القاعدة في العراق والبحث عن حواضن جديدة

التنظيم يتوعد والحكومة تراهن

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تسعى قيادات تنظيم القاعدة الى إعادة لملمة شتاتها وتنظيم صفوفها من جديد بعد إن تم الإعلان عن تنصيب قيادات عليا جديدة من داخل وخارج العراق، حيث توعدت القاعدة بشن حملة إرهابية جديدة تنال من عدة أهداف تقف في سلم أولوياتها الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية فضلا عن استهداف ما تطلق عليهم بالروافض، وهم مواطنو العراق الشيعة.

من جهتها قللت الحكومة العراقية من أهمية التهديدات الأخيرة التي أصدرها التنظيم متوعدة بالتوصل والقضاء على تلك زعماء القاعدة وخلاياها النائمة، كما جرى في السابق، حسب اغلب التصريحات التي صدرت عنها.

ويرى متابعون إن التنظيم الإرهابي بات يراهن أكثر على ورقة الحرب الطائفية التي استطاع إشعالها في بدايات عام 2006 والتي سقط على أثرها المئات من المدنيين العزل، في كانت معظم آراء المحللين إن القاعدة باتت في وضع تعجز من خلالها المراهنة على تحقيق شيء يذكر كما كان الحال في ما مضى.

العدو رقم واحد

حيث قال قائد تنظيم القاعدة في بغداد والذي يلقب بـ(والي بغداد)، في لقاء حصري مع محطة “سي ان ان” الأمريكية، إن الحكومة العراقية ستبقى عدو التنظيم الاول حتى بعد الانسحاب الامريكي، مشيرا الى ان تحركات عناصر القاعدة باتت صعبة الان بعد ان كانوا يفخخون السيارات في أي مكان يريدون من دون معارضة من احد.

ونقلت المحطة عن مناف الراوي الذي وصفته بأنه قائد مجموعة القاعدة في بغداد، أن تخطيط  وتنفيذ هجمات 19 من اب اغسطس التي ضربت وزارتي الخارجية والمالية استغرق منه حوالي 6 اسابيع.

وقال الراوي ان حتى بعد الانسحاب الامريكي، ستبقى الحكومة العراقية عدو القاعدة الاول. واضاف الرواي انه ياسف لسقوط ضحايا مدنيين، لكنه لا يزال يعتقد بشرعية “الجهاد،” ضد الامريكيين. وشرح الرواي للمحطة كيف خططت شبكة القاعدة ونفذت هجمات كبيرة في بغداد.

وحسب ما نقلت المحطة فان القوات العراقية القت القبض على الرواي في احدى نقاط التفتيش عندما كان يستقل سيارة اجرة (تاكسي).

ونقلت المحطة عن مسؤولين في الجيش الامريكي قولهم ان الراوي مثال عن احد قادة القاعدة في العراق الذين اعتقلوا واسفر استجوابهم عن “غارات جيدة.”

ونقلت عن قادة عسكريين قولهم ان المعلومات التي جمعت من استجواب الرواي، بالاضافة الى وثائق عثر عليها في بيوت مرتبطة بالقاعدة، ادت الى قتل زعيمي الشبكة في غارة خلال شهر نيسان ابريل الماضي.

وقال الراوي للمحطة إنه تلقى امرا لتنفيذ الهجمات على “اربعة وزارات هي الخارجية والعدل والمالية ومحافظة بغداد.”

وتابع الرواي انه بعد تلقيه امرا خطيا بالبريد من قيادة القاعدة، التقى بـ”القائد العسكري” في بغداد وطلب منه “اجراء مهمة استطلاعية على المواقع المحددة”، واضاف انه بعد ان تم له ذلك، طلب الدعم. بحسب أصوات العراق.

وقال الرواي “كنا بحاجة الى دعم مادي، والى اشخاص ينفذون الهجمات، ولم يكن لدينا منهم في بغداد، لذلك كتبت باحتياجاتنا والعقبات التي تواجهنا”، مضيفا “ارسلوا الي حوالي 120.000 دولار، واشترينا سيارات، واستقدمنا الانتحاريين من الموصل، خططنا للعملية ونفذناها”.

