الفراعنة... غموض مستمر يتستر عليه اللصوص

توت عنخ آمون يعود لوطنه وطيبة متحفٌ مفتوح

 

شبكة النبأ: عثر أثريون مصريون مؤخرا على 14 مقبرة يرجع تاريخها الى القرن الثالث قبل الميلاد بينها مومياء لامرأة مزينة بالمجوهرات.

واكتشفت المقابر التي تعود الى العصر اليوناني الروماني في الواحات البحرية على بعد 300 كيلومتر جنوب غربي القاهرة أثناء أعمال تنقيب وبحث أعطت مؤشرات على أن هذه المقابر قد تكون جزءا من جبانة أكبر من ذلك بكثير.

وفي محاولة لمكافحة تهريب الآثار وقعت مصر اتفاقية مع السفير السويسري بالقاهرة دومينيك فورجلر  تهدف الى استعادة القطع التي خرجت من أراضي إحدى الدولتين بطرق غير مشروعة كما تتضمن حظر أو نقل أي أثر خرج من مصر أو سويسرا عن طريق التهريب.

وتسعى مصر بمحاولات دبلوماسية لاستعادة آثار فرعونية وأجزاء من مومياءات سرقت وهربت خارج مصر في مراحل تاريخية مختلفة يعود الى اكثرمن مئة عام.

مقابر منحوتة في الصخر

وقال خالد صالح مسئول الآثار المصري أنهم عثروا في المقبرة على مومياء لسيدة تأخذ شكلا جميلا "والعيون مطعمة ومزودة بالحلي" مضيفا ان "الموقع اكتشفت فيه قطع ذهبية وأواني فخارية".

وعثر الأثريون على المقابر عندما كانوا يحفرون في الموقع قبل إنشاء مركز شباب كان مزمعا بناؤه. وأحيلت المنطقة الآن إلى سلطة الآثار المصرية.

وقال المفتش محمد عمر إن المقابر تمثل طرازا جديدا لم يكتشف من قبل. وقال عمر أنهم بدأوا العمل منذ بداية نوفمبر 2009. مضيفا أنه تم العثور على 14 مقبرة منحوتة في الصخر تمثل طرازا جديدا في المقابر لم يظهر في المنطقة من قبل.

ويوجد في الواحات البحرية وادي المومياوات الذهبية الشهير حيث اكتشفت 17 مقبرة تضم 254 مومياء في عام 1996. بحسب رويترز.

وعلى صعيد ذي صلة استعادت مصر إصبع اخناتون الملقب بفرعون التوحيد من عالم سويسري بعد مرور أكثر من قرن على سرقتها من إحدى قدمي الملك.

وأفاد زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في بيان إن مصر تسلمت الإصبع مؤخرا أثناء توقيع اتفاقية للتعاون في مجال مكافحة تهريب الآثار بين سويسرا ومصر اذ "أحضر فرانك رولي وهو أستاذ متخصص في الحمض النووي(دي.ان.ايه) أصبع الملك اخناتون" التي تخص إحدى قدميه. وأضاف أن الإصبع سرقت عام 1907 أثناء فحص المومياء مرجحا أن تكون السرقة "تمت بواسطة العالم الانجليزي هاريس أثناء عمله بالمقبرة" الخاصة بالملك عند اكتشافها. بحسب رويترز.

وأعادت سويسرا الى مصر قطعا أثرية منها العين الخاصة بتمثال الملك أمنحتب الثالث والد اخناتون وكانت موجودة بمتحف الآثار في مدينة بال السويسرية ويبلغ طول العين 50 سنتيمترا وسرقت من التمثال عند نقله عام 1972 من موقعه بمنطقة كوم الحيان بالبر الغربي في الأقصر على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة.

كما استعادت مصر من مواطن سويسري ثماني قطع أثرية نادرة تعود الى عصور ما قبل التاريخ وهي عبارة عن آنية حجرية مختلفة الأشكال والأنواع من الديوريت والبازلت الأسود وسرقت من مخزن حفائر كلية الآداب بجامعة القاهرة منذ عام 2002.

من جانب آخر عثرت بعثة أثرية مصرية تقوم بأعمال الحفائر أمام معبد الكرنك بالاقصر في جنوب البلاد على باب كبير منحوت من الجرانيت الوردي عمره نحو 3500 عام وينسب الى أحد وزراء الملكة الفرعونية الشهيرة حتشبسوت.

وقال زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للاثار في مصر مؤخرا في بيان ان الباب يخص "أوسر" الذي تولى الوزارة في العام الخامس من عهد حتشبسوت التي حكمت البلاد بين عامي 1503 و1482 قبل الميلاد تقريبا وكانت عاصمة البلاد مدينة طيبة(الأقصر حاليا) الواقعة على بعد نحو 670 كيلومترا جنوبي القاهرة. بحسب رويترز.

وأضاف أن ارتفاع الباب 175 سنتيمترا وعرضه 100 سنتيمتر وسمكه 50 سنتيمترا ويحتوي على نقوش تتضمن نصوصا دينية وألقابا ووظائف الوزير " أوسر" ومنها محافظ المدينة والوزير والأمير الوارثي.

