المقدمة الخاصة: وتشتمل الحديث عن شخصية
الإمام الصادق عليه السلام
الحديث الذي نحن بصدده يتعلق بالكلام الصادر عن أحد أعظم الشخصيات
الإسلامية التي لها الدور الكبير في رسم معالم الفكر الإسلامي بجميع
تصوراته الفلسفية والعلمية والتأريخية والروحية والمادية والدينية
والعقائدية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية، بل وكافة أنشطة الحياة
التي تتعلق بالإنسان والكون والحيوان والنبات، وسائر الأمور التي تتعلق
بالماضي والحاضر والمستقبل، ولايعد ذلك غريباً فيما لو كان الحديث يدور
حول شخصية كشخصية الإمام الصادق عليه السلام لما لها من الفضل الكبير
في إرساء قواعد الإسلام والحفاظ عليه في أمة هي خير الأمم أخرجت لتأمر
بالمعروف وتنهى عن المنكر.
عمر الإمام جعفرالصادق عليه السلام
ولد الإمام جعفر الصادق عليه السلام في 83 للهجرة وتوفي في عام 148
للهجرة وذلك يعني أن عمره الشريف بحدود 65 عاماً – أعلام الهداية (8)
المجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام - قضى معظمها في رسم الخارطة
الإسلامية للمسلمين حَدَّدَ فيها معالم الإسلام بصورة صحيحة وأرسى
قواعده في صفوف النخبة التي كانت تدور في فلك حوزته.
بداية إمامته عليه السلام
تقلد الإمام جعفر الصادق عليه السلام اإمامته الشرعية بعد وفاة أبيه
الإمام الباقر عليه السلام، وكان عمر الإمام الصادق عليه السلام وقتئذ
حوالي 31 عاماً، ويعني ذلك أنه رافق أباه مدة طويلة كان فيها ملازماً
له ومتابعاً لخطواته.
الدور العلني للإمام جعفر بن محمد الصادق
عليه السلام
إن من أبرز المهمات الصعبة التي قادها الإمام الصادق عليه السلام
تصديه لظواهر الغلو والتيارات الإلحادية وكان له برنامجه العملي الواسع
الذي إعتمده في حوزه الجامعة في كل من الكوفة والمدينة حيث أشتهر أنَّ
تلاميذه جمعوا عنه حوالي أربعمائة كتاب صغير وكبير حول مواضيع مختلفة.
دور الإمام الصادق عليه السلام في حياة الأمة
يُعَدُّ دور الإمام الصادق عليه السلام وهو السادس من أئمة أهل
البيت المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام من أهم الأدوار في حياة
المسلمين لأسباب عدة منها أنه تمتع بفترة ذهبية مستقرة نسبياً وعاش
مرحلة الإنتقال بين الحكم الأموي والعباسي مما فسح له المجال لممارسة
أكبر قدر من النشاط الفكري والثقافي والعقائدي.
ومن جهة أخرى شكلت حياته الطويلة قياساً للأئمة الآخرين الأئمة
الأثني عشر إنموذجاً جيداً وكافياً لإرساء قواعد الإسلام المحمدي
الأصيل في وقت كان الناس فيه بأمس الحاجة لعالم كبير يمكنه التصدي
لأفكار وفلسفات تعادي الإسلام أنتشرت بين صفوف المسلمين، ولم يكن
حينذاك شخصية أفضل من شخصية الإمام الصادق عليه السلام للقيام بمثل
تلك المهمة.
