عُمر الإنسان... عوامل الارتفاع ومؤشرات الانخفاض

دور للمستوى المعيشي والرعاية الصحية ومعدل وفيات الرجال ضعف النساء

شبكة النبأ: ارتفع متوسط عمر الإنسان في السنوات الأخيرة عالميا بسبب الاهتمام بالتغذية السليمة والنظافة إضافة إلى التقدم العلمي الهائل في مجال معالجة الأمراض المعدية والتوصل إلى أمصال قادرة على حماية الإنسان من الإصابة بأمراض كانت تفتك بحياته في الماضي.

الفارق بين الجنسين

وذكرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية في تقرير لها أن متوسط عمر الإنسان ارتفع خلال الستين عاما الأخيرة من 47 عاما في المتوسط إلى 68 عاما.

وأضاف التقرير أن متوسط عمر الإنسان الذي لم يكن يزيد في دول العالم عن 47 عاما في الفترة من 1950 إلى 1955 ارتفع إلى 68 عاما في الفترة من 2005 إلى 2010م.

حيث يزداد التباين على المستوى الصحي بين الدول وبين النساء والرجال في العالم على ما أظهرت دراسة حول الوفيات المبكرة في صفوف البالغين أجريت في 187 دولة ونشرت مؤخرا في المجلة البريطانية الطبية "ذي لانست".

وتبين أن الرجال الأيسلنديين والنساء القبرصيات يواجهون اقل نسبة خطر للوفاة بشكل مبكر في هذه الفئة العمرية. بحسب فرانس برس.

وأحرزت النساء تقدما اكبر من الرجال بشكل عام. فقد تدنى احتمال الموت المبكر في غضون أربعين سنة من العام 1970 إلى 2010 في العالم بنسبة 34% لدى النساء و19% لدى الرجال. إلا إن الفارق بين الجنسين ازداد في هذه الفترة بنسبة 27%.

واعتبرت فرنسا من أفضل الدول لجهة الوفيات المبكرة في صفوف النساء بين سن الخامسة عشرة والتاسعة والخمسين في العام 1990 وحلت حينها في المرتبة الثانية عشرة ، الا انها تراجعت  الى المرتبة الثالثة والعشرين.

وحدها ثلاثة دول حافظت على مراتبها بين الدول العشر الاولى التي تسجل فيها اقل نسب وفيات مبكرة بين الرجال بين العامين 1970 و2010؛ هي النروج والسويد وهولندا.

ويعود هذا التباين الى عوامل عدة كالتدخين وانتشار ضغط الدم المرتفع والبدانة في الغنية وفيروس الايدز.

ونفذ هذه الدراسة كريستوفر مراي من معهد الإحصاء والتقييم الصحي في سياتل بالاعتماد على مؤشرات اكثر تنوعا من التي يعتمد عليها عادة.

وأشار باحثون يابانيون بحسب المجلة نفسها ان "26% من سكان العالم فقط يعيشون في دول تملك سجلات سكانية كاملة"  ولادات وووفيات وغيرها وحتى الآن غالبا ما تحسب نسبة الوفيات لدى الراشدين بطرح نسبة وفيات الأطفال من مجمل الوفيات.

 وعلى صعيد ذي صلة توصل باحثون الى أن الكنديين يعيشون لمدة أطول ثلاث سنوات من الأمريكيين وبصحة أفضل منهم وأن عدم وجود رعاية صحية عامة في الولايات المتحدة قد يكون من أسباب ذلك.

وأفاد الباحثون في الدراسة التي نشرتها مؤخرا دورية مقاييس صحة السكان التابعة لبايوميد سنترال ان من الممكن توقع أن يعيش الكنديون حتى يبلغوا 79.7 عام مقابل 77.2 عام للأمريكيين. بحسب رويترز.

ويمكن توقع أن يعيش كندي يبلغ من العمر 19 عاما ويتمتع بصحة جيدة لمدة 52 عاما أضافيا في صحة ممتازة بالمقارنة مع 49.3 عام أضافي للأمريكيين.

