عالم الحيوان: أسرار العلاقة مع الموت والخوف من النحل

 

شبكة النبأ: مع اكتشاف أسرار العديد مما يحيط بنا من الحيوات والظواهر الغريبة، لا تزال هناك الكثير من القضايا المتعلقة بالمخلوقات التي تشاركنا العيش قيد الدراسة وفك رموز طرق معيشتها ومعاناتها وما يمكن أن تقدمه من الدروس والمعارف الحياتية الجديدة المفيدة..

فمِن مستوى الإحساس العجيب الذي تحمله فصيلة الشمبانزي، مرورا بقابلية الطيور على التواصل مع صغارها قبل تفقيس البيض، إلى خوف الفيَلة الكبير من أسراب النحل والاكتشافات المثيرة الأخرى، نتابع تقرير (شبكة النبأ) العلمي التالي:

الشمبانزي يعي الموت كما الإنسان

قالت دراسة علمية أن قرد الشمبانزي يتعامل مع الموت بنفس الطريقة تقريبا التي يتعامل بها الإنسان معه. فقد قام علماء في اسكتلندا بتصوير مجموعة من قردة الشمبانزي وهي تمسد وتلاطف أنثى مسنة ميتة، حيث ظلت تلك القردة في حال اشبه بحالة الحزن والقنوط لعدة ايام بعد موتها. كما وثق باحثون آخرون، في دراسة ثانية، نشرت مقتطفات منهما في دورية علمية، اناث الشمبانزي وهي تحمل معها جثث صغارها.

ويقول العلماء ان مخلوقات اخرى، وعلى الاخص القردة، هي اقرب للانسان مما قد نتصور. ويقول الباحث جيمس اندرسون من جامعة ستيرلنغ ورئيس فريق البحث الاول، ان "هناك العديد من الظواهر التي ميزت في عهد او آخر الانسان عن باقي الحيوانات، مثل القدرة على العقلانية والمنطقية، ومهارات اللغة، واستخدام الادوات، والتنوع الثقافي، والوعي الذاتي".

الا ان اندرسون يقول ان "العلم اثبت ببراهين قوية ان الحدود التي تفصل الانسان عن باقي المخلوقات ليست واضحة المعالم كما يعتقد الكثير من الناس، وان الوعي بالموت هو مثلا ظاهرة شعورية نفسية".

وكان القائمون على حديقة حيوانات في مقاطعة سترينلغشير الاسكتلندية قد ثبتوا كاميرات تصوير لمراقبة وتوثيق موت تلك القردة المسنة المريضة، واسمها بانسي، والتي وصل عمرها الى خمسين عاما.

ولاحظوا خلال الايام السابقة لموتها ان باقي اعضاء القطيع من القرود كانوا قد خففوا من ضوضائهم ونشاطهم المعتاد على نحو لافت، وظلوا معها طوال الليل، وهم يمسدوها ويتلطفون معها على نحو غير عادي. وبعد موتها ظلت ابنتها الى جانبها طوال الليل، على الرغم من انها لم تنم اطلاقا في المكان الذي ماتت فيه امها.

كما لوحظ ان القطيع بكامله ساده الوجوم والسكون والهدوء لعدة ايام، وكان الجميع يتفادى الاقتراب من المكان الذي ماتت فيه بانسي، وظلوا ساعات طويلة وهم يمسدون ويتلطفون مع بعضهم.

وأظهرت اللقطات أعضاء المجموعة وهم يعتنون بالانثى العجوز ويربتون عليها ويقلبون فيها بعد نفوقها فيما يبدو بحثا عن أي علامات عن الحياة. وبعد موتها مباشرة غادرت الحيوانات المكان لكن ابنتها الكبرى عادت وبقيت بجوار أمها طيلة الليل.

وعندما حمل حراس المتنزه جيفة الام في اليوم الثاني بقيت حيوانات الشمبانزي هادئة يعلوها الوجوم. ولعدة أيام تحاشت النوم في المكان الذي نفقت فيه بالرغم من انه كان عادة مكانا مفضلا للنوم وظلت في حالة من الوجوم لبعض الوقت بعدها.

