شبكة النبأ: اجمع قادة الأجهزة
الأمنية في الولايات المتحدة ان محاولة تفجير تايمز سكوير التي تم
إحباطها مؤخرا قد تستشرف موجة من تفجيرات صغيرة محتملة الوقوع في بعض
الولايات الأميركية على مدى فترة لا تتعدى المستقبل القريب.
فيما يعتقد بعض المسئولين أيضا إن نجاح شبكات القاعدة في الوصول الى
أهدافها الانتقامية شيء وارد الوقوع نظرا لصعوبة تعقب المشتبه بهم من
جهة وصعوبة حصر الأهداف المحتملة لاتساع دائرتها، وتركيز تنظيمات
القاعدة على تنفيذ عملياتها في المناطق المفتوحة والهشة امنيا،
كالأسواق والميادين العامة.
وتتهم الأجهزة الاستخبارية بعض المجاميع والأفراد المتشددين ممن هم
مواطنون أمريكيون بالتواطؤ مع قيادات القاعدة في أفغانستان وجزيرة
العرب لشن هجمات انتقامية من الولايات المتحدة التي استهدفت طائراتها
مؤخرا صفوف التنظيم في باكستان وافغانستان والعراق.
فبعد محاولة التفجير الفاشلة لطائرة ركاب يوم عيد الميلاد أبلغ
مسئولو المخابرات الامريكية البيت الابيض بأن ما يثير قلقهم بشدة هو
احتمال أن يشن متشددون موجة من الهجمات الصغيرة على أهداف على الاراضي
الامريكية تصعب حمايتها.
وكان "الكابوس" الذي يمثله الإرهاب النووي الموضوع الرئيسي في القمة
الامنية التي عقدها الرئيس الامريكي باراك أوباما في الشهر الماضي لكن
الكثيرين في مجال المخابرات بالولايات المتحدة يعتقدون أن حصول القاعدة
على أسلحة نووية احتمال بعيد للغاية وان لديهم مخاوف أخرى في الوقت
الراهن.
وهم يرون أنه على الارجح ربما تحول القاعدة وجماعات أخرى تركيزها
على هجمات عنيفة أقل تعقيدا على "أهداف ضعيفة" يمكن بمرور الوقت أن
تحدث خسارة اقتصادية مماثلة لهجوم اخر على غرار هجمات 11 سبتمبر أيلول.
وقال أحد المسؤولين ان محاولة التفجير الفاشلة في ميدان تايمز
بنيويورك ومؤامرات أخرى اكتشفت مؤخرا ربما تكون مؤشرا على أن جماعات
متشددة تضررت بشدة من الضربات التي تشنها الولايات المتحدة مستخدمة
طائرات بلا طيار مستهدفة زعماءها بدأت "تفكر في هذا الامر".
قال مسؤول طلب عدم نشر اسمه "لديهم هدف استراتيجي وهو احداث شيء
مروع بهذا البلد... لكننا نعتقد أن من المرجح بدرجة أكبر أننا سنشهد
سلسلة من الهجمات الاصغر نطاقا.. مترو الانفاق.. مركز تجاري.. أهداف
ضعيفة لا يمكن حمايتها." بحسب رويترز.
ومن وجهة نظر مسؤولين فان مثل هذه الهجمات يصعب كشفها لانها في
العادة تكون بمشاركة مواطنين أمريكيين من غير المرجح أن تكون أسماؤهم
مدرجة في أي قائمة بالمشتبه بهم ويصعب اقتفاء أثرهم أكثر من المشتبه
بهم في الخارج بسبب القانون الامريكي.
وقال روي جودسون من جامعة جورجتاون "يعتقد أغلب الامريكيين أن
الارهاب والحروب بالانابة والعصابات الاجرامية التي تتبنى العنف
والمسلحين يضرون بالناس في أماكن أخرى". وتحدث عن الخطوط العامة لدراسة
عن كيف أن "قنبلة ميدان تايمز تستشرف التهديدات المقبلة".
وأضاف "الحقيقة هي أن الصراع غير المتسق الذي تقوم به جماعات مسلحة
والدول المتحالفة معها سيكون الخطر الاكثر شيوعا واستمرارا لعشرات
السنين."
