شبكة النبأ: لم تعد السيارة
الكهربائية المسماة بصديقة البيئة حلما بل أصبحت حقيقة نظيفة تسير في
الشوارع. وبدأت الشركات العالمية لتصنيع السيارات مثل فورد وتويوتا
وسيمنس وفورد وأخريات تتنافس لتصنيعها وإدخال تحسينات عليها.
ورغم تكلفة صناعة هذه السيارة العادية والتي لا ترتفع كثيرا عن
السيارات التي تعمل بالبانزين إلا انه يؤخذ عليها تكلفة البطارية
الشاحنة لها.
الى ذلك طالب مصنعوها ومستخدموها بدعم حكومي وإعفاء ضريبي للشركات
التي تصنعها للتشجيع على تصنيعها واستعمالها لحماية البيئة.
وكانت اليابان هي أول من سارت في شوارعها هذه السيارة, وتشارك في
التجربة الأولية ثلاث سيارات بدأت تجوب شوارع طوكيو مؤخرا.وتستخدم
السيارات بطاريات ليثيوم أيون، يمكن استبدالها حين نفادها ببطارية
مشحونة خلال أقل من دقيقة.
سيارة أجرة كهربائية
فقد بدأت في العاصمة اليابانية طوكيو تجربة استخدام سيارات أجرة
كهربائية، تمهيدا لاستبدال تلك التي تستخدم الوقود التقليدي بها في
المستقبل.
وتقول شركة "بتر بليس" التي تزود هذه البطاريات وتشارك في التجربة
المذكورة إن بالإمكان استخدامها لقطع مسافة 300 كم.
وتوجد الآن محطة واحدة في طوكيو لتزويد السيارات ببطاريات مشحونة،
وسوف تحتاج المدينة 300 محطة كهذه لتموين جميع سيارات الأجرة وعددها 60
ألف سيارة بعد إتمام عملية الاستبدال، حسب ما قال شاي أجاسي مدير "شركة
بتر بليس".
وأضاف أجاسي أن لا مفر من بدء استخدام السيارات الكهربائية لأن
زيادة الطلب على السيارات في الصين سيرفع من سعر النفط بينما سينخفض
سعر السيارات الكهربائية.
وقال اشيرو كاوانابي مدير شركة سيارات الأجرة التي تشارك في التجربة
إن الشركة لم تقرر بعد الخطوة التي ستلي نهاية فترة التجربة التي تستمر
90 يوما.
وبالرغم من أن سيارات الأجرة لا تشكل أكثر من 2 في المئة من مجموع
السيارات التي تجوب الشوارع اليابانية إلا أنها مسؤولة عن 20 في المئة
من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في اليابان.
يذكر أن اليابان تصنع بعض أشهر ماركات السيارات في العالم وأكثرها
انتشارا، وقد بدأت هذه الشركات بتلقي طلبات لصناعة سيارات كهربائية.
يذكر أن شركة "بتر بليس" الأمريكية تشرف على مشاريع سيارات كهربائية
في كاليفورنيا وإسرائيل والدنمارك وفرنسا، كما وقعت عقدا في نهاية
الأسبوع مع شركة "تشيري أوتومبيل" الصينية للتعاون على صنع موديل
لسيارة كهربائية.
بدأت في اليابان مؤخرا أول سوق واسعة للسيارات الكهربائية، بعد إن
باتت أسعار هذه التكنولوجيا المستقبلية مقبولة وسط التنافس وحرب أسعار
بين كبار منتجي هذه السيارات.
وطرحت شركة ميتسوبيتشي خامس اكبر منتج للسيارات في اليابان سيارة (i-MiEV
) التي تسير بالطاقة الكهربائية عبر بطارية شحن خاصة،وتحتوي على اربعة
مقاعد.
وقد طرحت للبيع بكلفة 2.8 مليون ين ياباني اي ما يعادل 30.500 دولار
بعد ان قدمت الحكومة اليابانية حوافز لمثل هذا النوع من السيارات بلغت
4 مليون ين (43000 دولار).