واشارت المحطة الى ان مئات العراقيين قتلوا في هجمات انتحارية في اب اغسطس، وتشرين الاول اكتوبر، وكانون الاول ديسمبر 2009، وكانون الثاني يناير  ونيسان ابريل 2010 حيث استهدفت وزارات، ومبان حكومية، وفنادق، ومؤخرا سفارات.

وقال الرواي انه انضم الى تنظيم القاعدة في العام 2003 “لقتال الاحتلال الامريكي”. وشارك في معركة الفلوجة في نيسان ابريل 2004. وبعد ذلك بوقت قصير القي عليه القبض وحبس لمدة تزيد عن 3 سنوات.

وبعد اطلاق سراحه حصل على منصب قيادي. وقال الرواي للمحطة ان الوضع اصبح صعبا بالنسبة للتنظيم الان للعمل في العراق كما كان عليه الحال في الماضي.

وقال الرواي “اصبح الوضع اصعب بنسبة 80 الى 100% بالنسبة للتنظيم للعمل في العراق هذه الايام… سابقا كنا نجهز السيارات المفخخة في اي مكان، ولم يكن هناك من يعارضنا. الان لا نستطيع فعل ذلك. حتى المكان الذي نفخخ فيه السيارات يكتشف. والحدود ودخول المقاتلين، ودخول المواد اصبح صعبا، ليس مثل السابق، عندما كانت الحدود شبه مفتوحة، الان الحدود صعبة جدا”.

واضاف “الان القوات العراقية مسيطرة وحركتنا ليست كالسابق… حركتنا من منطقة الى اخرى صعبة للغاية، واشياء كثيرة صارت اصعب.”

واضافت المحطة ان مسؤولين في الجيش الامريكي يقولون انهم حجموا من قدرات التنظيم، لكنهم يعتقدون بانه سيواصل هجماته. وان هجمات المجموعة في الاسابيع الاخيرة “كانت محدودة حجما ونطاقا،” كما يقول الميجر جنرال ستيف لانزا، المتحدث باسم الجيش الامريكي في بغداد.

وقال الرواي ان بخلاف السنوات الاولى من الحرب، عندما كان هناك الكثير من المقاتلين الاجانب، فانهم يشكلون الان نسبة قليلة من التنظيم الذي يهيمن عليه عراقيون.

واضاف الرواي وهو في الـ 34 من عمره، انه لم يفكر في ان يكون انتحاريا، لكنه يستعمل اخرين لتنفيذ الهجمات الانتحارية التي يخططها هو.

وقال الرواي “انا لا اجبر احدا على ان يكون انتحاريا، فالانتحاري يأتي من الحدود ويدخل العراق لتنفيذ هجوم انتحاري. انا لم اجبر احدا على قيادة سيارة وتنفيذ هجوم انتحاري”.

الزعيم الجديد

الى ذلك سمى تنظيم دولة العراق الاسلامية المرتبط بتنظيم القاعدة في العراق زعيما جديدا له خلفا لزعيمه السابق الذي قتل في عملية عسكرية غرب العراق منتصف الشهر الماضي.

وقال بيان للتنظيم بموقع على الانترنت عادة مايستخدمه لنشر بياناته " بعد الواقعة التي قدر الله أن يقتل فيها الشيخان الجليلان أمير المؤمنين بدولة العراق الاسلامية أبو عمر البغدادي ووزيره الاول أبو حمزة المهاجر... انعقد مجلس شورى الدولة الاسلامية مباشرة لحسم مسألة امارة الدولة." بحسب رويترز.

واضاف البيان ان المجلس ظل في حالة انعقاد مستمره طيلة الفترة التي تلت مقتل زعيميه وان "الكلمة قد اجتمعت على بيعة الشيخ المجاهد أبي بكر البغدادي الحسيني القرشي أميرا للمؤمنين بدولة العراق الاسلامية وكذا على تولية الشيخ المجاهد أبي عبد الله الحسني القرشي وزيرا أول ونائبا له."

ورغم ان البيان وصف الزعيمين الجديدين بانهما من الرعيل القيادي الاول للتنظيم وانهما "من أهلِ القدم الراسخة في العلم والسابقة في الدعوة لدينِ الله والجهاد في سبيله" الا ان اسمي هذين الزعيمين لم يتردد في منتديات التنظيم وبياناته التي كان يعلن عنها بين الحين والاخر على الملا وعلى منتدياته على الانترنت وان كان التنظيم عرف بالتحفظ على ذكر اسماء قادته وافراد تنظيمه وهي سياسة اعتاد هذا التنظيم على اتباعها منذ بدايات تشكيله بعد الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 .

