الوجه الآخر للرياضة.. الفساد والخداع

جنس وغش وفساد مالي تتوزع على منتخبات أوربا

 

شبكة النبأ: تُعرف الرياضة على أنها اللغة التي توحِّد العالم من حيث أن جميع البشر يضع لها اعتبارات خاصة دون الحاجة لفهم لغة معينة بشأنها، ولكن الفساد كما هو شأنه في كل مكان يحاول دائما التسلل للتخريب مستغلا المناطق الرخوة وأماكن الضعف عند بني البشر، فقد كشفت العاهرة الشابة التي كانت وراء قضية الفضيحة الجنسية التي أصابت المنتخب الفرنسي لكرة القدم عن تفاصيل علاقاتها الجنسية مدفوعة الأجر مع ثلاثة من نجوم "الديوك" عند استجوابها من قبل شرطة مكافحة الجنس مع القاصرين.

وفي جانب آخر من أوربا تتفاعل فضيحة التلاعب بنتائج مباريات كرة القدم في اليونان بحدّة مع إعلان نائب في البرلمان عن لائحة موسعة للمباريات المغشوشة. فيما تحوم الشكوك من جديد على كرة القدم بعد مباراة جرت الأسبوع الماضي في إيطاليا، وشدّت الانتباه إليها بعد الارتفاع الكبير وغير المعهود الذي سُجل على مواقع المراهنة الرياضية حولها.

فضيحة منتخب فرنسا الجنسية

واعترفت العاهرة الشابة التي أوقعت أربعة لاعبين فرنسيين في فضيحة جنسية عند استجوابها من قبل شرطة مكافحة الجنس مع القاصرين، بأنها كانت على علاقات جنسية مدفوعة الأجر مع لاعب وسط نادي بايرن ميونيخ فرانك ريبيري وأحد أبرز مهاجمي نادي أولمبيك ليون سيدني غوفو ومهاجم ريال مدريد الإسباني كريم بن زيمة، بينما لم يذكر اسم مهاجم أولمبيك مرسيليا حاتم بن عرفة الذي قالت بعض وسائل الإعلام بأنه قد يكون اللاعب الرابع المتورط في الفضيحة الجنسية.

وقالت الشابة، التي تدعى زهية، في مقتطفات نشرها موقع يومية "لوموند" الفرنسية بأن قلب هجوم الفريق الفرنسي فرانك ريبيري دفع لها تكاليف انتقالها إلى منطقة بافاريا الألمانية في ربيع 2009. الأمر الذي اعترف به اللاعب خلال استجوابه، ولكنه أكد بأنه لم يكن على دراية بكونها قاصر في 17 من العمر، ونفى أن يكون قد دفع لها 2000 يورو.

وتقول صحيفة لوموند إن سيدني غوفو، الذي استدعي الذي مثل كشاهد التقى العاهرة الشابة في مارس / آذار 2010  وكانت حينها بالغة وتفاجئ عندما طلبت منه المال بعد ممارستهما للجنس، كما يعتقد بأن كريم بن زيمة كان على علاقة أيضا مع "زهية" في 2008 - وكانت يومها في 16 من العمر.

ومنذ نشر مقال صحيفة لوموند تسارعت وتيرة عمليات البحث عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي لاكتشاف هوية العاهرة الشابة التي فجرت فضيحة هزت استقرار فريق فرنسا لكرة القدم أياما قبل بداية فعاليات كأس العالم، ومعرفة شكلها و رؤية صورتها.

فعلى فيس بوك بدأ تداول اسم "زهية.د" صديقة موقع "أبو شو" الذي كان في قلب الفضيحة الجنسية و"رب عمل" الفتيات العاهرات في الملهى الليلي "زمان".و بعد ساعات اقفل حساب الشابة المغربية.

مستقبل ريبيري في خطر..

وبدأت صورة اللاعب الدولي فرانك ريبيري، الذي يعرف بمزاجه المرح، تتأثر بما يدور حول تورطه في فضيحة جنسية. وقد تكون هذه الفضيحة منعطفا خطيرا في حياته الكروية بعد أن كان الملاحظون يتنبأون له بمستقبل كبير على ملاعب كرة القدم العالمية.

 من بين اللاعبين الأربعة الذين نشرت الصحف أسمائهم في الأيام الأخيرة، لاحتمال تورطهم في فضيحة جنسية، نجد أن  فرانك ريبيري نجم المنتخب الفرنسي وبايرن ميونخ قد أخذ صدى واسعا من بين هذه الأسماء.