وقال ديفيد فيني من مركز (كايسر برماننت) لأبحاث الصحة في بورتلاند بولاية اوريجون الأمريكية والذي ساهم في وضع الدراسة "توجد حدود مشتركة بين كندا والولايات المتحدة ويتمتع البلدان بمستويات معيشة متقاربة للغاية الا أن توقعات العيش في كندا أعلى منها في الولايات المتحدة."

وأضاف "هناك تفسيران محتملان ومتميزان لهذه الفجوة وهما وجود اختلافات في الحصول على الرعاية الصحية وفي انتشار الفقر."

وتفيد الدراسة بأن الكنديين يحظون بخدمة رعاية صحية عامة تكون مجانية عند طلب العلاج بينما عادة ما يستند حصول الأمريكيين على التأمين الصحي الى الوظيفة أو الدخل عبر برنامج ميديكايد أو العمر عبر برنامج ميديكير ولا تكون عامة.

والإنفاق على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة أكبر من نظيره في كندا منذ السبعينيات من القرن العشرين. وتستند النتائج إلى مقابلات أجريت عن طريق التليفون مع 8688 كنديا وأمريكيا من البيض لمعرفة تأثير العبودية والتمييز على الصحة.

وأجريت المقابلات بين عامي 2002 و2003 خلال أول مسح مشترك يجريه مكتب الاحصاءات في كندا مع المركز القومي الامريكي لاحصاءات الصحة للتوصل الى بيانات يمكن مقارنتها.

وأكد باحثون ان الايدز والتدخين والبدانة ينقضون التقدم الذي تحقق في مساعدة البشر على الحياة لفترة أطول في أنحاء العالم حيث تزايد معدل الوفيات خلال العشرين سنة الماضية في 37 دولة.

وتوصلت دراسة أعلنها الباحثون مؤخرا الى أن الرجل الايسلندي هو الاقل عرضة لخطر الوفاة المبكرة بينما المرأة القبرصية هي الأقل عرضة للوفاة المبكرة بين نساء العالم. كما أظهرت أن المعدلات الخاصة ببعض الدول الغنية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا جاءت ضعيفة نسبيا.

سر العمر المديد..

وكشفت دراسة جديدة تتبعت 3500 من عائلات المعمرين الهولنديين، وقد أجرتها جامعةLeiden University حول سر جينيات محددة يحملها أشخاص محظوظون تؤهلهم للعيش أكثر من 100 عام حتى ولو انغمسوا في متع الطعام وأساليب الحياة غير الصحية.

سميت هذه الجينات في الدراسة باسم النبي صالح Methuselah، وهي تحمي من يحملها من مضار التدخين والغذاء الضار وتؤخر الإصابة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب حتى 30 سنة.

ولا يوجد جين واحد يحمل سر "ينبوع الشباب الدائم" بل هي مجموعة من الجينات التي يتصادف وجودها في أشخاص محددين بمعدل شخص من بين 100 ألف.

ولا تضيف الدراسة اكتشافات جديدة سوى أن لدى بعض الناس جينات تعرضهم للإصابة بأمراض مختلفة ولكن لديهم جينات أخرى تحميهم من تفعيل جينات تلك الأمراض الكامنة، لتؤكد الدراسة أن طول العمر هو مسألة وراثية تعتمد على الجينات التي يحملها الإنسان. بحسب اربيان بزنس.

وتوجد جينة اسمها ADIPOQ، في حوالي30% من المعمرين ممن تجاوزت أعمارهم 100 عام، بينما تنتشر هذه الجينة لدى 10% بين عموم الشباب العاديين.

وتوجد جينتين هما CETP و ApoC3 بنفس النسبة لدى الشباب، أي 10% لكنهما تتوفران لدى 20% من المعمرين.

سيساهم هذا الاكتشاف الذي يحدد الجينات التي تتحكم بطول العمر لتخفيف آثار الشيخوخة وفي تحسين حياة المسنين من خلال تطوير أدوية تقوي مناعة المسنين.  

أما من لم يسعفه الحظ ولم يرث من والديه جينات العمر المديد فأمامه فرص كبيرة من خلال التحكم بالبيئة التي يعيش فيها والتزام الممارسات الصحية السليمة والامتناع عن التدخين...

