مقاتل في أية قوة دلتا لايضاهيه في الشجاعة.. ولدينا آلاف الصحفيين
في العراق لكن ليس كلهم صحفيين بالمعنى الحقيقي والغالب منهم بحسب
مهنيين أجانب وعرب وعراقيين دخلوا بعد 2003 لتحقيق مكاسب شخصية ومنهم
من عمل في الاعلان الصحفي والدعاية وتأسيس منظمات للكسب المادي وحسب،
وهم بحاجة بحسب مصدر مقرب من لاعبي كرة القدم الى ملعب كبير لاستيعابهم
لا الى اتحاد او منظمة وحتى نقابة ((وماأكثرالصحفيين حين تعدهم لكنهم
في المهنية قليل)).
هذا هو الصحفي العراقي من قوة دلتا الخارقة وليس من مرتادي الملاعب
الفارغة.. الصحفيون الشجعان قلة.. وقلت أمس لعديدين كانوا يحتفلون
بمناسبة يوم حرية الصحافة في العالم: ان الجبناء لايستحقون العمل في
الصحافة لانهم لايقدمون شيئا حقيقيا لمهنتهم الرائعة وعليهم إذن ان
ينزووا بعيدا.. مثلما أن هناك من يدعي تعرضه للقتل والتهديد وهو يكذب
ليكون في الضوء بعد ان فقد القدرة على العطاء.
ومنذ 2003 فقدنا العشرات من الزميلات العزيزات والزملاء الاعزاء في
حوادث مختلفة وكنت رأيت بعيني وفي ارقى متحف اخبار في العالم كيف وضعت
صور الشهداء من صحفيي العراق الى جانب صور آخرين حول العالم قتلوا..
والعراقيون أكثر من سواهم في عداد الضحايا. رأيت صورة الزميل علي خليل
المحرر الجميل في صحيفة الزمان العراقية وزميلته اطوار بهجت مراسلة
الفضائية العربية وزملاء آخرين وحزنت كثيرا لكني شعرت بالفخر أن هولاء
عبروا المحيط بدمائهم وصورهم ليكونوا مثلا وقدوة..
بالامس داعبني صديقي الصحفي المصري محمود الشناوي بكلمات جميلة في
وصف الصحفي العراقي.. الشناوي الذي يعمل على وضع كتاب (العراقيون
الطيبون) وصفهم بالقول: الصحفي العراقي كالشخص الذي يسير مبللا وعاريا
من كل لباس بين اسلاك الكهرباء وكيبلات الضغط العالي وكلما اصطدم بسلك
دفعه بإتجاه الآخر حتى يتحول الى كرة ملتهبة ثم يتفحم.. ولم يكن
الشناوي يقصد إلا الوصف الطيب لان الصحفي العراقي يتعرض الى مخاطر
حقيقية على الدوام دون ان يجد الحماية الكافية او التعاطف الحقيقي..
إبتسمت وعبرت لصديقي عن شجاعة النكتة العراقية الحاضرة برغم القلق
والخوف وقلت: نظريتك يامحمود باطلة! وتعجب مني.. ثم قلت: لن يحصل شئ
للصحفي العراقي. قال: كيف ؟قلت لان الكهرباء مقطوعة على الدوام..
وضحك محمود.. وعرضت وصفا آخر. قلت: إن الصحفي العراقي يختلف عن
الناس العاديين الذين يتعرضون للحوادث والمخاطر فيهربون منها لانه
لاتلاحقه الاحداث إنما يلاحقها هو.. كالذي يدخل الى حقل الغام ولايدري
أيها تنفجر عليه فتبتر يدا أو ساقا أو تدميه وتجرحه في أمكنة عدة..
تحية لكل الصحفيين العراقيين المهنيين والحرفيين والشجعان وبئسا
للمرتزقة الذين يقفون على ابواب المسؤولين لتلقي الهبات والعطايا
والذين يساومون لبث الاخبار.. وهم ليسو صناع كلمة ولاحياة ولايقدرون
على ذلك..
hadeejalu@yahoo. com |