الحديث عن الجار حديث شائق وممتع ويجرنا الى مطالعة كثرة الوصايا
الاسلامية بضرورة الحفاظ على حقوق الجار وذهب البعض الى تفسير الوصية
بالجار هو تحمل اذى الجار وعدم مقابلته بالمثل، وحتى ان هنالك اشكالات
شرعية لمن يبيت شبعان وجاره جائع، والمثل المعروف الله موصي بسابع جار،
واحد صحابة رسول الله (ص) يقول لكثرة ما اوصانا رسول الله بالجار حتى
ظننا انه سيشركهم في ارثنا.
هذه الاواصر التي يحث عليها الشارع الاسلامي كان العراقيون بالامس
القريب ملتزمون بهذه الوصية بحيث انه لو دخل غريب لاي حي من الاحياء
نجد اهل الحي يسالونه ماذا تريد ولمن تذهب ؟ وكثير من الروايات تسرد عن
الجار الذي يسافر ويستودع زوجته لدى جاره امانة لكثرة الايمان والامان.
بالامس وقبل الامس حدثت انفجارات بسيارات مفخخة ذهب ضحيتها مصلون لا
ذنب لهم الا لانهم شيعة ولا نريد ان نعطي الصبغة الطائفية على
التفجيرات واسال هل ستحدث انفجارات مماثلة غدا وبعد غدا؟ الجواب نعم
والـ (كلا) مشروطة.
نظرة حتى ولو سطحية على حديث الجار وكثرة السيطرات، اليوم كثرة
السيطرات تجعل تنقل السيارات المفخخة فيها شيء من الصعوبة ولو حدث خرق
امني فهذا يكون لسيطرة واحدة او اثنين اي ان المكان الذي فخخت به هذه
السيارات لا تعدو من الحي نفسه او الذي بجواره والمكان هو دار او دكان
وله جار ايضا.
فلو التزم المسلمون بحديث الجار ومتابعة امور جارهم ومعرفة طبيعتهم
فان هذا يقلص بل قد يقضي على الارهابيين وتفخيخ السيارات اما الانعزال
وعدم مراعاة الجار لحقوق جاره وعدم التزاور بينهم سهل مهمة الارهابيين
في اجرامهم هذا.
اين فخخت هذه السيارات؟ اما في قواعد عسكرية او بين الاحياء
السكنية، ولنفترض في قواعد عسكرية فعندما يدخل الى الحي او يركن سيارته
بقرب مسجد او سوق اين هم اصحاب العلاقة؟ ولو اركن السيارة امام بيت ما
فيجب على صاحب الدار الابلاغ عنها واذا كان في شارع عام فعلى صاحب
العلاقة القريب من وقوف السيارة الابلاغ عنها.
كل بيت يقول لا علاقة لي ويفكر بان ينعزل تجنبا للاذى يكون قد ساهم
في خلق ثغرات لمرور الارهاب منها،وما تفجير العمارات السكنية التي وقعت
مؤخرا لم تكن الا بسبب عدم معرفة الجار لجاره، والواجب علينا اطلاق خطة
جارك ثم جارك للقضاء على الارهاب. |