وأبدى جيتوشي اوكونوكي 72 عاما ،وهو من اوائل من قدم طلبا مسبقا
لشراء هذه السيارة الكهربائية عندما كانت في أعلى سعر لها في آب /اغسطس
القادم، فرحته بقرار ميتسوبيتشي بتخفيض مبلغ 6700 دولار من سعر السيارة،
في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه منافستها شركة نيسان موتورز انها بدأت في
استقبال طلبات شراء السيارة الكهربائية التي أنتجتها.
فشركة نيسان ثالث منتج للسيارات اليابان تقول أن سياراتها
الكهربائية المسماة (leaf) ستطرح للبيع في ديسمبر/ كانون الأول القادم
بكلفة 3.8 مليون ين ياباني (40.500 دولار)، بيد أن هذا المبلغ سينخفض
ألى 3 مليون ين (32.000 ) مع الحوافز التي تقدمها الحكومة اليابانية.
كما ستكون هذه السيارة بسعر ارخص في الولايات المتحدة يقدر بحوالي
25.000 دولار بسبب تخفيض مبلغ 7.500 دولار من سعرها كأعفاء ضريبي
للسيارات الكهربائية.
وتقول شركة ميتسوبيتشي انها تلقت مقدما حوالي ألفي طلب لشراء هذه
السيارات في اليابان.
سوق مستقبلية
وتمثل سوق السيارات الكهربائية سوقا مستقبلية كبيرة بدأ العديد من
الشركات العالمية في التسابق في دخولها مع تصاعد المخاوف من تلوث
البيئة والبحث عن تكنولوجيات صديقة للبيئة وتشجيع الحكومات ودعمها لهذه
التوجهات. وتخطط شركة فورد ان تطرح للبيع سيارتها الكهربائية اواخر عام
2011
فبدأت شركة صناعة السيارات الصينية (BYD) مؤخرا بالإعلان عن مبيعات
سياراتها الجديدة (F3DM) بسعر يعادل 25 ألف دولار.
كما دخلت الشركات الأمريكية حلبة التنافس في إنتاج مثل هذه السيارات
اذ تخطط شركة فورد ان تطرح للبيع سيارتها الكهربائية أواخر عام
2011.وقد عرضت نماذج من هذه السيارة في معرض نيويورك الأخير للسيارات.
ولم تبق الشركات الفرنسية بعيدة عن التنافس مع إعلان شركة ستروين
الفرنسية دخولها هذا المجال وانتاج سيارتها الكهربائية الجديدة.
كما بدأت شركة سيمنس الألمانية الترويج لانتاجها الجديد من السيارات
الكهربائية.
وتخطط شركة تويوتا اكبر منتج للسيارات في العالم أن تطرح سيارتها
الكهربائية في عام 2012 ، ولم تعلن عن أسعارها بعد ولكن يعتقد انها
ستكون أعلى سعرا.
ويشار إلى أن بعض البلدان قد بدأت بنشر محطات شحن خاصة لمثل هذه
السيارات، كما هي الحال مع الحكومة اليابانية التي نشرت محطات للشحن
هذه في عموم اليابان.
وظهرت في العاصمة الألمانية برلين بعض النقاط لشحن مثل هذه السيارات،
كما دشنت ايرلندا أول مركز لشحن بطاريات السيارات التي تعمل في الطاقة
الكهربائية.
طلب على نيسان ليف
الى ذلك تلقى سيارة "نيسان ليف" الكهربائية، طلبا قويا عليها قبل
طرحها، إذ بادر 6635 شخص إلى حجز سياراتهم في ثلاثة أيام فقط، وهو رقم
يمثل أكثر من 10 في المائة من عدد ركبات "ليف" التي ستصنعها نيسان في
السنة الأولى من الإنتاج.
وبدأت شركة نيسان بتلقي الحجوزات للسيارة الجديدة ذات السعة لخمسة
ركاب مؤخرا، وعلى الفور بدأ الناس يتهافتون على حجزها، بسعر يبلغ
25.280 ألف دولار، بينما قالت الشركة إنها ستطرح في صالات العرض في
ديسمبر/كانون أول المقبل
من جهته قال ديفيد منغل مدير إدارة الزبائن والتخطيط الاستراتيجي في
نيسان "كان لدينا 2700 حجز في الساعات الثلاث الأولى.. لقد تجاوز هذا
الرقم ما كنا نتوقعه.. هذا يدلل على أن الناس متحمسون بشكل استثنائي."
