حوزة كربلاء النسوية تُحيي يوم الكتاب العالمي

إقامة ندوة فكرية ومعرضا للكتاب

تقرير: انتصار السعداوي

 

شبكة النبأ: تحت شعار الكتاب شريان الأمم الحية أحيت حوزة كربلاء النسوية في كربلاء المقدسة يوم الكتاب العالمي الذي صادف يوم 23 \4\2010 م ندوة فكرية ثقافية للنساء مع معرض للكتاب وعلى قاعة مدرسة حافظات القرآن في باب الطاق.

أدارت الندوة وقدمت لها السيدة أم محسن معاش، وقدمت شرحا وافيا لمقولة الإمام الشيرازي (الأمم الحية دائما تهتم بالكتاب كل الاهتمام, بينما الأمم الميتة لا تهتم أي اهتمام به)، كما أشارت إلى اهتمام الإسلام بالكتاب والقراءة ليس إلا لرفع المستوى الثقافي للفرد، وتطرقت إلى تدني مستوى القراءة لدى العرب فقد  يكون نصيب الفرد العربي في المعدل العالمي للقراءة ربع صفحة سنويا أما نظيره الأمريكي فهو يقرأ 11 كتابا سنويا، وأضافت من الضروري أن تصبح القراءة عادة يومية لدى أي فرد كي يخطو المجتمع خطوة نحو التغيير.

وذكرت معاش: ان الافراد او المجتمعات على قسمين: أحدهما من يحمل ثقافة الوضع فهو قانع الحال ويقف كالمتفرج على الاحداث وذو ثقافة ومستوى علمي محدودين والثاني من يحمل ثقافة التغيير فهو ذو ارادة وعزم على التغيير ويملك رصيدا متجددا ومتراكما من المعارف.

ومن هذا المنطلق كان محور الندوة هو كتاب (الى العالم) للمرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الشيرازي (رحمه الله) والذي طبع مؤخرا والذي يدور ان العالم ابتلي بهذه الحضارة المادية التي أتت من الغرب، فاللازم ان يأخذ العقلاء زمام التغيير، والاصلاح العالمي التام لا يكون إلا بيد الإمام المهدي (عج)، أما الإصلاح بقدر فهو ممكن من باب الدعوة الى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 وختمت معاش حديثها قائلة: قد يرى الكثيرين انه لابد من الفصل بين الدين والدنيا ولا يمكن الجمع بينهما ولكن الإسلام أثبت عن طريق سيرة الرسول (ص) والأئمة المعصومين (ع) انه يمكن ايجاد الوحدوية بين الدنيا والدين وبين الضمير والعمل وبين الفضيلة والمادة في مقابل الازدواجية التي يعرضها الآخرون.

بعد ذلك قدمت السيدة أم مجتبى، مدرسة في الحوزة الورقة الثانية في الندوة: حول ثقافة اللاعنف التي هي إحدى النقاط الأساسية التي يذكرها الإمام الشيرازي في الكتاب. مفهومه وأهدافه. حيث يعتبر سلوكا مهما في عملية التغيير.

وأوضحت: إن عملية اللاعنف عملية صعبة وغير سهلة وتتطلب عناء كبيرا للوصول الى ثمرة هذه الاخلاقية وهي تتطلب اللين في التحاور والسخاء والعفو عند المقدرة وهي صفة من أصعب الامور تحملا وأشهاها ثمرة.

والورقة الثالثة قدمتها انعام مرتضى، مدرسة في الحوزة: عن التغيير الواقعي في الحياة فلا يكفي النهوض الصوري فان حضارة الإسلام تحتاج إلى واقعية وهذا الامر بحاجة الى قوة فهم البديل فقهيا أولا وإمكانية التطبيق ثانيا.

والورقة الرابعة قدمتها سحر مدلول، طالبة في الحوزة: عن ضرورة الجمع بين الشيوخ والشباب في عملية التغيير فالأولون لأجل الرأي والحكمة والتجربة، والآخرون لأجل العمل والحركة والانطلاق.

وختمت الندوة السيدة معاش قائلة: اننا نحيي هذا اليوم سنويا دعما منا لنشر ثقافة الكتاب والقراءة في المجتمع، كما وذكرت بعض التوصيات للإمام الشيرازي في هذا المجال حول الكتاب مسكا لختام الندوة منها:

- من الضروري أن يكون الكتاب أرخص من رغيف الخبز، لأن الكتاب معناه توعية الأمة وتثقيفها.

- من اللازم جمع المـال للكتاب حتّى يؤمن الناس به ويندفعوا إلى الكتاب بأنفسهم كاندفاعهم في الحال الحاضر إلى مجالس الاحتفالات والأعراس ومجالس الفرح حيث صارت جزءاً من حياتهم.

- إذا عقدت مجلساً حسينيّاً في بيتك أو في المسجد تستطيع أن توزّع في اليوم الأخير عدداً من الكتب الصغيرة، فإذا اعتاد أصحاب المجالس على توزيع الكتب خصوصاً في مواسم التبليغ تصبح الفائدة أكثر.

- من اللازم الاهتمام بإنشاء المكتبات الخاصة حسب الامكان وان يكون في كل بيت مكتبة ولو من مائتي كتاب فان المكتبة جمال بغض النظر عن انها منبع للعلم واشعاع للفكر.

- كثير من الخيرين يوصون بثلث الإرث من بعدهم لأعمال الخير والبر ومن الحسن أن يوصي الموصي كل ثلثه أو بعضه لطبع الكتب أو نشرها أو للتخفيف من قيمة الكتب التي يحتاج إليها الناس.

وبعد ختام الندوة والاستماع الى المداخلات ذهبت الحاضرات الى مكتبة الحوزة  حيث اقيم معرض للكتاب وقد احتوى المعرض على أكثر من 250 عنوان في مختلف العلوم وقد اهتم المعرض بشكل خاص بكتب الاطفال والأدب النسوي فضلا عن العلوم الدينية والفقه وعلم النفس والاجتماع والطب والتاريخ وغيرها.

وقد بيعت مطبوعات ثقافة الأطفال بالكامل في الساعة الأولى من افتتاح المعرض وجاءت بالدرجة الثانية كتب الثقافة النسوية في تربية الطفل والاجتماع وكتب الطبخ والصحة.

يذكر أن هذا المعرض هو دوري يقام سنويا في الحوزة ويستمر لمدة ثلاثة أيام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 28/نيسان/2010 - 13/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م