ويعتبر فرانك ريبيري من اللاعبين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم لا في ناديه بايرن ميونيخ ولا مع المنتخب الفرنسي. ويعرف عن هذا اللاعب انه يتحلى بمزاج مرح وانه يمزح كثيرا مع زملائه اللاعبين. ومن المعروف أيضا أن الصحف الألمانية قد لقبته بـ " الكايزر فرانك" أي "الملك فرانك" إعجابا به و بفنياته العالية وبما قدمه لناديه بايرن ميونيخ. وبين عشية و ضحاها انهار كل شيء تقريبا وأصبحت حياته الرياضية في خطر بعد نشر الصحف أخبار عن ضلوعه في فضيحة جنسية و ممارسة الجنس مع إحدى فتيات الهوى القاصرات.

وبعد أن تم نشر هذه القضية في الصحف، أصدر الإتحاد الفرنسي لكرة القدم بيانا ذكّر فيه باحترام حق البراءة الظنية بالنسبة للاعبي المنتخب الفرنسي المتورطين في هذه القضية وخاصة منهم فرانك ريبيري. غير أن هذا البيان كان خجولا ومترددا.

وحسب الصحف الاسبانية فان فرصة انتقال ريبيري إلى ريال مدريد قد تضاءلت جدا وأن بإمكانه أن ينسى الريال و برشلونة واسبانيا. والمعروف عن مدرب برشلونة، بيب غوارديولا، بأنه صارم جدا و لا يقبل مثل هذه التصرفات.

من جهته لم يعلق بايرن ميونيخ على هذا الموضوع واحتفظ بالصمت. غير أن بعض الملاحظين يقولون إن بايرن قد يستغل هذه الفضيحة للتخلص من فرانك ريبيري الذي تحدث مرات عديدة عن رغبته في مغادرة النادي والانتقال إلى ناد أوروبي مثل الريال، برشلونة أو مانشستر يوناتيد.

فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في اليونان

وفي جانب آخر من أوربا تتفاعل فضيحة التلاعب بنتائج مباريات كرة القدم في اليونان بحدة مع إعلان النائب في البرلمان اثاناسيوس بليفريس عن لائحة موسعة للمباريات المغشوشة.

وكشف بيلفريس ان البرلمان اخذ علما بان التلاعب بالنتائج طال 27 مباراة وقد طلب فتح تحقيق امام المحكمة العليا. ويفوق هذا العدد كثيرا ما اشار اليه الاتحاد الاوروبي للعبة حين ابلغ السلطات اليونانية الشهر الماضي بوجود الغش في نتائج 6 مباريات، وذلك في اطار قضية المباريات المغشوشة في اوروبا.

ولم تكشف السلطات اليونانية في آذار/مارس قائمة المباريات الست، لكن التفاصيل التي كشفت الاثنين تشير الى مباراتين في الدوري الممتاز و3 في مسابقة الكأس و22 في دوري الدرجة الثانية.

ويعيد هذا التطور الى الواجهة قضية المباريات المغشوشة التي اثيرت في تشرين الثاني/نوفمبر حين تم تفكيك شبكة للمراهنات على التلاعب بنتائج المباريات في عدد من دول اوروبا. وكان الاتحاد الاوروبي سلم تقريرا الى السلطات اليونانية في كانون الاول/ديسمبر المح فيه الى ان الشكوك تطال 12 ناديا في الدرجة الثانية.

فضيحة في الدوري الإيطالي..

وفي إيطاليا تحوم الشكوك من جديد على كرة القدم بعد مباراة جرت الأسبوع الماضي وشدّت الانتباه إليها بعد الارتفاع الكبير وغير المعهود الذي سجل على مواقع المراهنة الرياضية حولها.

بعد فضيحة التلاعب بالنتائج عام 2006 في الدوري الايطالي لكرة القدم، تحوم الشكوك من جديد على الملاعب الايطالية بعد مباراة جرت الأسبوع الماضي. وقد شدّت هذه المباراة الانتباه إليها بسبب الارتفاع الكبير وغير المعهود الذي سجل على مواقع المراهنة الرياضية حولها.

وحسب موقع صحيفة "السان" البريطانية فإن المباراة، التي جرت في 21 آذار / مارس الماضي في نطاق الجولة 29 من الدوري الايطالي بين فريق كييفو الثالث عشر وفريق كتانيا السادس عشر، فإن الشكوك تحوم حول النتيجة النهائية لهذه المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف واحد من الجانبين.

وتأتي هذه الشكوك بعد أن لوحظ أن مبالغ كبيرة وغير معهودة قد وقع الرهان بها على حساب هذه المباراة. وتقارب هذه المبالغ 2.2 مليون يورو كرهان على نتيجة المباراة أي التعادل بين الفريقين، كذلك مبلغ 241 800 يورو كرهان على نتيجة التعادل بين الفريقين بهدف مقابل هدف. والملفت للانتباه أن ركلة جزاء سخية قد منحت لفريق كتانيا في الدقيقة 73 من المباراة ليعدل النتيجة بعدها.

