خبر بمساحة 10×10 سم فقط على أحدى الصحف البغدادية يشعل الألق
العراقي المعاصر والذي يسمى "زها حديد"، من جديد فما انطفأ هذا الألق
منذ الأزل، يقول الخبر " مجلة تايم" أختارت المعمارية العراقية زها
حديد في المرتبة الأولى بين المفكرين (الأكثر تأثيراً) في العالم لعام
(2010)، وقالت المجلة إن عمل، حديد، الحاصلة على جوائز عالمية عدة "
يولّد الولع والشغف" وأضافة أنه بغض النظر عن طريق تقيم كل فرد لعمل
حديد فهي تحمل " رؤية فريدة" وعملها " مثل الأساطير وأصلي تماماً ".
لقد أحدثت تلك المجلة العالمية تغييرا في لائحتها هذا العام، أذ
قسمت الأشخاص الأكثر نفوذاً الى أربعة فئآت قادة، أبطال، فنانين
ومفكرين، لكل فئة 25 أسماً لامعاً فأحتلت زها حديد الرقم 1 في قائمة
المفكرين. أنتهى الخبر.
ولمن لا يعرف زها حديد، هي أمراة عراقية ولدت من رحم بغداد عام
1950، حصلت عام 1971 على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من الجامعة
الأمريكية في بيروت، وتخرجت عام 1977 من الجمعية المعمارية بلندن،
حاصلة على وسام التقدير من ملكة بريطانيا، والعديد من الشهادات
التقديرية التي لا مجال لحصرها، لديها الكثير من التصاميم المعمارية
الكبرى في العالم والتي أضافت الى الإنسانية عمقاً حضارياً وتقنياً
جديداً، وحسب ما جاء في المجلة فأن "حديد" استلهمت في تصاميمها إبداعات
الأساطير القديمة ووشمتها بعمق الحضارة الإنسانية، لقد ولجت زها حديد
الى عالم الخيال بتصاميمها المعمارية الهائلة الروعة.
أني لأتسآل ماذا لو أصبحت زها حديد وزيرة للإسكان والأعمار في
العراق ؟ ماذا لو أصبحت زها حديد أمينة للعاصمة بغداد ؟
أعتقد أن حديد ستعيد المجد المعماري لبغداد الحبيبة وسوف تنشق الأرض
عن أساطير الرخاء لألف ليلة وليلة وسنعود الى ألق الحضارة البابلية
وعبق الدولة الآشورية وننام مليء أعيينا تحت القباب والمقوسات
الإسلامية الرائعة.
أعتقد أننا بحاجة الى زها حديد وغيرها من العراقيين الأفذاذ في
العالم كي يعودوا الى وطنهم وأن يحتضنهم هذا الوطن الذي أفقدوه الساسة
دفيء حضنه، أقول نحن بحاجة الى "حديد" لوحدها أكثر من حاجتنا لألف
سياسي يملؤن رؤسنا كل يوم بقصصهم البطولية عن العد والفرز وكيف يبنون
حضارة الكراسي العقيمة الصدئة.. ولكن من يتعض.
zaherflaih@yahoo.com |