طالبان تعود للواجهة عبر القارات

الحدود الأفغانية الباكستانية مدارس للتطرف ومعسكرات للإرهاب

 

شبكة النبأ: في ضوء محاولتَي اعتداء فاشلتين ساهم الحظ إلى حد كبير في فشلهما، تعتقد الأجهزة الاستخبارية الأمريكية بقوة أن حركة طالبان باكستان تخطط بنشاط وفاعلية لضرب المصالح الأمريكية الداخلية وأهداف أمريكية ما وراء البحار.

المخاوف بشأن تلك الحركة، التي تقول السلطات الأمريكية إنها وجهت لتنفيذ عملية التفجير الفاشلة في ميدان "تايمز سكوير"، نبعت من عدد كبير من المعلومات من مصادر مختلفة، بما فيها اعترافات المشتبه به الرئيسي والوحيد في محاولة التفجير الفاشلة تلك، الأمريكي من أصل باكستاني، فيصل شاهزاد.

وقال المسؤول إن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية، ليون بانيتا ومستشار الأمن القومي جيم جونز اللذان نقلوا المعلومات الإرهابية الجديدة للحكومة الباكستانية خلال رحلتهما الأخيرة إلى إسلام أباد الأسبوع الماضي. ولم تحدد التهديدات مدناً أمريكية بعينها، وفقاً للمسؤول.

وكان جون برينان، مساعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، قد أكد أن شاهزاد، يعمل بالتنسيق مع حركة طالبان الباكستانية.

وذكر برينان، في مقابلة مع CNN، إن التحقيقات التي تجري مع شاهزاد، منذ اعتقاله قبل لحظات من مغادرته الأراضي الأمريكية على متن طائرة إماراتية متجهة نحو دبي، تظهر وجود تلك الصلات مع الحركة التي تشكل إحدى أبرز الجهات المتحالفة مع تنظيم القاعدة.

وبحسب برينان فإن شاهزاد: "يبدو على صلة بحركة طالبان الباكستانية،" متحدثاً عن أن تنظيم القاعدة يحاول من خلال هذه العملية، وما سبقها مطلع العام من محاولة لتفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة، على يد شاب نيجيري يدعى عمر الفاروق عبد المطلب البحث عن سبل لاختراق النظام الأمني الأمريكي.

استقالة مدير الاستخبارات الأمريكية

وفي وقت لاحق، أعلن أعلى مستشار استخباراتي للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ومدير الاستخبارات القومية، دنيس بلير استقالته، في خطوة تقول مصادر إنها جاءت وسط توتر متزايد مع البيت الأبيض.

وحدد بلير، وهو أدميرال متقاعد بدأ عمله في التاسع والعشرين من يناير/كانون الثاني، يوم الثامن والعشرين من مايو/أيار الجاري. وقالت مصادر إن استقالة بلير جاءت على خلفية الزيارة التي قام بها كل من بينيتا وجونز إلى باكستان، دون مشاركته أو علمه.

كما تأتي بعد يومين فقط على إصدار لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي لتقرير ينتقد بشدة المركز القومي لمكافحة الإرهاب، الذي يشرف عليه مكتب بلير نفسه، لفشله في تنسيق الأنشطة الاستخباراتية بكفاءة لتوقع محاولة التفجير الفاشلة عشية يوم الميلاد، والتي قام بها النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب.

وكان باراك أوباما قد أرسل بانيتا وجونز إلى باكستان لإجراء محادثات مع المسؤولين الباكستانيين بشأن علاقة شاهزاد مع حركة طالبان باكستان، وللتشديد على أهمية بذلك كافة الجهود لمنع الإرهاب الذي ينبع من ذلك الجزء من العالم.

طالبان الباكستانية: أمريكا ستحترق

وبموازاة هذه التطورات حذر متشددو حركة طالبان الباكستانية الولايات المتحدة من أنها "ستحترق" قريبا كما دعوا الى الإطاحة بحكام باكستان متهمة إياهم بإتباع "جدول أعمال أمريكي".

وتعتقد الولايات المتحدة أن متمردي طالبان الباكستانية - المتحالفين مع تنظيم القاعدة والذين يتخذون من مناطق الحدود الشمالية الغربية لباكستان منطلقا لعملياتهم - يقفون وراء محاولة هجوم بسيارة ملغومة في ساحة تايمز سكوير بنيويورك في الاول من مايو ايار.

واعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن محاولة التفجير. واذا تأكد ذلك فستكون هذه أول مرة يشارك فيها اعضاؤها في محاولة هجوم في الغرب.

وكرر متحدث باسم طالبان الباكستانية - في رسالة عبر تسجيل فيديو حصلت عليه رويترز - زعم الحركة مسؤوليتها عن المحاولة قائلا "الحركة اثبتت ما لم تكن أمريكا تتخيله .. كانت مجرد سيارة محملة بالمتفجرات ولم تنفجر."

واضاف المتحدث عظيم طارق وهو جالس على الارض ويتحدث باللغة الاوردية "لكنها (أمريكا) سترى .. سترى جميع القوى الامبرالية انها ستنفجر ايضا وان أمريكا ستحترق."وقال ان جميع حلفاء الولايات المتحدة سيلقون المصير نفسه. واضاف "ليس بوسعهم أن يقضوا على المجاهدين أو الجهاد .. ولن يستطيعوا النيل من الاسلام."

وتقاتل باكستان الحركة المتحالفة مع طالبان الافغانية والتي اتهمت بتنفيذ عدد كبير من التفجيرات الانتحارية التي قتلت مئات الاشخاص في جميع انحاء الدولة التي تملك أسلحة نووية.

طالبان تهاجم اكبر قاعدة للتحالف بأفغانستان

وهاجم عناصر من حركة طالبان مسلحون بالقذائف والقنابل اليدوية والاسلحة الرشاشة اكبر قاعدة لحلف شمال الاطلسي في أفغانستان وأسفرت المعارك عن مقتل سبعة متمردين وإصابة سبعة جنود من قوات الحلف.

والهجوم الكبير على قاعدة باغرام الجوية ياتي غداة هجوم انتحاري بالسيارة المفخخة اوقع خمسة قتلى من الجنود الاميركيين الى جانب كولونيل كندي و12 افغانيا ما يعكس الدقة المتزايدة التي ينفذ بها المتمردون عملياتهم.

واعلنت القوة الدولية المساهمة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) لحلف شمال الاطلسي في بيان ان "سبعة متمردين قتلوا في الهجوم المتواصل في باغرام" وان حركة طالبان تستخدم "القذائف والقنابل والاسلحة الرشاشة".

والقاعدة الواقعة على بعد 60 كلم شمال كابول يديرها بشكل اساسي الجيش الاميركي وتعتبر اكبر قاعدة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان. وينقل عبرها عشرات الاف الجنود العاملين ضمن القوات الدولية التابعة للاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة والبالغ عديدها 130 الف عنصر. وتبنت حركة طالبان العملية مؤكدة ان "20 انتحاريا" شاركوا في الهجوم الذي بدأ ليلا.

وقالت الميجور فيرجينيا ماكابي المسؤولة الاعلامية في باغرام ان الهجوم لا يزال متواصلا حوالى الساعة 4,30 ت.غ. لكنها نفت تمكن المتمردين من دخول القاعدة. وقالت "الهجوم لا يزال مستمرا لكن بشكل متقطع حاليا".

واضافت "لقد استهدفوا احد المداخل لكنهم لم يتمكنوا من الدخول، وقد اصيب سبعة جنود من ايساف" مشيرة الى ان رد القوات الدولية "كان سريعا". وتابعت "هناك مزاعم بوجود انتحاريين لكننا لسنا على علم بذلك في هذه المرحلة".

وقاعدة باغرام تضم ابرز معسكر اميركي في افغانستان ومطارا عسكريا لحلف شمال الاطلسي. وفيها ايضا سجن تابع للقوات الدولية فتح اثر سقوط نظام طالبان في نهاية 2001.

معسكرات في باكستان تخرج مقاتلين أشداء

وقال مسؤولون أمنيون ومجند سابق ان الرجل المتهم في محاولة تفجير نيويورك الفاشلة اذا كان تلقى تدريبه في معسكرات المتشددين في باكستان كان سيصبح ملقنا بشكل جيد وصانع قنابل لائقا بدنيا وقادرا على العيش لفترات طويلة على الشيكولاتة والتمر فقط.