المنشطات والميداليات الذهبية..

وأظهرت دراسة هي الأولى من نوعها في العالم عن تأثيرات هرمون النمو البشري على تحسين الأداء الرياضي أن هذه المادة المحظورة يمكن أن يكون لها الفضل في فوز الرياضي بالميدالية الذهبية في سباق للعدو بدلا من أن يأتي في المركز الأخير.

وقال كين هو الباحث في معهد جارفان للأبحاث الطبية في سيدني اليوم الثلاثاء "إنها المرة الأولى التي يلاحظ فيها أن هرمون النمو له تأثير إيجابي على الأداء.. ويفيد الهرمون ليس في منح مزيد من الطاقة أو القوة وإنما في تزويد الشخص بالطاقة اللازمة للعضلات للأداء في بداية النشاط".

وتولت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات تمويل الدراسة التي تتعلق بالحقن اليومية الداعمة لكفاءة العدو لدى الرجال والنساء. وقال هو "توصلنا إلى أن التحسن في كفاءة العدو يمكن أن تقلص زمن العدو بمقدار 4ر0 ثانية لكل 10 ثواني يستغرقها المتسابق في العدو لمسافة 100 متر.. هذا التحسن يمكن أن يحول العداء الأخير في الترتيب بين المتسابقين في النهائيات الأوليمبية ليكون الفائز بالميدالية الذهبية".

ومن المشروع استخدام هرمون النمو، الذي تفرزه الغدة النخامية بشكل طبيعي، في علاج اضطرابات النمو لدى الأطفال. وتشتبه وادا في أنه جرى استخدام الهرمون بشكل غير مشروع على مدار عقود حيث أنه لم يكن من المتاح اللجوء إلى اختبارات الكشف عن المنشطات بالدم قبل عام 2004.

أسوأ حالات الغش الرياضي في التاريخ

الغش والخداع من أجل الفوز، أو التلاعب بالنتائج لأسباب مختلفة ربما يكون شائعاً في كثير من الألعاب والبطولات المحلية، غير أن البطولات العالمية لا تخلو منها أيضاً، ولا شك أن قرار الاتحاد الدولي لسباقات السيارات بحرمان فريق "رينو" من المشاركة في سباقات الفورميولا واحد نتيجة تعمده الغش للتلاعب بالنتائج هي الأحدث في سلسلة طويلة تمتد من الماضي، وربما لن تكون لها نهاية في المستقبل البعيد. وفيما يلي استعراض لأسوأ خمس حالات غش رياضي خلال العقود الماضية:

1- فضيحة التحطم:

تم تصنيف حادثة تحطم سيارة فريق "رينو" في سباق الفورميولا واحد خلال مشاركته في سباق سنغافورة للجائزة الكبرى عام 2008 باعتباره أسوأ عملية غش في التاريخ. فقد طلب مسؤول فريق رينو، فلافيو برياتور، من السائق نيلسون بيكيه الابن أن يحطم سيارته في السباق المذكور، وذلك بهدف تعطيل السباق، ما يمنح الفرصة للسائق الآخر في الفريق، فرناندو ألونسو الاستفادة من إجراءات السلامة المعمول بها أثناء الحوادث خلال السباق.

وكان توقيت تحطيم السيارة مثالياً للفريق، إذ وقع بعد جولتين على قيام السائق ألونسو بإعادة تعبئة سيارته بالوقود تغيير إطارات سيارته، وبالتالي فقد كان السائق الوحيد في السباق الذي لم عليه القيام بذلك، وانتهى السباق بفوزه بالمركز الأول، محققاً أول انتصار لفريق رينو خلال عامين.

وقبل صدور قرار مجلس الاتحاد الدولي لسباق السيارات، قدم برياتور ومهندس الفريق بات سيموند استقالتهما من فريق رينو، وصدر الحكم بتعليق مشاركة الفريق لعامين وحرمان برياتور من المشاركة في السباقات مدى الحياة.

2- فضيحة العداء المخزية:

خلال دورة الألعاب الأولمبية في سيؤول عام 1988، صدم العداء الكندي، بن جونسون، العالم عندما فاز باللقب الأولمبي لسباق 100 متر، مسجلاً رقماً قياسياً آنذاك قدره 9.79 ثانية. وجاء فوزه على حساب الأمريكي الشهير كارل لويس، وأعلن جونسون حينها أن رقمه سيظل صامداً لخمسين عاماً أو 100 عام.

