
شبكة النبأ: تعهد الرئيس الأمريكي
باراك اوباما بإنهاء العلاقة الحميمة بين صناعة النفط والمسئولين عن
تنظيمها في الولايات المتحدة في أعقاب كارثة تسرب النفط في مياه خليج
المكسيك.
كما تعهد أوباما ببذل مزيد من الجهود لمنع تسرب النفط إلى المياه
العميقة وانتقد في الوقت ذاته المسؤولين في شركات صناعة النفط بسبب
هروبهم من تحمل المسؤولية عن الكارثة.
وفي ظل ذلك أشارت توقعات الطقس إلى أن الرياح قد تدفع بقعة النفط
إلى الشاطئ بحلول عطلة نهاية الأسبوع الجاري.
وكان أحد عشر شخصا قد قتلوا في انفجار منصة تنقيب عن النفط في 20
أبريل نيسان الماضي وتملك المنصة شركة ترانزأوشن وتعمل لصالح شركة
بريتيش بتروليوم البريطانية.
وأسفر الحادث أيضا عن تسرب آلاف من براميل النفط إلى مياه الخليج
بعد تحطم الأنبوب الرئيسي للبئر ويأتي هذا في الوقت الذي تقوم فيه شركة
بي بي باستخدام آلات إليكترونية في محاولة لوقف تسرب النفط عن طريق وضع
أنبوب داخل الأنبوب الرئيسي لرفع النفط المتدفق إلى حاوية على السطح.
وقال الرئيس الأمريكي في أعقاب اجتماعه مع مسؤولين بإدارته في البيت
الأبيض لفترة طويلة جدا من الزمن كانت هناك علاقة حميمة بين شركات
النفط والوكالة الفيدرالية (هيئة إدارة المعادن الأمريكية) التي تسمح
لهم بحفر الآبار.
وأضاف يبدو أن تصريحات الحفر لهذه الشركات كانت تمنح في كثير من
الأحيان بقليل من ضمانات السلامة من شركات النفط ولكن هذه الأمر أصبح
غير ممكن ولن يحدث بعد الآن .
وقال أوباما إنه يشعر بنفس الغضب الذي يشعر به سكان ساحل خليج
المكسيك بسبب التسرب والدمار الذي يواجهونه. بحسب رويترز.
وتشير التوقعات إلى أن الحادث ربما يتحول إلى أسوأ كارثة بيئية
تواجه الولايات المتحدة في ظل شكوك العلماء في التقديرات الرسمية لمعدل
تسرب النفط بما يعادل 5000 برميل يوميا حيث يرى العلماء أن هذا الرقم
يقل بشكل كبير عما يحدث في الطبيعة.
وقدر إيان ماكدونالد عالم المحيطات بجامعة فلوريدا معدل التسرب
بأربعة أو خمسة أضعاف الرقم الذي أصدرته الحكومة حسبما ذكرت صحيفة
نيويورك تايمز.
مراجعة إجراءات الترخيص..
وأكد اوباما انه يشاطر ضحايا التسرب النفطي في خليج المكسيك "الغضب"،
منددا "بالمسرحية السخيفة" لشركات النفط التي تبادلت الاتهامات في مجلس
الشيوخ قبل ان يعلن عن مراجعة لاليات الترخيص بالتنقيب والحفر.
وقال اوباما "نعلن اليوم مراجعة للقواعد البيئية لعمليات الحفر
والتنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما"، وذلك بعد اجتماع مع فريق عمله
خصص لبحث الكارثة البيئية التي تهدد السواحل الجنوبية للولايات المتحدة.
وقال اوباما بحدة غير مسبوقة مهاجما الشركات النفطية المسؤولة عن
التلوث "لم يسرني ما اعتبره مسرحية سخيفة في اثناء جلسات الاستماع في
الكونغرس حول هذا الموضوع". بحسب رويترز.
وعمد مسؤولو شركات بريتيش بتروليوم، التي تستغل منصة ديبواتر
هورايزون، وترانسوشن، التي تملك المعدات التي انفجرت وغرقت مسببة
التسرب النفطي، وهاليبرتن التي نفذت الدعامة الاسمنتية لابار النفط الى
تبادل الاتهامات امام النواب.
وقال الرئيس "لم تنطل المسألة على الاميركيين، ولا علي ايضا" محذرا
من انه لن يسمح "بمواقف مماثلة" بعد الان. واقر اوباما "من الجلي ان
النظام فشل فشلا ذريعا"، ولم يوفر حكومته. وقال "منذ فترة طويلة جدا،
لمدة عقد او اكثر قامت علاقة تقارب وثيق بين شركات النفط والوكالة
الفدرالية التي ترخص لهم بالتنقيب"، علما ان ادارته اعلنت هذا الاسبوع
عن اعادة تنظيم لهذه الوكالة.