الفيَلة والإنذار من اقتراب النحل

ويولّد طنين النحل لدى الفيل "زمجرة" تنذر غيره من الفيلة باقتراب هذه الحشرات، بحسب دراسة علمية اجريت في كينيا.

وعند إسماع الفيلة طنين النحل مسجلا، تبينَ أنها تهرب وتختبئ أيضا حتى من دون رؤية النحل، بحسب الدراسة التي شارك فيها باحثون من جامعة اوكسفورد ومنظمة "سايف ذي الفنتس" وديزني انيمال كينغدوم".

وقالت لوسي كينغ من قسم علم الحيوانات في جامعة اوكسفورد التي قادت الابحاث انه "خلال التجارب اسمعنا عائلات من الفيلة طنين نحل غاضب وراقبنا ردود فعلها". واوضحت كينغ "اكتشفنا ان الفيلة لا تكتفي بالهروب عند سماع الطنين بل تصدر زمجرة فريدة وتهز برأسها". وتبين ان ردة فعل هذه الحيوانات تتغير عند استبدال تسجيل الزمجرة الاصلي بتسجيل معدل. بحسب فرانس برس.

وتلجأ الفيلة الى هذه الزمجرة من اجل توعية صغارها على خطر النحل، بحسب الدراسة التي ستظهر في المجلة الالكترونية "بلوس وان". ويبقى على الباحثين التأكد من اذا ما كانت هذه الزمجرة للتحذير من النحل فقط ام من مخاطر اخرى ايضا.

واوضح جوزف ستوليس من "ديزني انيمال كينغدوم" وهي حديقة حيوانات في فلوريدا ان "هذه الزمجرة تعطي مؤشرات ملفتة الى امكان الفيلة اصدار اصوات اشبه بحروف العلة بتغيير وضعية اللسان والشفتين، كما يفعل الانسان".

الطيور تتواصل مع صغارها قبل فقس البيض!

وفيما يخص الطيور كشف بحث أجراه أكاديميون في جامعة كامبريدج البريطانية عن أن الطيور الأمهات تتواصل مع صغارها حتى قبل فقس البيض. ووجد فريق الباحثين، من قسم علم الحيوان في جامعة كامبريدج، أن أمهات طيور الكناري تترك رسالة لصغارها في البيض بشأن الحياة التي ستواجهها بعد الفقس، من خلال تغيير الأحوال داخل البيض.

ويقول الباحثون إن الطيور الأجنة تعمل على تكييف تطوير سلوكها في استجداء الطعام ردا على رسالة أمهاتها.

فعلى سبيل المثال، إذا تلقى صغار الطيور رسالة بأنها ستنعم برعاية أبوين سخيين، فإنها ستستجدي الطعام بشكل أقوى بعد الفقس. أما الصغار التي تتلقى رسالة بأنها ستحظى بتربية أبوين بخيلين، فينتهي بها المطاف إلى طلب الطعام بصورة أقل كثيرا.

ومن خلال الرد على رسائل الأمهات داخل البيض، يكتسب الصغار وزنا بشكل أسرع من خلال التوفيق بين مطالبها وقدر الطعام الذي يمدها به الأبوان. ويعنى ذلك أن صغار الطيور يمكنها تجنب استجداء الطعام بصور قليلة للغاية أو تبديد جهودها في المطالبة غير المجدية.

وقالت الدكتورة ريبيكا كيلنر، التي قادت فريق الباحثين، إن «هذا العمل يغير من مفهومنا للبيئة التي تعيش فيها الطيور قبل الفقس». وتولى تمويل هذا البحث مجلس أبحاث البيئة الطبيعية.

الشمبانزي يتعاطف مع القردة الأيتام

من جانب آخر ذكر فريق من الباحثين الألمان أن قردة الشمبانزي التي تعيش في غابات غرب إفريقيا تتعاطف مع صغار الشمبانزي الأيتام وتتبناها، الأمر الذي يعكس إظهارا جليا لمشاعر الإيثار وحب الغير.