ويقول مدعون أمريكيون ان فيصل شاه زاد (30 عاما) وهو ابن ضابط كبير متقاعد في سلاح الجو الباكستاني اعترف بتلقيه تدريبا على صنع القنابل في أحد معاقل طالبان والقاعدة في باكستان.

وقال مصدر بالشرطة ان المحققين يعتقدون أن طالبان الباكستانية مولت تدريبه وهو أمر لا يعرف بوضوح متى تم.

وقال عامر وهو مقاتل سابق في طالبان تلقى تدريبه في أحد هذه المعسكرات لرويترز ان المعسكرات تفرز مجاهدين منضبطين. وأضاف عامر الذي طلب عدم ذكر بقية اسمه خوفا من رفاقه السابقين "كان يومنا يبدأ مع الفجر. وبعد صلاة الفجر كنا نتجمع في ساحة ونؤدي التمارين والجري وفي بعض الاحيان كنا نتلقى تمارين الكاراتيه وتسلق الجدران.

"وفي السابعة صباحا نتجمع في واحدة من القاعات حيث نتلقى محاضرات على أشياء مختلفة مثل تكتيكات الهجوم والدفاع والاسعافات الاولية والاستطلاع."

وقال عامر انه تعلم أيضا كيفية استخدام السلاح. "دربونا على استخدام كافة أنواع الاسلحة. بنادق الكلاشنكوف والبنادق الالية والمدافع المضادة للطائرات والقنابل الصاروخية والمدفعية وصناعة القنابل."

واضاف "لقد تم اعدادنا لتسلق الجبال ونحن نحمل أحمالا من الذخيرة وبندقية. لقد اعتدنا الحياة على التمر أو الشيكولاتة. لكننا في المعسكرات كنا نتناول وجبات رائعة."

وقال مسؤولون أمريكيون وباكستانيون ان شاه زاد وهو حاصل على الجنسية الامريكية قضى مؤخرا خمسة أشهر في باكستان.

وأغلب الظن أن معسكرات التدريب التي توجد عادة في مناطق البشتون القبلية الجبلية بالقرب من الحدود الافغانية قد نقلت الى مناطق لتكون اكثر أمنا من أيدي الجيش الباكستاني الذي شن حملة قوية على طالبان خلال العام الماضي.

وليست كل المعسكرات في الشمال الغربي غير أن جيش محمد وهي جماعة لها صلات بالقاعدة موجودة في مدينة بيشاور باقليم بنجاب في قلب باكستان. وينفي المتحدثون باسم الشرطة والمتشددون حدوث أي أمور غير قانونية هناك.

ويتلقى المجندون الجدد في منطقة التدريب القبلية 5000 روبية (حوالي 60 دولارا) شهريا وهو أجر عامل عادي في باكستان. وقال مسؤول باكستاني انه من أجل الحفاظ على السرية يتدرب في كل معسكر 20 مجندا فقط.

ولا توجد تقديرات لاعداد المعسكرات أو أماكنها بالتحديد. وقالت الهند التي تشكو من أن باكستان لا تتصدى للارهاب ان هناك 42 معسكرا في أنحاء البلاد. وفي العادة تكون المعسكرات صغيرة وتقع في مناطق جبلية يصعب رصدها.

وقال مسؤول أمني باكستاني "انها ليست موجودة في السهول وهذا أكيد."وأضاف في اشارة الى المناطق البشتونية في الشمال الغربي "انها تدار في مواقع أكثر أمنا مثل بعض مناطق أوراكزاي وخيبر وكورام ووزيرستان الشمالية."

ويتكون العديد من المعكسرات من فصلين دراسيين فقط يمكن استخدام واحد منهما في التدريب على صنع القنابل. وقال المسؤول "لديهم مساحة هائلة من الفراغ في المناطق القبلية لاجراء تجاربهم."ولا يجري التدريب في العادة في نفس المكان لتفادي التعقب.

وقال مسؤول أمني اخر "ليست لديهم معسكرات تدريب دائمة... انهم يجرون تدريبا لعشرة أيام في أحدها ثم ينتقلون الى مكان اخر. انهم يتحركون في جماعات صغيرة خصوصا في وزيرستان الشمالية بسبب هجمات الطائرات بدون طيار" وذلك في اشارة الى الهجمات الصاروخية بالطائرات بدون طيار التي تشنها الولايات المتحدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24/أيار/2010 - 8/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م