ويتزامن رفع النبرة هذا مع مراجعة هائلة لحجم التسرب. ونقلت اذاعة
ان بي ار الرسمية عن ثلاثة خبراء يستخدمون تقنيات مختلفة ان التسرب
اكبر من التقدير الرسمي ب800 الف ليتر يوميا.
وبات التسرب النفطي اسوأ كارثة نفطية في تاريخ الولايات المتحدة،
حيث فاق كارثة اكسون فالديز في الاسكا عام 1989.
فشل محاولات الحد من التسرب..
وتواجه شركة بي بي BP البريطانية مشاكل في وضع غطاء خرساني على
البئر النفطية في قاع البحر التي يتسرب منها النفط في مياه خليج
المسكيك.
وقال رئيس الشركة دوغ ستلز ان الصندوق المكون من 98 طنا من الخرسانة
والصلب لم يوضع في مكانه المستهدف بعدما بدأت تتراكم فيه بلورات تشبه
الثلج. واضاف ان مهندسي بي بي يحاولون ايجاد حل للمشكلة. وهدف عملية
التغطية هو احتواء نحو 85 في المئة من التسرب النفطي ورفعه الى ناقلة
على سطح المياه.
واغلق المسؤولون الامريكيون مأوى الحياة البرية الوطني في بريتون
امام الجمهور بعدما وصلت البقعة النفطية الناجمة عن التسرب الى الجزر
القريبة من لويزيانا.
ويتسرب من البئر البحرية الواقعة على بعد 80 كيلومترا من الشاطئ 5
الاف برميل يوميا من النفط على مدى 19 يوما منذ انفجار وانهيار منصة
النفط البحرية الشهر الماضي والذي اسفر عن مقتل 11 شخصا.
وكانت بي بي تامل في ان يعمل الغطاء الخرساني على تجميع النفط من
البئر حتى توقف التسرب نهائيا بحفر ابار مجاورة. بحسب فرانس برس.
واستخدمت غواصات يتم التحكم بها عن بعد في توجيه القمع الخرساني الى
فوهة البئر الواقعة على عمق 1.5 كيلومتر تحت سطح الماء. ولم تستخدم تلك
الطريقة الا مرات قليلة وفي مياه ضحلة.
وبدت الامور مضبوطة في اولها الى ان قالت الشركة السبت انها اضطرت
الى تنحية القمع الخرساني جانبا بعد تراكم غازات قابلة للاشتعال في شكل
بلورات صلبة تشبه الثلج داخله. وتقول الشركة انها ستحاول تنظيف الغطاء
اما بالمياه الساخنة في قاع المحيط او باستخدام مواد هيدروكربونية
كالميثانول لتذويبها.
التسرب يفوق حجمه المُعلن بكثير
ونقلت صحيفة التلغراف عن شركة تجمع وتحلل صور الأقمار الاصطناعية
واسمها سكاي تروث، أن تقديرات تستند إلى صور فضائية للتسرب النفطي في
خليج المكسيك، تشير إلى تدفق النفط بمعدل 25 ألف برميل في اليوم إلى
مياه الخليج أي ما يعادل خمسة أضعاف ما صرحت به شركة بريتش بتروليوم
والمسؤولين الأمريكيين.
يستدل بذلك أن قرابة تسع ملايين برميل تسربت تحت الماء عقب الانفجار
الذي قتل فيه 11 عاملا يوم 20 أبريل، وهي بالتالي أكبر كارثة تسرب
وتفوق حادثة إيكسون فالديز في ألاسكا عام 1989 حين تسرب من شحنة
الناقلة مايقارب 11 مليون برميل في البحار.
ستكون من عواقب التسرب الضخم للنفط دمار هائل في مياه الصيد والحياة
البرية والشواطئ في خليج المكسيك والولايات الأمريكية التي تطل عليها
وهي فلوريدا ولويزيانا وآلاباما، وسكانها ممن يعيشون بالاعتماد على
قوتهم من الصيد أو أنشطة السياحة.
ويقول مدير شركة شركة سكاي تروث SkyTruth التي تجمع وتحلل وتراقب
صور الأقمار الاصطناعية لصالح منظمات حماية البيئة، إن الصور التي
نشرتها بريتش بتروليوم صاحبة الحفارة البحرية التي انفجرت تظهر ما
لايقل عن 6 ملايين برميل نفط تدفقت إلى مياه الخليج وأن معدل تدفق
النفط يوميا هو 20 ألف برميل تدخل مياه الخليج لكن الرقم الحقيقي هو
أعلى من ذلك بكثير.