وكان قد افترض في الأعوام الأخيرة أن إظهار مشاعر الإيثار القوية تجاه أعضاء غرباء لا تنتمي إلى المجموعة هي سمة تنفرد بها المجتمعات البشرية، الافتراض الذي دعمته دراسات تجريبية أجريت على قردة شمبانزي تعيش في الأسر.

غير أن فريقا من الباحثين في قسم علم الرئيسيات في معهد ماكس بلانك لعلوم الإنسان والتطور في مدينة لايبزج الألمانية يكشف حاليا عن 18 حالة قامت فيها مجموعة من قردة الشمبانزي في حديقة «تاي» الوطنية في غرب إفريقيا بتبني صغار أيتام من تلك القردة، حيث تبنت قردة ذكور نصف هؤلاء الأيتام، فيما لوحظ أن واحدا فقط من هؤلاء الذكور هو أب لأحد الصغار. بحسب د ب أ.

وقد يستمر هذا التبني من جانب القرد البالغ لأعوام ويتضمن رعاية شاملة للشمبانزي اليتيم. وتشير هذه الملاحظات إلى أنه في ظل الظروف البيئية الاجتماعية الملائمة، تقوم حيوانات الشمبانزي برعاية قردة غرباء من غير مجموعاتها، وأن مشاعر الإيثار وحب الغير أكثر انتشارا بين الحيوانات التى تعيش فى البرية مما أظهرته الدراسات التي أجريت على القردة التي تعيش في الأسر.

وكتب العلماء في الموقع الإلكتروني لمجلة «بلوس وان» العلمية أن «تبني أيتاماً من جانب ذكور بالغين شكل إسهاما مهما يعود بالنفع على الصغار، حيث شوهدت الذكور - على الأقل - وهم تتقاسم معها الطعام وتعمل على خدمتها ودعمها أثناء الصراعات الاجتماعية». ونضج اثنان من صغار القردة التي تبناها الذكر المسيطر في مجموعة من قردة الشمبانزي بعد تبنيهما، دون أن يبدو عليهما تأخر في النمو الجسماني الذي يظهر عادة على القردة اليتيمة. وقال الباحثون لذلك فإن تلك القردة تنتفع كثيرا من هذا الإسهام.

ولوحظ أن جميع الذكور البالغة من مجموعة أخرى تبنت أيتاما صغارا قد خطت خطوة إضافية للأمام من خلال مساعدة الصغار الرضع وحملها أثناء التنقل لعدة أشهر. ونظرا لأن قردة شمبانزي متنزه «تاي» الوطني تسير ما يقرب من ثمانية كيلومترات يوميا في المتوسط، فإن ذلك يمثل إسهاما كبيرا يعود بالنفع على الصغار.

حبار عملاق يعود إلى 100 مليون عام!

وعثر باحثون مكسيكيون وألمان على بقايا حبار عملاق والذي يعرف أيضا باسم السبيدج كان يعيش في شمال المكسيك قبل ما يقرب من مئة مليون عام. وذكرت صحيفة "لا جورنادا" المكسيكية اليومية أمس أن هذا البحث أجراه متحف "ديزرت" المكسيكي وجامعة هايدلبرج الألمانية في إطار دراسة حول الأنواع البرية والبحرية التي ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ والتي عاشت في ولاية كواهويلا المكسيكية الحالية ما يقرب من ألف كيلومتر شمال مكسيكو سيتي.

وقال الباحث الألماني فولفجانج شتينيسبيك: "إنه حبار عملاق يشبه الحبار الذي يعيش في البحار حاليا، غير أنه نوع جديد عاش في منطقة كواترو ساينيجاس قبل مئة مليون عام، في العصر الطباشيري".

ولهذا الحيوان عشرة اذرع (لوامس) وينتمي إلى الرخويات رأسيات الأرجل المفترسة التي عاشت في المنطقة. ولم يجر الإعلان عن تفاصيل بشأن حجم هذا الحبار. وأشارت الصحيفة المكسيكية إلى أنه تم التوصل إلى هذه النتائج في الأسابيع القليلة الأولى من عام 2010 .