اكبر معمرة بالعالم

 لم يكن كثير من الجورجيين يعرفون حتى وقت قريب قرية ساشينو في غرب البلاد. لكن هذه القرية الصغيرة أصبحت الآن مقصدا لكثير من الباحثين عن انتيسا خافيتشافا التي يتبين من جواز سفرها الصادر عام 1979 خلال الحقبة السوفيتية أن عمرها 129 عاما.

ويبدو على انتيسا الوهن وهي تمضي معظم أيامها في الفراش ولكن عينيها تلمعان عندما يصل الزوار الى منزلها وهو منزل حجري متواضع لكنه نظيف ومرتب حيث تعيش مع ابنها الاصغر ميخائيل (70 عاما). ويؤكد الابن أن والدته عندما أنجبته كان عمرها 59 عاما.

وتستقبل انيستا في هذه الايام زوارا كثيرين بينهم صحفيون ومسؤولو بلدية يرغبون في اكتشاف المزيد من المعلومات عنها وعن أسرتها. بحسب رويترز.

وقال ميخائيل إن والدته عملت جاهدة طوال حياتها ولم تخرج قط من القرية لذلك فليس لديها قصص ذات أهمية تاريخية لكنها تتذكر الكثير عن الحياة والناس في الحي.

وقال وهو ينظر لامه "كانت تستطيع أن تضع توقيعها فحسب عندما كانت أصغر.. لم يكن هناك تعليم في الازمنة.. (هذه) المرأة المسكينة عملت طوال حياتها.. كانت تزرع الشاي وتقدمه لمزرعة جماعية (سوفيتية) بلا مقابل تقريبا وهذا ما عشنا عليه جميعا."

وأضاف أنه لا توجد وصفة خاصة أو طعام خاص اعتادت أمه على تناوله موضحا أنها لا تزال تتناول الطعام البسيط الذي كانت تتناوله عندما كانت أصغر سنا. وقال "عادة ما تأكل الزبادي الجورجي والجبن والعصيدة. نطهو لها الان ما تريده."

ولأنيستا عشرة أحفاد و 11 من أبناء الأحفاد ولها حتى أبناء أبناء أحفاد يصعب حتى على أفراد من الاسرة حصرهم بدقة. وقد توفي زوجها في عام 1949 في حين أن ابنها الاكبر وافته المنية قبل عشر سنوات.

ويعيش بعض أحفادها وابنها معها في المنزل في حين أن اخرين منتشرون في جميع أنحاء جورجيا بما في ذلك اقليم ابخازيا الانفصالي على بعد حوالي عشرة كيلومترات من قرية ساشينو.

ويسعى المسؤولون الجورجيون لادراج أنيتسا في موسوعة جينيس للارقام القياسية بمجرد العثور على كل الوثائق الضرورية التي تثبت عمرها.

هواء استراليا..

وتوفر المناطق النائية في استراليا هواء نقيا ومساحات شاسعة وليال مرصعة بالنجوم ونمط حياة يتسم بالهدوء ويساعد علي الاسترخاء للاستراليين المتكتلين في المدن الواقعة على طول الشريط الساحلي للبلاد.

ويعتقد سكان المدينة بأن الحياة بعيدا عن الازدحام المروري والأحياء الضيقة والعمل المتواصل على مدار الساعة يمنحهم حياة أطول. بيد أن ذلك في الواقع لم يكن سوى اعتقاد خاطئ حيث اكتشف المعهد الاسترالي للصحة والرفاهية أن متوسط أعمار الرجال في المناطق الريفية اقل من نظرائهم في المدن.

تقول سالي بولوك من المعهد الاسترالي: "في الحقيقة بلغت الفجوة في متوسط الأعمار بين رجال المدن الكبرى ورجال المناطق النائية 7.7 عام". ويزيد معدل الوفيات في المناطق الإقليمية نتيجة للإصابة بأمراض مزمنة بنسبة 8% عنه في المدن وترتفع هذه النسبة إلى 80% في المناطق النائية للغاية. وبالنسبة لثلث الرجال الذين يعيشون في المناطق الريفية يقل متوسط العمر كلما زاد ابتعادهم عن المدن. بحسب الالمانية.