ووصل حجم البقعة النفطية التي يضخها بئر النفط إلى مساحة جزيرة ضخمة
أي ما يقارب مساحة بورتوريكو البالغة أكثر من 5 ألاف ميل مربع وفقا
لأسوشيتد برس التي أشارت ألى صدور قرار يمنع صيد الأسماك في خليج
المكسيك.
وكالة البيئة: كارثة لا سابق لها
من جانب آخر قال مسؤول كبير في الوكالة الاميركية لحماية البيئة ان
تأثير بقعة النفط في خليج المكسيك على البيئة سيكون "كبيرا" حتى اذا
تمكنت شركة بريتش بتروليوم من وقف تسرب الخام بسرعة.
وصرح بوب بيرسيزيبي نائب مدير وكالة حماية البيئة في مقابلة وكالة
فرانس برس "سيكون هناك تأثير كبير على البيئة حتى اذا توقف التسرب الآن
وعلى الرغم من كل ما نفعله لمنع النفط من الوصول الى السواحل".
واضاف "يمكننا ان نستعيد بعض النفط ونحرق كمية منه وتشتيته (بمواد
كيميائية) لكن لا شك ان النفط سيصل الى السواحل مما سيتطلب عمليات
تنظيف واسعة ولبعض الوقت". بحسب رويترز.
واكد ان البقعة السوداء وصلت الى جزر فريميسن المحمية الطبيعية
الواقعة في البحر جنوب لويزيانا. وقد اغلقت امام الجمهور الجمعة لتسهيل
عمليات التطهير. وتضم هذه الجزر انواعا من الطيور تتكاثر في هذا الموسم
من العام. وتابع المسؤول نفسه ان "كل ما مفعله الآن هو محاولة الحد من
الاضرار".
من جهته، اكد عالم الاحياء البحرية جو غريفيت في مقابلة مع وكالة
فرانس برس ان هذه البقعة ليست طارثة "بحجم تشيرنوبيل" لكن سيكون لها
تأثير سلبي جدا على ثمار البحر والاسماك.
وقال العالم في مختبر الابحاث اوشن سبرينغز "لن نشهد +تشيرنوبيل+ في
دلتا الميسيسيبي. لكن النفط مادة سامة جدا ستؤثر على القريدس والسمك
والمحار والسلطعون وخصوصا على نمو صغار هذه الحيوانات".
وتؤمن دلتا الميسيسيبي اربعين بالمئة من الانتاج الاميركي من ثمار
البحر. وتابع "ستكون هناك آثار بالتأكيد".
حاكم لويزيانا: التسرب النفطي يهدد رزقنا
وفي نفس السياق قال بوبي جندال، حاكم ولاية لويزيانا الامريكية التي
تشرف على خليج المكسيك، إن البقعة النفطية الهائلة التي نتجت عن تسرب
النفط الخام من منصة تابعة لشركة البترول البريطانية تهدد سكان ولايته
في موارد رزقهم.
ويستعد الرئيس باراك اوباما للتوجه الى المنطقة المنكوبة ليطلع
بنفسه على حجم الدمار الذي تتسبب فيه البقعة النفطية للمناطق الساحلية
في اربع ولايات امريكية جنوبية، في الوقت الذي قال خبراء فيه إن حجم
البقعة قد تضاعف ثلاث مرات في الايام القليلة الماضية.
فقد أكد هانز غريبر الباحث في جامعة ميامي الأمريكية أن البقعة
النفطية هي أكبر بواقع ثلاث مرات على الاقل مما كان يعتقد اصلا. وقال
وفقا للصور الاخيرة التي تلقيناها من الاقمار الصناعية فان حجم البقعة
اكبر ثلاث مرات من التقديرات السابقة. وأضاف أن البقعة تزداد حجما مع
الوقت ومن المرجح أن تكون اصبحت بالفعل أكبر من حساباتنا. بحسب رويترز.
لكن الأدميرال الأمريكي المسؤول عن محاصرة التسرب النفطي في السواحل
الأمريكية لخليج المكسيك اكد بأن انتاج الولايات المتحدة من النفط
والغاز في تلك المنطقة لم يتأثر، مضيفا أن ناقلات النفط تعمل كالمعتاد
في السواحل الجنوبية للولايات المتحدة الغنية بالنفط والغاز.