ألمانيا تتمسك بنفرتيتي

وأكد وزير الدولة الألماني للشؤون الثقافية بيرند نويمان مؤخرا رفض ألمانيا الاستجابة لمطالبة مصر باستعادة التمثال النصفي للملكة الفرعونية نفرتيتي، وقال في تصريح له في برلين "التمثال النصفي لنفرتيتي سيبقى في برلين" وأكد نويمان أن التمثال المعروض في المتحف الجديد بجزيرة المتاحف في برلين تم الحصول عليه بطريقة قانونية عام 1913 في إطار تقسيم للآثار المكتشفة عبر "جمعية الشرق الألمانية" وبعد ذلك عبر الدولة البروسية.

وقال نويمان " إن هذا الأمر مسجل في وثائق، لهذا فإن مطالبة مصر بأحقيتها في استعادة نفرتيتي تفتقد لأي أساس."

ويطالب الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للآثار، زاهي حواس، ألمانيا بإعادة التمثال النصفي الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 3000 عام إلى مصر. وأعلن حواس مؤخرا أن مصر ستقدم خلال فترة قصيرة طلباً رسمياً باستعادة نفرتيتي. وذكرت مصادر من مكتب نويمان أن إجراءات تقسيم الآثار المكتشفة عام 1913 تم توضيحها وإثباتها أكثر من مرة من قبل مؤسسة التراث الثقافي البروسي الألمانية، وأضافت المصادر المذكورة أنه تم الاتفاق حينذاك على أن يتم تقسيم الآثار المكتشفة إلى قسمين، ثم تختار هيئة الآثار المصرية كممثل عن الحكومة المصرية قسماً منها، وبعد أن اختار الجانب المصري الجزء الخاص به أصبح التمثال النصفي الملون لنفرتيتي من نصيب الجانب الألماني.

وقال حواس في مقابلة "سنطالب الأسبوع المقبل باستعادة تمثال نفرتيتي ولم يعد لدينا الآن مشاورات حول هذا الأمر، إنما تجري حالياً مشاورات حول تفاصيل المطالبة".

وعبر حواس عن شعوره بخيبة الأمل لأن المتحف الألماني رفض إعارة التمثال لمصر ليعرض في افتتاح متحف أخناتون بمحافظة المينا بعد ثمانية عشر شهراَ، وأوضح حواس قائلاً: "نحن نحترم الاتفاقيات، لأننا في النهاية لسنا قراصنة من الكاريبي" مضيفاً أن هيئة الآثار لن تستولي على آثار معارة، كما أنها لن تعرض تمثالاً نصفياً عمره أكثر من ثلاثة آلاف عام لأية أضرار. بحسب الألمانية.

عودة توت عنخ آمون من نيويورك

وبعد أكثر من 30 عاما على آخر زيارة للملك توت عنخ آمون الى نيويورك ها هو الفتى الذهبي يعود إليها مرة أخرى.

يضم معرض "توت عنخ آمون والعصر الذهبي للفراعنة" الذي يفتتح مؤخرا المقبل ويستمر حتى الثاني من يناير كانون الثاني أكثر من 130 قطعة أثرية نادرة وهو ما يزيد مرتين على عدد الكنوز التي حواها المعرض الذي أقيم في السبعينات.

ويضم المعرض الجديد أدوات استخدمت في عملية الدفن الملكي والحياة اليومية في مصر القديمة وأوعية بها كبد وأحشاء الملك توت المحنطة وعربته الحربية ومستندات تشرح الأساليب الطبية الحديثة والخاصة بتحليل الحمض النووي الذي أُجري للملك والتي قد تكشف أسرارا جديدة عن أسرته وكيف مات أفرادها. بحسب رويترز.

وقال زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري مؤخرا "قد نتمكن خلال شهر...بحلول نهاية مايو..من اعلان بقية أسرة توت عنخ آمون."

واعلن اكتشافات جديدة في فبراير شباط بشأن شجرة عائلة توت وسبب وفاته. وستعرض نسخة مماثلة لمومياء الملك توت في المعرض.

العثور على تمثال بطليموس

ومن جانب آخر عثرت بعثة أثرية مصرية غربي مدينة الإسكندرية الساحلية على تمثال ملكي ضخم من الجرانيت بدون رأس يرجح أنه للملك بطليموس الرابع الذي حكم البلاد في بين عامي 222 و205 قبل الميلاد تقريبا.

وأفاد حواس مؤخرا في بيان ان التمثال اكتشف داخل معبد تابوزيريس ماجنا بمنطقة برج العرب على بعد نحو 50 كيلومترا غربي الاسكندرية كما عثر أيضا "ولاول مرة على المدخل الاصلي للمعبد" بعد اكتشاف بوابات حجرية تحدد مكان المدخل.

