حرب المتصفحات: تشييع الإكسبلورر وبزوغ فجر كروم وفايرفوكس

اختراق الإكسبلورر على الإنترنت يعزز فهم المتصفحات المنافسة

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يشتكي كثير من الناس وتحديداً أولئك الذين يبحرون في عوالم الإنترنت، من متصفح الإنترنت مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر6، إلى حد ظهور تحركات وحملات لوأد النسخ القديمة منه، وعدم التعاطي معه.

وفي يونيو/حزيران عام 2002، كانت حصة متصفح مايكروسوفت "إنترنت إكسبلورر" تصل إلى 95 في المائة من بين المتصفحات المختلفة، وساعد في ذلك أنه كان يأتي محملاً مع نظام التشغيل "ويندوز" بوصفه المتصفح الأساسي المفترض.

وحتى اليوم، يظل "الإكسبلورر" مهيمناً في عالم المتصفحات، ولكن مقارنة بالعام 2002 عندما بلغ القمة، فإنه آخذ في السقوط بقوة، فهذا الأسبوع، كشفت مؤسسة متخصصة بأبحاث السوق، تدعى "نت أبليكيشنز" أن حصة "مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر" تراجعت إلى أقل من 60 في المائة من سوق المتصفحات.

وفي الأثناء، أخذت تبرز متصفحات أخرى مثل "كروم" الذي طرحته شركة غوغل، و"فايرفوكس" من شركة موزيلا، بالإضافة إلى "أوبرا" و"سفاري" من أبل.

وبحسب الإحصائيات، يأتي "فايرفوكس" في المرتبة الثانية، إذ يحتل حوالي 25 في المائة من حصة سوق المتصفحات، بينما يحتل "كروم"، الصاعد الجديد في هذا السوق، ما نسبته 7 في المائة، بعد أن كان يحتل 2 في المائة قبل عام واحد فقط.

وحتى تحافظ مايكروسوفت على حصتها من سوق المتصفحات، التي تشهد تنافساً محموماً، فإنه من المتوقع أن تطرح قريباً الإصدار التاسع من متصفح "إنترنت إكسبلورر"، والموجود الآن بنسخ تجريبية "بيتا" ويعمل على نظام التشغيل "ويندوز 7" ونسخ محدثة من نظام التشغيل "ويندوز فيستا"، ولكنه غير متاح بنسخه التجريبية لنظام "ويندوز إكس بي."

على أن المحلل في مؤسسة "غارتنر" جيفري مان صرح لهيئة الإذاعة البريطانية BBC بأن بدائل "إنترنت إكسبلورر" مازالت تحصد حصصاً من سوق المتصفحات وتلفت اهتمام المتصفحين. بحسب سي ان ان.

وقال مان: "هناك العديد من البدائل الجيدة حالياً، وشركة غوغل تعلن عن البديل الخاص بها، وهناك أعداد متزايدة من المتصفحين الذين يستخدمون متصفح شركة أبل، "سفاري"، وهناك وعي أكبر بوجود مثل هذه البدائل."

على أن الحكاية تكمن إلى حد ما في أن ثمة عدد لا بأس به من متصفحي الإنترنت الذين لا يدركون ما هو المتصفح ولا ما يستخدمونه.. فإذا كنت أحدهم.. لا تبتئس.. إنه البرنامج الذي يمكنك من تصفح الإنترنت.. وقراءة هذا الموضوع.

ومن الأسباب التي تدفع المتصفحين لاستخدام البدائل، أن الإكسبلورر يبدو أبطأ من غيره من المتصفحات، وفي بعض الأحيان ينهار المتصفح أو يتجمد دون سبب واضح.

وذهب البعض إلى تشبيه الإكسبلورر بأنه "سرطان الإنترنت"، ويشير البعض الآخر إلى أنه سهل الاختراق من قبل الهاكرز، في حين أن متصفحات أخرى ذات بيئة مفتوحة تعتبر سهلة الاستخدام وأكثر أمناً.

ومن المتوقع أن يبدأ "كروم" في حصد حصة أكبر في سوق المتصفحات، وخصوصاً بعد أن طرحت شركة غوغل نسخة خاصة منه لمستخدمي أجهزة أبل.

ضربة جديدة لـ مايكروسوفت..