وأشارت فرانسيز تاونسند مستشارة الامن الداخلي خلال ادارة الرئيس
الامريكي السابق جورج بوش الى ما أسمته "تحولا خطيرا" من المؤامرات
المتزامنة التي توقع عددا هائلا من الضحايا الى "أحداث ذات احتمال كبير
في الوقوع مع درجة أقل من العواقب" والتي يصعب رصدها ومنعها بدرجة أكبر.
وقال مسؤولون انه خلال اجتماعات البيت الابيض التي عقدت على الفور
عقب محاولة تفجير الطائرة يوم عيد الميلاد أبدى مسؤولو المخابرات
ومكافحة الارهاب مخاوفهم بشأن موجة من هجمات أصغر نطاقا.
وتعهد أوباما بتعزيز وسائل الدفاع في نقاط الدخول للاراضي الامريكية
وتحسين كفاءة المخابرات وأجهزة انفاذ القانون.
لكن مسؤولين يقولون ان هناك قيودا لما يمكن اتخاذه من اجراءات سريعة
لحماية مجموعة كبيرة من الاهداف الضعيفة المحتملة.
ويوجد نحو 450 مطارا تجاريا وأكثر من 50 ألف مركز للتسوق حذر كل من
دينيس بلير مدير المخابرات الوطنية وليون بانيتا رئيس وكالة المخابرات
المركزية (سي.اي.ايه) من احتمال استهدافها.
وقال بلير مؤخرا "حققنا نجاحا مرات عديدة في القضاء على الارهابيين
لذلك فان لدي ثقة كبيرة في أننا سنتمكن من ايقاف هذا النوع من الهجمات
التي قاموا بها في 11 سبتمبر... لكن هذا أجبرهم على اللجوء الى عمليات
أصغر وسيكون هذا أصعب... علينا أن نحسن من قدراتنا وأعتقد أن بامكاننا
ذلك."
وكانت هذه النقطة التي تمثل قلقا جزءا من المنطق وراء قرار البيت
الابيض بالسماح لسي.اي.ايه بقتل رجل الدين المسلم الامريكي المولد أنور
العولقي.
ويعتبر مسؤولو مكافحة الارهاب العولقي خطرا محتملا لانهم يعتقدون
أنه يفهم أكثر من أغلب الناس كيفية استغلال نقاط الضعف في الولايات
المتحدة.
وكان العولقي شخصية رئيسية في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتم
الربط بينه وبين كل من النيجيري المشتبه به في محاولة تفجير طائرة
الركاب الامريكية يوم عيد الميلاد والطبيب النفسي في الجيش الذي اتهم
بقتل 13 شخصا بالرصاص في قاعدة أمريكية بتكساس في الخامس من نوفمبر
تشرين الثاني.
ويقول مسؤولون انه بوحي من العولقي أصبح تنظيم القاعدة في جزيرة
العرب الجهة الاساسية التي تتآمر لشن هجمات "غير مثيرة" والتي يسهل
تخطيطها كما أن تكلفة تنفيذها أقل نسبيا.
وذكر الادعاء أن الامريكي الباكستاني المولد فيصل شاه زاد أقر
بمحاولة تفجير قنبلة في ميدان تايمز في نيويوروك وبتلقي تدريبات على
صنع القنابل في معقل لطالبان والقاعدة بباكستان.
وقال وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي لقناة سي.بي.اس نيوز "هذه
ضربة للرد.. هذا رد فعل.. هذا انتقام... يجدر بنا ألا نكون سذجا. لن
يجلسوا ويرحبوا بكم لتقضوا عليهم. سوف يردون. وعلينا أن نكون مستعدين
لهذه المعركة."
ومنذ صيف 2008 تسببت ضربات طائرات أمريكية بلا طيار تابعة لسي.اي.
ايه في المناطق القبلية بباكستان في مقتل أكثر من 500 متشدد طبقا
للتقديرات الامريكية. والاغلبية العظمى من الضحايا من مقاتلي المستويات
الادنى.
شاهزاد تلقى تدريبات بوزيرستان
الى ذلك أقر فيصل شاهزاد، المشتبه به في محاولة تفجير سيارة مفخخة
في ساحة "تايمز سكوير" بنيويورك، للمحققين الفيدراليين، بتلقيه تدريبات
على صناعة المتفجرات في باكستان.