ومن جانب أخر، أعاقت الرياح القوية وصول القوارب والطائرات إلى
المواقع التي تنتشر فيها بقعة الزيت في خليج المكسيك من أجل احتوائها.
وقال الحاكم جندال في مؤتمر صحفي: هذا التسرب النفطي لا يهدد
المسطحات المائية وصناعة صيد الاسماك في ولايتنا فحسب، بل يهدد ايضا
موارد رزقنا واسلوب حياتنا.
وكشف جندال بأنه لم يتسلم من الشركة البريطانية بعد اية خطط مفصلة
عن الكيفية التي تنوي بها وقف التسرب من البئر النفطية في خليج المكسيك،
الا انه اكد على انه ينبغي على الشركة تحمل نفقات كافة الخطوات التي
تتخذها لحماية المناطق الساحلية.
ومن المتوقع ان يصل الى ولاية لويزيانا يوم الاحد ايضا توني هيوارد
رئيس مجلس ادارة شركة النفط البريطانية. وكانت الشركة قد اكدت بأنها
ستلتزم بتعويض كل المتضررين المتقدمين بطلبات مشروعة.
وقد دعا المسؤولون الامريكيون الشركة الى اتخاذ اجراءات عاجلة
وتوفير المزيد من الموارد لحل المشكلة، بينما قال اندرو جاورز الناطق
باسم (BP) إن شركته اطلقت ما وصفها بـ اوسع عملية تنظيف بحرية على
الاطلاق تشارك فيها 76 سفينة وخمس طائرات وتستخدم مليون قدم من الحواجز
العائمة لاحتواء البقعة النفطية.
وقد بدأت بقعة الزيت الآن في الوصول إلى شواطئ لويزيانا وتهدد شواطئ
ثلاث ولايات امريكية اخرى.
ويقول المحللون ان الكارثة توشك ان تتجاوز كارثة تسرب اكسون فالديز
عام 1989 لتصبح اسوأ كارثة تسرب نفطي في تاريخ امريكا.
وانضمت ولايتا مسيسيبي والاباما لولايتي لويزيانا وفلوريدا في اعلان
حالة الطوارئ تحسبا لوصول بقعة الزيت من التسرب النفطي المستمر الى
شواطئها.
وكان خفر السواحل الامريكي قد قدر اول الامر حجم التسرب النفطي بـ
200,000 جالون، الا انه اعترف يوم السبت باستحالة الاتيان بتقدير مضبوط،
ولكن صورا التقطتها الاقمار الاصطناعية وحللتها جامعة ميامي تشير الى
ان حجم البقعة تضاعف عدة مرات وهي الآن تضاهي بمساحتها مساحة جزيرة
بورتو ريكو.
وقف الصيد بخليج المكسيك
وأغلقت السلطات الفيدرالية في الولايات المتحدة مناطق من خليج
المكسيك أمام عمليات الصيد مؤقتاً، في الوقت الذي تدر فيه صناعة الصيد
التجارية عائدات تصل إلى قرابة 2.4 مليار دولار على المنطقة، وذلك على
خلفية التسرب النفطي الذي يشكل أكبر تحد بيئي لإدارة الرئيس الأمريكي،
باراك أوباما.
وحظرت "الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي" الصيد لمدة عشرة
أيام في المنطقة الواقعة بين نهر الميسيسبي في لويزيانا وحتى المياه
الواقعة قبالة خليج بنساكولا في فلوريدا.
ويعتاش عدداً من بلدات المنطقة على صناعة الصيد في الخليج، حيث تعيق
الرياح القوية والأمواج المرتفعة جهود تطويق البقعة النفطية، التي شدد
أوباما الأحد إن إدارته بدأت جهوداً " دون هوادة" للتصدي لها، غير أنه
أكد بأن معالجة الأمر قد يستغرق "عدة أيام."بحسب سي ان ان.
وفيما تتواصل الجهود لمكافحة البقعة النفطية، تواصل بئراً تحت مياه
البحر ضخ نحو 210 ألف غالون من النفط الخام يومياً في خليج المكسيك بعد
أن باءت محاولات إغلاقها بالفشل منذ الانفجار الذي وقع على منصة "ديبووتر
هورايزون" النفطية التابعة لشركة النفط البريطانية "بريتيش بتروليوم"،
وأدى لإغراقها أواخر إبريل/نيسان الماضي.
وأشار خفر السواحل الأمريكي أن نحو 1.6 مليون غالون من النفط قد
تدفق في الخليج منذ وقوع الانفجار في 20 إبريل/نيسان الفائت، وتسبب في
فقدان 11 شخصاً، يعتقد أنهم في عداد الموتى. |