ويبدو أن تحذيرات الحكومتين الألمانية والفرنسية بخصوص انكشاف متصفح مايكروسوفت رقم 6 على شبكة الإنترنت، في أعقاب الهجمات التي حدثت على فضاء الشبكة في الصين، والتي كشفت عنها شركة غوغل في الأسبوع الماضي، سوف تؤدي إلى تعزيز فهم المتصفحات المنافسة في أوروبا.

على الرغم من ذلك، وصف خبراء أمن الكمبيوتر عيوبا برمجية مايكروسوفت بأنها روتينية، وليست خطيرة بشكل خاص، بينما وصفوا ردود الفعل الرسمية في أوروبا، بأنها ردود فعل مبالغ فيها. بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.

نقطة الضوء التي تم تسليطها على ضعف برمجيتها نتيجة للهجمات الصينية، تأتي في وقت حرج بالنسبة لشركة مايكروسوفت التي كانت تأمل بأن إطلاق نظام تشغيلها ويندوز 7، سوف يعكس اتجاه الفقدان المستمر لحصة السوق لمتصفحها على الشبكة.

لا يزال متصفح إكسبلورر إنترنت هو المتصفح الرئيسي في أوروبا، حيث يتمتع بحصة سوق بنسبة 45 في المائة، في الوقت الذي يقترب منه متصفح فايرفوكس الذي يتمتع بنسبة 40 في المائة. ويقارن ذلك مع نسبة حصة سوقية عالمية تبلغ 56 في المائة، حسب معلومات شركة تحليل الشبكة ستات كاونتر Stat Counter. واحتل فايرفوكس المرتبة الأولى في بعض الأسواق، مثل السوق الألمانية، بينما يحل إنترنت إكسبلورر في المرتبة الثانية.

حذرت الحكومتان الألمانية والفرنسية المواطنين من استخدام إنترنت إكسبلورر، على الأقل حتى تتم مسألة انكشاف البرمجية. وازدادت المخاوف بعد أن أشار خبراء الأمن إلى عيب في رمز إنترنت إكسبلورر، على أساس أنه سبب لانكشاف رئيسي ساهم في الهجمات على شركة غوغل، وعلى 33 شركة أخرى.

كان هنالك تصاعد كبير في عمليات البحث على فايرفوكس في ألمانيا في نهاية الأسبوع الماضي، حسب ما ورد من معلومات على موقع غوغل تريندز Google Trends الذي يتيح للمستخدمين متابعة سلوك الإنترنت. وشهدت سويسرا والنمسا، كذلك تزايداً كبيراً في عمليات البحث على فايرفوكس، مقابل زيادة أكثر اعتدالاً في بلدان مثل إيطاليا وهولندا وإسبانيا والبرتغال، والمملكة المتحدة.

وقالت شركة مايكروسوفت في الأسبوع الماضي إن إنترنت إكسبلورر كان إحدى الآليات التي استخدمت في الهجمات. وكانت شركة مايكروسوفت ذاتها توصي بأن يتحول الزبائن إلى إنترنت إكسبلورر 8 ، الذي يعد نسخة أحدث من المتفحص أو المتصفح. وقالت الشركة إنها لم تشهد أي هجمات ناجحة على هذه النسخة.

ووصف أندرو ستورمز مدير الأمن في شركة ن سيركل nCircle التحذيرات الفرنسية والألمانية بأنها «ردود فعل غير متناسبة» تعكس هلعاً عاماً بعد المعلومات التي كشفت عنها شركة غوغل.

وقال خبير الأمن الذي يعيش في أمريكا، دان كامنسكي، إن مايكروسوفت شركة أمريكية، بينما يتم تطوير فايرفوكس دولياً، وبالتالي فإن من السهل هزيمتهم في هذا الأمر. إن الكشف عن عيب في متفحص ما أمر روتيني نسبياً، وليس مختلفاً بشدة عن الآلاف من مواطن الضعف الأخرى التي تظهر على المتصفحات سنوياً، وعلى إضافات البرمجيات التي تعزز من قدراتها.

تراجع حصة إكسبلورر لصالح كروم

واستمرت حصة إنترنت إكسبلورر بالتراجع عالميا لصالح متصفح كروم الذي طرحته غوغل منذ عام واحد فقط، على الرغم من تقديم مايكروسوفت للإصدار الثامن من المتصفح مع كمبيوترات ويندوز 7.