أصحاب الإمام الصادق عليه السلام
كان من أهم وأبرز تلاميذ الإمام الصادق عليه السلام الآخذين عنه
علومه بريد بن معاوية البجلي، ابا بصير ليث بن البختري المرادي، محمد
بن مسلم، زرارة بن اعين، عبد الله بن يعفور، ابان بن تغلب، اسماعيل بن
محمد الحميري، ثابت بن دينار، جابر بن يزيد، جعفر بن عفان الطائي،
الحارث بن مغيرة النصري، حماد السمندري، حمزة بن محمد الطيار، داود بن
كثير، زياد بن عيسى (ابو عبيدة الحذاء)، سفيان بن مصعب العبد، سليمان
بن خالد ابن دهقان بن نافلة، عبد الاعلى مولى ال سام، عبد الله بن
جندب، عبد الله بن سنان، عبد الله بن عجلان، عبد الله بن ميمون، عبد
الله بن يحيى الكاهلي، عبد الملك بن اعين، عمر بن محمد ابن يزيد بن
الاسود، عمر بن ابي المقدام، عمران بن عبد الله القمي، عيسى بن ابي
منصور القرشي، عيسى ابن عبد الله الاشعري، الفضل بن يسار النهدي،
الكميت بن زيد الاسدي، مالك بن اعين، مسمع بن عبد الملك (ابن مسمع) (ابا
سيار)، معلى بن خنيس، المفضل بن عمر الجعفي، منصور بن حازم، هارون
المكي، هشام بن الحكم، هشام بن محمد ابن السائب ابو المنذر، يحيى بن
سابور، يزيد بن خليفة الحارثي، يونس بن يعقوب، الطاق ابو جعفر الاحول (محمد
بن علي ابن النعمان).
وكان لهؤلاء الفضل الكبير في نقل الحديث وتدوينه ضمن مدرسة أهل
البيت التي تعتبر المنهل الصافي الذي يجمع تراث المسلمين وحقائق
الإسلام. (من جدول لبحث خاص للكاتب حول رواة الحديث وخواص الإمام
الصادق عليه السلام مستمدة من الكتب المحامدية).
تلامذة الإمام الصادق عليه السلام
لقد كان دور الإمام الصادق عليه السلام في نشر العلوم والمعارف
الربانية ذو طابع عريض إذ رسخ من خلال دروسه التي كان يلقيها على
تلامذته روح الإسلام وفق منهج ورؤية أهل البيت عليهم السلام وكان يمثل
نقطة إلتقاء الجميع لما له من العلم الخاص والهيبة والصلة برسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت حوزة الإمام عليه السلام محط إهتمام
عند الجميع ومنهم الطبقة الحاكمة التي كانت تهابه وتحترمه في الوقت
الذي تخاف منه على سلطانها لما كان له من محبة في أوساط الطبقات
الشعبية بالرغم ن عدم وجود طمع له في السلطة، إذ كان جُل إهتمامه
مُنْصَّبَاً على نشر العلوم والدفاع عن العقيدة وأشتهر التتلمذ على
يديه أربعة آلاف من المتعلمين ورواة الحديث عنه. (عدد التلاميذ اشير
اليه في كثير من المصادر ومنها أعلام الهداية الصادر عن المجمع العالمي
لاهل البيت عليهم السلام الجزء الثامن منه).
حواريو الإمام الصادق عليه السلام
وكان من أهم الرجال المقربين من الإمام عليه السلام نخبة مهمة أمثال
هشام بن الحكم، بريد بن معاوية البجلي، ابا بصير ليث بن البختري
المرادي، محمد بن مسلم، زرارة بن اعين، عبد الله بن يعفور، ابان بن
تغلب. (بالإعتماد على رأي العلامة السيد الخوئي قدس سره في كتابه تكملة
مباني المنهاج).
الدور التحتي للإمام الصادق عليه السلام وعلاقته بالثوار
ولم يترك الإمام عليه السلام دوره الجهادي حيث كان يمثل الوجه
المدني لحركة الإصلاح بينما كان عمه زيد بن علي بن الحسين رضوان الله
تعالى عنه يمثل الوجه العسكري في تلك الحركة.
.................................................
المصادر
أعلام الهداية (8) المجمع العالمي لاهل البيت عليهم
السلام
من جدول لبحث خاص للكاتب حول رواة الحديث وخواص
الإمام الصادق عليه السلام مستمدة من الكتب المحامدية (من لايحضره
الفقيه للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين، وكل من تهذيب الاحكام
والاستبصار لشيخ الطائفة الطوسي محمد بن الحسن).
تكملة مباني المنهاج للعلامة السيد ابو القاسم
الموسوي الخوئي قدس سره |