تروي صحفية عراقية في كتاب صدر حديثا قصة صحفي صدق ان هنالك حرية
متاحة للتعبير وإن الديمقراطية يمكن لها ان تنمو في بلاد يحكمها نظام
دكتاتوري على مدى عقود من الزمن.. الصحفي دفع حياته ثمنا لتصديقه
الاكذوبة... كان ذلك في عام 1997. الصحفي كان ضرغام هاشم.. يبدو إن
المدافعين عن الحريات لايعدونه صحفيا!
بعد العام 2003 اتيح قدر معقول من الحرية لكنها حرية منتهكة كشابة
حسناء أفتضت بكارتها وتركت لحالها حاسرة بلا امل يدفعها للحياة.
الصحفيون المساكين صدقوا مثل ضرغام هاشم ان الديمقراطية يمكن ان
تمارس في بلادهم كما هي في واشنطن أو لندن. ويمكن لمقال يكتبه أحدهم ان
يطيح بالحكومة او يجعل مسؤول يتعرق جبينه حياءا ويقدم استقالته بعد كشف
فضيحة سرقة مليارات الدنانير من أحد المصارف أو ان يغرق ربع الشعب
العراق في الزبالة كما في مناطق شرق بغداد!
في عاصمة مثل واشنطن يمكن ان تزور متحفا للاخبار يحمل هذا الاسم
لتجد ابرز الصحفيين العراقيين تعلق صورهم في اماكن خاصة يتطلع اليها
الزوار.. الامريكيون كانوا من أسباب رئيسية جعلت الصحفيين عرضة
للاستهداف.
في العراق لاتجد مثل هذا السلوك الحضاري وفي مقابل ذلك ستتعرف الى
أصناف من الجرائم الغامضة التي تطيح بآمال الصحفيين في دعم ديمقراطية
ناشئة دون ان يكون من دور واضح لجهات مسؤولة في كشف القتلة الذين
يمارسون جرائمهم بدم بارد من سنوات سبع خلت وإلى الآن.
ضرغام هاشم كتب في ظل دعوات لممارسة الديمقراطية اعقبت الانسحاب من
الكويت وسردشت كتب في ظل إمكانية ان تكون هناك ديمقراطية... كلاهما
الآن في ذمة الله. فهل نقول: نعم لقتل الصحفيين إرضاء للقتلة؟
hadeejalu@yahoo. com |