أما السبب الرئيسي لتراجع حصة إنترنت إكسبلورر فهو امتداد نفوذ مصتفح كروم، ليوقف تقدم فايرفوكس في الاستحواذ على حصة أكبر من السوق، فمعدل زيادة حصة متصفح شركة موزيلا بين شهر مارس 2009 ويناير 2010 كان 1.13%، بينما ازدادت حصة متصفح كروم في الفترة ذاتها 3.60%، وهي أكبر نسبة زيادة بين المتصفحات المنافسة.

وكان أكبر تدهور في الحصة العالمية من نصيب إنترنت إكسبلورر الذي تراجعت حصته من 68.46% إلى 62.12% بين شهري مارس من العام الماضي ويناير الحالي، أي أن النسبة المئوية لتراجع حصة مايكروسوفت هي 6.34%. ولكن على الرغم من هذا التراجع تبقى حصة إنترنت إكسبلورر هي الأكبر عالميا، وتزيد على أقرب المنافسين فايرفوكس بنسبة 38%.

وقد جاء هذا التراجع في حصة إنترنت إكسبلورر على الرغم مما يفترض أن يكون دفعة قوية لمتصفح الإنترنت، وهو تزايد مبيعات كمبيوترات ويندوز 7 خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهي التي يعمل فيها متصفح مايكروسوفت بشكل افتراضي. فقد كانت مايكروسوفت قد أعلنت الأسبوع الماضي بيع 60 مليون ترخيص لويندوز 7.

ارتفعت حصة متصفحات سفاري وأبرا وأبرا المخصص للهواتف الجوالة بشكل طفيف، فقد ازدادت حصة سفاري بنسبة 0.90%، وازدادت حصة متصفح أوبرا بنسبة 0.26%، أما حصة أوبرا المخصص للهواتف الجوالة فارتفعت بنسبة 0.36%، وذلك دليل على ارتفاع نسبة متصفحي الإنترنت عبر الهواتف الجوالة خلال الأشهر العشرة الماضية. أما حصة متصفحات الإنترنت الأخرى مجتمعة فقد ارتفعت بنسبة ضئيلة جدا لا تتجاوز 0.07%.

تشييع إكسبلورر6 في جنازة مهيبة!!

ومن المتوقع أن يتجمع أكثر من 100 مؤبن بالملابس السوداء حول نعش فريد من نوعه، في جنازة مهيبة، يودعون خلالها "فقيد الشبكة،" برنامج متصفح الإنترنت إكسبلورر 6.

والجنازة التي تقيمها شركة "آتين للتصميم،" في كولورادو، ستتضمن نعشا يحوي "جسدا،" رأسه شعار البرنامج الشهير، الذي توفي عن عمر تسع سنوات، في أعين عدد من الشركات هذا الأسبوع، وخلف وراءه نجليه برنامجي إكسبلورر 7، وإكسبلورر 8.

وقال أحد المشيعين في رسالة أودعها على الموقع الإلكتروني الذي خصص للرسائل التأبينية "أشعر بالأسى لأنني سأقول هذا، لكنني لم أكن أحبه،" مضيفا "لقد كان منظره سيئا.. ومسيرته متعثرة.. في آخر سنوات عمره.. لكن كان دائما موجودا عندما احتجناه.. علينا أن نعترف بذلك."

لكن إكسبلورر 6 لم يمت تماما بعد، وفي الواقع ما زال يستخدم على نطاق واسع، لكن في السنوات الماضية، استبدل ببرامج أحدث، وأسرع، ما حدا بموقعي غوغل للوثاق والخرائط إلى وقف الدعم عن استخدامه الاثنين الماضي.

وقال مسؤول رفيه في غوغل "تطورت الشبكة في السنوات العشر الماضية، من صفحات بسيطة تحوي نصوصا، إلى أخرى غنية بالصوت والصورة والفيديو، وللأسف المتصفحات القديمة لا تستطيع مواكبة ذلك."

وولد البرنامج "الفقيد" عام 2001، وكان الأمثل لتصفح الإنترنت لكثير من المستخدمين حتى حل عام 2006، عندما أطلقت شركة مايكروسوفت النسخة الأحدث منه، إكسبلورر 7، ثم أتبعتها بنسخة أكثر حداثة هي إكسبلورر 8 في مارس/آذار الماضي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/أيار/2010 - 26/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م