وعلى موقع الشركة، سجل نحو 117 ألف شخص، لفرصة الحصول على حجز
مستقبلي، لكن أولئك الذين لديهم حجوزات كان عليهم دفع تدفع 99 دولارا
للتأكد من أنهم على قائمة "ليف نيسان،" عند طرحها للزبائن.
وقال منغل إن سيارة "نيسان ليف" سوف تكون متوفرة في البداية في
مناطق مختارة، مثل كاليفورنيا، وأوريغون وسياتل وفينيكس وتوسون،
وتينيسي، ولكن تخطط نيسان لطرحها على نطاق أوسع في الولايات المتحدة
بحلول نهاية عام 2011. بحسب سي أن أن.
وتقول شركة نيسان إن لديها القدرة على صناعة 50 ألف سيارة "ليف،" في
السنة الأولى، ولكن من غير المعروف حتى الآن كم من هذا العدد سيتم
توزيعه في الولايات المتحدة.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان"، كارلوس غصن، الأحد إن
السيارات الكهربائية ستشكل 10 في المائة من إجمالي الطلب على السيارات
حول العالم بحلول عام 2002.
وذكر غصن، أثناء مؤتمر صحفي للكشف عن سيارة نيسان الكهربائية "ليف"
في مقر الشركة بيوكوهاما جنوب اليابان، إن تقديراته تستند إلى ارتفاع
أسعار الطاقة وتشديد الضوابط البيئية.
وستبدأ "نيسان"، ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان،
وشركتها الفرنسية "رينو" طرح أول سيارات "ليف" في الولايات المتحدة
واليابان العام المقبل، وعالمياً عام 2012.
وجاءت "ليف" خلاصة 17 عاماً من التجارب، ويتوقع أن تضع "نيسان" في
مرتبة أكبر شركات إنتاج السيارات الكهربائية في العالم. بحسب سي أن أن.
وأوضح غصن إن سعر السيارة الكهربائية، التي تقطع 100 ميل عند شحن
بطاريتها " وتعمل بأيونات الليثيوم بالكامل وتتسع لخمس أشخاص، "تنافسي
باستثناء البطارية.. التي قد تكلف ما يوازي سيارة تعمل الغازولين"، وفق
التقرير.
وتخطط "نيسان" لاستخدام قرض أمريكي بقيمة 1.6 مليار دولار لإعادة
هيكلة مصنع في "تينسي" لإنتاج هذا النوع الجديد بالإضافة إلى خط إنتاجه
من السيارات الهجينة، كما ستتلقى الشركة قروضاً ومنحناً من المملكة
المتحدة والبرتغال لبناء مصانع لإنتاج بطاريات أيونات الليثيوم.ولم
تكشف الشركة عن حجم المبالغ التي ستتلقاها في الإطار.
وأوضحت "نيسان" أن طاقتها الإنتاجية تتيح إنتاج 200 ألف سيارة
كهربائية في الولايات المتحدة ، و100 ألف في أوروبا و 50 ألف في
اليابان.
وكانت "نيسان" قد أعلنت الأسبوع الفائت عن تحقيق أرباح بلغت 11.6
مليار ين في الفترة من إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، في تراجع حاد عن
أرباح نفس الفترة العام الماضي وبلغت 80 مليار ين.
ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، وانخفاض الطلب العالمي، أعلن
عدد من مصنعي السيارات في اليابان، مثل "هوندا" و"" وتويوتا" إلى جانب
"نيسان" عن خفض طاقتها الإنتاجية وتسريح موظفين جراء الأزمة المالية
العالمية، التي أوقعت بنظيراتها في أمريكا، كجنرال موتورز، التي أشهرت
إفلاسها.
وفي ذات السياق قال نوربرت رايتهوفر المدير التنفيذي لعملاق صناعة
السيارات الألمانية بي أم دابليو ، إن الشركة الألمانية ستطلق سيارتها
الكهربية "ميجا سيتي" عام 2013 التي تعتمد في تصنيعها على الألياف
الكربونية سي أف كي ، ما يجعلها أخف بكثير من قريناتها من السيارات
الكهربية.
