قراءة في كتاب: من ربح الحرب ومن خسر السلام؟

القضايا التي دفعت الى حرب العراق

 

 

 

 

 

الكتاب: احتلال العراق.. ربح الحرب وخسارة السلام.

الكاتب: علي علاوي.

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

عدد الصفحات: 711 صفحة كبيرة القطع.

عرض: جورج جحا.

 

 

 

 

شبكة النبأ:  يقول الوزير العراقي السابق علي عبد الامير علاوي في كتاب ضخم له انه كان من الممكن ان تنطبق قواعد شن حرب عادلة على العراق لو ان القضايا التي دفعت امريكا الى غزو العراق كانت قضايا اخلاقية بشكل واضح.

علاوي الذي كان احد معارضي نظام الرئيس الراحل صدام حسين استخلص في كتابه انها "لم تكن كذلك. فالسبب المعلن الذي استخدم كان يتعلق بوجود ترسانة من الاسلحة النووية والبايولوجية في العراق وما تسببه من مخاطر للامن القومي الامريكي.

"اما الحجج الاخرى كلها فقد جاءت بعد وقوع الحدث ولم تكن جزءا من الاسباب العلنية التي ذكرت لتبرير قرار غزو العراق.

ان الاطاحة بالاستبداد واقامة الديمقراطية وحماية حقوق الانسان وكتابة دستور تقدمي - كل هذه كانت تبريرات لاحقة قدمت حفاظا على الوجود الامريكي في العراق ولكنها لم تكن جزءا من القرار الاصلي.

"فهي لا تظهر بشكل واضح في المباحثات التي جرت عن الحرب في الغرف الخلفية. ولهذا فحين سعى (الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو) بوش الى شرعية رسمية من العراقيين لمهمة امريكا في البلاد فانه لم يحصل الا على نزر يسير من الموافقين عليها - باستثناء الكورد (الاكراد) والذين يختلفون عن غيرهم على الدوام."

وقال في خاتمة الكتاب "ان الدولة العراقية الحالية التي ظهرت نتيجة التغييرات العاصفة التي حدثت في السنوات القليلة الماضية لم تزل دولة لا يمحضها عدد من الناس ولاءهم. انها دولة لا يريدها العرب السنة الذين فقدوا السيطرة عليها ولا يكاد الكورد يرضون عنها..."

وتحدث في هذا المجال عن العراقيين الشيعة الذين قام عداء قديم بينهم وبين نظام الرئيس العراقي الراحل فقال ان الامر لم يكن مقتصرا "على ان الشيعة لا يشعرون بالجميل وقد تحرروا اخيرا" مما وصفه بانه "اجيال من الاضطهاد. بحسب رويترز.

"ولكنهم سيشعرون على الدوام بانهم يجدون حريتهم انما هي شيء عرضي لشيء اخر تسعى امريكا له. ان الادراك اللاحق لما حدث لا يؤدي دائما الى الامتنان والحفاوة. وكذلك الامر بالنسبة الى الديمقراطيين والليبراليين والحداثيين وانصار الاسواق الحرة وغيرهم والذين ربما اعتقدوا بالرسالة الامريكية لو ان محتواها قد تطابق مع خطابها.

"غير انه الان ما من احد يصدق المزاعم التي مفادها ان الغرض من الاحتلال الامريكي للعراق يتصل بشكل من الاشكال بتبني امريكا للقيم الديمقراطية وترويجها... ان الحجج المتمثلة بحماية ابار النفط وجعل العراق قاعدة لصد التوسع الايراني وازالة تهديد العراق لاسرائيل كانت كلها حججا تذكر على انها الدوافع الحقيقية وراء غزو امريكا للعراق..."

وقد عين علي عبد الامير علاوي بعد احتلال العراق وزيرا للتجارة وبعدها وزيرا للدفاع كأول مدني يشغل هذا المنصب في البلاد كما انتخب عضوا في الجمعية الوطنية الانتقالية على قائمة الائتلاف العراقي الموحد ثم عين وزيرا للمالية في حكومة ابراهيم الجعفري. وهو الان استاذ زائر في جامعة برنستون في الولايات المتحدة.

