنت مجموعة من النشطاء على موقع الشبكة الاجتماعية "فيسبوك" عزمها مقاطعة الموقع جراء إحباطهم من التغييرات الأخيرة فيما يتعلق بسياسة خصوصية المشترك في الموقع وتنظيمها، محددة يوم الحادي والثلاثين من مايو/أيار الحالي لذلك، الأمر الذي دفع بالموقع إلى التصريح بأنه سوف يستجيب لمطالب المشتركين وتبديد مخاوفهم حيال تلك الخصوصية.

بدأت حملة مجموعة الشباب الداعين إلى مقاطعة الموقع وسط تزايد الشكاوى بأن قوة الموقع الاجتماعي الهائلة تبدد خصوصية المستخدمين وأصحاب الحسابات فيه من خلال نموذج يسمى "أوبن غراف" Open Graph، الذي يضيف صلات وروابط الفيسبوك إلى المواقع الأخرى عبر الإنترنت.

ويعتبر البعض أن هذه الإضافة تعرض بعض المعلومات والبيانات الشخصية للمستخدم للخطر.بحسب سي أن أن.

وبدأ يتضح أن العديد من الأشخاص الذين لديهم حساباتهم في هذا الموقع الشهير أخذوا يتركون الموقع ويتخلون عنه.

على أن الجهد المنظم من أجل دفع المستخدمين لهجر الموقع، الذي يبلغ عدد المنضوين في عضويته ما يزيد على 400 مليون إنسان، لم يأخذ زخماً كبيراً حتى الآن، إلا أنه آخذ في التزايد.

فعلى موقع المجموعة الداعية لمقاطعة الفيسبوك، بلغ عدد المستخدمين المنادين بالمقاطعة مؤخرا  حوالي 2700، إلا أن هذا العدد ارتفع مؤخرا إلى أكثر من 5600 شخص، أي أنه تضاعف خلال يومين.

ووردت في الموقع عبارات من قبيل "هل تعبت من عدم احترام فيسبوك لبيانات الشخصية؟ إذن اهجر الموقع مرة واحدة وللأبد في الحادي والثلاثين من مايو/أيار."

وبالمقابل، لم يزد عدد المشتركين في حساب "أنا أحب موقع فيسبوك" على 1170 شخصاً.

هذا ولم يوفر الموقع الاجتماعي الشهير أي معلومات عن عدد من تخلوا عن حساباتهم لديه أو ألغوها، غير أن متحدثة باسم الموقع أشارت إلى أن عدد الأعضاء الجدد في الموقع منذ نهاية إبريل/نيسان الماضي بلغ نحو 10 ملايين مستخدم جديداً.

قال المتحدث باسم الموقع، أندرو نويس، في رسالة بالبريد الإلكتروني ، إن الموقع الاجتماعي حريص على الاستجابة للمخاوف المستخدمين بشأن سياسة الخصوصية، وأن الموقع سيعمل على متابعة مخاوفهم وبأفضل السبل الممكنة، مشيراً إلى أن الموقع يتفهم أهمية الحفاظ على الخصوصية لدى المستخدمين.

وجاء هذا الرد لمواجهة التصريح الذي صدر عن موقع "ماي سبيس" المنافس، والذي قال الأسبوع الماضي إنه سيجعل من موقعه أكثر خصوصية.

الحسناء والجنود الإسرائيليين

ومن جانب آخر ذكر تقرير إعلامي أن جنوداً إسرائيليون ينتمون للقوات الخاصة أفشوا بعض أسرار عملهم بعد أن وقعوا في فخ نصب لهم عبر موقع "فيسبوك" الشهير للتواصل الاجتماعي.

ووفقاً لصحيفة "الوطن"، فإن مجلة "دير شبيجل" الإلكترونية نشرت مؤخرا في موقعها تقريراً استندت فيه على تقارير إسرائيلية ذكرت أن شابة حسناء كانت تعقد علاقات صداقة على الفيسبوك مع جنود من الجيش الإسرائيلي وخاصة من القوات الخاصة، وتحصل منهم على معلومات سرية. بحسب أربيان بزنز.

ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإن 200 من جنود الوحدات الخاصة في إسرائيل وقعوا في هذا الفخ.

وذكرت الصحيفة السعودية اليومية، إن إسرائيل تشتبه في أن حزب الله اللبناني هو المسؤول عن هذه الخدعة التي تمت من خلال صفحة مزورة عبر الفيسبوك بها صورة لشابة حسناء تستخدم اسماً إسرائيلياً.

وظهرت صفحة على الفيسبوك قبل نحو عام لامرأة تدعى "رويت زوكرمان" تضع صورة لها، وهي تجلس على الأريكة، وتبتسم للكاميرا.

وأرسل صاحب الصفحة طلبات إضافة لعدد من جنود الجيش الإسرائيلي الذين وافق الكثيرون منهم على إضافة الشابة الحسناء لقائمة أصدقائهم.