أكبر تمساح على وجه الأرض

شهد موجو بعينيه، دمار منزله بفعل قصف الطائرات الألمانية التي أغارت على بلجراد قبل 69 عاما، غير أنه نجا من ذلك القصف وعاش حتى يومنا هذا، ومن المعتقد أنه أكبر تمساح استوائي عجوز من أفراد نوعه من حيث العمر مازال حيا وهو في الأسر!!.

يقول فوك بويوفيتش مدير حديقة حيوان بلجراد(60 عاما)، إن موجو كان تمساحا يافعا عندما نقل إلى بلجراد مع رفيق له من إحدى حدائق الحيوان في ألمانيا عام 1937:«أذكر أنني رأيته وأنا بعد طفل صغير. وهو على صورته اليوم». كان القاطور موجو من نوع من التماسيح الاستوائية الضخمة في حديقة الحيوان عندما دقت الحرب العالمية الثانية أبواب يوغوسلافيا بعنف في شكل قصف جوي مكثف وواسع النطاق لبلجراد في نيسان(أبريل) عام 1941. وألحق القصف أضرارا بالغة بحديقة الحيوان في العاصمة وقتلت كثيرا من الحيوانات.

نجا موجو ورفيقه أيضا من قصف مكثف آخر بعد ثلاث سنوات عندما هاجمت الطائرات الأمريكية المدينة وهي تحت الاحتلال الألماني. وأدى القصف إلى تدمير سجلات الحديقة ليبقى عمر موجو الحقيقي وأصوله بل وحتى نوعه (ذكر أم أنثى)، لغزا محيرا.

وقال بويوفيتش « لقد احترقت المستندات ولا نملك سوى الروايات التي حكاها العمال والزائرون، عندما أتيت إلى هنا تحدثت إلى أقدم العمال أحد أولئك الذين كانوا في الحديقة منذ عام 1936».

وأضاف بويوفيتش أنهم سيتمكنون في نهاية الأمر من تحديد نوع موجو، لكن ليس قبل وفاته «فهو أكبر من أن يخضع للفحص ونحن لا نريد أن نزعجه. تولى بويوفيتش وهو نحات في الأساس، إدارة حديقة الحيوان عام 1988 وكانت متداعية آنذاك، وظل يدعو دون كلل من أجل جمع التبرعات وأوجه المساعدات الأخرى ، وفي النهاية نجح في تحويل المتنزه الذي يقع في قلب حصن يرجع للعصور الوسطى في بلجراد، إلى حديقة حيوان زاخرة ومكان يستحق الزيارة.

كما نجا رفيق موجو من الحرب العالمية هو الآخر غير أنه قتل في خمسينيات القرن العشرين عندما فتح أحد العمال عن طريق الخطأ، المياه الساخنة من نظام التدفئة في مسبح التمساح، ما أدى إلى نفوقه أو سلقه إذا تحرينا الدقة.

وقال بويوفيتش« كان موجو محظوظا للمرة الثانية لأنه لم يكن في المسبح في ذلك الوقت». وبقي التمساح الضخم دون رفيق، في البداية لأن أحدا لم يكن يهتم بذلك، والآن لأنه عجوز للغاية ووجود رفيق جديد قد يثير حفيظته.

والغريب أن موجو عاش ليرى الطائرات الأمريكية تعود لأجواء بلجراد إبان تدخلها ضد صربيا أثناء اعتداء الأخيرة على كوسوفو عام 1999، غير أن القصف هذه المرة كان دقيقا وليس عشوائيا كما كان الحال إبان الحرب العالمية. ولم يترك الزمن آثاره على هيئة موجو الذي نادرا ما يتحرك، وكان يسمح في الماضي للأطفال وحتى البالغين بأن يلقوا عليه العملات المعدنية في محاولة لاستثارته ليأتي بأي حركة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/أيار/2010 - 24/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م