وقد وضع الكتاب باللغة الانجليزية وقام بترجمته الى العربية عطا عبد الوهاب. اما عنوان الكتاب فهو "احتلال العراق.. ربح الحرب وخسارة السلام".

وتحت العنوان نقرأ ما قالته صحيفة نيويورك تايمز فيه وهو انه "اشمل بحث تاريخي ظهر حتى الان في العواقب الوخيمة التي اعقبت الغزو الامريكي للعراق."

الكتاب الضخم ذو الغلاف المقوى الصقيل اشتمل على 711 صفحة كبيرة القطع وصدر عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر". وقد جاء الكتاب في "استهلال" وخمسة وعشرين فصلا وخاتمة وملحق للصور.

عناوين الفصول الكبيرة تلك التي ورد تحت كل منها عناوين فرعية عديدة جاء بعضها كما يلي "الفصل الاول" "الحدود الفاصلة الكبرى" وفيه حديث عن ارض العراق وسكانه والانقسام الشيعي السني فيه وظهور الاسلام السياسي والاحزاب المختلفة وظهور صدام حسين والحرب العراقية الايرانية وغير ذلك.

الفصل الثاني عنوانه "ظهور المعارضة" ثم "الاستعداد للحرب" وحمل الفصل الرابع عنوان "الغزو" والخامس "سلطات الاحتلال" والسادس "دولة منهارة - اقتصاد محطم - مجتمع مدمر" اما السابع فعنوانه "صدوع عميقة في مجتمع هش" وبعده "تفكيك الدولة البعثية" ثم "تشكيل مجلس الحكم وظهور التمرد" وبعده "شبح السلطة الحقيقية" ثم "احجية اية الله السيستاني" وغير ذلك.

ومن العناوين ايضا "نيران الكراهيات الطائفية" ثم "مشروع مرشال للعراق" و"العرب والفرس" وغير ذلك.

في مستهل الكتاب تحدث علي عبد الامير علاوي عن الفترة التي سبقت الحرب فقال "ان الجهل بما كان يجري داخل العراق قبل الحرب كان جهلا مطبقا في واشنطن العاصمة. ما من احد من دعاة الحرب وبضمنهم المحافظون الجدد وما من احد في معاهد الابحاث ومراكز الدراسات التي قدمت المادة الفكرية لتبرير الحرب كانت لديه اية فكرة عن البلاد التي سيحتلونها.

"اما الاكاديميون والباحثون الذين تجمعوا حول مراكز الدراسات في واشنطن وحول مكتب نائب رئيس الجمهورية والذين جعلوا من العراق مشروعهم المحبب فقد كانوا معصوبي الاعين بالمؤكدات الدوغماتية وتعصبهم الاعمى. كان هناك سوء فهم عميق بشأن طبيعة المجتمع العراقي وبالتأثيرات التي اصابته خلال عقود من الدكتاتورية..."

وفي مجال اخر قال "ان قانون النتائج غير المقصودة قد تفجر بقوة في العراق لان المخططين للحرب تجاهلوا مخاطر قراراتهم او قللوا من شأنها كثيرا. اما الاكثر حصافة فقد علموا بالغريزة ان غزو العراق سيفتح الباب امام الانشقاقات الكبرى في العراق وما سيترتب عليها من نتائج وخيمة اقليمية ودولية. كان اهم ما جرى تاريخيا هو ميل ميزان القوى لصالح الشيعة هذا امر له مغزاه الكبير.

"ولعل الولايات المتحدة الامريكية كانت ضحية لوصف شيعة العراق بانهم قوة تنتظر ان تعبر عن نزعاتها الديمقراطية وعن امتنانها للذين جاؤوا لتحريرهم ... الا ان الذي حدث هو ان الغزو قد حقق لهم ما كانوا يظنونه مستحيلا الا وهو ازاحة خصمهم..."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/أيار/2010 - 13/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م