وكانت توقعات لمراقبين قد خلصت الى احتمال تعرض التنظيم جراء مقتل زعيميه لانتكاسة كبيرة وخاصة في عملياته المسلحة والدامية في العراق الا ان ما شهده العراق من عمليات دموية اجتاحت مدنه في الشمال والجنوب في الايام القليلة الماضية والتي راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى دفعت بعض قادة الجيش الامريكي الى التحذير مؤخرا من أن القاعدة مازالت تحتفظ بقدرتها على اثارة العنف في أنحاء البلاد وان قدرات القاعدة في العراق لم تتراجع جراء اعتقال ومقتل كبار عناصرها.

القيادة الجديدة

من جهتها توعدت السلطات العراقية القيادة الجديدة التي اعلنتها دولة العراق الاسلامية بان تجعل فترة ولايتها "قصيرة جدا" مقارنة بفترة زعيمها السابق ابو عمر البغدادي ووزيره ابو ايوب المصري.

واعلن اللواء قاسم عطا الناطق باسم قيادة عمليات بغداد في مؤتمر صحافي اعتقال اثنين من كبار قادة دولة العراق الاسلامية احدهم جزائري والاخر سعودي.

وقال اللواء عطا ان "الخلية الاستخباراتية المشكلة لمطاردة عناصر التنظيم تعهدت بان تجعل من فترة حكم ابو بكر البغدادي والقادة الاخرين قصيرة مقارنة بفترة ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري".

وكانت دولة العراق الاسلامية اعلنت الاحد تسمية ابو بكر البغدادي اميرا جديدا لها خلفا لاميرها ابو عمر البغدادي الذي قضى بغارة الشهر الماضي في منطقة الثرثار الصحراوية شمال بغداد. بحسب فرانس برس.

واكد عطا ان "الاستراتيجية الجديدة للقاعدة هي تغيير المسميات والاعتماد على الارهابيين من القادة العرب اكثر من ضعاف النفوس الذين ارتموا في احضانهم".

واضاف ان "المعلومات التي لدينا تؤكد انهم يعيشون حالة من الارباك بعد قتل قادهم وبسبب العجز المالي"، لكنه اقر بانه " لا تزال لديهم بعض الخلايا شبه الفعالة".

وقال عطا ان "الخلية الاستخباراتية لديها كم هائل من المعلومات حول تحركات التنظيم تم الحصول عليها من والي بغداد مناف الراوي الذي اعتقال منتصف اذار/مارس الماضي. واضاف في اشارة الى القيادة الجديدة "سيقعون واحدا تلو الاخر بيد القوات الامنية ولدينا معلومات عن شخصياتهم الحقيقة".

في الوقت ذاته اعلن مسؤول امني عراقي رفيع ان اغلب المعتقلين الذين افرجت عنهم القوات الاميركية، تسلموا مناصب قيادية في تنظيم القاعدة.

واوضح اللواء قاسم عطا الناطق باسم قيادة عمليات بغداد في مؤتمر صحافي عرض فيه خلية من تنظيم القاعدة تضم عشرة افراد يقودها شخص كان معتقلا لدى القوات الاميركية ان "اغلب المعتقلين الذين كانوا داخل السجون الاميركية واطلق سراحهم عاودوا العمل بامتياز عال بالاجرام والارهاب". واضاف ان "الكثير منهم تسلموا مناصب قيادية في تنظيم القاعدة".

وقال اللواء عطا ان "القوات الاميركية قبل توقيع الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن كان لها صلاحية باطلاق سراح المعتقلين لديها من دون الرجوع الى السلطات العراقية".

وتابع "لكن بعد الاتفاقية اختلفت الحال، وتم تحديد ذلك بحصر جميع الذين يطلق سراحهم بمذكرة توقع بين الجانبين وتتابع جميع عمليات الافراج"، مؤكدا "تسلم عدد كبير من المعتقلين لدى القوات الاميركية".

وكانت القوات الاميركية تعتقل اكثر من عشرين الف شخص قبل توقيع الاتفاقية الامنية بين بغداد في تشرين الثاني/نوفمبر 2008. ويبلغ عدد المعتقلين حاليا لدى القوات الاميركية اقل من عشرة الاف.