وأضاف أن التمثال لاحد ملوك البطالمة "ويعتبر من أروع التماثيل الملكية البطلمية رغم أن الرأس مفقود حتى الان" مرجحا أنه خاص بالملك بطليموس الرابع الذي أنشأ المعبد وذلك طبقا لوديعة الاساس التي عثر عليها وتحمل اسمه. بحسب رويترز.

وتابع، أنه يجري الآن البحث عن الرأس المفقود "ليكون من أجمل تماثيل العصر البطلمي التي نحتت علي الطراز المصري" كما عثر بداخل المعبد على قواعد من الحجر الجيري طولها نحو ستة أمتار وعثر بإحدى هذه القواعد على " أثر قاعدة تشير الى احتمال وجود أحد تماثيل أبو الهول فوقها" في إشارة إلى أن المعبد من الخارج والداخل كان محددا بتماثيل على هيئة أبو الهول على غرار المعابد المصرية القديمة.

وأوضح حواس ان البعثة التي تشترك فيها كاثلين مارتينز من جمهورية الدومينيكان عثرت على سرادب في مدخل المعبد يجرى الان تحديد مساره حيث بدأت البعثة أعمالها منذ خمس سنوات في رحلة الكشف عن مقبرة الملكة كليوباترا ومارك أنتوني.

طيبة تتحول إلى متحف مفتوح

وفي الشوارع المتربة وراء قصر اندراوس باشا تجوب الجرافات والمعدات المدينة التي وجدت فيها أجاثا كريستي الالهام وكشف فيها هوارد كارتر مقبرة توت عنخ امون.

وأزالت مصر بالفعل سوق الأقصر القديم وهدمت آلاف المنازل وعشرات المباني التي ترجع إلى الزمن الجميل في مسعى لتحويل موقع العاصمة القديمة طيبة إلى متحف هائل مفتوح.

ويقول مسؤولون إن المشروع سيحافظ على المعابد ويجذب المزيد من السائحين لكن هذه الأعمال أغضبت علماء الآثار والمهندسين المعماريين الذين يقولون أنها التهمت تراث الأقصر الأحدث. بحسب رويترز.

في حين تشتهر الاقصر بالمعابد والمقابر الفرعونية فان مبانيها التي تنتمي للعصر الفيكتوري وأزقتها المتربة كانت مثار جذب لعلماء المصريات ورجال الدولة والكتاب لعقود.

ويرفض سمير فرج وهو لواء سابق بالجيش المصري ويقود خطة قيمتها مليار دولار لتحديث الأقصر هذه الانتقادات. وساعدت جهود تطوير المدينة في تخفيف حركة المرور فضلا عن توفير التعليم والرعاية الصحية على أعلى مستوى.

وأضاف أن ما حدث هو مجرد تنظيف للمنازل والشوارع وقال انه لا يمكن أن تكون هناك مدينة في مصر الآن في نظافة الأقصر.

وتابع أن ما يقوم به حظي بالاشادة حتى من فرانسيسكو باندارين مدير مركز التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).

وتظهر خطة المشروع أنه بحلول عام 2030 ستتوفر في المدينة والمنطقة المحيطة بها دورات في رياضة الجولف وفنادق خمسة نجوم ودار عالمية للسينما وكيلومترات من الطرق الجديدة بينما ستضيء عشرات المصابيح الجبال والأودية حيث دفن توت عنخ آمون.

ويرمم المجلس الأعلى للآثار طريق الكباش البالغ طوله 2.7 كيلومتر الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر.

من جانب آخر يقول مسؤولون إن المباني التي أزيلت ليست لها أهمية تاريخية وان أصحاب المنازل التي هدمت حصلوا على اما ما بين 75 و500 الف جنيه مصري(13600 الى 90810 دولار) او شقة مجانية.

لكن علماء آثار يقولون إن العمل بالمعدات الثقيلة قد يلحق أضرارا بالآثار كما أنها تشق طريقها عبر عشرات المباني الكلاسيكية بإشراف متراخ من المنظمات الدولية التي تضخ أموالها في المشروع.

وفي حين يستشيط كثيرون غضبا في الأحاديث الخاصة فان أحدا لم يوافق على ربط اسمه بالانتقادات خوفا من التعرض للمضايقات أو الترحيل او قطع التمويل عن مشاريعهم.

من جهته قال مهندس معماري يتمتع بخبرة واسعة في مشاريع التراث بمصر "أزيلت مبان كثيرة تنتمي للكثير من الفترات المختلفة او ستزال وأعتقد أن هذا أمر شديد السلبية."

وأضاف "في نهاية المطاف سيكون لدينا شيء اشبه بمتنزه ديزني لاند يضم أشياء فرعونية مزيفة بينما سيزال الباقي."

وتدعو الخطة أيضا إلى نقل آلاف المنازل. وأقام سكان المريس جنوبي الأقصر دعوى قضائية ضد الحكومة لإعادة النظر في مرسى مقترح لليخوت يقولون انه سيتسبب في نزوح عشرة آلاف شخص على الأقل ويدمر أراضي زراعية قيمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 30/أيار/2010 - 14/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م