الفقيه الشيرازي وحلول واقعية حول العراق

نظرة في كتاب وصايا وكلمات الى العراقيين

 

 

 

 

 

الكتاب: وصايا وكلمات الى العراقيين

الكاتب: آية الله السيد محمد رضا الشيرازي

الناشر: مؤسسة الفقيه الشيرازي الثقافية

عدد الصفحات: 68 صفحة من الحجم الوسط

 

 

 

 

شبكة النبأ: حسنا فعلت مؤسسة الفقيه الشيرازي الثقافية حين سلطت الضوء عبر هذا الكتاب على العراق واقعا وتأريخا، أرضا وشعبا، لما لهذا البلد من مكانة كبيرة في قلوب المسلمين كونه يضم بين حناياه تجارب وتواريخ وسيّر الانبياء والاوصياء والأئمة الطاهرين من اهل بيت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد ركّز آية الله الفقيه المقدس محمد رضا الشيرازي (أعلى الله درجاته) في معظم بحوثه ومحاضراته القيمة على العراق وشعبه وما مر به هذا البلد من ويلات وحروب طاحنة ومحاولات ظلم وقهر وتشريد طالت أهل البيت الاطهار وابناءهم عليهم السلام وامتدت لتلاحق أتباعهم وتقتص منهم كونهم واصلوا هذه المسيرة الدينية والاخلاقية التي شهد العالم أجمع على أصالتها وانسانيتها وانطوائها على الحكمة والرحمة والارادة الحية التي قارعت الحكام الظالمين على مدى التأريخ الطويل الذي حفل بكثير من الجبابرة الطغاة العتاة من ذوي القلوب والعقول المتحجرة.

فقد أكد الفقيه الشيرازي في كتابه هذا على الطبيعة المختلفة التي تشكل منها تأريخ العراق وواقعه وقام بتحديد وظائف المسلمين تجاه العراق، إذ جاء في هذا الكتاب الثمين:

(إن الأحداث المؤلمة التي تجري في العراق وبالذات في مدينة النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، من أعمال قتل للأبرياء وتخريب للمساجد وترويع للنساء والأطفال وانتهاك لحرمة العتبات المشرفة وإستهداف مرقد مولى الموحدين وإمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه  ، إن هذه الاحداث تجرح قلب كل مؤمن غيور وتطرح أمامنا السؤال التالي، ما هي الوظيفة الملقاة على عاتقنا في هذا المجال؟).

ثم يجيب الفقيه الشيرازي عن هذا السؤال بدقة وحصافة وعن تساؤلات كثيرة تصب في هذا المضمار في محاولة لوضع النقاط على الحروف وتنبيه المعنيين الى الخطوات الواجب اتخاذها والإلتزام بها حيال هذا الموضوع المصيري بالنسبة للعراقيين والمسلمين أجمع، وقد حدد سماحته بعضا من هذه الوظائف التي يجب أن يتصدى لها المسلمون ومنها:

الوظيفة الأولى: التفاعل الوجداني مع الأحداث.

الوظيفة الثانية: سياسة الضغوط.

الوظيفة الثالثة: العودة إلى الجذور.

الوظيفة الرابعة: الإلتجاء إلى الله.

وهناك وصايا يتقدم بها بها الفقيه الشيرازي الى العراقيين كي يكونوا أكثر وعيا وتحصينا تجاه طبيعة الاحداث التي يتصدون لها في واقعهم وحياتهم العملية والفكرية أيضا، ومن هذه الوصايا التي وردت في هذا الكتاب:

أولا: جمع الكلمة وتوحيدها بين جميع المسلمين.

ثانيا: ملء فراغات الشباب.

ثالثا: ليكن دستور العراق قرآنياً إسلامياً لا وضعياً.

رابعا: لننصب علما لأهل البيت في بيوتنا.

وفي بحث قيّم آخر يحتوي عليه هذا الكتاب الموجّه الى العراقيين من لدن الفقيه الشيرازي يتقدم سماحته بأربع كلمات أخرى ويضعها أمام بصائر وأبصار العراقيين كي يكونوا أكثر حكمة ونجاحا في حراكهم العملي والفكري والديني ايضا، فقد أكد الفقيه الشيرازي في كلماته الاربع هذه على ما يلي:

أولا: التقوى.

ثانيا: ملء الفراغات.

ثالثا: إطفاء الحرائق.

رابعا: حكومة الأكثرية.

حيث يوجه الفقيه الشيرازي من خلال هذه الكلمات الاربع وصايا تصب في صالح المسلمين اذا ما التزموها وطبقوها على الارض، فهي بمثابة العلاج الدائم لكل النكبات والفواجع التي تعرض لها العراقيون وما زالوا على المستويات كافة من قبل الحكام والساسة الطغاة الظالمين الذين لا يعرفون سوى مصالحهم وتحقيق اهدافهم ورغائبهم بعيدا عن حاجات الشعب ومصالحه التي ينبغي أن تكون اولى من غيرها بالرعاية والتحقيق.

وهكذا يمكن للمتلقي أن يتعامل مع المحتوى الكبير لهذا الكتاب على انه يقدم الحلول اللازمة لما يعانيه المسلمون في العراق من نكبات وانتكاسات متواصلة، تكمن معظم أسبابها بعدم وضوح الرؤية لدى غالبية الناس حيال واقعهم المرير وأسباب حدوثها وكيفية معالجتها، لذا ينبغي على العراقيين معرفة أوضاعهم بدقة ثم دراسة أسباب ذلك ومن ثم وضع الحلول اللازمة التي بامكانها انتشالهم من واقعهم المزري.

ولعلنا نجد ذلك في جوهر هذا الكتاب الذي ينطوي على رؤى وأفكار الفقيه الشيرازي الذي شغل فكره وروحه من اجل وضع الأجوبة الصحيحة على تساؤلات الواقع المرير الذي مر ولا يزال يمر به العراقيون سواء في تأريخهم الماضي او الحاضر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/أيار/2010 - 5/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م