وشدد عطا على ضرورة "متابعة من اطلق سراحه في الفترات السابقة"، مشيرا الى ان "السلطات طلبت من القوات الاميركية قاعدة بيانات وقد تسلمناها حاليا". واكد ان "الكثير من هؤلاء (المعتقلين) دخلوا المعتقلات الاميركية باسماء مزورة".

مهاجمة كأس العالم

على صعيد متصل اعتقلت القوات العراقية عضوا سعوديا في تنظيم القاعدة قال مسؤول انه شارك في مؤامرة تزمع مهاجمة بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستقام الشهر المقبل في جنوب افريقيا.

ولم يعط اللواء قاسم الموسوى المتحدث باسم العملية الامنية في بغداد اي تفاصيل ولم يدلل على زعمه الذي لم يتسن التحقق منه.

يأتي اعتقال المواطن السعودي في وقت تشهد فيه العلاقات الفاترة بالفعل بين السعودية القوة السنية والعراق الذي يقوده الشيعة مزيدا من التوتر.

يجيء زعم الموسوي بتورط سعودي في مؤامرة لمهاجمة كأس العالم بعدما اتهم رئيس المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باختطاف الانتخابات التي اجراها العراق في مارس اذار.

وقال الموسوي الذي يرفع تقاريره الى مكتب رئيس الوزراء ان عبد الله عزام القحطاني كان ملازما سابقا بالجيش السعودي.

واضاف في مؤتمر صحفي ببغداد "كان يخطط لتفجير المراقد المقدسة في النجف وكربلاء."

وتابع بقوله "كان يخطط لعمل ارهابي في جنوب افريقيا اثناء بطولة كأس العالم استنادا الى خطط من قبل تنظيم القاعدة الارهابي وبالتنسيق مع الارهابي ايمن الظواهري المساعد الاول لاسامة بن لادن."

ولم يرد الموسوى على اتصال لطلب المزيد من التفاصيل. ولا يعرف المسؤولون العسكريون الامريكيون في العراق ولا مسؤولو المخابرات الامريكية في واشنطن بهذه المزاعم.

وفي جنوب افريقيا قال المتحدث باسم الشرطة الكولونيل فيشنو نايدو ان اول مرة تسمع فيها الشرطة عن المزاعم كان من خلال تقارير اعلامية عراقية.

واضاف "الشرطة ستحقق في المزاعم وسنتأكد من السلطات انها ألقت القبض على المشتبه به."

وجنوب افريقيا هي اول دولة افريقية تستضيف كأس العالم الذي سيقام خلال الفترة بين 11 يونيو حزيران و 11 يوليو تموز.

وسبق ان اعلن مسؤولو جنوب افريقيا انه لم يجر تحديد تهديد ارهابي معين لكن قد تكون هناك مخاطر بالنسبة للفرق المعروفة بانها هدف للارهابيين.

ولجنوب افريقيا اكبر اقتصاد في القارة واحد اعلى معدلات القتل والاغتصاب في العالم وسيركز 41 الفا من رجال شرطتها على حماية المشجعين الاجانب والمحليين من المجرمين في احدى اعنف دول العالم خارج مناطق الحروب.

ولم يقل الموسوي سبب الانتظار لاكثر من اسبوعين للاعلان عن اعتقال القحطاني لكنه يأتي بعد يومين من الانتقاد السعودي لرئيسه المالكي.

وتشير التقارير الى ان الفيصل وبخ المالكي الشيعي وحذر في خطاب من تصاعد العنف فيما تستعد القوات الامريكية للانسحاب بحلول نهاية 2011.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عنه قوله في طبعتها الالكترونية "فضلا عن الفوضى الكبيرة هناك نحن نشهد سعيا متعمدا من جانب رئيس الوزراء السيد المالكي للاستحواذ على نتيجة الانتخابات وانكار حق الشعب العراقي في حكومة منتخبة بشكل شرعي."

وتتسم العلاقات بين السعودية وحكومة المالكي التي يقودها الشيعة بالتوتر. فالسعودية تنظر بعين الشك لتنامي النفوذ الايراني في العراق منذ اطاح غزو قادته الولايات المتحدة بالرئيس الراحل صدام حسين عام 2003.