جاءت تصريحات رايتهوفر خلال معرض بكين الدولي للسيارات ، حيث أضاف
أن المواد الخفيفة مثل سي أف كي ستكون جزءا من مواد تصنيع جديدة تماما
لسيارات المستقبل بهدف تقليل وزن السيارة قدر الإمكان لتحسين مداها
وفعاليتها.
وأكد رايتهوفر " ستخرج سيارتنا ميجا سيتي أخف بكثير مقارنة
بالسيارات التقليدية وبالنسبة للقدرة على الاستدامة ، فإنها سوف تمثل
معيارا جديدا في سلسلة القيمة المضافة كلها...إن هذه السيارة ستغير
صناعة السيارات كما نعرفها بشكل جذري". لقد تم تصميم السيارة ميجا سيتي
والتي لا تنتج أي عوادم على الإطلاق لتكون سيارة تسير داخل المراكز
الحضرية في الأساس. ويجري تطويرها حاليا في إطار أحد المشروعات التي
تعكف عليها بي أم دبليو ، لتخرج للنور في 2013 تحت علامة تجارية جديدة
تابعة لـ بي أم دبليو.
وتقوم بي إم دبليو حاليا باختبار أسطول من 600 سيارة كهربية صغيرة.
وستمد الشركة الألمانية العملاقة عددا مختارا من العملاء في السوق
الصينية هذا العام بخمسين سيارة كهربية صغيرة. وسوف تقوم الشركة العام
المقبل بتسليم مجموعة من العملاء الصينيين ايضا السيارة "بي إم دبليو
-1 كونسبت أكتيف إي" والتي تم تصنيعها بالتعاون مع المركز الصيني لبحوث
تطوير السيارات وشركة الكهرباء الوطنية "ستيت جريد". بحسب الألمانية.
من جهتها قالت نيسان ثالث أكبر شركة يابانية لصناعة السيارات مؤخرا
ان تكلفة سيارتها الكهربائية ليف لن تتجاوز 30 ألف يورو (38 ألفا و110
دولارات) في معظم الدول الأوروبية بعد الحوافز التي قدمتها الحكومات
لدعم التكنولوجيا الجديدة.
وتستثمر نيسان وشريكتها الفرنسية رينو أكثر من أربعة مليارات يورو
لصنع سيارات تعمل بالكهرباء وتتوقع أن تمثل تلك السيارات عشرة بالمئة
من مبيعات السيارات الجديدة بحلول 2020 وهو توقع طموح مقارنة مع
تقديرات محللين وشركات أخرى لصناعة السيارات. بحسب رويترز.
ومن المتوقع بحسب تقرير أصدره اتش.اس.بي.سي في الآونة الأخيرة أن
تمثل السيارات التي تعمل بالكهرباء 4.5 بالمائة من سوق السيارات
الخفيفة التي يقدر عددها بحوالي 100 مليون سيارة بحلول عام 2020.
وقالت نيسان ان السيارة ليف التي يمكنها أن تقطع 160 كيلومترا قبل
اعادة شحنها ستتكلف 29 ألفا و955 يورو (38 ألفا و50 دولارا) بعد
الحوافز في البرتغال و29 ألفا و995 يورو بعد الحوافز في أيرلندا ويشمل
ذلك تكلفة البطارية.
وفي هولندا سيدفع المشترون 32 ألفا و839 يورو للحصول على السيارة
ويستفيدون من خفض ضريبي بين ستة الاف و19 ألف يورو على مدى خمس سنوات.
وأضافت نيسان أن السيارة ليف - التي سينتجها في بريطانيا مصنع نيسان
في ساندرلاند اعتبارا من 2013 - ستتكلف 23 ألفا و350 جنيها استرلينيا
بعد الحوافز الحكومية شاملة تكلفة البطارية.
وأعلنت الشركة أن سعر السيارة سيكون "في حدود نفس سعر السيارات
الهجين أو التي تعمل بوقود الديزل والتي تحتوي على نفس التجهيزات."