وثمة بعض الأسباب التي يتعذر تجنبها وراء هذا التباين. ففي المناطق النائية ، يمارس الرجال القيادة بمعدل أكبر ويتعرضون لعدد أكبر من الحوادث ، ويحتمل أن يكونوا أكثر بعدا عن المساعدة الطبية. غير أن هناك أسبابا أخرى وراء ذلك فالرجال في المناطق الريفية يتناولون نسبة أكبر من الكحول ويدخنون عددا أكبر من السجائر.

ومن دواعى السخرية أنهم يمارسون قدرا أقل من التمرينات الرياضية رغم أنهم يمضون وقتا أكبر في الهواء الطلق. وبينما يدرك الرجال في المدن أنهم لا يعجزون الموت لا يزال الكثيرون من نظرائهم من أبناء الريف يعتقدون أنهم بمنأى عنه.

وفيات الأطفال

من جانب آخر قال تقرير دولي، صدر مؤخرا، إن نحو 40 في المائة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة تحدث في الشهر الأوّل من حياة هؤلاء الأطفال، معظمها يقع في الأسبوع الأوّل من حياتهم.

ويشير التقرير إلى أن "الإحصاءات الصحية العالمية 2010" لتبيان مستجدات المرامي الإنمائية للألفية إلى أنّ تحسين رعاية الولدان في الشهر الأوّل من حياتهم من الأمور الأساسية للحدّ من وفيات الأطفال في البلدان النامية.

ويورد التقرير، الذي نشرته منظمة الصحة العالمية، وللمرة الأولى الأسباب الرئيسية الكامنة وراء وفيات الولدان، كما يبيّن أنّ وفيات الأطفال دون سن الخامسة انخفضت بنسبة 30 في المائة في عام 2008، أي من 12.5 مليون حالة وفاة إلى 8.8 مليون حالة وفاة.

وتشير التقديرات إلى انخفاض نسبة الأطفال المنقوصي الوزن من 25 في المائة في عام 1990 إلى 16 في المائة في عام 2010، وانخفاض معدلات الإصابة بفيروس الأيدز بنسبة 16 في المائة في الفترة بين عامي 2001 و2008، وزيادة نسبة استفادة سكان العالم من المياه النقية من 77 في المائة إلى 87 في المائة، وهي نسبة تكفي لبلوغ الهدف ذي الصلة المندرج ضمن المرمى الإنمائي للألفية.

ونسب التقرير إلى تييس بويرما، مدير إدارة الإحصاءات والمعلومات الصحية بمنظمة الصحة العالمية قوله "تمكّنت عدة بلدان منخفضة الدخل، مع ذلك، من إحراز تقدم كبير في الحدّ من معدلات وفيات الأطفال، بما في ذلك ليبيريا وسيراليون وموزامبيق ورواندا."

وأضاف الدكتور بويرما قائلاً "هناك القليل من البلدان التي هي على الطريق لبلوغ الهدف المندرج ضمن المرامي الإنمائي للألفية والمتعلّق بخفض وفيات الأمومة. بيد أنّ ثمة بيّنات على إحراز بعض التقدم في بلدان مثل الصين ومصر."

وأضاف "لكنّ قياس ذلك التقدم مازال يطرح بعض المشاكل ولا بدّ من توظيف الاستثمارات اللازمة لبناء نُظم أفضل على الصعيد القطري للتمكّن من تحديد وفيات الأمومة وتسجيلها بشكل دقيق."

واستطرد قائلاً "من المشكلات المطروحة الأخرى مساعدة البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وبعض مناطق جنوب شرق آسيا على الاستفادة من تدخلات من قبيل الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات لتوقي الملاريا، أو آليات الوقاية من سوء التغذية.. والجدير بالذكر أنّ سوء التغذية يقف وراء وقوع ثلث وفيات الأطفال."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/حزيران/2010 - 16/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م