وثائق يهود العراق والبعث من أمريكا

بانتظار استردادها واحتمالات سوء الاستخدام والمتاجرة

 

شبكة النبأ: رجح محللان سياسيان إمكانية تعرّض وثائق يهود العراق وحزب البعث، المزمع استردادها من أمريكا، إلى التدمير حين وصولها إلى العراق، فيما كشف مسؤولان في وزارة الثقافة العراقية عن وضع آليات وزارية لضمان حماية تلك الوثائق.

وقال الكاتب والمحلل السياسي توفيق التميمي إن “الحقبة اليهودية في العراق ومرحلة البعث بكل ما تركته من كوارث ومصائب يمكن اعتبار وثائقها ذخيرة نفيسة”، منوها الى أن “إعادة النظر بتلك الوثاق ستمكننا من مراجعة وقائع التاريخ خاصة في مجال ضمان حقوق الإنسان التي مثلت حقبة البعث الخرق الفاضح لها”.

يذكر أن مدير دار الكتب والوثائق العراقية سعد اسكندر أشار، إلى إن هناك مفاوضات مستمرة بين الجانب العراقي والجانب الأمريكي لإعادة الأرشيف اليهودي العراقي ووثائق حزب البعث الى العراق بعد أن تم نقلها الى الولايات المتحدة في عام 2003.

وأضاف التميمي أن تلك الوثائق “يمكن أن تحقق مجالا للتعايش مع المكونات المختلفة التي يشكل اليهود علامة بارزة من علاماتها خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن السابق”.

وعن إمكانية تعرض تلك الوثائق الى التدمير عند وجودها في العراق أفاد التميمي أن “التجربة الماضية أثبتت أن هذا التخريب الثقافي ممكن جدا وقد تقوم به جهات إقليمية ومافيات مرتبطة بها عندها نفس الغايات والأهداف التي تحققها من خلال الإرهاب المسلح”. بحسب تقرير وكالة أصوات العراق.

ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي يوسف محسن أن “إرجاع الأرشيف اليهودي ووثائق البعث الى العراق بهذه الظروف السياسية والأمنية غير المستقرة سيؤدي ربما الى تدمير الذاكرة العراقية”، معللا ذلك بـ “وجود قوى سياسية متعددة ومتنفذة وقادرة على تدمير هذه الذاكرة التاريخية”.

وأضاف محسن “هناك مافيات ضخمة داخل الأجهزة التنفيذية للدولة قادرة على بيع هذه الوثائق الى جهات دولية أو تسريب هذه المعلومات الأرشيفية الى الأجهزة الأمنية”، لافتا الى أن “أفضل خيار الآن هو بقاء هذه الوثائق داخل أمريكا أو عند أية جهة دولية لحين استقرار الوضع السياسي والأمني في العراق”.

وعلى صعيد متصل، قال مدير دار الثقافة والنشر الكردية في وزارة الثقافة د.جمال العتابي لوكالة أصوات العراق أن “إيكال مهمة الحفاظ على تلك الوثائق لمدير دار الكتب والوثائق الدكتور سعد أسكندر هو أمر يدعو للاطمئنان لان الرجل من العناصر المخلصة الوطنية والجديرة بالثقة”، مبينا أن “عدم تدخل بعض الجهات الحزبية النافذة في تلك المسألة سيسهل الأمر وسيحقق ضمانا للحفاظ على تلك الوثائق”.

وأضاف العتابي “هناك جهات وأحزاب تحتفظ بالعديد من الوثائق المهمة التي لم يكشف عنها الى الآن”، منوها الى أن “البحث عن هذه الوثائق واستعادتها أمر مهم جدا لأنها لا تقل أهمية عن الوثائق المعلن عنها”.

ومن جانبه، ذكر الناطق الإعلامي باسم وزارة الثقافة حاكم الشمري أن “دار الكتب والوثائق ستوفر كل الإمكانيات والمستلزمات الضرورية لحماية تلك الوثائق عند استعادتها”، مبينا أن “هناك إجراءات معينة ستتخذ لحفظ الوثائق بشكل علمي عن طريق اماكن مخصصة لهذا الغرض وحسب ما معمول به في العالم”.

وبشأن احتمال تعرض تلك الوثائق الى الإتلاف من قبل بعض الجهات، قال الشمري إن هذا الاحتمال “شيء مستحيل لأننا سنقوم بآليات صحيحة لحماية هذه الوثائق ووفق القانون”، مشيرا الى أن “المكتبة الوطنية تحتفظ بوثائق ومخطوطات لم تتعرض للنهب والحرق وهي ما زالت في أمان”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 26/أيار/2010 - 12/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م