وتابعت الشركة أنها اختارت أربع أسواق للطرح المبدئي للسيارة ليف في
أوروبا نتيجة "الحوافز الحكومية الملموسة للسيارات الكهربائية والتطوير
المستمر للبنية التحتية لاجهزة الشحن حتى تحظى السيارة بالنجاح."
وأضافت أن السيارة ستكون متاحة في جميع الأسواق الأوروبية الكبرى
بنهاية 2011.
من جانبه أعلن وزير المواصلات الاتحادي بيتر رامزاور عن هدف طموح
يتمثل في إنزال مليون سيارة كهربائية إلى الطرقات الألمانية حتى عام
2020. وتدعم الحكومة الألمانية هذا المشروع بحوالي 500 مليون يورو،
تدفعها من مخصصات الحزمة الثانية لإنعاش الاقتصاد، بهدف الدفع قدما
بعملية تطوير السيارات الكهربائية وتسويقها. وقد تم اختيار ثماني مناطق
لهذه التجربة بينها برلين وبوتسدام، واختير المواطن البرليني رولف باور،
البالغ من العمر 71 عاماً، ليكون أول شخص يجرب في برلين سيارة بمحرك
كهربائي. ويعبر عن إعجابه الكبير بهذه السيارة التي لا تحدث عندما يشعل
محركها أي صوت ويقول: "شيء رائع، إنها تنطلق كسيارة الإطفاء ولها غطاء
ممتاز وأفضل ما فيها أنها بدون عادم للغاز".
ويذكر ان سيارة سمارت الكهربائية لا تسبب أي تلوث ولا تصدر أي
روائح كريهة وتستطيع السير 150 كيلومتراً قبل أن تحتاج إلى شحن
بطارياتها من جديد. ولا يتجاوز عدد السيارات الكهربائية التي تسير فوق
الطرقات البرلينية دون ضجيج المائة سيارة، ويخطط لرفع هذا العدد إلى
مائة ألف في غضون عشر سنوات، إذ يراد لبرلين أن تلعب دوراً رائداً في
ميدان السيارات الكهربائية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تجري التجارب على
قدم وساق، ويسهر على عملية التنظيم والتنسيق توماس مايسنر، مدير القسم
المختص بهذه التقنيات لدى المؤسسة التقنية في برلين.
وفي هذا الإطار يقول مايسنر معلقاً على ذلك: "لقد انطلقنا في مشروع
التحرك المزدوج المسمى BeMobility، ونهدف من خلاله إلى تكملة إمكانية
التنقل بوسائل المواصلات العامة بالسيارات الكهربائية". وهكذا يصبح
بإمكان سكان المدينة التنقل بسرعة وسهولة، ويساهمون في الوقت نفسه في
تخفيض نسبة انبعاث الغازات الضارة بالبيئة. ويراد لهذا المشروع أن يشمل
أيضاً حركة نقل السلع والطرود البريدية والبريد العاجل.
واستناداً إلى المخططات الراهنة ستتحرك مع قدوم الصيف أولى سيارات
الأجرة وسيارات نقل السلع التي تسير بمحرك كهربائي فوق شوارع برلين.
وعلاوة على ذلك تطمح شركات إنتاج التيار الكهربائي وشركات لإنتاج
السيارات في برلين إلى تجربة تقنيات جديدة. ويأتي في هذا الإطار مشروع
سمارت، الذي وضعته شركة دايملر مع شركة الطاقة RWE. إضافة إلى ذلك زودت
شركة بي أم دبليو وشركة فنتفال خمسين سائقاً تجريبياً بسيارات كهربائية،
وبات يوجد في برلين 550 محطة لشحن الكهرباء. وحسب رأي خبير السيارات
كريستيان مالورني يجب نصب محطات شحن الكهرباء على أطراف شتى شوارع
المدينة، ويعبر عن اعتقاده بأن عدد السيارات الكهربائية التي ستتنقل في
شوارع برلين سيصل عما قريب إلى مائة ألف سيارة. ويقول مالورني: "نعتقد
أن برلين هي مكان مثالي لمشروع من هذا النوع، ففي المدينة ينتشر وعي
واضح بأسلوب الحياة المتطور".