غير أن رقمه لم يصمد سوى 3 أيام، ذلك أن الفحوص المخبرية أثبتت أن جونسون تعاطى المنشطات، فتم تجريده من الميدالية الذهبية وألغى رقمه القياسي وحرم من المشاركة في المنافسات الرياضية لمدة عامين.

ويبدو أن تعاطيه المنشطات ألهم العديد من العدائين والرياضيين الأمريكيين طوال السنوات الخمس عشرة التالية، حيث تم اكتشاف تعاطيهم للمنشطات.

3- فضيحة السقوط المتعمد:

كرة القدم، تلك الرياضة الجميلة والتي يعشقها الملايين من البشر، لا تخلو من حالات غش، ولكن ليس بشكل منشطات، وإنما بطرق عديدة أخرى، ولعل أشهر حالات الغش والخداع للحكام في تلك الرياضة، هي "ادعاء العرقلة والسقوط"، حيث يقوم اللاعب بتمثيل تعرضه للإصابة ويسقط على الأرض، الأمر الذي قد يترتب عليه طرد لاعب من الفريق الآخر أو ربما الحصول على ضربة جزاء.

ولعل أشهر عملية خداع معروفة حالياً، هي تلك التي وقعت خلال بطولة كأس العالم عام 2002، وبطلها لاعب المنتخب البرازيلي ريفالدو، أثناء مباراة ضد المنتخب التركي، الذي كان بمثابة الحصان الأسود في ذلك المونديال.

لقد سقط ريفالدو بطريقة مسرحية عندما اصطدمت به الكرة، ووضع يديه على وجهه كما لو أنه تعرض لضربة من لاعب الفريق التركي، وهو ما صدقه الحكم، فقام بطرد لاعب تركي.

وفي وقت لاحق، وبعد مشاهدة تسجيلات للمباراة واكتشاف الخدعة، غرّم الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ريفالدو مبلغ 7350 دولاراً.

4- فضيحة كرة السلة:

خلال أولمبياد المعوقين في سيدني عام 2000، أحرز المنتخب الإسباني لكرة السلة الميدالية الذهبية، غير أن المنتخب اضطر لاحقاً لإعادة الميدالية بعد أن تبين أن 10 لاعبين من أصل 12 لاعباً في المنتخب ليسوا معاقين أو مقعدين على الإطلاق، بل بكامل صحتهم وعافيتهم.

وكشف عن الخدعة، العضو في المنتخب والصحفي المتخفي كارلوس ريباغوردا، مصرحاً بذلك لجلة كابيتال الإسبانية، موضحاً أن لاعبي المنتخب الإسباني لم يخضعوا للفحوص الطبية لتأكيد إصابتهم بإعاقات.

5- يد الله:

أما الخدعة الأشهر، ربما في التاريخ كله، فهي تلك التي أثمرت خلافاً حاداً بين مدرستين ومنطقتين لتفريخ لاعبي كرة القدم في العالم، وتحديداً بين إنجلترا والأرجنتين، وبالطبع جاءت الحادثة التي نحن بصددها بعد عامين على حرب الفوكلاند بين البلدين، أي أن التوتر بينهما كان مازال قائماً خلال مونديال عام 1986. وخلال تلك الفترة كان اللاعب الأرجنتيني المعجزة دييغو مارادونا في قمة تألقه الرياضي.

وأثناء المباراة بين المنتخبين تمكن مارادونا من تسجيل هدفين، لتنتهي المباراة بفوز الأرجنتين على إنجلترا بهدفين لهدف. وعندما أحرز مارادونا هدف بلاده الأول، بدا وكأنه أحرزه بضربة رأس، غير أنه استخدم يده، الأمر الذي دفع بلاعبي المنتخب الإنجليزي إلى الاحتجاج بقوة، غير أن الحكم رفض اعتراضات الإنجليز.

وشهدت المباراة كذلك واحداً من أعظم وأروع الأهداف، عندما نجح مارادونا بغربلة لاعبي المنتخب الإنجليزي الواحد تلو الآخر، بعد تسلم الكرة عند منتصف الملعب، ويدكها في المرمى محرزاً الهدف الثاني.

وعندما سئل مارادونا عن الهدف الأول، قال إن "يد الله" هي التي أحرزت الهدف، ثم اعتبر انتصار المنتخب الأرجنتيني رداً على انتصار الإنجليزي في حرب الفوكلاند، والتي حمل اللاعب الدولي الإنجليزي مسؤولية معاناة الشعب الأرجنتيني، معتبراً أن انتصار المنتخب يشكل انتقاماً وثأراً، ذلك أن الأرجنتين أحرزت كأس العالم في تلك البطولة، ولم يسامح الإنجليز مارادونا على خدعته.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/أيار/2010 - 7/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م