وبالإضافة إلى ذلك كشفت المستندات القضائية عن تلقي شاهزاد، الذي
اعتقل في اللحظات الأخيرة بعد إعادة طائرة تابعة لشركة "الإمارات" في
رحلة إلى دبي، سلسلة من المكالمات الهاتفية من باكستان في ذات اليوم
الذي اشترى به سيارة نيسان "باثفايندر" بغرض استخدامها في الهجوم
المحبط.
وكان وزير العدل الأمريكي، إريك هولدر، قد أكد أن شاهزاد أقر بتورطه
فيما تعتبره السلطات الأمريكية "مخططاً لتنفيذ هجوم إرهابي."
وكشف شاهزاد، وهو أمريكي من أصل باكستاني تنحدر عائلته من قرية
مجاورة لمدينة بيشاور، لمحققي مكتب التحقيقات الفيدرالية، عن تلقيه
تدريباً في معسكر للإرهاب في منطقة "وزيرستان"، كما كشفت مصادر حكومية
أمريكية إلا أنه أشار إلى عدم امتلاك المحققين لأدلة تدعم تلك المزاعم.
بحسب شبكة السي . ان. ان.
وعقب اعتقال شاهزاد بساعات، أوقفت السلطات الأمنية الباكستانية
شخصين أو ثلاثة في حملة دهم بمدينة كراتشي على خلفية محاولة تفجير "تايمز
سكوير" الفاشلة.
وذكرت مصادر استخباراتية باكستانية أن الحملة استهدفت منزلاً أقام
فيه شاهزاد خلال زيارته الأخيرة للبلاد، ولم يكشف عن توقيتها.
وحذر مسؤولون في الولايات المتحدة وباكستان من القفز لاستنتاجات
بضلوع متشددين في باكستان في المحاولة التفجيرية الفاشلة.
وقال مسؤول باكستاني رفيع إن شاهزاد دأب على التنقل بانتظام بين
باكستان والولايات المتحدة، غير أنه قام كذلك بزيارة الشرق الأوسط.
وقال وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، للشبكة: "فيصل شاهزاد
سافر للولايات المتحدة لأول مرة عام 2003 بتأشيرة طالب، وسافر عدة مرات
بين البلدين منذ ذلك الوقت."
وأردف بالقول: "لقد زار دولاً في الشرق الأوسط"، دون أن يكشف عن تلك
الدول أو توقيت زيارتها.
ولدى سؤاله بشأن إمكانية تلقي المشتبه به تدريبات في باكستان، وقبيل
أن يكشف شاهزاد عن ذلك، رد المسوؤل الباكستاني بالقول: "حتى هذه اللحظة
ليس لدينا معلومات بذلك."
وتعج منطقة "وزيرستان" بالمليشيات المسلحة، ورغم الحملات العسكرية
العدة التي نفذها الجيش الباكستاني في غربي البلاد، المتاخمة للحدود
الأفغانية، إلا أن مسؤولين عسكريين أمريكيين شككوا في جدواها في
استئصال تلك المليشيات المتشددة.
ويشار إلى أن حركة طالبان حذرت مؤخراً من موجة هجمات وشيكة ستستهدف
المدن الأمريكية الكبرى.
وجاء التحذير على لسان زعيم التنظيم في باكستان، حكيم الله محسود،
في أول ظهور له منذ التقارير التي أفادت بمقتله في قصف جوي نفذته طائرة
استطلاع من دون طيار يعتقد أنها أمريكية.
وحذر الرجل في تقريره من موجة هجمات وشيكة ستستهدف المدن الأمريكية
الكبرى، وفقاً لما ذكره المركز المعلوماتي الأمريكي المتخصص بمتابعة
وتعقب الجماعات الإرهابية.
وقال المتحدث في الشريط: "لقد بات وشيكاً قيام فدائيينا بمهاجمة
المدن الكبرى في الولايات الأمريكية.. إن فدائيينا نجحوا في اختراق
أمريكا الإرهابية.. وسنوجه ضربات مؤلمة لأمريكا المتعصبة.
وفي السياق ذاته تحقق السلطات الامريكية فيما اذا كانت شركة طيران
الامارات ارتكبت خطأ حينما سمحت لفيصل شاه زاد المشتبه به في محاولة
التفجير في ميدان تايمز بركوب احدى طائراتها.
وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض في تصريح صحفي "هذا جزء
من التحقيق الذي نحن بصدده." |