وذكرت صحيفة "الوطن" بأن التقرير أوضح أن الجنود أعطوا لـ"صديقتهم الإلكترونية" معلومات حول أسماء جنود وشفرات سرية، ووصف تفصيلي لمواقع.

وبعد فترة تسرب الشك لنفوس بعض الجنود الذين لفت نظرهم العدد الكبير من جنود القوات الخاصة المسجلين على قائمة أصدقاء "زوكرمان".

غوغل قلقة من فيس بوك

وقال متخصص في البرمجيات إن شركة "غوغل" العملاقة مالكة موقع البحث الشهير، تشعر بالخطر على موقعها المستقبلي في عالم الانترنت، بسبب التطوير الجديد على موقع "فيسبوك،" الذي يتضمن إضافة وصلة "لايك" Like التي تسمح للأصدقاء بتبادل إشارات التحبب على صور وتعليقات لأصدقائهم. بحسب اربيان بزنس.

وذكر بيت كاشمور، أن هذه الوصلة ليست عامة، بل هي عبارة عن وصلة داخلية، وبالتالي لن يتمكن محرك البحث "غوغل" من الوصول إليها مباشرة، بل سيرشد الباحثين إلى صفحة "فيسبوك" الرئيسية، وهذا سيحد من قدرات المحرك ومكانته العالمية، كما سيجعل "فيسبوك" الجهة المسيطرة على الكثير من بيانات المتصفحين الشخصية.

وذهب كاشمور إلى أبعد من ذلك عبر الإشارة إلى أن "فيسبوك" يرغب من خلال "الوصلة الداخلية" إلى تغيير قواعد اللعبة في محركات البحث، وذلك باعتبار أن زيادة المواد التي يمتلكها بشكل حصري سيجعل الموقع يبرز في المرتبة الأولى لدى إجراء أي بحث إلكتروني، الأمر الذي يزيد شعبيته ويضاعف الإقبال عليه.

وأضاف كاشمور، في مقال، إن الكثير من المراقبين يبدون بدورهم قلقاً شديداً حيال الخطوة المرتقبة للموقع، التي ستسمح له بالسيطرة على كم هائل من البيانات الشخصية للمشتركين، ما سيسمح مع الوقت ببروز جبهة واسعة لمعارضة قرار "فيسبوك" تضم محركات البحث، وعلى رأسها "غوغل."

جدل حول برنامج (بلاغ انز)

إلى ذلك تحول موقع "فيسبوك" من ناد لمستخدمي الانترنت إلى جهة نافذة على الشبكة العنكبوتية ويثير هذا التحول المخاوف من أن يعمد موقع التواصل الاجتماعي إلى جني الأرباح من جراء التداول بمعلومات شخصية منوطة بالمستخدمين.

وعندما يزور مستخدم "فايسبوك" بعض المواقع المستخدمة لبرنامج "بلاغ انز"، تظهر نوافذ على الشاشة تذكر أسماء أصدقائه عبر موقع التواصل الاجتماعي الذين تصفحوا هذه المواقع وما كان رأيهم في شأنها. بحسب فرانس برس.

من جهته اعتبر مارك زاكربيرغ وهو احد مؤسسي "فيسبوك" ان هذا التطوير جزء من تحول لا مفر منه في سياق التجارب الشخصية والاجتماعية عبر شبكة الانترنت، في حين يجد البعض الخطوة مثيرة للريبة. وقال زاكربيرغ خلال إعلانه عن البرنامج في إطار مؤتمر في سان فرنسيكو في 21 نيسان/ابريل جمع مطوري صفحة "اف 8" على موقع "فيسبوك" "ان شبكة الانترنت بلغت مرحلة محورية اليوم".

ويصر المدافعون عن الحق في الخصوصية على التأكيد ان موقع "فيسبوك" يخون أعضاءه ذلك إنهم اجتذبوا أليه في الأساس من اجل تقاسم تفاصيل حياتهم مع الأصدقاء، في دائرة الخصوصية. وقال المحامي كورت اوبساهال من مجموعة الدفاع عن الحقوق عبر الانترنت "الكترونيك فرونتير فاوندايشن" ان ما يجري "تحول على مستوى فيسبوك الذي كان يعمل في إطار الدائرة الخاصة وصار يجعل كميات من المعلومات متوفرة بهدف انجاز صفقات".

وأضاف انه يبدو ان الموقع راغب في التواصل مع المواقع الالكترونية الأخرى لكي يقترح عليها تبادل ما في حوزته من معلومات منوطة بالمستخدمين في مقابل خدمات أخرى. وكان موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الذي يعد ما يزيد على اربعمئة مليون عضو في العالم انطلق في العام 2004 من اجل إبقاء أصدقاء الجامعة على تواصل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/حزيران/2010 - 16/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م