وكثيرا ما اتهم المالكي من جانبه دولة عربية خليجية لم يسمها بدعم المسلحين الاسلاميين السنة الذين لا يزالون يقتلون مئات العراقيين كل شهر.

ويقول مسؤولون عسكريون امريكيون ان تدفق المقاتلين الاجانب على العراق وكثير منهم سعوديون في ذروة الاقتتال الطائفي تراجع بصورة كبيرة.

وقال الموسوي ان القوات الامريكية سبق ان اعتقلت القحطاني عام 2007 واطلقت سراحه في 2009.

واضاف ان القحطاني شارك في هجمات على فنادق في بغداد في يناير كانون الثاني وفي هجوم بسيارة ملغومة على مختبر للطب الشرعي تابع للشرطة.

حملة جديدة

يذكر ان تنظيم دولة العراق الاسلامية المرتبط بتنظيم القاعدة أعلن عن شن حملة جديدة تستهدف "المفارز الامنية والعسكرية" العراقية ردا على مقتل ابرز زعيمين من قادته "وثأرا للدين والعرض."

ويعتبر تنظيم دولة العراق الاسلامية احد ابرز التنظيمات المسلحة المرتبطة بالقاعدة والتي تستهدف بعملياتها القوات الامنية العراقية والامريكية على حد سواء وترفض الاعتراف بالعملية السياسية في العراق.

ويستهدف التنظيم في عملياته الشيعة في العراق ويصفهم "بالرافضة" ويعتبرهم مرتدين عن الاسلام.

وأعلن تنظيم دولة العراق في بيان نشر على مواقع اسلامية على الانترنت تعيين "وزير حرب" جديد بدلا من المصري هو الناصر لدين الله ابو سليمان.

وحمل البيان توقيع "الناصر لدين الله ابو سليمان وزير الحرب بدولة العراق الاسلامية" وقال مخاطبا "امة الاسلام" في بيانه الذي وضع على موقع على الانترنت يستخدم عادة من قبل التنظيم " لقد اثرنا أن لا نخاطبك بعد مصابك في الشيخين الاميرين الشهيدين الا بكلمات تحمل اليك جميل البشارة بعظيم الفعال فها هم أحفاد الصحابة في دولة الاسلام كما عهدتهم ماضون في درب الجهاد اخوة في الدين مهاجرين وأنصاراً."

واضاف البيان ان افراد التنظيم "قد هبوا في غزوة جديدة للمفارز الامنية والعسكرية في بغداد وغيرها ثأرا للدين والعرض فلقد والله طفح الكيل وبلغ السيل الزبى واستأسد الفجار بأرض الاخيار وقد أسمينا هذه الغزوة صولة الموحدين ثأرا للاعراض في سجون المرتدين."

وتوعد التنظيم في بيانه بشن المزيد من العمليات والهجمات واستهداف الشيعة الذين اعتاد التنظيم وقادته وصفهم "بالرافضة" وقال "أما الرافضة المشركون فنقول لهم كلمات قليلة.. أبشروا أيها الانجاس بليل طويل عبوس وأيامٍ سود مخضبة بالدم."

المراهنة على الطائفية

من جانبه رجح القيادي السابق في تنظيم القاعدة الملا ناظم الجبوري ان تنتهج  قيادة القاعدة الجديدة في الفترة القادمة سياسية التسكين وبناء قدراتها التنظيمية والاستخباراتية لمرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق وخلق جو طائفي لكسب التأييد الشعبي مستغلا عدم تحقيق المصالحة لاهدافها.

وقال الملا ناظم الجبوري، ”في ضوء طبيعة تنظيم القاعدة والشخصيات المخضرمة فيه و المتمرسة في إعادة الهيكلة وبناء التنظيمات السرية على مدى عشرات السنين اعتقد ان قادة التنظيم الجدد في العراق وبعد ان تلقوا ضربات قوية مؤخرا أهمها مقتل أبوعمر البغدادي وابو أيوب المصري واعتقال العديد من القادة الميدانيين الفاعلين ستسعى الى سياسة التهدئة والتسكين والعمل السري على بناء قدراتها التنظيمية والاستخباراتية لمرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق” .

