تخصيص قطع أراض لأعضاء مجلس النواب (المنقرض) ؟

كافي موعيـــب !!!

زاهر الزبيدي

بشرى جديدة زفها السيد أمين العاصمة بحصول موافقة مجلس الوزراء على تخصيص قطع أراض سكنية بمساحة (600) متر مربع لاعضاء مجلس النواب المنقرض ، ولا يخفى علينا مدى فرحة أبناء الشعب العراقي الصابر بهذا القرار العظيم ، هذا القرار الذي سيغير وجه الخارطة الاجتماعية والاقتصادية لعموم المعدومين ونخص بالذكر منهم جامعوا العلب الفارغة (سودة بوجهه المايشوفكم) ومن يقودون العربات التي يجرها الحمير ليجمعوا النفايات من المنازل بعد أن عجزت أمانة العاصمة عن توفير العجلات الخاصة بذلك.

 كذلك فأن الفرحة العارمة قد تطاولت في مداها حتى شملت المهجرون من مناطقهم وسكنوا في بيوت الشَعَر ولا من معيل يستر أعراضهم ، أولئك الذين لم ولن يملكوا (50) متراً في أرض وطنهم الممتدة مساحتها لأربعمائة وثلاثون ألف كيلومتر مربع ، وموظفو الحكومة من الذين انقطعت أنفاسهم في الركض وراء حلم الحصول على قطعة أرض وبأي مساحة يسمح بها قدرهم ولا ننسى العجائز اللواتي يتجمعن في معهد الأشعة بانتظار الموعد الذي أخذوه من أربعة أشهر والذي ستكون فرحتهن أكبر حتى من اللذين بشروا للتو بإصابتهم بمرض خبيث (أعاذ الله السياسين منه) حيث أنهم لم يحزنوا لشيء سوى فوات فرصة العمر عليهم بمشاهدة تشكيل الحكومة !!

لقد كلف السيد أمين العاصمة لترشيح القطع ليتم تخصيصها ، ترى أين سيختار امين العاصمة تلك القطع ولا أعتقد أنه سيختارها في الهضبة المظلومة ولا حتى في الجنوب المحروم ولا حتى سيختارها في مكان (مش علخريطة) كما يقول عادل امام !! أعتقد أنه سيقدم هديته الأخيرة لأولئك الأعضاء الذي لزموا جانب الصمت وأخذتهم غفوة أهل الكهف وسبات الضفادع طول فترة تقفيصهم على مقاعد البرلمان لأربعة سنوات مضت من عمر هذا الجريح الذي يدعى"العراق" ..

نعم لقد أخرست ألسنتهم أمام ما يجري في العاصمة من دمار وقذارة ، ولم يقدموا حتى ولو طلب استدعاء له طوال فترتهم التشريعية المقدسة ويبدوا أنهم يعلمون أن لديه الخبر اليقين بأخر عطايا الوالي ... أقول نعم سيتم اختيار أجمل الأراضي في بغداد الحبيبة لتقدم هدية نهاية الخدمة الجليلة لبعض أولئك الأعضاء ومنهم من لم يحضروا الجلسات لفترات طويلة ، إذا لم يكن هناك غيرها، بغداد التي سيحتل أجمل مناطقها ذوي الكروش السمينة وأصحاب السعادة من الشخصيات البارزة في الحكومة وسيقفلوها بالكتل الكونكريتية والحّرس ، أما الشعب (أحنه اولاد .... ) ، فسوف ننزوي نلعق جراحاتنا نمشي في الأرض مصفرة وجوهنا مبيضة شفاهنا رعباً من أن تمزقنا عبوة أو يقطّعنا انتحاري ونبقى نقول ما عند الله أكثر وأحسن .. ما عند الله أكثر وأحسن ..أشهد الله ان أبناء العراق قد أتعبتهم ( العلاّكة) وقصمت ظهورهم سعياً وراء توفيرها لعيالهم الذين أتخمتهم الفاقة واتعبتهم البالات التي نقلت لهم أنواع الأمراض الحديثة المستوردة !!! لقد ذاق العراقيون وسيظلوا يتجرعون كل يوماً أخبار السعداء المتخمين من ساسته ..حسبي الله ونعم الوكيل .. أي كافي مو عيب !!!!

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/أيار/2010 - 7/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م