وتعقد الآمال على أن تصل برلين من خلال هذا المشروع الضخم إلى مصاف
المدن العملاقة الرائدة في هذا المجال. ومن المقترحات المطروحة في إطار
المشروع استخدام مطار تيغل أو تيمبلهوف البرلينيين كمركز أساس، يتم فيه
أيضاً صيانة هذا النوع من السيارات. كما يُخطط كذلك لإقامة مراكز
للخدمات حول المكان. وتعتبر برلين المكان المثالي لهذه التجربة التي
يتم في إطارها قطع مسافات قصيرة، فالبطاريات المركبة داخل السيارات
الكهربائية الجديدة لا تكفي إلا لقطع مسافة 150 كيلومتراً.
وتدفع هذه المشكلة البعض إلى الدعوة لتخفيف التوقعات المبنية على
المشروع كما يفعل غيرد لوتسيبن من النادي الألماني للسيارات الرفيقة
بالبيئة VCD، فهو يجد أن مشاعر الغبطة التي تواكب السيارات الكهربائية
مبالغ فيها، ويقول "إن هذه المشاريع تثير توقعات لا يمكن تحقيقها في
السنوات القادمة، وتحمل على الاعتقاد بأن التنقل بقوة الكهرباء أصبح
على الأبواب."
ويوضح لوتسيبن موقفه هذا من خلال الإشارة إلى أنه لم يتم إيجاد
الحلول لعدد من المشاكل المتعلقة بهذا المشروع. ولا يوجد حتى اليوم
شركة شهيرة لإنتاج السيارات الكهربائية. الدفعات الأولى من هذه
السيارات لن تنزل إلى الأسواق قبل أواخر هذه السنة. وستكون هذه سيارات
يابانية، يزيد سعر الصغيرة منها على 30000 يورو. وكما يقول لوتسيبين: "يجب
أن يعرف الناس، أن السيارات الكهربائية لن تلعب في السنوات العشر
القادمة دوراً يذكر كسيارة للاستخدام الشخصي."
تجارب على فولكس فاغن
لكن لوت سيبن لا يعرف حتى الآن سوى القليل عن تجربة برلين
الميدانية، فالتقدم يتم ببطء، وفي جمعية المهندسين يوجد قسم خاص يجري
فيه خمسون موظفاً تجاربهم على السيارة الكهربائية تحت إشراف فولفغانغ
ريمان، ويتم التركيز خلال ذلك على سيارة فولكسفاغن وحول ذلك يقول
ريمان: "المشكلة تمكن في أنه يتعين تطوير السيارة الكهربائية بموازاة
التطوير المستمر لمحركات الاحتراق، وهذه المحركات ستكون بالتأكيد جزءاً
لا يتجزأ من السيارة في السنين العشر أو الخمس عشرة القادمة." ويتم
التأكيد في هذا الإطار على ضرورة أن تكون المساعي التطويرية فعالة قدر
الإمكان، لأن المال المخصص لصناعة السيارات أصبح قليلاً جداً بسبب
الأزمة المالية، لهذا كما يؤكد ريمان "لابد من الاعتماد في العمل على
أساليب فعالة جداً كي يمكن التوصل إلى إنجاز كبير وبتكاليف قليلة."
وما تزال معظم مشاريع السيارات الكهربائية في برلين في إطار علمي،
لكن السؤال عن الشروط العملية سيطرح عاجلاً أم آجلاً. ومن أجل التشجيع
على شراء السيارة الكهربائية يطالب القسم الاستشاري لشركة مكنسي
McKinsey بتخصيص أمكنة لوقوف هذه السيارات وبإعفائها من رسوم الوقوف،
لأن هذا كما يقول توماس مايسنر من المؤسسة التقنية في برلين: "من شأنه
أن يساعد السيارات الكهربائية على إحداث اختراق". لكن هذا الهدف ما
يزال من مخططات المستقبل، فالأهداف التي وضعت للتجربة الميدانية التي
تنتهي في خريف عام 2011 هي أكثر تواضعاً، والمهم الآن في نظر توماس
مايسنر كما يقول: "أن نكون قد أوضحنا أن فكرة السيارة الكهربائية هي
فكرة ممكنة وأننا أتينا بالبرهان التقني على ذلك". |