وأضاف الجبوري المقيم حاليا في العاصمة الاردنية عمان “ان القاعدة ستتركز عملياتها على الاستهداف الطائفي ومحاولة جعل التخندق المذهبي واقع حال وجر العراق الى أتون حرب أهلية وهي السبيل الوحيد الذي يجعل للقاعدة أرضية خصبة لبقائها واستمراريتها وتفعيل التخندق الطائفي  سيكون طريقا معبدا نحو تقسيم العراق الى فدراليات مذهبية ضعيفة “.

وعن التفجيرات الأخيرة التي ضربت أكثر من سبعة محافظات قال الجبوري إن ” التفجيرات التي حدثت بعد مقتل البغدادي والمصري والتي استهدفت مناطق ذات غالبية مذهبية معينة سواء في مدينة الصدر والحلة وتلعفر كلها هجمات الغاية منها إيقاع اكبر عدد من الضحايا من طائفة بعينها تمهيدا لإعادة الحرب الطائفية ومنها خطاب الناصر لدين الله ابو سليمان خليفة المصري الذي ارسل رسالة واضحة وسمى الشيعة في العراق صراحة وتوعد بقوله ، حملنا حساما سله الزرقاوي والبغدادي والمصري، وهذا خطاب شديد الوضوح ان القاعدة تسعى الى جر العراق الى حرب أهلية”. بحسب اصوات العراق.

وعن الطريقة الأصلح لمواجهة مخططات هذا التنظيم يقول الجبوري، “يتم ذلك من خلال قطع الطريق على المستفيد ان هناك جهات يروق لها مايجري من مذابح في العراق وتحقق لها الفوضى مكاسب سياسية واقتصادية على حساب دماء العراقيين وهناك من يخشى مما بات يعرف بالمشروع الايراني التوسعي ويريد ان يخوض البعض عنه معركة بالوكالة”.

 وتابع ”مما يجب معالجته حالة الفقر المستشرية في الوسط العراقي والسني على وجه الخصوص وحالة البطالة التي دخلت كل بيت فأصبحت لاتستغرب تواجد مثقفين ممن لم تحتضنهم مؤسسات الدولة فاحتضنتهم القاعدة في صفوفها وكذلك عدم وجود مصالحة حقيقية فعلية على ارض الواقع تحيد حمله الفكر الضال ،مصالحة تحتضن عوائل هؤلاء من ان يتحولوا الى خطوط دفاعية لأبنائهم وتدمجهم في المجتمع فتقطع بذلك الطريق من حيث التمويل والاتصال  على من انحرف من أبنائهم”.

وأكد الجبوري على ضرورة “السعي الى نشر روح الوسطية والاعتدال في وسط الشباب على وجه الخصوص وهم الهدف الاول الذين يغرر بهم وإظهار الوجه الحقيقي للإسلام المعتدل الذي يقبل الأخر ويتحاور مع المخطئ بالحكمة والموعظة الحسنة لان الجهل المستشري وعدم فهم تعاليم الإسلام على الوجه الصحيح  احد أهم أسباب التعصب وبروز فكر التكفير واستباحة الأخر”

 ويعد الملا ناظم الجبوري من أبرز قادة الصحوات في محافظة صلاح الدين وهو قيادي سابق في تنظيم القاعدة التي انشق عنها عام 2007 وقاتلها في مناطق قضاء بلد  وتعرض الى أكثر من سبعة محاولات اغتيال فاشلة.

قطعوا رأسه لانتقاده القاعدة

من جهتها قالت الشرطة ان مسلحين يرتدون زي الجيش العراقي قتلوا اماما انتقد تنظيم القاعدة في الاونة الاخيرة وقطعوا رأسه وعلقوه على عمود كهرباء في قريته بمحافظة ديالى في شمال العراق.

وقالت الشرطة ان المهاجمين قتلوا الشيخ عبد الله شكور الصالحي امام قرية السعيدية التي تبعد 150 كيلومترا شمال شرقي بغداد. بحسب رويترز.

وقال محمد ابن الشيخ الصالحي ان مسلحين يرتدون الزي العسكري اقتحموا المنزل في وقت مبكر صباح لتفتيشه واحتجزوا أهل المنزل في غرفة وطلبوا من والده ان يريهم الغرف الاخرى بالمنزل. وأضاف ان الاسرة لم تدرك ان والده قتل الا بعد ان غادر المهاجمون الاربعة المنزل. وانتقد الصالحي القاعدة في خطبة الجمعة في مسجد القرية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/أيار/2010 - 11/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م